أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 6 نوفمبر 2022 3:21 م - التعليقات قمة المناخ: عالم منقسم يبحث تداعيات كارثية للتغير المناخي تهدد الأرض اعداد ـ فاطيمة طيبي حذرت الأمم المتحدة الأسبوع الاخير من اكتوبر من "عدم توافر مسلك موثوق"،فيما رهنت حصر ارتفاع حرارة الأرض بالهدف المحدد في اتفاق باريس للمناخ والبالغ 1.5 درجة مئوية. وينتظر وصول أكثر من مئة من قادة الدول والحكومات الاثنين والثلاثاء للمشاركة في "قمة القادة" خلال مؤتمر الأطراف السابع والعشرين حول المناخ (كوب27) على ما أفاد المنظمون في أجواء تشهد أزمات عدة مترابطة من حرب أوكرانيا والضغوط التضخمية واحتمال حصول ركود عالمي فضلا عن أزمات الطاقة والغذاء والتنوع الحيوي. ويعول كثيرا على نتائج المحادثات فيما العالم قلق على مستقبله جراء المشاكل المناخية مع فيضانات قاتلة وموجات قيظ وعواصف في أنحاء مختلفة من العالم تعطي لمحة عن أسوأ السيناريوهات المحتملة. ومع أن مسار الاحترار العالمي بات أفضل منذ بوشرت مفاوضات المناخ في الأمم المتحدة العام 1995 إلا أنه في ظل السياسات الراهنة يتوقع أن ترتفع حرارة الأرض 2.8 درجة مئوية وهو أمر كارثي ـ ما الذي تحقق من تعهدات في COP26؟ : عام مضى على محادثات الأمم المتحدة حول المناخ التي عقدت في جلاسجو، COP26 ،طرح خلالها خطط وتعهدات كثيرة، لكن ما الذي تحقق منها؟ ـ خفض الانبعاثات : وافقت نحو 200 دولة في (كوب26) على تحسين تعهداتها بشأن خفض الانبعاثات، لكن لم تلتزم بذلك سوى 24 دولة حتى الآن. ويسير العالم في مسار تخطي متوسط ارتفاع درجات الحرارة درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. من بين الدول التي تحسنت مستويات خفض الانبعاثات بها إندونيسيا وكوريا الجنوبية وأستراليا، إذ تعهدت هذه الدول بخفض الانبعاثات بنسبة 43 % بحلول عام 2030 مقارنة بالمستويات المسجلة فيها عام 2005. ويخطط الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة، وهو ثالث أكبر مسبب للتلوث في العالم، لتحسين تعهده تخفيض الانبعاثات في عام 2023. ـ انهاء إزالة الغابات: تعهدت أكثر من 100 دولة العام الماضي 2021 بإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030. وتضمنت الدول الداعمة للتعهد البرازيل وإندونيسيا والكونجو، التي تحتوي مجتمعة على أكثر من 80 بالمئة من الغابات الاستوائية المتبقية في العالم. لكن لتحقيق ذلك الهدف، كان يستلزم تقليص المنطقة التي تزال منها الغابات بنسبة عشرة بالمئة كل عام بدءا من عام 2020. ولكن بدلا من ذلك، انخفضت نسبة إزالة الغابات العام الماضي بنسبة 6.3 % فقط، وفقا لمنصة الإعلان عن إزالة الغابات التي تتعقب التقدم المحرز في هذا الصدد. ووصل مستوى إزالة الغابات في الأمازون إلى أعلى مستوياته منذ عام 2006، وتشير البيانات الحكومية الأولية إلى ارتفاعه بنسبة 23 % في التسعة أشهر الأولى من 2022. ـ خفض انبعاثات غاز الميثان : حتى اللحظة، انضمت 119 دولة وتكتلا، ومن بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى تعهد مؤتمر كوب26 لخفض انبعاثات غاز الميثان بنسبة 30 % عن مستويات 2020 بحلول عام 2030. ولكن 15 منها فقط طرحت خططا واقعية لفعل ذلك، وفقا لتقرير صادر هذا الشهر عن المعهد الدولي للموارد. ومن المتوقع أن تقدم عدة دول استراتيجيات تتعلق بخفض غاز الميثان بحلول انعقاد مؤتمر كوب27 في مصر. وقد تطرح