تحليلات
كتب فاطيمة طيبى 15 أكتوبر 2024 2:24 م - التعليقات دور حاسم لتحقيق الرخاء ودعم الفقراء عمره 30 عاما لمنظمة التجارة العالمية اعداد ـ فاطيمة طيبي هناك حاجة ملحة إلى استراتيجية شاملة تدمج التجارة المفتوحة مع السياسات المحلية الداعمة. حيث أن التجارة لعبت دورا حاسما في تضييق فجوة الدخل بين الاقتصادات منذ تأسيسها قبل 30 عاما .هذا ما أكدته منظمة التجارة العالمية. ونقلت المنظمة في تقريرها حول التجارة العالمية الصادر، في التاسع من شهر سبتمبر 2024، في جنيف عن مديرتها العامة نجوزي أوكونجو إيويالا قولها إن للتجارة دورها الكبير في الحد من الفقر وتحقيق الرخاء المشترك . كما قالت إيويالا ايضا ، إن "زيادة التجارة العالمية ساهمت في نمو دخل الاقتصادات المنخفضة والمتوسطة، بحيث انخفضت نسبة سكانها الذين يعيشون في فقر مدقع من 40% عام 1995 إلى أقل من 11% في 2022". ـ شمولية الاقتصاد العالمي : تطرق التقرير إلى مساهمة التجارة الدولية في جعل الاقتصاد العالمي أكثر شمولا، مؤكدا وجود رابط قوي بين المشاركة التجارية وتضييق فجوة الدخل بين الاقتصادات. وقال إنه منذ عام 1996 وحتى عام 2021 ارتبطت حصة التجارة المرتفعة في الناتج المحلي الإجمالي بشكل كبير بالنمو الأسرع في الاقتصادات المنخفضة والمتوسطة الدخل متقاربة مع مستوى الناتج المحلي الإجمالي للفرد في الاقتصادات ذات الدخل المرتفع. وأضاف التقرير أن العضوية في منظمة التجارة العالمية وقبلها الاتفاقية العامة للتعريفات والتجارة (الجات) عززت التجارة بين الأعضاء بمعدل 140% في حين أظهرت الاقتصادات التي تخضع لمفاوضات انضمام صارمة لمنظمة التجارة العالمية نموها بنسبة 1.5 نقطة مئوية أسرع خلال فترة انضمامها. من جانبه، قال رالف أوسا كبير خبراء الاقتصاد في منظمة التجارة العالمية في مؤتمر صحفي عقدته الاحد التاسع من شهر سبتمبر 2024 إن التجارة الأقل لن تعزز الشمول مؤكدة أن الشمول الحقيقي يتطلب استراتيجية شاملة استراتيجية تدمج التجارة المفتوحة مع السياسات المحلية الداعمة والتعاون الدولي القوي. وخلصت منظمة التجارة العالمية (WTO) إلى أن "التجارة البينية في الشرق الأوسط وأفريقيا مكلفة أكثر من تجارتها الخارجية، على النقيض من باقي مناطق العالم حيث تكون تكاليف الاستيراد والتصدير أقل نظرا للقرب الجغرافي والتشابه الثقافي والمؤسساتي ". وبحسب التقرير السنوي للتجارة، الصادر عن المنظمة، فإن "التجارة بين البلدان في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا أكثر صعوبة من التجارة مع الشركاء في مناطق أخرى"، مشيرا إلى أن الكلفة داخل باقي المناطق تقل عادة بنسبة 20% إلى 40% مقارنة بتكاليف التجارة مع دول خارجها . وتشكل منطقة أفريقيا والشرق الأوسط استثناء، وفق المنظمة، إذ إن تكاليف التجارة البينية أعلى بنسبة 20% من التجارة مع أسواق خارجية. ـ شمولية التحرك نحو العولمة : نوهت منظمة التجارة العالمية بأن "التحرك نحو عولمة أكثر شمولا يطرح تحديات، على رأس هذه التحديات الرسوم الجمركية المرتفعة التي تشكل عقابا لصادرات الاقتصادات الفقيرة، بالإضافة