أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
30 مارس 2022 3:15 م
-
القمة العالمية للحكومات 2022 : العالم يبحث عن تحقيق مستهدفات المناخ وأمن الطاقة وحل الأزمات

القمة العالمية للحكومات 2022 : العالم يبحث عن تحقيق مستهدفات المناخ وأمن الطاقة وحل الأزمات

 

اعداد ـ فاطيمة طيبي

أحداث وفعاليات زخمة شهدتها القمة العالمية للحكومات في دورتها الثامنة على أرض دولة الإمارات، من شأنها صياغة مستقبل أفضل للبشرية. ويمثل منتدى الطاقة العالمي، الذي يعقد ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2022، بالشراكة مع المجلس الأطلسي، منصة تجمع صناع القرار في الحكومات والاقتصاد والصناعة بهدف تكثيف الجهود لتحقيق الأهداف العالمية في انتاج الطاقة النظيفة، وتقليل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون

و أكد قادة عالميون في قطاع الطاقة ضرورة تطوير حلول عاجلة لحل أزمة الطاقة العالمية، وتسهيل الإمدادات والتسريع في عملية التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة بما يضمن استدامة الجهود الدولية لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ.

جاء ذلك، في جلسة "مواجهة تحديات 2022: تحقيق مستهدفات المناخ وأمن الطاقة" ضمن "منتدى الطاقة العالمي" في القمة العالمية للحكومات 2022، أدارتها هادلي غامبل، من شبكة "سي. إن. بي. سي."، وتحدث فيها المهندس فهد العجلان رئيس "مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية"، وكلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لشركة "إيني"، وتيم هولت عضو المجلس التنفيذي مدير شؤون العمالة، في شركة "سيمنز إنرجي مانجمنت"، ومجيد جعفر الرئيس التنفيذي لشركة "نفط الهلال". وأكدت آنا شبيتسبيرغ، وكيل وزير مساعد في مجال تحول الطاقة في وزارة الخارجية الأمريكية، أن تصاعد المطالبات بزيادة الإنتاج تمثل تحدياً عالمياً مؤثراً على جهود تحقيق أمن الطاقة.

ـ أمن الطاقة:

أضافت شبيتسبيرغ أننا نعتبر أن أمن الطاقة يعتمد بشكل رئيس على تنويع مصادر الطاقة، وخصوصا الاستثمار في الهيدروجين، وإيجاد سبل لتقليل كلفة إنتاجه بشكل كبير لكي يكون مصدراً رئيسا ومهما للطاقة، ونؤمن أن السبيل الأمثل لتحقيق أمن الطاقة هو الاستثمار في البحث والتطوير وتوفير مصادر التمويل اللذان يعتبران ركيزتا ابتكار تلك المصادر البديلة للطاقة".

من جانبه، قال فهد العجلان: "علينا التركيز على الأولويات الكبرى وليس التغيرات الطارئة الحالية، فما نقوم به في السعودية ودولة الإمارات والكويت، هو الاستثمار في قدراتنا لاحتياطات الطاقة لتعزيز خطط التنمية طويلة الأمد، والتي ينبغي أن تكون عاملا مساعدا لاستمرار عملية التطوير والتحديث في حال حدثت زعزعة في الإمدادات أو الانتاج. كما أن موضوع أمن الطاقة لا يمكن اعتباره كرد فعل لأي طارئ عالمي أو محلي، بل علينا أن ننتهجه كخطة استراتيجية طويلة الأمد وفي نفس الوقت تطوير سياسات جادة تعزز من مسيرة التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة والتي تقلل من الانبعاثات بشكل كبير ما يساعد على تحقيق المستهدفات العالمية في هذا النطاق".