الصين أيضا مستجدات حول خطتها لبدء مراقبة انبعاثات غاز الميثان، وهو تعهد قطعته على نفسها بموجب الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين المعلن عنه في جلاسجو. ـ الوقود الأحفوري: تعهدت حوالي 20 دولة، منها ألمانيا والولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا، في نوفمبر2021 بوقف التمويل العام لمشاريع الوقود الأحفوري خارج أراضيها بحلول نهاية عام 2022، إلا في ظروف "محدودة" تتوافق مع أهداف المناخ. ومن المتوقع أن يشهد مؤتمر كوب27 اشتراك مجموعة دول جديدة في التعهد. كما تواجه الدول الموقعة ضغوطا لتحويل الالتزامات غير الملزمة قانونيا إلى سياسات واقعية، وهو ما فعلته بعض الدول ومنها فرنسا. ـ منح الدول الأكثر فقرا 100 مليار : تسبب عجز الدول الغنية عن تقديم التمويلات التي تعهدت بها إلى الدول الأفقر في تقويض الثقة في محادثات المناخ الأخيرة 2021 وزاد من صعوبة إحراز تقدم على المستوى الجماعي. ويعود جوهر المشكلة إلى تعهد في عام 2009 من الدول المتقدمة بمنح الدول الأكثر فقرا 100 مليار دولار سنويا بحلول عام 2020. وأصبح المبلغ رمزيا، على الرغم من انخفاضه كثيرا عن المبالغ الواقعية اللازمة للدول الفقيرة لمواكبة الآثار القاسية لتغير المناخ. وتخلفت الدول الغنية بمبلغ قيمته 16.7 مليار دولار عن المبلغ المستهدف في 2020 وأشارت إلى أنه لن يتم الوفاء به قبل عام 2023. وتشير تحليلات الحكومتين الألمانية والكندية إلى أن الدول الغنية ستقدم أكثر من 100 مليار دولار في الأعوام التالية لعام 2023. ـ الأنشطة الخضراء: يؤدي تحالف جلاسجو المالي من أجل صافي انبعاثات صفري، الذي تأسس قبل محادثات الأمم المتحدة 2021 ، دور المجموعة المظلية لشركات الخدمات المالية المتطلعة إلى تحقيق صافي انبعاثات صفري عبر مؤسساتها. وبلغ عدد أعضاء المجموعة الآن 550 عضوا، ومن بينهم أكبر البنوك وشركات التأمين وشركات إدارة الأصول العالمية الرائدة، ويصل مجموع أصولها إلى ما يزيد عن 150 تريليون دولار. ووضعت 118 شركة لإدارة الأصول و44 مالكا للأصول و53 بنكا، منذ انضمامها، أهدافا قصيرة الأجل لخفض الانبعاثات، ويتوقع فعل المزيد في الشهور المقبلة. وأطلق التحالف، الذي يقوده مارك كارني المحافظ السابق لبنك إنجلترا، مجموعة مشروعات لتعجيل التغيير في الاقتصاد الحقيقي، ومن بينها مشروعات للمساعدة في وضع معايير وأطر عمل للكشف وتحديد الأهداف. ـ اثارالتغير المناخي على أوروبا.. 145 مليار يورو خسائر: تسبب تغير المناخ في خسائر اقتصادية بنحو 145 مليار يورو في الاتحاد الأوروبي على مدار العقد الماضي، وفق بيانات وكالة البيئة الأوروبية. وتكشف البيانات أن الكلفة الاقتصادية لتغير المناخ ارتفعت بنسبة 2% تقريبا سنويا خلال العقد الماضي. وفي عام 2020 وحده بلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية المرتبطة بالمناخ 12 مليار يورو. وتم تسجيل أعلى خسارة إجمالية في عام 2017، عندما ضربت موجات الحر الأرض وتسببت في حرائق غابات واسعة النطاق، بكلفة إجمالية بلغت 27.9 مليار يورو. وقالت وكالة الإحصاء في الاتحاد الأوروبي "يوروستات" إن تغير المناخ والأحداث المرتبطة به، تؤدي إلى خسائر اقتصادية، وبالنسبة للفرد، تسبب تغير المناخ في خسائر اقتصادية بلغت 27 يورو لكل سكان الاتحاد الأوروبي في عام 2020. كان التأثير الاقتصادي هو الأعلى بالنسبة للمقيمين اليونانيين الذين