أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 28 نوفمبر 2021 11:38 ص - التعليقات في علم ديناميكيات السكان تعداد سكان العالم سيصل الى 9.7 مليار نسمة بحلول 2064 اعداد ـ فاطيمة طيبي الاقتصاد الوطني في اي من دول العالم يتضرر بصورة مباشرة بما نطلق عليه الانفجار السكاني مشكلات هذا الانفجار وتحدياته، تعرقل أي مخططات انمائية وتنهكها. ـ مجتمعات تعيد النظر في تنظيمها الاجتماعي: يتوقع بعض الدارسين في علم ديناميكيات السكان ان العالم سيصل عدد سكانه الى 9.7 مليار نسمة بحلول 2064، مع تراجع قد يصل إلى 8.8 مليار نسمة ،تقريبا مليار نسمة ـ بحلول 2100، وأن دولا مثل إسبانيا والبرتغال وتايلاند وغيرها يرجح أن ينخفض عدد سكانها إلى النصف، كما ان الكثيرين في العديد من دول العالم لظروف اقتصادية يميلون الى فكرة تحديد النسل ومع نهاية القرن الجاري ستتحول هذه الزيادة إلى مشكلة كبيرة مع الاشارة ان 23 دولة من دول العالم سيتراجع عدد سكانها إلى النصف. الدكتورة ليزا أوكونور المتخصصة في علم ديناميكيات السكان في جامعة بلفاست تعلق على تلك التوقعات بالقول، "هذا تطورخطير، والتصور السائد بالنسبة للنمو السكاني سيكون في تزايد مستمر، ومن الصعب التفكيرعكس ذلك، ولكن ما تشير إليه تلك التوقعات الناجمة عن دراسات علمية وأكاديمية بأن عديدا من المجتمعات سيعاد تنظيمها اجتماعيا واقتصاديا بطريقة تتلاءم مع التطورات المتوقعة". لكن كثيرون يعتقد أن تراجع عدد السكان سيكون أفضل لعالمنا المنهك الذي تستنزف موارده بسرعة ، وفي المقابل لهذا التراجع السكاني تراجع ايضا في عدد المواليد من الاطفال سنويا يعني أن العالم سيكون أكثر شيخوخة، فالشيخوخة السكانية مقلقة للغاية، وتتطلب تغيرات اجتماعية جذرية.فدولة بها نسبة الشيخوخة عالية يعني ان قدرتها الانتاجية المحلية ستتراجع ومع هذا التراجع يقل الاستهلاك المحلي وبالتالي يتراجع التصدير. في هذه الحال النقطة المهمة من سيدفع الضرائب في دولة تعداد سكانها من الشيوخ وماذا عن سن التقاعد هل سيرفع الى سن 70 بدل 65 ـ خطر تراجع سكان الارض: العواقب الاقتصادية ستكون وخيمة إذا ما تراجع عدد سكان الأرض، ففي ستينيات القرن الماضي كان هناك ستة أشخاص في سن العمل لكل متقاعد، اليوم هناك من ثلاثة إلى واحد، ومع حلول 2035 ستكون اثنين إلى واحد. الاسباب وان تعددت تعود كلها الى التغيرات الاقتصادية داخل الاسرة، اضف اليه تزايد أعداد السكان المقيمين في المدن ،والهجرة المكثفة من الريف إلى المدينة نتيجة التصنيع وتوفر الخدمات خاصة التعليمية والصحية والترفيهية، الذي عزز من اتجاه خفض عدد المواليد يعود الى الضغوط الاقتصادية، وانعدام الأمان الاقتصادي في كثير من الحالات. وتشير الإحصاءات إلى أنه في 1960 كان ثلث سكان الكوكب يعيشون في المدن، وقد ارتفعت تلك النسبة إلى 60 % حاليا. تشير آخر الإحصاءات الدولية إلى أن معدلات المواليد آخذة في الانخفاض على مستوى العالم، ويفسر عديد من الخبراء قرار الصين الأخير بالسماح بإنجاب ما يصل إلى ثلاثة أطفال لهذا السبب. بدوره، يقول الباحث جرثلاند بلاك الخبير في الشؤون الصينية، "جاء هذا الإعلان بعد أن شهدت الصين انهيارا في الخصوبة، ووفقا لآخر إحصاء سكاني صدر في شهر مايو2021 حيث تفقد الصين نحو 400 ألف شخص كل عام، وعلى الرغم من أن الصين تدعي أن عدد سكانها يتزايد، سيتراجع هذا العدد بحلول 2030، بتوقعات سابقة أن يبدأ في 2050. وفقا لآخر تعداد سكاني في الولايات المتحدة، تراجع معدل المواليد لمدة ستة أعوام متتالية، بشكل إجمالي 19 % منذ 2007 ، ومعدل المواليد في الولايات المتحدة الآن أقل بكثير من معدل الإحلال، الذي يبلغ 1.6، ومعدل الإحلال الآن في الصين 1.3، ولكي يحل بلد ما محل سكانه بشكل طبيعي، فيجب أن يكون معدل المواليد 2.1 على الأقل". الهند ثاني أكبر بلدان العالم سكانا في قائمة البلدان منخفضة الخصوبة مع معدل إحلال 2.1، واليابان معدل الخصوبة فيها أقل من معدل الإحلال 1.3 اما روسيا 1.6 والبرازيل 1.8 ،بنجلادش 1.7 وإندونيسيا 2. في