تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
5 نوفمبر 2024 11:59 ص
-
مجموعة "البريكس" تعتزم تأسيس بورصة سلعية للحبوب لتسهيل عمليات التبادل التجاري للدول الأعضاء

مجموعة "البريكس" تعتزم تأسيس بورصة سلعية للحبوب لتسهيل عمليات التبادل التجاري للدول الأعضاء

اعداد ـ فاطيمة طيبي 

يواجه الأمن الغذائي العالمي تحديات ضخمة، إثر النزاعات والصدمات الاقتصادية التي يعيشها بلدان العالم في العديد من المناطق وبؤر الصراعات الملتهبة ، فضلا عن التغيرات المناخية ونقص الطاقة التي باتت تهدد القطاع الزراعي والإنتاجي وفي مقدمتها صناعات الأسمدة لأبعاد غير مسبوقة.

ـ  تقويض الجهود :

تشير البيانات إلى أن أكثر من 783 مليون شخص يبحثون عن الوجبة الثانية، ونحو 333 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي، بزيادة 200 مليون شخص عن الأوضاع التي كانت قبل جائحة " الكورونا "، ما ينذر بعواقب وخيمة حال زيادة معدلات سوء التغذية.

الاحتياجات غير الملباه لأزمة الغذاء في ظل استعار الحرب الروسية الأوكرانية لأكبر موردي الحبوب دفعت مجموعة البريكس لمناقشة تحفيز وصول الحبوب بعيدا عن هيمنة الدولار ومنطقة اليورو اللذان يحاولان تقويض الجهود التي تسعى إليها مجموعة البريكس، والذي يضم كل من روسيا، الصين، الهند، البرازيل، وجنوب أفريقيا، مصر، والإمارات، والسعودية، وإيران، إثيوبيا.

وبحسب إحصائيات البنك الدولي فإن اقتصاد مجموعة البريكس يتخطى 28.3 تريليون دولارًا، و 25% من مساحة الكوكب، و45% من سكان الأرض، وما يزيد عن 42% من إنتاج الحبوب في العالم أي نحو 1.2 مليون طن، ما يقرب المنافسة بينه وبين مجموعة السبع الكبار في ظل المقومات التي تتمتع به الدول الأعضاء.

ـ هدف تحقيق التوازن الاقتصادي :

تسعى مجموعة التكتل لتحقيق التوازن الاقتصادي وتيسير تبادل السلع والبضائع بين الدول الأعضاء بالعملات المحلية بعيدا عن هيمنة الدولار، وهو ما سيواجه تحدٍ كبير خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تهيمن على الاقتصاد العالمي.

تحديات الغذاء دفعت التجمع الوزاري الزراعي الرابع عشر لتجمع البريكس في روسيا لمناقشة مقترح بإنشاء منطقة لوجيستية لتخزين وتوزيع الحبوب والسلع والمنتجات الزراعية بين دول التجمع، وحظي المقترح بدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ضوء وجود عدد من الدول المنتجة وأخرى مستوردة للحبوب كأعضاء بالتجمع، وهو ما سيكون له انعكاسات على السوق الزراعية العالمية.

وأوضح وزير الزراعة المصري خلال مشاركته أن دول البريكس تضم أكبر الدول المنتجة للحبوب وتتحكم بنحو 42% من إنتاج الحبوب العالمي، كما تضم الدول المستهلكة للحبوب بقيمة 40% من استهلاك الحبوب العالمي.

واتساقا مع المقترح الروسي طرح "الوزير" مبادرة مصرية بإنشاء منطقة لوجيستية لتخزين وتوزيع الحبوب في ضوء أهمية الموقع الجغرافي المتميز الذي تتمتع به القاهرة، وهو الأمر الذى لقى استحسان الحضور، مشيرا إلى أن الرؤية المصرية ستساهم في توفير قدر كبير عن الإنتاج الخاص بالحبوب والاستهلاك، بالإضافة إلى أنه يمكن التوسع مستقبلاً بزيادة تبادل المنتجات والحاصلات الزراعية بين الدول.

