تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
25 أكتوبر 2020 2:49 م
-
"بلومبيرج": كوفيد ـ 19 نقمة على دول سياحية ونعمة لتقليص العجز التجاري في دول أخرى

"بلومبيرج": كوفيد ـ 19 نقمة على دول سياحية ونعمة لتقليص العجز التجاري في دول أخرى

اعداد ـ فاطيمة طيبي 

تعد أحدى البلدان التي تلقت ضربات كبيرة بشكل خاص بسبب ابذلت تايلاند جهودا مذهلة للغاية للسيطرة على جائحة فيروس كورونا، على غرار كثير من دول شرق وجنوب شرق آسيا، إلا أن هذا لم يمنع معاناة البلاد من التراجع الاقتصادي، الذي يبدو أنه أسوأ بكثير من ذلك، الذي يواجه جيرانها، أو الولايات المتحدة، حسب ما ذكرت وكالة "بلومبيرج" للأنباء.

ويرجع ذلك أساسا إلى أن اقتصاد تايلاند يعتمد بشكل كبير على السياح القادمين من الخارج، الذين منعتهم السلطات من دخول البلاد منذ بدايات الجائحة، وبدأت الآن فقط في السماح بعودتهم في ظل ظروف تقييدية للغاية. 

ووفقا لـ"الألمانية"، في تحليل حديث لتأثير أزمة السياحة الناجمة عن كوفيد - 19 في أرصدة الحساب الجاري لـ 52 دولة، خلص صندوق النقد الدولي إلى أن تايلاند ستكون الأكثر تضررا. ويقيس الحساب الجاري التجارة في السلع والخدمات بالإضافة إلى التحويلات النقدية، والدول ذات الأرقام الأكثر سلبية تصدر عادة كثيرا من خدمات السياحة أكثر مما تستورد، وقد خفضت جائحة كوفيد - 19 ذلك الفائض في التجارة ذات الصلة بالسياحة بشكل حاد.

ومن بين الدول الأخرى، التي تلقت ضربات كبيرة بشكل خاص اليونان، بنسبة ناقص 5.9 %، من الناتج المحلي الإجمالي، والبرتغال ناقص 4.45 %، والمغرب ناقص 3.64 %، وكوستاريكا ناقص 3.38 %، وقد يكون التفكير في السياحة من حيث الموازين التجارية مربكا بعض الشيء في البداية.

وتصدر الدول، التي تجلب سائحين أكثر مما ترسله إلى الخارج، خدمات سياحية أكثر مما تستورد في الواقع، وبالتالي تحقق فائضا في السياحة. والدول التي ترسل أعدادا ضخمة من الأشخاص إلى الخارج بحثا عن أشعة الشمس ومناطق الجذب الأخرى وتستقبل أعدادا أقل من الزوار هي مستورد صاف للسياحة.

ومن خلال وقف السفر أو إبطائه، أدت الجائحة إلى خفض عجز تجارة السياحة لديها، وكما أوضح نوح سميث الخبير الاقتصادي الأمريكي في مقال رأي كان قد نشرته وكالة "بلومبيرج" للأنباء، ردا على بعض المؤشرات، التي وصفها بـ"السخيفة"، التي قالها مستشار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التجاري، بيتر نافارو، فإن حقيقة أن العجز التجاري يظهر كأرقام سلبية في محاسبة الناتج المحلي الإجمالي، والفوائض على أنها إيجابية لا تعني بالضرورة أن تقليل الأول أو زيادة الأخير سيزيد النمو.

وفي حقيقة الأمر، يقلص الاستغناء عن إنفاق السائحين الأجانب بشكل حاد الناتج المحلي الإجمالي لتايلاند  وفي النرويج، فإن إنفاق سكانها المال في الداخل بدلا من إنفاقه في ماربيا أو فوكيت، ربما يعزز الناتج المحلي الإجمالي إلى حد ما، وإن كان ذلك في مواجهة كثير من العوامل الأخرى، مثل انخفاض أسعار النفط، التي دفعته إلى الانخفاض.