ـ أمن الطاقة والعمل المناخي:

فيما قال وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي، في تصريحاته على هامش فعاليات منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي إن بلاده تعمل على رفع الطاقة الإنتاجية للنفط إلى 5 ملايين برميل يوميا.      ويجب ألا تسيس قضية النفط والغاز. مؤكدا على ضرورة أن يتم محاربة الجماعات الإرهابية من كل دول العالم لأنها خطر على سلاسل الإمداد العالمية. وللامارات  رؤية في مجال الاستدامة ومجال الطاقات المتجددة ،لمساهمتها  في نشر مشاريع الطاقة المتجددة والصديقة للبيئة على مستوى العالم. حيث وضعنا مستهدفات للوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2050. وأن مقاطعة العالم للنفط الروسي أمر غير منطقي ،مضيفا ، 10% من موارد الطاقة في العالم تأتي من روسيا والعالم لا يستطيع الاستغناء عن النفط الروسي.

وبدوره، أكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، إنه لولا "أوبك+" لما كنا نحتفل بسوق مستدامة للطاقة على الرغم من التقلبات الحالية، وأن الأمر كان سيصبح أسوأ. موضحا ان روسيا تنتج نحو 10 ملايين برميل نفط يوميا، ما يشكل قرابة 10% من الاستهلاك العالمي، وهي مساهمة كبيرة".

وحول مساهمة دولة الإمارات في تمويل العمل المناخي العالمي قال سلطان الجابر: "قدمت دولة الإمارات ما يزيد على مليار دولار لدعم العمل المناخي في أكثر من 40 دولة. ومن خلال خبرتنا وتجربتنا، لاحظنا أن توفير التمويل الميّسر في البداية، يشجع على توفير التمويل الخاص".

ـ نظام إنتاج وإمداد الطاقة:

من جهته، أكد تيم هولت، أن نظام إنتاج وإمداد الطاقة الحالي في العالم يحتاج إلى تطوير وتحديث بما يضمن الارتقاء بمستويات كفاءته، مشيرا إلى أن هذه الخطوة هي نقطة البداية الحقيقة نحو التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة في العالم.

وأشار مجيد جعفر، إلى أن التركيز الذي يشغل الإعلام حاليا هو نقص الإمدادات، وهذا التوجه غير صحيح، فالطريق الأمثل هو إيجاد طرق أنظف لإنتاج مصادر الغاز الحالية، والاستثمار في الهيدروجين والنفط والطاقة الشمسية، والاستخدام النظيف للنفط الذي يدخل في كافة مفاصل حياتنا، ومن الصعب أن نتخلى عنه كمصدر رئيسي بشكل فوري.

ـ ازدواجية المعايير:

وقال: "يتسم الفضاء العام بوجود كم هائل من الحوارات التي تدلل على ازدواجية المعايير في التعامل مع مواضيع الطاقة، ومن جانبنا، فنحن نعتبر أن سياسات الطاقة التي تنتهجها دولة الإمارات هي الأمثل، تنويع المصادر مع تعزيز عوامل التحول إلى المصادر النظيفة، فليس الغاية هي وضع أهداف عليا، بل الأهم هو توفير مصادر تمويل التحول والاستثمار في التكنولوجيا اللازمة لذلك". وأكد أن أسعار النفط والغاز حاليا هي انعكاس للتطورات السياسية في العالم، ولا تمثل تذبذبات طبيعية، ولكن الإعلام يدفع الرأي العام لتشكيل ضغط عالمي نحو ترك مصادر الغاز الروسي والتوجه نحو الطاقة النووية، لكن المعضلة في هذا الطرح أن روسيا تنتج غالبية الانتاج العالمي لليورانيوم وهو المادة الأساسية في انتاج الطاقة النووية، ولابد أن تكون الآراء المطروحة بشكل منطقي وتقود إلى حلول ناجعة".

ـ الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة:

في السياق ذاته، قال كلاوديو ديسكالزي: "علينا أن نركز على الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة لتعزيز جهود التحول إلى الطاقة النظيفة، لكن في نفس الوقت علينا أن لا نتخذ قرارات حادة جدا بخصوص مصادر الطاقة التقليدية التي نستخدمها الآن، فالمرحلة الانتقالية لابد أن تكون تدريجية جدا، وأن نستفيد في الفترة الحالية من التنوع الموجود من مصادر الطاقة".