خسروا في المتوسط 91 يورو في عام 2020 وسجلت بلجيكا خامس أعلى الخسائر الاقتصادية للفرد الواحد بسبب الاحترار العالمي عند 33 يورو، أي أكثر من 20% من متوسط الاتحاد الأوروبي. وتضاعف التأثير الاقتصادي للفرد الواحد للاحتباس الحراري بنحو سبعة مرات في بلجيكا منذ عام 2018. وخلال العقد المنقضي، كانت أعلى قيمة خسائر للعام الواحدة شهدها الاتحاد الأوروبي من آثار التغير المناخي عام 2017، في هذا العام وحده وصلت الخسائر الاقتصادية لـ 27.9 مليار يورو. في حين كانت أقل قيمة للخسائر للعام الواحد تعرض لها اقتصاد الاتحاد الأوروبي من آثار التغير المناخي في عام 2012، حين وصلت لـ 3.7 مليار يورو. وقد ترتفع الحرارة 2.4 درجة مئوية حتى لو احترمت الدول كل تعهداتها على صعيد خفض استخدام الكربون بموجب اتفاق باريس. ـ أولويات متداخلة: وتركز أعمال كوب27 على ثلاث أولويات متداخلة هي: الانبعاثات والمساءلة والمال. وتتعلق المسألة الرئيسية التي تحدد نجاح المفاوضات من عدمه باستحداث صندوق منفصل خاص بـ"الخسائر والأضرار" وهي تعويضات تدفع عن الأضرار المناخية التي لا عودة عنها. وتماطل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اللذان يخشيان اعتماد آلية مفتوحة للتعويضات، على صعيد هذه القضية منذ سنوات وتشككان في الحاجة إلى آلية مالية منفصلة، إلا أن صبر الدول المتضررة بدأ ينفد. وكان ينبغي البدء بدفع هذا المبلغ قبل سنتين ولم يجمع بالكامل بحسب منظمة التنمية والتعاون في الميدان الاقتصادي لا يزال يحتاج إلى 17 مليارا . وسيكشف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تقييما حول تعهدات الشركات والمستثمرين والسلطات المحلية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي عموما ـ انقاذ الحيوانات البرية في زيمبابوي: بعد ظهور حالات نفوق لحيوانات في عدد من الدول الأفريقية بسبب ما تتعرض له بعض المناطق من جفاف، قررت حكومة زيمبابوي التحرك لمواجهة الأزمة. ووفق موقع "فون نيوز" في زيمبابوي قررت الحكومة نقل ما يزيد عن 2500 فصيلة من فصائل الحيوانات البرية خارج بيئتها، هربا من الجفاف الذي أصبح يهدد حياتها في مناطق الجنوب. وقال الموقع، عملية النقل، ستذهب بالحيوانات البرية لمنطقة شمالية تتوافر فيها موارد المياه، بعد ما تعرضت له المناطق الجنوبية من جفاف أودى بحياة عدد كبير من الحيوانات. والحيوانات التي سيتم نقلها، تشمل 400 من فصائل الأفيال، و2000 من حيوانات ظباء الإمبالة الأفريقية، و70 زرافة، و50 ثورا، و50 فصيلة من فصائل القطط المفترسة، و50 من حيوانات الحمار الوحشي، و50 من حيوانات ظباء العلند، و10 أسود، و10 من الكلاب البرية. ومشروع نقل الحيوانات المهددة أطلقت عليه الحكومة الزيمبابوية اسم Project Rewild Zambezi. ـ موت الأفيال: ومن زيمبابوي إلى كينيا، سبق أن أعلن مجلس الحياة البرية والسياحة في كينيا عن تسبب تبعات التغير المناخي في وفاة عدد كبير من الأفيال البرية، متفوقا على نسبة وفيات الفيلة التي يتسبب بها الصيد الجائر. وقال موقع "ديسكفري" التابعة للقناة البحثية الشهيرة، إن المجلس الكيني أكد أن الخطر الذي يهدد حقا الفيلة البرية الآن أكثر من أي شيء هو التغير المناخي، وما تتعرض له بيئتها من جفاف في المياه. وكشف الموقع أن كينيا شهدت رقما قياسيا من وفيات الفيلة خلال عام 2022 الجاري بسبب الجفاف فقط، وصل عددها إلى 179 فيلا.
|
|||||||||||||||