وفي أوروبا، حيث تقوم الدول الشمالية الأكثر ثراء بإرسال عدد كبير من السائحين عادة إلى الدول الجنوبية الأكثر فقرا، أكثر مما تستقبله، يعني هذا أن الجائحة قد فاقمت الاختلالات الاقتصادية بين الشمال والجنوب في القارة. ويبدو أن حزمة التحفيز البالغ قيمتها 750 مليار يورو (885 مليار دولار)، التي وافق عليها الاتحاد الأوروبي في يونيو 2020 ، والتي تقدم أكبر فوائدها لإيطاليا وإسبانيا، وكأنها النوع الصحيح من الاستجابة، وإن لم تكن كبيرة ربما بما يكفي.

والولايات المتحدة ليست فقيرة، لكنها أيضا من بين الدول، التي تحصل من الزوار الأجانب على أموال أكثر مما ينفقه سكانها في الخارج، وهذا الفائض التجاري ليس ضخما، ومعظمه لا يأتي من السياح، ولكن من رجال الأعمال والطلاب الأجانب، الذين يدرسون في الكليات والجامعات هناك. والولايات المتحدة ليست تايلاند، لكنها تحقق فوائد اقتصادية واضحة من السفر عبر الحدود   .ومن حظر اللقاءات الاجتماعية في لندن إلى منع التجول في فرنسا وإغلاق المدارس في بولندا، دخلت سلسلة جديدة من الإجراءات الصارمة حيز التنفيذ السبت في أوروبا على أمل وقف الموجة الثانية من وباء كوفيد - 19.

ففي لندن، يمنع بدءا من السبت اختلاط سكان أي مكان في الداخل مع أشخاص من الخارج، وقد سجلت أكثر من 15 ألف إصابة جديدة الجمعة في المملكة المتحدة، الدولة التي سجل فيها أكبر عدد من الوفيات في أوروبا، بلغ 43400.

وفي فرنسا، أمضى سكان 12 مدينة كبيرة بينها العاصمة باريس وضواحيها، آخر ليلة بحرية قبل أن يبدأ حظر تجول بين الساعة 21.00 و06.00  ، وفرض الإجراء، الذي سيبقى مطبقا أربعة أسابيع على الأقل، مع انتشار الفيروس مجددا في البلاد.

وسجلت أكثر من 25 ألف إصابة في فرنسا خلال 24 ساعة في السادس عشر من اكتوبر 2020 ، ونحو الساعة 22.00   ، كانت شرفات المقاهي والمطاعم مفتوحة في ساحة الجمهورية في وسط العاصمة، تغص بالشباب، الذين تعالت أصوات ضحكهم. وقال الطالب كورتيس ماجديلون (19 عاما) ردا على أصدقائه الأربعة "سنستمتع قدر الإمكان بمطعم وقليل من المشي مع الأصدقاء في جادة الشانزليزيه"، وبعدما التقطوا لأنفسهم صورة سيلفي وهم يضعون الكمامات، واصلوا طريقهم في الليل. وأشارت وكالة الصحة العامة الفرنسية إلى استمرار انتشار الوباء من الأصغر سنا إلى الأكبر سنا، عادة أن هذا التطور مقلق للغاية، وستدخل قيود جديدة حيز التنفيذ في وارسو والمدن الكبيرة الأخرى في بولندا، التي تعد مناطق حمراء.

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 16 ساعةنحو التكافؤ في السلطة.. دورالمرأة على طاولة نقاشات دافوس 202521 يناير 2025 11:30 صالمالية: نسعى لرفع كفاءة إدارة المالية العامة للتوسع في الإنفاق على الصحة والتعليم20 يناير 2025 2:04 موعود ترامب.. خطة حاسمة لإعادة تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي19 يناير 2025 4:01 ممنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تختار مصر لإطلاق النسخة العربية من إرشاداتها للسلوك المسئول للشركات15 يناير 2025 2:37 مشرق أوسط جديد يحمل بصمات لارث ثقيل من إدارة الرئيس جو بايدن14 يناير 2025 3:31 مخالد عبد الغفار يوجه بتأسيس لجنة استشارية عليا للتنمية البشرية12 يناير 2025 12:37 متمكين المرأة اقتصاديا من خلال توفير الخدمات المالية وغير المالية للمشروعات وبرامج التدريب8 يناير 2025 3:06 ممصر: سيناريوهات استيراد الغاز المسال في الربع الأول من 20256 يناير 2025 12:40 معودة أعمال تنمية حقل غاز"ظهر" يناير 2025 مع طرح مناطق للتعدين5 يناير 2025 2:56 مارتفاع أسعار الخامات والأدوات والأجور.. أبرز تحديات صناعة الأثاث

التعليقات