أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
12 مايو 2020 1:41 م
-
"وول ستريت جورنال": هل يأتي كورونا بكساد عظيم كما يراه الخبراء

"وول ستريت جورنال": هل يأتي كورونا بكساد عظيم كما يراه الخبراء

اعداد ـ فاطيمة طيبي

غالباً ما تصف القصص الإخبارية الانكماش الاقتصادي العالمي الناجم عن فيروس كورونا بأنه الأسوأ منذ الكساد الكبير عام 1932، ولكن هل يمكن لهذا الوصف أن يكون دقيقاً، بعد كل هذا التطور الهائل في الاقتصاد، وفي مسببات الركود والفارق الضخم في الحالتين.

ـ أراء المحللين :

وبحسب آراء كبار الخبراء الأميركيين في تقرير نشرته "وول ستريت جورنال"  ..

1 ـ بن برنانكي:


 فإن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق، بن برنانكي، الذي درس حقبة الثلاثينيات يقول: "لا أجد أن المقارنة بين الانكماش الحالي والكساد العظيم مفيدة كثيرا فالمدة المتوقعة أقل بكثير، والأسباب مختلفة للغاية".

وربما يكون وصف ركود الثلاثينيات المرتقب صحيحاً حرفياً، ولكن بالنسبة للكثيرين، فإن المقارنة تخيف أكثر مما توضح ملامح الركود وعلمية التعامل معه.

ويرى اقتصاديون أنه من المحتمل أن يكون هناك فرق كبير بين الانكماش الذي هو الأسوأ منذ الكساد والظروف السيئة التي ستتوالى في حقبة كورونا المستجد  "كوفيد 19"  .

ولا يزال مسار الوباء والاقتصاد غير مؤكد، ولا يمكن لأحد معرفة ما مدى دقة رؤية المسؤولين الصحيين لاحتواء الأزمة، ومدى تعاون الجمهور، وما إذا كانت السياسات ستثير انتعاشًا سريعًا أم لا.

ومع ذلك، يجد العديد من الاقتصاديين أن السيناريو الذي ينافس الكساد العظيم في شدته ومدته يصعب تخيله.

ويضيف برنانكي: "كان انهيار النظام المالي سبباً رئيسياً لكل من الكساد الكبير والركود الاقتصادي في 2007-2009". أما اليوم ، فإن "البنوك أقوى وأفضل في الرسملة".

وحسب معظم التقديرات، من المرجح أن يكون التراجع الحالي قابلاً للمقارنة من حيث الحجم والمدة مع فترة الركود في العقد الأول من القرن الحالي والركود الرئيسي الآخر بعد الحرب العالمية الثانية، في أوائل الثمانينيات.

وتبدو المقارنات مع حالة الاكتئاب صعبة لأن معظم مجموعات البيانات التي تم جمعها اليوم لم تكن موجودة في الثلاثينيات.

ولكن هناك بعض الإجراءات التقريبية المتاحة، بما في ذلك إحصاءات التجارة العالمية من عصبة الأمم آنذاك، وبيانات الاحتياطي الفيدرالي للمصانع وسجلات إدارة تقدم الأعمال بشأن البطالة.

في الثلاثينيات، تراجع الإنتاج الصناعي بأكثر من النصف. وتعادل الإنتاج ببطء لما يقرب من 4 سنوات، لكنه انخفض بشكل حاد مرة أخرى في 1937-1938.

وعلى النقيض من ذلك تراجع الإنتاج بنحو 15% في 2007-2009 و10% في أوائل الثمانينيات.

عندما ضرب الفيروس التاجي الحالي العالم، كان الإنتاج الصناعي قد تراجع  بالفعل نتيجة للحروب التجارية الأخيرة، في حين أغلقت العديد من المصانع مع تقلص الطلب الاستهلاكي، إلا أن بعضها يعد نفسه للعودة للعمل بسرعة.

وقد تحولت شركة جنرال موتورز وشركة فورد موتور، على سبيل المثال، من صناعة السيارات إلى أجهزة التنفس الاصطناعي للمصابين، فيما تكافح مصانع الإمدادات الطبية لمواكبة الطلب.

ويرى برنانكي أن "كثيراً من الناس يعانون الآن، ولن يتعافى الاقتصاد في ربع أو ربعين من العام فقط، ولكن إذا تمكنا من الحصول على السيطرة المعقولة على الفيروس، فسوف يتعافى الاقتصاد بشكل كبير، ويجب أن يكون هذا الانكماش أقصر بكثير من الكساد الكبير".

ومن المرجح أن يكون الربع الثاني من عام 2020 هو الأسوأ على الإطلاق بالنسبة للعديد من الاقتصادات. ويظهر التقدير المتوسط للاقتصاديين الذين شملهم الاستطلاع الذي أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى انخفاض بنسبة 25% بمعدل سنوي في الولايات المتحدة. بعض التقديرات أقرب إلى 50%.