المقابل لا يزال هناك عديد من البلدان الكبيرة ذات معدل المواليد المرتفع مثل باكستان 3.4 ونيجيريا 5.1، تلك الأرقام أقل مما كانت عليه في 1960 بوصول باكستان الى 6.6 ونيجيريا الى 6.4. ـ حلول وتغير جذري: من جهته، يعتقد البروفيسور مارفي كين من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن تلك التغيرات ستجبر البشرية على البحث عن حلول وتغير جذري في السياسات المعادية لفتح الحدود والمهاجرين، ومواجهة العنصرية. ويقول "لن تشعر القارة الإفريقية بانخفاض عدد السكان إلا في وقت متأخر مقارنة بالآخرين، وسيتضخم عدد السكان في عديد من دول القارة، وبحلول 2100 يتوقع أن تكون نيجيريا ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان وأن يبلغ تعداد سكانها نحو 800 مليون نسمة، وحتى الآن لا يوجد تصورات تفصيلية للتعامل مع عالم به عدد أقل من السكان وأكثر شيخوخة، ولكن يمكن التعويل إلى حد كبير على الذكاء الصناعي والروبوتات، فبدون التكنولوجيا فإن البشرية قد تواجه أخطارا وجودية". ـ الاستثمار في التعليم والصحة، خاصة الشباب: بحسب تقرير للأمم المتحدة أدى ما شهدته مناطق في معظم إفريقيا جنوب الصحراء، وأجزاء من آسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، من انخفاض في معدلات الخصوبة إلى ارتفاع نسبة السكان في سن العمل (25ـ 64 عاما). ويقول التقرير إن ذلك قد يوجد فرصة للتعجيل بالنمو الاقتصادي بفضل التوزيع العمري للسكان. وللاستفادة من هذا "العائد الديموغرافي" تنصح الدراسة حكومات العالم بالاستثمار في التعليم والصحة، خاصة للشباب، وبإيجاد ظروف مواتية للنمو الاقتصادي المطرد. وعلى الرغم من أن التقرير يتوقع زيادة في متوسط العمر المفترض على مستوى العالم (من 64.2 عام في 1990 إلى 72.6 عام في 2019، ثم إلى 77.1 عام في 2050) إلا أنه يشير إلى أن النسبة في البلدان الأشد فقرا تقل بنحو 7.4 عام عن المتوسط العالمي. ويرجع التقرير ذلك إلى ارتفاع مستمر في مستويات وفيات الأطفال والأمهات، فضلا عن العنف والصراع والتأثير المستمر لوباء فيروس نقص المناعة البشرية. ويورد التقرير أن عدد سكان العالم الأكبر سنا يتزايد، و صارت أعداد السكان تحت فئة الـ 65 عاما أو أكبر هي الأسرع نموا، إذ يمثلون واحدا من بين كل ستة أشخاص في العالم. وبحلول 2050، يمكن أن تصل نسبتهم في أوروبا وأمريكا الشمالية إلى 1 من بين كل 4 أشخاص. وحسب التقرير، ولأول مرة في التاريخ، فإن عدد من بلغت أعمارهم 65 عاما أو أكثر (2018) فاق عدد الأطفال دون سن الخامسة على مستوى العالم. ويقول التقرير إن انخفاض نسبة السكان ممن يعدون في سن العمل سيضغط بشدة على أنظمة الحماية الاجتماعية، وإن أعداد من هم في سن العمل، مقارنة بمن تجاوزوا سن الـ 65 تتناقص في جميع أنحاء العالم، وتؤكد هذه النسبة المنخفضة، التأثير المتوقع الذي ستتركه شيخوخة السكان في سوق العمل والأداء الاقتصادي والضغوط المالية، التي سيواجهها عديد من البلدان في العقود المقبلة. شهدت 27 دولة أو منطقة انخفاضا 1 % أو أكثر في عدد سكانها، منذ 2010، حسب التقرير، وذلك جراء انخفاض مستويات الخصوبة بشكل مستمر. بين 2019 و2050، ومن المتوقع أن ينخفض عدد السكان 1 % أو أكثر في 55 دولة أو منطقة في الصين، على سبيل المثال، يقدر أن عدد السكان سينخفض بمقدار 31.4 مليون، أو نحو 2.2 %. ويورد التقرير أن 14 دولة أو منطقة في العالم ستشهد تدفقات تصل لأكثر من مليون مهاجر بين 2010 و2020. بينما ستشهد عشرة بلدان أخرى تدفقات قريبة من هذا الرقم. بعض من أكبر تدفقات الهجرة هذه تأتي مدفوعة بالطلب على العمال المهاجرين (بنجلادش ونيبال والفلبين) أو بسبب العنف وانعدام الأمن والصراع المسلح (ميانمار ،سوريا وفنزويلا). ويقول التقرير إن بلدانا مثل.. بيلاروسيا ،إستونيا ،ألمانيا ،هنغاريا ،إيطاليا ،اليابان ،الاتحاد الروسي ، صربيا وأوكرانيا، ستتلقى تدفقا للمهاجرين على مدى العقد المقبل، ما سيساعدها على تعويض الخسائر السكانية الناجمة عن زيادة عدد الوفيات على الولادات.
|
|||||||||||||||