أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 23 نوفمبر 2022 2:13 م - التعليقات تعاون مصري صيني لمواجهة التغيرات المناخية اعداد ـ فاطيمة طيبي خلال استقبال وزير الخارجية سامح شكري "شيه تشن هوا" المبعوث الصيني الخاص خلال الدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27. أعرب شكري عن تطلعه لاستمرار التنسيق بين مصر والصين لمواجة الآثار السلبية للتغيرات المناخية مستقبلا. ـ مواجهة التغيرات المناخية: بينما يبحث المشاركون في قمة المناخ بشرم الشيخ عن حلول لمواجهة التغيرات المناخية ، برز بوضوح دور الصين في مكافحة التغير المناخي ، حيث اشاد وزير الخارجية بهذا الدور معربا عن تطلعه لاستمرار التعاون بين الصين ومصر في هذا المجال. وقال خالد غانم، رئيس قسم البيئة الحيوية بجامعة الأزهر ورئيس مؤسسة وطن أخضر مصر، إن الصين متقدمه جدا في مجالات الطاقه الشمسية ، مصر تملك اكبر اشعاعي شمسي على مستوي العالم ، الجزء الآخر موضوع طاقة الرياح فممكن الصين تسهم مع مصر في مجال الطاقه الشمسية ومجال طاقه الرياح، المجال الآخر هو مجال الزراعه المستدامة والزراعة العضوية ، ايضا شرق اسيا تحديدا والصين متميزون في هذه المجالات. وأضاف غانم أن الصين تعمل بقوة في أماكن كبيرة اقامت المحطات العملاقه للطاقه الشمسيه في الصين جميع هذه المجالات ستنعكس بشكل ايجابي على الاحترار العالمي وايضا دورها في مساعدة مجموعة الـ 77 + واحد بنقل التكنولوجيا لها وشراء سندات الكربون هذه الأشياء ستكون إيجابية. وأكد المبعوث الصيني لمؤتمر المناخ بشرم الشيخ ، أن الصين تدعم طلب الدول النامية بتوفير تعويضات عن الخسائر والاضرار الناجمة عن تأثير تغير المناخ. ـ ثلث الانبعاثات الكربونية في العالم: ذكر تقرير أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الصين آخذة في الانخفاض منذ 2021 لكنها لم تصل إلى أدنى مستوياتها بعد. وأفاد التقرير الذي صدر الواحد والعشرين من شهر نوفمبر الحالي أن سياسات الصين ما تزال غير متوافقة تماما مع الأهداف طويلة الأجل للحد من ارتفاع درجات الحرارة. وقال مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، ومقره هلسنكي، بعد تقييم بيانات الانبعاثات وإجراء مسح شمل 26 من خبراء الطاقة الصينيين إن الصين تنتج ما يقرب من ثلث انبعاثات الكربون السنوية في العالم، ونجاحها في تحقيق أهدافها المناخية "ربما يكون العامل الوحيد الأكثر أهمية في المعركة العالمية ضد تغير المناخ". وأوضح التقرير أن الصين حققت "إنجازات ملحوظة" في مجالات مثل الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية لكنها ما زالت "بعيدة عن المسار الصحيح" فيما يتعلق بتوليد الكهرباء بالفحم ومصانع الحديد والصلب، مضيفا أن استهلاك الطاقة يتزايد مدفوعا بالنمو الاقتصادي الصناعي الضخم، بسرعة كبيرة يتعذر معها تحقيق الأهداف المناخية. ـ ارتفاع الانبعاثات بحلول 2030: ومن المتوقع أن تصل الصين لذروتها من الانبعاثات بحلول 2030 بسهولة نسبية، لكن خبراء يخشون من أن الكمية الإجمالية من الانبعاثات ستواصل الارتفاع بشكل كبير خلال العقد مع بناء الصين محطات جديدة تعمل بالفحم وبنية تحتية أخرى كثيفة الكربون لمعالجة مخاوف تتعلق بأمن الطاقة والاستقرار الاقتصادي. وأشار التقرير إلى أنه كلما زاد مستوى الانبعاثات كان أصعب على الصين الوفاء بهدف الحياد الكربوني بحلول 2060، وأضاف أن "من الضروري للغاية" للصين بأن تتخطى الأهداف وليس فقط أن تفي بها. ـ تقدم الصين في التحول الاخضر: في المقابل تقول الصين إنها أحرزت تقدما في التحول الأخضر بشكل كبير.وقبل عدة أيام استعرض شيه تشن هوا، المبعوث الصيني الخاص لشؤون تغير المناخ، التقدم الذي أحرزته بكين في التحول الأخضر وخفض الكربون خلال العقد الأخير. وقال شيه إنه على الرغم من حقيقة أن العديد من البلدان المتقدمة قد تراجعت عن الإجراءات المناخية بسبب تأثير الصراعات الجغرافية وأزمة الطاقة إلا أن الصين لا تزال متمسكة بمتطلبات الرئيس شي جين بينج واستجابت بنشاط لمواجهة تغير المناخ. وكانت الصين قد عادت عن قرارها السابق بالتخلي عن الفحم وإطلاق استراتيجيات وخطط نوعية لدفع تطوير مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح، الطاقة الشمسية، الكتلة الحيوية، والطاقة الحرارية الأرضية. ولجأت الصين مجددا في خطوة تثير القلق بسبب تداعياتها على المناخ، إلى زيادة إنتاجها من الفحم لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة هذا الصيف ونقص موارد الطاقة وازدياد أسعار النفط والغاز. على طريقة ان ضرورات الاقتصاد تبيح محظورات المناخ وقدر تقرير صادر