تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
7 أكتوبر 2024 2:47 م
-
استنزاف احتياطي النفط ومخزونات المصافي الامريكية تصل لأدنى مستوياتها

استنزاف احتياطي النفط ومخزونات المصافي الامريكية تصل لأدنى مستوياتها

اعداد ـ فاطيمة طيبي 

اتهم الملياردير هارولد هام مؤسس ورئيس شركة "كونتيننتال ريسورسز" ورائد استخراج النفط الصخري الأمريكي (المعروف بدعمه للجمهوريين) إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بترك بلاده  عرضة بشكل غير عادي  لصدمة أسعار النفط، وانتقد ما وصفه بـ"استنزاف" احتياطيها الاستراتيجي من النفط، وإلحاق الضرر بالإنتاج المحلي وإفساد السياسة الخارجية.

كما  حذر هارولد من أن بلاده قد تواجه صدمة أسعار نفط في ظل تصاعد التوتر بمنطقة الشرق الأوسط، بينما فقدت واشنطن قدرا كبيرا من مرونتها بسبب استنزاف احتياطياتها الاستراتيجية

ـ استنزاف احتياطي النفط  الامريكي :

وقال مؤسس شركة كونتيننتال ريسورسز لصحيفة فايننشال تايمز إنه  قلق للغاية من تصاعد وتيرة الصراع في الشرق الأوسط، وأنه قد يعطل إمدادات النفط العالمية بينما تم وضع رقعة النفط الصخري الأمريكية في  حالة ضعيفة ، وغير قادرة على رفع الإنتاج بسرعة.

وفي تصريحاته، قال هام : "لقد استنفدوا الاحتياطي الاستراتيجي، ومخزونات المصافي لتصل لأدنى مستوياتها في أمريكا منذ سنوات، التي لا تعرف أبدا متى قد تحتاج إليها، إنها تشبه وجود بنزين في سيارتكو ونحن  الان في وضع ضعيف بشكل غير عادي، الجميع ينظر في اتجاه الشرق الأوسط الآن .

وتعكس تعليقات هام، وهو مانح بارز لمرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، تعليقات حملة الرئيس السابق، الذي اتهم إدارة بايدن بشن "حرب على الطاقة الأمريكية" ودفع الولايات المتحدة إلى  حافة الحرب العالمية الثالثة . وتحدث هام، رائد ثورة الصخر الزيتي، إلى صحيفة فاينانشيال تايمز قبل وقت قصير من إطلاق إيران وابلا من الصواريخ على إسرائيل، ردا على الهجوم البري الذي شنته قوات الدفاع الإسرائيلية ضد حزب الله في جنوب لبنان .

ـ  مخاوف من ارتفاع كبير في الأسعار :

وأدى الهجوم الإيراني إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة 5% إلى 75.40 دولارا في الثاني من شهر اكتوبر 2024 ، وسط مخاوف من اتساع الصراع في منطقة تمثل حوالي ثلث الطاقة الإنتاجية العالمية للنفط. وحذر محللون جيوسياسيون من أن أي صراع يشمل طهران قد يهدد صادرات النفط والغاز من المنطقة.

وأوضحت "فاينانشسيل تايمز"، أن المزيد من ارتفاع أسعار الوقود سيكون غير مريح لإدارة بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس، التي تترشح للبيت الأبيض مع تعهدها بخفض تكلفة السلع اليومية .

ـ  ارتفاع أسعار البنزين في أمريكا :

كما يبلغ متوسط أسعار البنزين في الولايات المتحدة حاليا حوالي 3.40 دولار للغالون، بانخفاض حوالي الثلث عن سعرها في منتصف عام 2022، عندما أدى ارتفاع أسواق النفط الخام بعد حرب روسيا وأوكرانيا إلى ارتفاع تكاليف الوقود.

وبدأت إدارة بايدن في إطلاق النفط من احتياطي البترول الاستراتيجي الأمريكي في عام 2021 - والذي تم إنشاؤه في أعقاب الحظر النفطي العربي في أوائل السبعينيات - في محاولة لإبقاء أسعار البنزين المحلية منخفضة.

