تحليلات
كتب فاطيمة طيبى 7 أكتوبر 2019 12:46 م - التعليقات انسحاب شركة البترول الصينية من تطوير حقل "بارس" للغاز في إيران
اعداد ـ فاطيمة طيبي اعلن بيجان زنقنة وزير النفط الإيراني عن تولي شركة "بتروبارس" الحكومية مشروع تطوير المرحلة الـ11 من حقل "بارس"، بمفردها بعد انسحاب شركة البترول الوطنية الصينية "سي إن بي سي" من المشروع في السادس من اكتوبر الحالي والذي كان من المفترض أن تتعاون شركتا "توتال" الفرنسية و"سي إن بي سي" الصينية مع "بتروبارس" الإيرانية لتطوير المرحلة الـ11 من حقل بارس بموجب صفقة بقيمة 4.8 مليار دولار 4.1 مليار يورو تم توقيعها في يوليو 2017. وتم التوصل للصفقة بعد إبرام الاتفاق النووي بين طهران والدول الكبرى الذي نص على رفع العقوبات عن إيران مقابل كبح برنامجها النووي، منهيا عزلة اقتصادية عانتها طهران لسنوات ووفقا لـ"الفرنسية"، انسحبت "توتال" من المشروع بعد ثلاثة أشهر عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التخلي عن الاتفاق النووي في مايو الماضي، وإعادة فرض عقوبات على قطاع النفط الإيراني وغيره من القطاعات الحيوية في البلاد ونقل الموقع الإلكتروني لوزارة النفط الإيرانية عن زنقنة قوله إن شركة بتروبارس ستتولى تطوير المرحلة الـ11 من مشروع حقل جنوب بارس بشكل كامل .هذا ولدى سؤاله عما إذا تخلت شركة البترول الوطنية الصينية عن المشروع، رد زنقنة "نعم، لقد فعلت". وتقلصت صادرات إيران من النفط أكثر من 80 % بعد أن أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات عقب انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب العام الماضي من اتفاق 2015 النووي بين إيران والقوى العالمية كما تؤكد الدول الأخرى المنضوية تحت الاتفاق النووي أي بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، الصين، وروسيا تمسكها به على الرغم من انسحاب واشنطن، إلا أن جهودها في الحفاظ عليه لم تثمر حتى الآن وأشار زنقنة إلى أن "بتروبارس" لم تتول المشروع من البداية لأننا كنا نريد استقطاب الاستثمار الأجنبي لهذا المشروع كما أن الشركة الإيرانية كان من المفترض أن تستفيد من خبرات هاتين الشركتين الأجنبيتين ،كما أن تطوير منصة للضغط المعزز سيتوقف على المحادثات بين مجموعة "مابنا" الإيرانية وشركات أخرى . هذا وقد وقعت "بتروبارس" في سبتمبر صفقة بقيمة 440 مليون دولار مع "شركة نفط وغاز بارس" التابعة للدولة لتطوير حقل غاز "بلال" الواقع في مياه الخليج. وأدى تكثيف الضغط الأمريكي على إيران إلى عزوف المستثمرين عن العمل في البلاد، وفي العام الماضي، حلت مؤسسة البترول الوطنية الصينية محل توتال لتشغيل مشروع المرحلة الحادية عشرة من حقل بارس الجنوبي بعدما أنهت الشركة الفرنسية مشاركتها كي لا تنتهك العقوبات الأمريكية. لكن في أواخر العام الماضي، علقت المؤسسة الصينية الاستثمار في الحقل تحت ضغط من الولايات المتحدة. وتملك إيران ثاني أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم لكنها ليست مصدرا كبيرا له بسبب العقوبات الدولية التي فرضت عليها لعقود. وقد اشير الى ذلك في منتصف شهر ديسمبر من سنة 2018 حيث قال ثلاثة مسؤولين تنفيذيين حكوميين في قطاع النفط في الصين إن مؤسسة البترول الوطنية الصينية علقت استثماراتها في مشروع حقل بارس الجنوبي للغاز الطبيعي الإيراني، أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم، بسبب ضغوط أمريكية وبغية خفض التوترات في ظل محادثات تجارية بين بكين وواشنطن. فإن تجميد استثمارات مؤسسة البترول الوطنية الصينية يوجه ضربة "موجعة" لمساعي طهران الرامية للحفاظ على تمويل مشروعات الطاقة في ظل إعادة فرض عقوبات أمريكية على قطاع النفط الإيراني في وقت سابق من العام الجاري.وفق ما نقلته"رويترز"، وقالت إيران في الخامس والعشرين من نوفمبر إن مؤسسة البترول الوطنية الصينية حلت محل شركة توتال في تشغيل المرحلة 11 من مشروع حقل بارس الجنوبي بعد انسحاب الشركة الفرنسية من المشروع خشية انتهاك العقوبات .. وأفاد أحد المصادر وهو مسؤول تنفيذي مطلع مباشرة على المسألة أن تجميد الاستثمارات جاء بعد أربع جولات من المحادثات في بكين منها جولة عقدت في أكتوبر مع مسؤولين أمريكيين كبارا حثوا المؤسسة على الامتناع عن ضخ تمويل جديد في إيران كما أشارت المصادر إلى أنه لم يتضح ما إذا كانت الحكومة الصينية أعطت أوامر مباشرة بوقف الاستثمارات، لكن المصادر أضافت أن الأمر منطقي في ظل المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة وقال مسؤول مطلع على الاستراتيجية العالمية للمؤسسة الصينية: إن "الصين تعتبر علاقتها مع الولايات المتحدة أهم من أي شيء آخر. ونظرا لأن مؤسسة البترول الوطنية الصينية كيان مملوك للدولة فإنها ستظل بعيدة عن التسبب في أي متاعب لا داعي لها في هذه العلاقة مع المحادثات التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والصين". وقال وقتها أحد المصادر إن طهران أمامها 120 يوما فقط لمراجعة دور مؤسسة البترول الوطنية الصينية في حقل بارس الجنوبي واتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستبقي الشركة الصينية كمستثمر أو ستلغي الاتفاق.
|
||||||||||