وأضاف: "لا يمكننا اليوم أن نبدأ فجأة بالاستغناء عن أي مصدر غاز أو طاقة، لكننا نرجح أن الطريق الأمثل هو تلبية احتياجات السوق الحالية، وبموازاة ذلك، علينا أن نستثمر في إيجاد مصادر أخرى للطاقة والغاز. كما لدينا مخاوف حول تذبذب أسعار النفط والغاز وحجم الانتاج، خصوصا ما يتعلق بالغاز الطبيعي، على إثر التغييرات والتوترات الجيوسياسية الحاصلة اليوم. وفي ما يتعلق بالغاز الطبيعي، فإنه من الصعب استبداله في الوقت الحالي بأي مصادر بديلة. نحن نقوم بالاستثمار في إيجاد موارد احتياطية تغطينا للفترة المقبلة ولربما لغاية 2023 في ظل انقطاع الغاز الروسي، لكنني أؤكد أن علينا أن نسير في طريقين في الوقت ذاته، وهما تحقيق أمن الطاقة، وتعزيز التحول نحو مصادر نظيفة".

ـ  المستقبل للذكاء الاصطناعي :

أكد رئيس شركة IBM العالمية المتخصصة في صناعات التكنولوجيا، أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الروبوتات سيغير كل شيء خلال السنوات المقبلة. وشدد أرفيند كريشنا، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة IBM ، على ضرورة أن تستعين الحكومات بالتكنولوجيا المتطورة وحلول الجيل الرابع لتطوير أعمالها، متوقعا أن تصل مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي إلى 10 تريليون دولار خلال العقد المقبل.

و شركة "آي بي إم"، لها إسهامات مجتمعية عديدة وملتزمة وفق خطة وضعتها بتزويد ملايين الأشخاص من جميع الأعمار بمهارات جديدة لازمة للحصول على وظائف في المستقبل من خلال أكاديميات صناعية تتيح برامج ومنصات لتحسين المهارات الوظيفية وتوفير فرص للتعلم واكتساب مهارات تقنية مطلوبة في الأسواق العالمية.

ـ الهيدروجين الأخضر.. نحو أهداف الحياد الكربوني:

كما ناقشت جلسة بعنوان "الهيدروجين: المواءمة بين أمن الطاقة والتحول في مجال الطاقة"، أهمية الهيدروجين الأخضر في تحقيق الحياد الكربوني. وأكد المشاركون أن طموحات الإمارات لتحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2050 تشكل خطوة كبيرة لدولة اعتمدت خلال تاريخها على مصادر الوقود الأحفوري.

وقال ماركو ألفيرا الرئيس التنفيذي في "سنام"، "إن أرخص طريقة لنقل الطاقة هي عبر الأنابيب، والأمر نفسه بالنسبة إلى نقل الهيدروجين. ويمكن استخدام البنية التحتية المتواجدة مسبقا لنقل الهيدروجين حيث إن 99% من الشبكة الحالية قادرة على نقل الهيدروجين".

من جهته قال ديفيد ليفينجستون كبير المستشارين للمبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ: "يجب أن يتم خلق أطر تنظيمية عادلة ومستمرة للسماح لرأس المال بالتدفق، ويجب العمل بشكل تكاملي لخلق سلسلة قيمة، سيكون التركيز أكثر من قبل على تحقيق طموحات الحكومات وقد تم استثمار 8.5 مليار دولار لإنشاء مراكز هيدروجين مخصصة، وقد يسهم ذلك في تسريع وتيرة الاستجابة والاستثمارات في هذا المجال".

ـ عوامل تتعلق بإعادة البناء والإعمار:

هناك 3 عوامل تتعلق بإعادة البناء والإعمار

ـ  أولها: الاستثمار، مع الحاجة إلى استثمار 500 مليار دولار سنويا لتلبية الطلب في السنوات العشر المقبلة.