وأطلقت الحكومة الأمريكية 180 مليون برميل أخرى من النفط من الاحتياطي في عام 2022 بعد أن أثارت العقوبات المفروضة على روسيا مخاوف من انقطاع الإمدادات. وأعادت الولايات المتحدة شراء بعض النفط لتعويض ذلك، ولكن يبقى لديها 382 مليون برميل - حوالي نصف السعة - متبقية في احتياطي البترول الاستراتيجي، وهو ما يكفي لتلبية حوالي 19 يوما من الاستهلاك، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية .

 ـ أسعار النفط ترتفع بفعل الهجوم الإيراني على إسرائيل وارتفاع أسعار العقود الآجلة لخام برنت :

كما ارتفعت أسعار النفط في الثاني من شهر اكتوبر  بفعل مخاوف من أن يتحول الصراع في الشرق الأوسط إلى حرب أوسع نطاقا ويعطل إمدادات النفط .

 وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت أكثر من دولار 74.56 دولار للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 88 سنتا أو 1.26 % إلى 70.71 دولار للبرميل بحلول الساعة 0029 بتوقيت جرينتش، منخفضا قليلا عن ارتفاعه بأكثر من دولار في وقت سابق من الجلسة. وقفز الخامان القياسيان بأكثر من 5% خلال التداول الثلاثاء. الاول من شهر اكتوبر 2024 

وقالت إسرائيل إن إيران أطلقت أكثر من 180 صاروخا باليستيا عليها  ردا على حملة إسرائيلية على حلفاء طهران من حزب الله في لبنان . و تعتبر إيران عضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتج رئيسي للنفط في المنطقة.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تدفع إيران ثمن هجومها الصاروخي على إسرائيل، بينما قالت طهران إن أي رد سيقابل "بدمار واسع النطاق"، مما أثار مخاوف من حرب أوسع نطاقا.

وعبر الرئيس الأمريكي جو بايدن عن دعم الولايات المتحدة الكامل لإسرائيل، حليفتها القديمة، وحدد مجلس الأمن الدولي اجتماعا بشأن الشرق الأوسط الثاني من شهر اكتوبر .

وتجتمع لجنة وزارية من أوبك وحلفاء لها، فيما يعرف بتحالف "أوبك+" ، في وقت لاحق من الثاني من اكتوبر لمراجعة وضع السوق، مع عدم توقع أي تغييرات في السياسة. ومن المقرر أن يرفع "أوبك+" الإنتاج 180 ألف برميل يوميا اعتبارا من ديسمبر كانون الأول. وتباينت بيانات المخزونات الأمريكية، ففي حين انخفضت مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير الأسبوع الماضي ارتفعت مخزونات البنزين، حسبما ذكرت مصادر في السوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأمريكي  الثلاثاء الاول من شهر اكتوبر 2024 .

ـ النفط وسط  لهيب الشرق الأوسط.. العالم ينتظر أزمة إمدادات :

لا تزال التوترات الجيوسياسية الآخذة في التمدد بالمنطقة، تلقي بظلالها على أسواق النفط وسط مخاوف من أزمة معروض. توربيورن تورنكفيست رئيس مجلس إدارة شركة جونفور العالمية لتجارة السلع، عبر عن ثقته بأن الصراع بالشرق الأوسط لن يؤثر على إمدادات النفط، وأضاف أن الأسعار الحالية أظهرت أن السوق أكثر قلقا بشأن ضعف الطلب.

وقال تورنكفيست عندما سئل عن التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط قال : "أنا واثق جدا من أن هذا لن يكون له أي تأثير على الإطلاق على إمدادات النفط". وأوضح في منتدى أسواق الطاقة في الخليج في الفجيرة: "لدينا وضع في البحر الأحمر واليمن، ولكن بشكل عام هو ليس أكثر من إزعاج، ولكن ليس مخيفا بأي شكل من الأشكال". وانخفضت أسعار خام برنت بأكثر من 2% إلى حوالي 70 دولارا في الاول من سهر اكتوبر   حيث طغت احتمالات زيادة العرض ونمو الطلب العالمي الفاتر على المخاوف بشأن تفاقم الصراع في الشرق الأوسط وتأثيره على صادرات الخام من المنطقة.