إلى معايير السلامة والتقنية المعقدة والسريعة التغير التي غالبا ما تكافح الاقتصادات ذات الموارد المحدودة لتلبية متطلباتها ". كما تبرز التوترات الجيوسياسية، والفشل في سد الفجوة الرقمية، والجهود غير المتماسكة لمعالجة الأزمات البيئية، نوعا من تحديات جديدة للاقتصادات الفقيرة التي تحاول الاندماج في الاقتصاد العالمي. كما شددت المنظمة في تقريرها بأنه لا يمكن التغلب على مجمل هذه التحديات إلا من خلال العمل والتعاون الدوليين . فيما ركزت المنظمة في تقريرها على دحض ما أسمته "افتراضين مضللين" حول العولمة والتجارة، أولها يتمثل بالقول إن "التجارة تضر بالتنمية، والثاني يرتبط باعتبار قواعد منظمة التجارة العالمية تمنع الحكومات من تبني سياسات طموحة للتنمية الشاملة. بينما الواقع يؤكد أن التجارة لعبت دورا حاسما في الحد من الفقر وتمكين العديد من الاقتصادات المنخفضة والمتوسطة الدخل من اللحاق بالاقتصادات المرتفعة الدخل . ـ جديد محادثات التجارة بين الصين وأمريكا : أكد نائب وزير التجارة الصيني لنظيرته الأمريكية، في السابع من شهر شبتمبر 2024، أن بلاده تمثل "فرصة" اقتصادية و" ليست تهديدا" للولايات المتحدة، خلال محادثات اعتبرها "مهنية وعقلانية وبراجماتية ". وتعد التجارة واحدا من مجالات الخلاف العديدة بين القوتين العالميتين، إلى جانب التنافس في التكنولوجيا. لكن بكين وواشنطن تحاولان منذ العام الماضي 2023 مواصلة الحوار رغم الخلافات بينهما . واستقبل نائب وزير التجارة الصيني وانج شوين 7 سبتمبر 2024 ، وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للتجارة ماريسا لاجو في تيانجين بشمال الصين، في ثاني اجتماع هذا العام بين المسؤولين المكلفين بقضايا التجارة الدولية . وأجرى المسؤولان محادثات "مهنية وعقلانية وبراجماتية" حول القضايا السياسية والتجارية التي أثارها خصوصا أصحاب الأعمال في البلدين، وفق ما قالت وزارة التجارة الصينية في بيان. وأعرب وانغ شوين عن مخاوف بلاده بشأن رسوم جمركية إضافية عدة وعقوبات فرضتها الولايات المتحدة على شركات ومنتجات صينية. كما أكد أن بكين تعارض القيود التي فرضتها واشنطن على التجارة والاستثمار "بحجة قدرة الإنتاج الصينية المفرطة". مؤكدا أن "الصين الحديثة، ذات عدد السكان الكبير، فرصة للولايات المتحدة، وليست تهديدا"، بحسب الوزارة. ـ تشديد الرقابة على صادرات تكنولوجيات متقدمة : تتعرض شركات ومنتجات صينية للعديد من العقوبات أو القيود الأمريكية، اتخذت خصوصا بذريعة التصدي للمنافسة غير العادلة أو حماية الأمن القومي . وأعلنت الولايات المتحدة مجددا، الخميس الموافق 5 سبتمبر 2024، تشديد الرقابة على صادرات تكنولوجيات متقدمة، وهو إجراء يستهدف العملاق الآسيوي من بين دول أخرى . وفي إطار تصميمها على إبطاء التقدم الصيني في قطاع السيارات، أعلنت الولايات المتحدة أيضا في مايو 2024 عن مضاعفة الرسوم الجمركية أربع مرات (من 25% إلى 100%) على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين .ومع ذلك، يبدو أن القوتين مصممتان على مواصلة المحادثات .
|
|||||||||||||||