تحليلات

اعداد ـ فاطيمة طيبي

بحسب تقرير نشرته شبكة "CNBC" الأميركية،لما اصدرعن خبراء الاقتصاد فيما يخص مؤشرات ومقاييس سوق العمل الرئيسية مثل البطالة ونمو الوظائف. حيث  ان سوق العمل في الولايات المتحدة تتباطأ بمعدل مقلق ولكن ليس إلى الحد الذي يستدعي الذعر. نجد ان هذه المؤشرات تضعف تدريجيا بعد أن كانت قوية تاريخيا قبل عام من الآن، فيما يبدو أن الضعف يعود الى  رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة لتبريد الاقتصاد وخفض التضخم. كما قال خبراء الاقتصاد ايضا إن الركود قد يحدث إذا استمر سوق العمل في التباطؤ بنفس الوتيرة الحالية.

وقال نيك بانكر، مدير الأبحاث الاقتصادية لأميركا الشمالية في موقع التوظيف العالمي الشهير "إنديد": "ما زلنا على هذا المسار الذي لا يشكل إنذارا من المرحلة الثالثة في الوقت الحالي، ولكن إذا لم يستقر الانحدار قريبا فقد لا يكون الهبوط الناعم للاقتصاد في الأفق، سنهبط ولكن سنهبط مع تحطم"، في إشارة إلى أن الهبوط سيكون حادا وقاسيا .

كما أفاد مكتب إحصاءات العمل في الولايات المتحدة في السادس من شهر سبتمبر 2024  أن أصحاب العمل أضافوا 142 ألف وظيفة في أغسطس الماضي، وهو رقم أقل من المتوقع.

ويقول تقرير شبكة "سي إن بي سي" إن الخبر السار هو أن هذا الرقم اضافي عن 89 ألف وظيفة أضيفت في يوليو الذي قبله، كما انخفض معدل البطالة قليلا، إلى 4.2% من 4.3% في يوليو.

ومع ذلك، تشير العديد من المقاييس إلى "تباطؤ الزخم" في جميع أنحاء سوق العمل، كما قال إيرني تيديشي كبير الاقتصاديين السابق لمجلس المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض في عهد إدارة بايدن. وقال تيديشي:" إن المستوى الحالي لنمو الوظائف والبطالة سيكون جيدا للاقتصاد الأميركي إذا استمر لعدة أشهر . والمشكلة أن البيانات الأخرى لا تمنحنا الثقة في أننا سنبقى هناك".

وعلى سبيل المثال، بلغ متوسط نمو الوظائف 116 ألف وظيفة خلال الأشهر الثلاثة الماضية؛ وكان متوسط الأشهر الثلاثة قبل عام من الآن 211 ألف وظيفة. كما ارتفع معدل البطالة بشكل متسارع من 3.4% في أبريل 2023 الى 4.2% حاليا. كما يقوم أصحاب العمل بالتوظيف بأبطأ وتيرة منذ عام 2014، وفقا لبيانات منفصلة صادرة عن وزارة العمل الأميركية في وقت سابق من الأسبوع الاخير من اغسطس .

ولم يكن التوظيف واسع النطاق أيضا، حيث كان نمو الوظائف في القطاع الخاص خارج مجالات الرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية "بطيئا بشكل غير عادي"، بمتوسط 39 ألف وظيفة تقريبا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة مقابل 79 ألف وظيفة خلال عام 2023  و137 ألف وظيفة خلال الفترة من 2015 إلى 2019، وفقا لجوليا بولاك، وهي كبيرة الاقتصاديين في شركة (ZipRecruiter).

ـ ادنى معدل لوظائف :

كما يستقيل العمال من وظائفهم بأدنى معدل منذ عام 2018، في حين أن فرص العمل عند أدنى مستوياتها منذ يناير 2021. وتشكل الاستقالة من العمل مقياسا لثقة العمال في قدرتهم على إيجاد وظيفة جديدة . وقال بونكر إن إيجاد الوظائف بين العمال العاطلين عن العمل يدور حول نفس مستويات عام 2017 مع استمرار في الانخفاض .