وأوضح تورنكفيست أن سوق النفط لديها ما يكفي من الطاقة الاحتياطية وأن توقعات الطلب تبدو ضعيفة، مما يقلل من التقلبات. الا ان "الأمور ستعود إلى طبيعتها".   وعلى مسار تعزيز المعروض النفطي واحتواء مخاوف الأسواق، وافق مجلس النواب الليبي الإثنين  الثلاثون من شهر سبتمبر ، على تعيين ناجي محمد عيسى بلقاسم محافظا جديدا لمصرف ليبيا المركزي في إطار الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة التي أدت إلى انخفاض إنتاج البلاد من النفط؛ ما يفتح الباب لعودة تدفق مليون برميل نفط ليبي كان تأثر بالتوترات الحاصلة في البلاد.

كذلك، لا تزال أسعار النفط تحت ضغط البيانات الضعيفة من الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، حيث تعززت مخاوف الطلب    بعد أن أظهرت البيانات انكماش نشاط التصنيع في ثاني أكبر اقتصاد في العالم للشهر الخامس.

وكان بنك الاستثمار العالمي "جولدمان ساكس" قد حذر من أن مزيد من التصعيد في الصراع في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بإغلاق مضيق هرمز، قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط. وأوضح البنك أنه رغم من التوترات المتزايدة، فإن علاوة المخاطر الجيوسياسية في أسواق النفط لا تزال منخفضة، وتطغى عليها المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي في الصين والولايات المتحدة.

أشار البنك إلى أن المضاربين وضعوا رهانات هبوطية قياسية على النفط الخام، ما قد يؤدي إلى تفاقم تقلبات الأسعار إذا تدهور الوضع. واضاف بنك "جولدمان ساكس" إن أسعار النفط قد تشهد بعض الارتفاع في الربع الأخير من العام الجاري 2024 .

وتوقع تراجع المعروض العالمي بمقدار 500 ألف برميل يوميا، مع انخفاض الإنتاج في مناطق النفط الصخري في كندا وروسيا والولايات المتحدة. ورجح وصول سعر خام برنت إلى 77 دولارا للبرميل في الربع الأخير من 2024 ، بدعم من خفض الاحتياطي الفيدرالي للفائدة بمقدار 50 نقطة أساس والبيانات الاقتصادية القوية. من جانبه، ذكر بنك "ستاندرد تشارترد" أنه من غير المرجح أن تقبل أوبك+ أي تراجع آخر عن الوعود التي قطعها منتجو( أوبك+) .

 

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 8 ساعاتنحو التكافؤ في السلطة.. دورالمرأة على طاولة نقاشات دافوس 202521 يناير 2025 11:30 صالمالية: نسعى لرفع كفاءة إدارة المالية العامة للتوسع في الإنفاق على الصحة والتعليم20 يناير 2025 2:04 موعود ترامب.. خطة حاسمة لإعادة تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي19 يناير 2025 4:01 ممنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تختار مصر لإطلاق النسخة العربية من إرشاداتها للسلوك المسئول للشركات15 يناير 2025 2:37 مشرق أوسط جديد يحمل بصمات لارث ثقيل من إدارة الرئيس جو بايدن14 يناير 2025 3:31 مخالد عبد الغفار يوجه بتأسيس لجنة استشارية عليا للتنمية البشرية12 يناير 2025 12:37 متمكين المرأة اقتصاديا من خلال توفير الخدمات المالية وغير المالية للمشروعات وبرامج التدريب8 يناير 2025 3:06 ممصر: سيناريوهات استيراد الغاز المسال في الربع الأول من 20256 يناير 2025 12:40 معودة أعمال تنمية حقل غاز"ظهر" يناير 2025 مع طرح مناطق للتعدين5 يناير 2025 2:56 مارتفاع أسعار الخامات والأدوات والأجور.. أبرز تحديات صناعة الأثاث

التعليقات