لكن المعدلات السنوية يمكن أن تكون مضللة. لأن العينة المستطلعة آراؤهم يفترضون أن الوتيرة الفصلية للتراجع سوف تستمر لمدة عام، إذ جرى إغلاق 10% من الاقتصاد بشكل فصلي، فسيعتبر ذلك انخفاضا بنسبة 40% بمعدل سنوي.

2 ـ دوجلاس إيروين:


من جهته يقول دوجلاس إيروين، الأستاذ في كلية دارتموث، الذي درس السياسة التجارية الأميركية خلال حقبة الكساد: "لقد شهدنا هذا الانخفاض الفوري المفاجئ والحاسم للغاية في النشاط الاقتصادي، مدفوعا بسياسات الحكومة لإغلاق الاقتصادات، وهذا جاء مفاجئا للغاية وإن الأرقام فلكية".

وعلى النقيض من هذه الصورة يرى إيروين أن "الطريقة التي تطور بها العالم إلى الكساد الكبير كانت تباطؤا متدرجاً وثابتاً، فقد كان بمثابة خنق بطيء للاقتصاد".وكما هو الحال في كساد الثلاثينيات، يأتي انهيار اليوم عالمي.

3 ـ غيتا جوبيناث:


وقالت غيتا جوبيناث كبيرة الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي في إيجاز الشهر الماضي إنه بالمقارنة مع كساد الثلاثينيات فإن النطاق في الأزمة الحالية حتى الآن يبدو أصغر.

ويقدر صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد العالمي تراجع بنحو 10% خلال فترة الكساد الكبير، مقابل توقعات بنحو 3% هذا العام والعودة المتوقعة للنمو العام المقبل.

وقد تقلصت الاقتصادات المتقدمة بنحو 16% في فترة الكساد الكبير مقارنة بحوالي 6% متوقعة لهذا العام.

أدت سلسلة من الأخطاء السياسية الشديدة حول العالم إلى تفاقم طول وشدة الكساد الكبير في حقبة الثلاثينيات.

شددت البنوك المركزية السياسة النقدية للحفاظ على معيار الذهب، الذي لم يعد موجودا في الوقت الحالي. وكانت النتيجة تراجعا حادا، مما زاد من قيمة الدين وخفض الدخول الوطنية للدول.

كما قامت الحكومات في بداية الكساد الكبير في الثلاثينيات بخفض الإنفاق كرد فعل على انخفاض الإيرادات، ومع تدهور الاقتصادات، رفعت البلدان الحواجز التجارية في محاولة لحماية صناعاتها المحلية، فكانت النتيجة، على الرغم من كل تلك الإجراءات، تراجعا عالميا في الطلب، والذي عمّق الكساد أكثر.

وفي الوقت الحالي الذي نعيشه من أزمة كورونا المستجد، فسرعان ما خفضت البنوك المركزية حول العالم أسعار الفائدة وأطلقت برامج مليارية لدعم أسواق الائتمان.

كما وافقت الحكومات على تدابير إنفاق ضخمة، بما في ذلك حزمة تقدر بحوالي تريليوني دولار من التحفيز في الولايات المتحدة، للمساعدة في إبقاء الشركات واقفة على قدميها وحماية الوظائف. ولكن لم توافق إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على رفع الحواجز التجارية استجابة للوباء.

4 ـ كاثرين مان:


من ناحيتها تقول كاثرين مان، كبيرة الاقتصاديين في سيتي غروب العالمية: "لن أقول إن كل شيء في السياسة الحالية صحيح، لكننا نتفهم أن التأخير يفاقم النتائج الاقتصادية".

 


أخبار مرتبطة
 
9 أبريل 2025 5:20 ممدبولي: العالم يواجه حربا اقتصادية شاملة ومصر تمتلك الأدوات لتحويل التحديات إلى فرص9 أبريل 2025 4:34 ممفاوضات مصرية أمريكية لخفض الرسوم الجمركية على الصادرات8 أبريل 2025 2:13 مانطلاق فعاليات منتدى الأعمال المصري الفرنسي بمشاركة واسعة من المسؤولين7 أبريل 2025 4:50 ممنتدى الأعمال المصري الفرنسي ورؤية مصر 2030 لقطاع الرعاية الصحية6 أبريل 2025 4:32 مرسوم ترامب على مصر قد تدفع البنك المركزي لتأجيل أو تقليل أسعار الفائدة26 مارس 2025 1:41 ماستهداف تنفيذ 6 مشروعات جديدة بالشراكة مع القطاع الخاص بتكلفة 27 مليار جنيه24 مارس 2025 1:38 متسارع مرتقب في وتيرة التخارج من الشركات المملوكة للدولة وطرح 10 شركات كبرى بالبورصة23 مارس 2025 2:59 مالحكومة تستهدف توجيه أكثر من ثلثي الاستثمارات الحكومية للتنمية البشرية بنسبة 42.4%18 مارس 2025 2:54 مزوكربيرغ يكشف عن تقنية جديدة تستبدل فيها الشاشات وتحدث ثورة بتفاعلنا بالعالم الرقمي17 مارس 2025 2:55 متكهنات بخيبة امل .. وارن بافيت يتخلى عن العقارات الأميركية

التعليقات