كما قال تيديسكي: "هناك صورة متسقة للغاية تفيد بأن الزخم القوي لسوق العمل الذي شهدناه في عامي 2022 و2023 قد تباطأ بشكل كبير"  وبشكل عام، فإن هذه البيانات ليست بالضرورة مثيرة للقلق أو عند مستويات الركود حتى الآن. لكنها أكثر ليونة. قد تكون مقدمة للركود". ومع ذلك، يقول خبراء الاقتصاد إن هناك مجالا للتفاؤل في سوق العمل الأميركية، حيث قال تيديسكي إن عمليات التسريح الدائمة ـ التي كانت تاريخيا  مؤشرا مبكرا على الركود" لم تتزحزح حقا . وتشير البيانات الفيدرالية الخاصة بمطالبات التأمين ضد البطالة ومعدلات تسريح العمال إلى أن أصحاب العمل لا يزالون يتمسكون بعمالهم.

وقال خبراء الاقتصاد إن الارتفاع التدريجي الأخير في البطالة لا يعزى إلى حد كبير إلى تسريح العمال. بل كان لسبب "جيد" وهو الزيادة الكبيرة في المعروض من العمالة، وبعبارة أخرى، دخل عدد أكبر من الأميركيين سوق العمل وبحثوا عن عمل؛ ويتم احتسابهم كعاطلين عن العمل حتى يجدوا وظيفة. وقال تيديسكي: "بمجرد أن نبدأ في رؤية تسريح العمال، تنتهي اللعبة ونصبح في حالة ركود. وهذا لم يحدث على الإطلاق ".

ـ أغسطس الأضعف لنمو الوظائف منذ يناير 2021  وفقا لبيانات من شركة  ADP  :

نمت كشوف رواتب القطاع الخاص بأضعف وتيرة في أكثر من 3 سنوات ونصف في أغسطس 2024 ، مما يوفر علامة أخرى على تدهور سوق العمل، وفقا لبيانات شركة معالجة الرواتب ADP. كما ان الشركات قد وظفت 99 ألف عامل فقط في شهر سبتمبر ، وهو أقل من 111 ألف وظيفة معدلة بالخفض في يوليو  2024 وأقل من توقعات الإجماع لـ داو جونز البالغة 140 ألف وظيفة.وكان أغسطس هو الشهر الأضعف لنمو الوظائف منذ يناير 2021، وفقا لبيانات من شركة ADP.

وقالت كبيرة خبراء الاقتصاد في ADP، نيلا ريتشاردسون: "أدى الانجراف الهبوطي لسوق العمل إلى توظيف أبطأ من المعتاد بعد عامين من النمو الهائل"، وفقا لما ذكرته شبكة "CNBC".  هذا ويؤكد التقرير نقاط بيانات متعددة مؤخرا تظهر أن التوظيف تباطأ بشكل كبير عن وتيرته المذهلة بعد تفشي كوفيد في أوائل عام  2020.

كما لامست فرص العمل في يوليو أدنى نقطة لها منذ يناير 2021، وفقا لتقرير وزارة العمل يوم 4 سبتمبر 2024 ، بينما أفادت شركة تشالنجر جراي آند كريسماس للتوظيف في 5 سبتمبر  أن هذا كان أسوأ شهر أغسطس من حيث عمليات التسريح منذ عام 2009 وأبطأ عام للتوظيف منذ بدأت الشركة في تتبع المقياس في عام 2005. ومع ذلك، أظهرت بيانات ADP أنه في حين تباطأ التوظيف بشكل كبير، إلا أن عددا قليلا فقط من القطاعات أبلغ عن خسائر فعلية في الوظائف. وانخفضت الخدمات المهنية والتجارية بمقدار 16000، وخسر التصنيع 8000 وانخفضت خدمات المعلومات بمقدار 4000.

ـ ارتفاع بعض من الخدمات :

على الجانب الإيجابي، أضافت خدمات التعليم والصحة 29000، وزاد البناء بمقدار 27000 وساهمت خدمات أخرى بـ 20000. كما شهدت الأنشطة المالية زيادة قدرها 18 ألف وظيفة، وارتفعت التجارة والنقل والمرافق بمقدار 14 ألف وظيفة.

وبحسب الحجم، أفادت الشركات التي توظف أقل من 50 عاملا بخسارة 9 آلاف وظيفة، في حين زادت الشركات التي توظف ما بين 50 و499 عاملا بمقدار 68 ألف وظيفة. واستمرت الأجور في الارتفاع، لكنها استمرت في إظهار وتيرة أبطأ من بعض المكاسب السابقة. وارتفع الأجر السنوي بنسبة 4.8% لأولئك الذين بقوا في وظائفهم، وهو نفس المستوى تقريبا الذي كان عليه في يوليو، وفقا لتقرير ADP.

