دراسات
كتب فاطيمة طيبى 7 مارس 2021 12:30 م - التعليقات يراهن المستثمرون على اجتماع منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها "أوبك+" مارس 2021
اعداد ـ فاطيمة طيبي تراجعت أسعار النفط في الاسبوع الاخير من شهر فبراير 2021 ، بعد أن أدى انهيار أسعار السندات وارتفاع عوائدها إلى مكاسب للدولار، ونمت التوقعات بأنه مع عودة أسعار النفط إلى مستويات ما قبل الجائحة، فإن مزيدا من المعروض سيجد طريقه إلى السوق على الأرجح. و على الرغم من انخفاض الأسعار، فإن خامي برنت وغرب تكساس الوسيط الأمريكي حققا مكاسب بنحو 20 %، منذ بداية الشهر فبراير 2021 ، إذ تكابد الأسواق اضطرابات في الولايات المتحدة، بينما يزيد التفاؤل إزاء تحسن الطلب مع توزيع لقاحات مضادة لفيروس كورونا. وقالت مارجريت يانج الاستراتيجية لدى "ديلي فيكس" ومقرها سنغافورة "النفط الخام تراجع على نحو متواضع من مستويات مرتفعة سجلها في الآونة الأخيرة في ظل أجواء عزوف عن المخاطرة، إذ هبطت الأسهم الآسيوية بشكل واسع لتحذو حذو أداء ضعيف لوول ستريت". وأضافت أن "عمليات البيع في سوق السندات دفعت إلى ارتفاع الدولار الأمريكي وزيادة العوائد، التي بدورها تضغط على السلع الأولية التي لا تدر عائدا. ويتسبب ارتفاع العملة الأمريكية في زيادة تكلفة النفط المسعر بالدولار لمشتري الخام بعملات أخرى". ويراهن المستثمرون على أن اجتماعا يعقد الأسبوع الاول من شهر مارس 2021 لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+" سيتمخض عن عودة مزيد من الإمدادات إلى السوق. وتواجه أسعار الخام الأمريكي أيضا عوامل معاكسة جراء خسارة طلب المصافي بعد إغلاق عدة منشآت على ساحل خليج المكسيك خلال عاصفة شتوية الأسبوع الماضي. وقالت إدارة معلومات الطاقة "إن إنتاج الخام الأمريكي انخفض بأكثر من 10 % أو ما يعادل مليون برميل يوميا في الأسبوع الثالث من فبراير ، بسبب عاصفة شتوية شديدة تجتاح ولاية تكساس". وتوقع "مورجان ستانلي" ارتفاع أسعار خام برنت إلى 70 دولارا للبرميل في الربع الثالث بفضل "مؤشرات على تحسن كبير للسوق" من بينها احتمالات طلب أفضل. كما قال البنك في مذكرة خلال وقت سابق، "الأوضاع باتت مواتية لسوق النفط بوتيرة أسرع من المتوقع". وذكر "مورجان ستانلي" أن "حالات الإصابات الجديدة بكوفيد - 19 تنخفض سريعا في أنحاء العالم، إحصاءات التنقل بلغت أدنى مستوياتها وبدأت في التحسن، وفي الدول خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تعمل مصافي التكرير بالفعل بقوة مثلما كانت قبل كوفيد - 19". وقال البنك "إن السحب السريع من المخزونات، وارتفاع فوارق الأسعار الحاضرة في سوق بحر الشمال من بين عوامل أخرى يشيران إلى تحسن السوق". وأظهر استطلاع للرأي أجرته ، أن أسعار النفط ستشهد تعافيا مطردا هذا العام 2021 مع وصول لقاحات للوقاية من كوفيد - 19 لمزيد من الناس وتسارع وتيرة الانتعاش الاقتصادي، وفي ظل قوة دفع إضافية من التحفيز وضبط إمدادات منتجين كبار للخام. وتوقع المسح الذي شمل 55 مشاركا أن يبلغ سعر خام برنت في المتوسط 59.07 دولار للبرميل هذا العام ارتفاعا من استطلاع اجري