في يونيو 2022 الخسائر المجمعة المرتبطة بالمناخ على مدار العقدين الماضيين في 55 دولة معرضة للخطر بسبب التغير المناخي تصل لنحو 525 مليار دولار، تمثل نحو 20% من الناتج المحلي الإجمالي لها جميعا. وتشير بعض الأبحاث إلى أن مثل هذه الخسائر قد تصل بحلول عام 2030 إلى 580 مليار دولار سنويا. ـ معضلة الانبعاثات الكربونية.. والحد من الفحم: وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد تعهد بالحد من استخدام الفحم ابتداء من العام 2026 في إطار سلسلة تعهدات تهدف إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة من الصين بحلول العام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2060. وانخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين خلال عام بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي، وفق دراسة نشرها مرصد "كربون بريف" للمناخ في مطلع سبتمبر. ولكن بهدف إنعاش النمو الاقتصادي، قرّرت الصين أكبر منتج للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم زيادة إنتاجها من الفحم، وهو مصدر طاقة يضر بالمناخ إلى حد كبير. وتثير سياسة دعم هذا القطاع الذي يرتكز عليه الجزء الأكبر من انتاج الكهرباء، قلق الخبراء، إذ يخشون أن يعقد ذلك الانتقال المحتمل إلى زيادة استخدام الطاقة المتجددة. والخريف الماضي، أمرت السلطات منتجي الفحم بزيادة طاقتهم الاستخراجية بمقدار 300 مليون طن خلال عام 2022، أي ما يعادل شهرًا إضافيًا من إنتاج الفحم في البلاد، خوفًا من نقص الطاقة. وفي الربع الأول من 2022، سمحت الصين بمناجم فحم بسعة إجمالية تبلغ 8.63 جيجاوات وفق منظمة "جرينبيس"، ما يمثل نحو نصف السعة التي أقرتها في كامل العام 2021. ـ إنشاء مخزون طويل الأمد: بسبب موجة حر غير مسبوقة، تم حرق واستخراج كميات أكبر من الفحم لتشغيل مكيفات الهواء وتعويض انخفاض انتاج سدود المياه بسبب الجفاف. وفي يونيو دعا رئيس الوزراء لي كه تشيانج إلى "زيادة إنتاج الفحم قدر الإمكان وإنشاء مخزون طويل الأمد منه". وأكدت منظمة "كلايمت أكشن تراكر" المستقلة أن حتى الأهداف المناخية "الأكثر تقييدا" التي حددتها بكين لمكافحة الاحتباس الحراري ستؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض من 3 إلى 4 درجات مئوية قبل نهاية القرن، وهو ما يتجاوز هدف اتفاقية باريس بالحد من ارتفاع درجات حرارة الأرض بـ1.5 درجة مئوية. ولتحقيق الهدف، سيتعين على الصين "خفض انبعاثاتها في أسرع وقت وقبل عام 2030" و"تقليل استهلاك الفحم وأنواع أخرى من الوقود الأحفوري بمعدل أسرع بكثير من المقرر. تعود عدم رغبة بكين في التخلي عن الفحم إلى عدم فعالية شبكتها الكهربائية، والتي لا تسمح بنقل الطاقة الزائدة من منطقة إلى أخرى. ويوفر الفحم والغاز مصدراً مباشراً للطاقة ويشكلان عملياً "السبيل الوحيد للسلطات المحلية لتجنب نقص الكهرباء"، وفق ما قال الباحث لوري ميليفيرتا في تقرير لـ"كربون بريف". ـ امكانية تخزين الفحم والغاز: حققت الصين تقدما حقيقيا في مجال الطاقة المتجددة. ويشكل انتاج البلاد للطاقة من الأشعة الشمسية حاليا نحو نصف الإنتاج العالمي، وفق منظمة "جلوبال اينيرجي مونيتور" غير الحكومية والتي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا. ولكن يمكن تخزين الفحم والغاز لاستخدامهما وقت الحاجة بعكس طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، ما يمنح السلطات المحلية شعورا بالأمان. وقال ميليفيرتا في حديث لوكالة فرانس برس إن "بناء مزيد من المنشآت العاملة بالفحم يعني خفض التركيز على إصلاح مشاكل الشبكة"، متخوفا من أن يدفع ذلك أصحاب المصانع إلى "إبطاء عملية الانتقال" إلى الطاقة المتجددة، بهدف استخدام مخزونهم الجديد. في الوقت نفسه، تريد الحكومة المركزية تجنب انقطاعٍ للتيار الكهربائي على نطاق واسع كالذي طال مقاطعات في شمال شرق البلاد الشتاء الماضي، وفق ما قال المستشار السياسي الرئيسي لمجموعة البحث في شؤون المناخ "اي 3 جي" بيفورد تسانغ. وأوضح تسانغ أن ارتفاع أسعار الطاقة عالميا بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا دفع بدوره بكين إلى تعزيز إنتاج الفحم المحلي، لافتا إلى انخفاض واردات الفحم في النصف الأول من عام 2022 بنسبة 17.5 % مقارنة بـ 2021. وقال وو جينغهان مدير مشروع المناخ والطاقة في منظمة "جرينبيس" في شرق آسيا لوكالة فرانس برس :"كلما راهنت الصين على الفحم حاليا، أصبح من الصعب تمويل وتحقيق مشاريع الطاقة المتجددة في وقت لاحق ، وكلما انتظرنا لتحقيق الانتقال (إلى الطاقة المتجددة)، أصبح مسار الانتقال أكثر تعقيدا"
|
|||||||||||||||