دراسات


كتب فاطيمة طيبى
29 أغسطس 2022 12:53 م
-
مخاوف فشل البنوك المركزية بالعالم على تراجع التضخم سيدقع بالاسعار للارتفاع المستمر

مخاوف فشل البنوك المركزية بالعالم على تراجع التضخم سيدقع بالاسعار للارتفاع المستمر

 

اعداد ـ فاطيمة طيبي 

العديد من  البنوك المركزية  عبر العالم ستفشل في الحد من التضخم وربما  قد تكون سببا في الدفع بالأسعار نحو الارتفاع، ما لم تبدأ هذه الحكومات في لعب دورها بتحسين سياساتها المالية المتعلقة بميزانياتها.هذا ما ذكرته دراسة مقدمة لصناع السياسات من خلال ندوة جاكسون هول في الولايات المتحدة الامريكية .

ـ مكافحة التضخم ليست حاسمة :

وبحسب مصادر صحفية فتحت الحكومات في جميع أنحاء العالم خزائنها خلال جائحة كوفيد - 19 لدعم الاقتصادات، لكن هذه الجهود ساعدت على دفع معدلات التضخم للارتفاع إلى أعلى مستوياتها منذ ما يقرب من نصف قرن، ما زاد من خطر ترسخ زيادة الأسعار بوتيرة سريعة.

وترفع البنوك المركزية الآن أسعار الفائدة، لكن دراسة جديدة، جرى تقديمها في السابع والعشرين من شهر اغسطس الحالي 2022  في ندوة جاكسون هول الاقتصادية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في مدينة كانساس، رأت أن سمعة البنوك المركزية في مكافحة التضخم ليست حاسمة في مثل هذا السيناريو.

وقال فرانشيسكو بيانكي من جامعة جونز هوبكنز وليوناردو ميلوسي من فرع المركزي الأمريكي في شيكاجو "إذا لم يكن التشديد النقدي مدعوما بتوقع التعديلات المالية المناسبة، فإن تدهور الاختلالات المالية سيؤدي إلى زيادة الضغوط التضخمية".

 هذا وقد ذكرت الدراسة  ايضا أن "نتيجة لذلك، ستنشأ..

ـ  حلقة مفرغة من ارتفاع أسعار الفائدة الاسمية.

ـ  ارتفاع التضخم والركود الاقتصادي.

ـ  زيادة الديون.

في هذا الوضع غير الصحي، من شأن التشديد النقدي في الواقع أن يؤدي إلى ارتفاع التضخم وإلى حدوث ركود تضخمي ضار بالمالية العامة".

وقال معدا الدراسة إنه للسيطرة على التضخم، يجب أن تعمل السياسة المالية جنبا إلى جنب مع السياسة النقدية وطمأنة الناس بأنه بدلا من التخلص من الديون، فإن الحكومة ستزيد الضرائب أو تخفض النفقات.

ـ سياسة نقدية صارمة:

وكان جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ذكر في 26 من اغسطس 2022 خلال كلمته في ندوة للبنوك المركزية في جاكسون هول في ولاية وايومنج، أن الاقتصاد الأمريكي سيحتاج إلى سياسة نقدية صارمة لبعض الوقت قبل أن يصبح التضخم تحت السيطرة، وهي حقيقة تعني تباطؤ النمو وسوق عمل أضعف و"بعض الألم" للأسر والشركات، منبها إلى عدم وجود علاج سريع لارتفاع الأسعار.

وأضاف باول،  "من المرجح أن يتطلب خفض التضخم فترة دائمة من النمو.. علاوة على ذلك، من المرجح أن يتم اتخاذ إجراءات للتخفيف من ظروف سوق العمل، ومن شأن أسعار الفائدة المرتفعة والنمو البطيء وظروف سوق العمل، أن تؤدي إلى تراجع التضخم، لكنها ستجلب بعض الألم للأسر والشركات".

وتابع "هذه هي التكاليف المؤسفة لخفض التضخم، لكن الفشل في استعادة استقرار الأسعار سيعني ألما أكبر بكثير".

واضاف باول "السجل التاريخي يحذر بشدة من تخفيف السياسة النقدية قبل الأوان، ويجب أن نستمر في ذلك حتى يتم إنجاز المهمة".

ـ ضبط ارتفاع الأسعار:

في سياق متصل، رأى توم دوي، رئيس قسم الاقتصاد في شركة "إس جي إتش ماكرو أدفايزورز" للدراسات أن "أقل ما يمكن قوله إن خطاب جيروم باول العام الماضي 2021  لم يقاوم اختبار الزمن، وهو أمر لا شك أنه كان حاضرا في ذهن رئيس الاحتياطي الفيدرالي وهو يعد مداخلته". وفيما تكافح اقتصادات العالم تسارعا في زيادة الأسعار يهدد النمو، قال دوي إن باول "يشدد على أن الاحتياطي الفيدرالي سيبذل كل ما في وسعه للسيطرة على التضخم"، مضيفا "هذا يعني دفع نسب الفائدة إلى نطاق يقيد السيولة".

ووصل التضخم في الولايات المتحدة إلى 8.5 % بمعدل سنوي بحسب مؤشر أسعار المستهلك، ما يقارب أعلى مستوياته منذ 40 عاما. وحدد الاحتياطي الفيدرالي هدف خفض هذه النسبة إلى نحو 2 %.وسعيا لضبط فورة الأسعار، رفع الاحتياطي الفيدرالي منذ الربيع معدلات الفائدة اليومية، التي تؤثر في كل القروض الأخرى من الصفر إلى بين 2.25 و2.50 %   ومن المتوقع أن تصل إلى ما لا يقل عن 3.8 % العام المقبل بحسب آخر متوسط لتوقعات البنك المركزي صدر في شهر يونيو 2022 .

 

 



التعليقات