في شهر يناير الذي توقع أن يبلغ متوسط السعر 54.47 دولار للبرميل. ومتوسط سعر برنت منذ بداية العام الجاري 58.80 دولار. ومن بين 41 خبيرا شاركوا في استطلاع شهري ينايرو فبراير، رفع 32 مشاركا توقعاتهم. وقال معظم المحللين "إن منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاءها "أوبك+" قد يخففون القيود الحالية المفروضة على الإنتاج عندما يجتمعون في الرابع من شهر مارس لكنهم سيتفقون أيضا على الحفاظ على ضبط الإمدادات". وتوقع الاستطلاع أن ينمو الطلب على النفط بما يراوح بين 5 و7 ملايين برميل يوميا في 2021. لكن الخبراء حذروا من أن أي تدهور في موقف تفشي كوفيد - 19 أو الرفع المحتمل للعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران قد يعطل تعافي النفط. وأشار الاستطلاع إلى أن متوسط سعر الخام الأمريكي سيبلغ 55.93 دولار للبرميل في 2021 مقابل متوسط متوقع في شهر يناير 2021 عند 51.42 دولار للبرميل. إلى ذلك، تحول فارق سعر خام عمان القياسي للشرق الأوسط في بورصة دبي للطاقة إلى عقود مبادلة دبي، وهو مقياس لقوة السوق الحاضرة، في السادس و العشرين من شهر فبراير إلى خصم للمرة الأولى في أربعة أشهر. وكشفت بعض من الحسابات استنادا إلى بيانات السوق أن فارق سعر الخام العماني نزل إلى خصم تسعة سنتات للبرميل، من علاوة 77 سنتا للبرميل وقالت دائرة شؤون النفط في حكومة دبي "إن دبي حددت الفارق الرسمي لخام الإمارة إلى العقود الآجلة للخام العماني لشهرمايو) عند خصم 0.15 دولار للبرميل". وترى منظمة "أوبك" وشركات النفط الأمريكية أن انتعاش الإمدادات من صناعة النفط الصخري سيكون محدودا هذا العام، إذ يعمل كبار المنتجين الأمريكيين على تثبيت الإنتاج على الرغم من ارتفاع الأسعار، وهو قرار سيفيد منظمة "أوبك" وحلفاءها. من جهة أخرى، أعلنت شركة البترول الوطنية النيجيرية ، أن نيجيريا التي تعاني نقصا في العملات الصعبة تخسر يوميا نحو 200 ألف برميل من النفط الخام تقدر قيمتها بـ13 مليون دولار يوميا بسبب أعمال السرقة والتخريب. وكشف ميلي كياري مدير الشركة عن هذا الأمر خلال اجتماعه مع لاكي إيرابور وزير الدفاع النيجيري الجنرال في أبوجا. ونقل بيان لشركة البترول الوطنية عن كياري قوله "لدينا مجموعتان من الخسائر، إحداهما تأتي من منتجاتنا والأخرى من النفط الخام". وأضاف "بالنسبة إلى الخسائر من النفط الخام الأمر مستمر، نحن نخسر 200 ألف برميل يوميا بمعدل وسطي"، لافتا إلى الحاجة لمساعدة القوى الأمنية لوقف هذه السرقات. وتعهد إيرابور باتخاذ "إجراءات أمنية قصوى من أجل حماية الثروة النفطية في البلاد"، وأضاف "أقول لكم إن القوات المسلحة النيجيرية ستتعاون معكم لحماية أصول شركة البترول الوطنية". ونيجيريا هي أكبر منتج ومصدر للنفط في إفريقيا، حيث يبلغ معدل إنتاجها مليوني برميل من النفط الخام يوميا كما تعتمد نيجيريا بشكل شبه كامل على النفط للحصول على النقد الأجنبي، كما أن هذا القطاع يشكل 70 %، من إيرادات الدولة، لكن انخفاض أسعاره إضافة إلى تبعات كوفيد - 19 الاقتصادية أدى الى تقليص الموارد المالية في أكبر اقتصاد في إفريقيا.
|
|||||||||||||||