ـ العامل الثاني: تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي يعول عليها لتوفير 50% من الطاقة الجديدة، والتي تتطلب تعاونا بين القطاعين الحكومي والخاص.

ـ العامل الثالث: التركيز على إيصال الطاقة لمن يحتاجها بشدة، حيث أدت جائحة كوفيد-19 لزيادة الهوة بين الدول، فمطار هيثرو في لندن يستهلك طاقة أكثر من دولة مثل سيراليون على سبيل المثال.

ـ إيجاد حلول عملية وذكية لمواجهة تحديات تغير المناخ:

كما دعت دولة الإمارات الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات المالية، والمجتمع المدني للمشاركة في إيجاد حلول عمليّة ومدروسة لتغير المناخ.

وخلال أعمال أسبوع المناخ الإقليمي 2022، الذي يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على هامش فعاليات القمة العالمية للحكومات، أوضح الدكتور سلطان بن أحمد الجابر أن دولة الإمارات تتبنى نهجا شاملا ومتوازنا للعمل المناخي والتحول في الطاقة، فسجل دولة الإمارات الحافل في العمل المناخي. وقال: "تماشيا مع رؤية قيادتنا الرشيدة، وانطلاقا من دورها الرائد في الإنتاج المسؤول للطاقة، تمتلك دولة الإمارات نظرة واقعية وإيجابية إلى المستقبل، وتتعامل مع التحديات بمنهجية استباقية".

واستعرض وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، العديد من الأمثلة على هذه المنهجية قائلا: "لقد أوقفت دولة الإمارات عمليات حرق الغاز قبل ثلاثين عاما من تنبه البنك الدولي لضرورة القيام بذلك، وتعد دولة الإمارات واحدة من أقل الدول في العالم من حيث انبعاثات الميثان في الصناعات الهيدروكربونية بنسبة 0.01%، وذلك قبل 20 عاما من التعهد العالمي بالخفض التدريجي لانبعاثات الميثان. كما أن الإمارات من الدول الرائدة في تقنية التقاط واستخدام وتخزين ثاني أكسيد الكربون على نطاق صناعي، وذلك قبل أن تعتمدها "اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ" كوسيلة رئيسية لإزالة الكربون. وتعد الإمارات أول دولة تستخدم الكهرباء المولدة من الطاقة الخالية من الكربون في عمليات إنتاج الموارد الهيدروكربونية".

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 12 ساعةانسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ ينذر بتحول زلزالي في السياسة المناخية21 يناير 2025 2:43 مبعد ساعات من تنصيبه.. ترامب يوقع سلسلة من الأوامر التنفيذية والتوجيهات21 يناير 2025 12:37 متعديلات وتحديثات جديدة لتعزيز وتفعيل دور صناديق التقاعد20 يناير 2025 1:05 مدافوس 2025.. التعاون من أجل العصر الذكي" في ظل عالم مجزأ وجمود اقتصادي شامل19 يناير 2025 3:12 ممفاجآت بيتكوين في 2025.. تقلبات وتغيرات العملة المشفرة تقودها لصعود غير متوقع15 يناير 2025 3:57 مفترة حكم جو بايدن على الميزان الداخلي والدولي12 يناير 2025 3:07 متمديد الأفق الزمني لمعدلات التضخم المستهدفة قرار واقعي يعكس رؤية المركزي8 يناير 2025 3:45 مبصمة "إيلون ماسك" في عهد ترامب بين الرفض والقبول الدولي6 يناير 2025 3:33 موزير المالية ولقاءات حوارية حول برنامج الطروحات الحكومية والإعفاءات الضريبية والديون وزيادة الأجور5 يناير 2025 1:15 مالحصاد السنوي حول تطورات الشراكات مع بنوك التنمية والشركاء الثنائيين خلال 2024

التعليقات