ويعد تعداد ADP الآن بمثابة مؤشر على تقرير الرواتب غير الزراعية الأكثر مراقبة عن كثب، والذي اصدره مكتب إحصاءات العمل في 6 سبتمبر 2024 . وفي حين قد يختلف التقريران بشكل كبير، إلا أنهما كانا قريبين تماما من التوافق مع يوليو. وتشير التوقعات إلى أن عدد الوظائف ارتفع بنحو 161 ألف وظيفة، بعد ارتفاعه بنحو 114 ألف وظيفة في يوليو، مع تراجع معدل البطالة إلى 4.2%، رغم أن البيانات الأخيرة قد تضيف بعض المخاطر السلبية إلى التقديرات.

ـ نمو الوظائف الخاصة :

 ووفقا لمكتب إحصاءات العمل، نمت الوظائف الخاصة بنحو 97 ألف وظيفة فقط في يوليو 2024. وتتوقع الأسواق أن تدفع صورة الوظائف الضعيفة بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة عندما يجتمع في 17 و18 سبتمبر 2024 . والسؤال الرئيسي هو مدى سرعة تحرك بنك الاحتياطي الفيدرالي ومدى عدوانيته، حيث تشير أسعار السوق الحالية إلى خفض ربع نقطة مئوية على الأقل في اجتماع هذا الشهر وخفض نقطة مئوية كاملة لسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بحلول نهاية عام 2024.

وأفادت شركة ADP أنها أجرت إعادة معايرة لبياناتها على أساس التعداد ربع السنوي للعمالة والأجور، مما أدى إلى انخفاض قدره 9000 وظيفة لتقرير أغسطس. وأشار تعديل مماثل من مكتب إحصاءات العمل إلى أن عدد الوظائف غير الزراعية كان أعلى بنحو 818 ألف وظيفة بين أبريل 2023 ومارس 2024. وستقوم شركة ADP  بإجراء تعديل على مدار العام بأكمله في فبراير 2025.

قال نورس حافظ استراتيجي الأسواق بأكاديمية "تريدر فاكتوري" Trader Factory، إن تباطؤ التوظيف في الشركات الأميركية خلال أغسطس  2024 تشير إلى تراجع واضح في سوق العمل الأميركية. كما أن هذه البيانات الضعيفة تزامنت مع تقرير الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة، والذي أظهر وجود 7.6 مليون وظيفة شاغرة.

وأوضح أن هذه البيانات تشير إلى أن الشركات الأميركية تحت ضغط مالي بسبب أسعار الفائدة المرتفعة وهو ما يدفعها إلى التخلي تدريجيا عن خطط التوسع والتوظيف، وهو ما يسهم في زيادة أرقام البطالة.

أخبار مرتبطة

منذ 8 ساعاتنحو التكافؤ في السلطة.. دورالمرأة على طاولة نقاشات دافوس 202521 يناير 2025 11:30 صالمالية: نسعى لرفع كفاءة إدارة المالية العامة للتوسع في الإنفاق على الصحة والتعليم20 يناير 2025 2:04 موعود ترامب.. خطة حاسمة لإعادة تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي19 يناير 2025 4:01 ممنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تختار مصر لإطلاق النسخة العربية من إرشاداتها للسلوك المسئول للشركات15 يناير 2025 2:37 مشرق أوسط جديد يحمل بصمات لارث ثقيل من إدارة الرئيس جو بايدن14 يناير 2025 3:31 مخالد عبد الغفار يوجه بتأسيس لجنة استشارية عليا للتنمية البشرية12 يناير 2025 12:37 متمكين المرأة اقتصاديا من خلال توفير الخدمات المالية وغير المالية للمشروعات وبرامج التدريب8 يناير 2025 3:06 ممصر: سيناريوهات استيراد الغاز المسال في الربع الأول من 20256 يناير 2025 12:40 معودة أعمال تنمية حقل غاز"ظهر" يناير 2025 مع طرح مناطق للتعدين5 يناير 2025 2:56 مارتفاع أسعار الخامات والأدوات والأجور.. أبرز تحديات صناعة الأثاث