ـ دشين بورصة سلعية :

تدشين بورصة سلعية لتجمع البريكس، قد يؤثر على اللاعبون الرئيسيون لمصدري الحبوب مثل أوكرانيا والولايات المتحدة وفرنسا وكندا واستراليا في الحفاظ على حصصهم السوقية، لكن بحسب تصريحات الدكتور محمد يونس أستاذ الافتصاد بجامعة الأزهر، يرى أن :

1 ـ  تأسيس منصة سلعية ستواجه تحديات من بينها تطلعات الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والتي لا تريد لعملتها التقهقر أوالتراجع إلى الخلف خشية زيادة الطموح الروسي الصيني في عالم متعدد الأقطاب والذي بدا ينمو مع الحرب التجارية الأمريكية، واتضحت ملامحه أكثر باشتعال وتيرة الحرب الروسية الأوكرانية.

2 ـ كذلك من بين التحديات التي ستواجه المنصة هي السوق الخارجي والذي تتزعمه أمريكا التي تملك واحدة من أقدم البورصات السلعية حول العالم وهي بورصة شيكاجو، فهل ستترك سوق الحبوب والأقماح للتكتلات المجال دون معوقات أو تدخلات؟ .

3 ـ  المنصة السلعية قد تسمح للمتعاملين بالشراء مباشرة من المنتجين؛ لكنها ستحتاج إلى مجموعة من القواعد من بينها التسوية والإغلاق فيما يعرف بـ"آليات التداول"، فضلا عن البنية الرقمية والإنشائية والتكنولوجية .

4 ـ المنصة السلعية لتجمع البريكس قد تكون سوق حاضرة أو سوق للعقود الآجلة، وكلاهما يستهدف تعزيز الفرص الاستثمارية والتصديرية .

5 ـ  ارتفاع من التدفقات الأجنبية وتخفف العبء على الموازنة العامة لدول التجمع بصفة عامة، وخاصة الدول الأكثر استهلاكا للأقماح مثل مصر، والتي سينعكس عليها ترشيد سلة عملات الفاتورة الاستيرادية وتساعد في تعميق ودعم التبادل التجاري .

6 ـ دول التجمع  يضم في جعبته 30% من الأراضي الزراعية، و40% من منتجات الألبان، و50% من إجمالي إنتاج الأسماك والمأكولات البحرية، وهو تنوع جيد يمكن الاستفادة منه والبناء عليه.

ـ بورصة السلع تسهم في تعزيز التجارة الدولية :

وأضاف خبير الاستثمار واستشاري التدريب والتطوير محمد سمير، أن تدشين بورصة سلعية لدول البريكس ستسهم في تعزيز التجارة الدولية للقمح وزيادة كفاءة السوق، وزيادة عرضه سيحقق نتائج إيجابية تنعكس على تسعيره عالميا، إلى جانب زيادة فرص التعاون الاقتصادي والاستقرار في المنطقة، كما أن إنشاء منطقة لوجيستية لتخزين وتوزيع الحبوب والسلع بين دول التجمع سيسهم في تحويل مصر لمركز تجاري سلعي .

وأفاد بأنه يمكن تحقيق الاستفادة من تدشين منطقة لوجستية في مصر خاصة بعد تحسين البنية التحتية اللوجستية في مصر وتسهيل عمليات  التداول السلعي، لا سيما مع التوسعات الملموسة في الطرق وربط كافة موانئ مصر بشبكات قوية يسهل من خلالها العبور والنفاذ من مصر لدول أفريقيا، مما يسهل عمليات النقل والتوزيع، كما يمكن أن تساهم المنطقة اللوجستية في تبسيط الإجراءات الجمركية وتسريع عمليات التخليص الجمركي، ما يزيد فرص تداول السلع عبر الحدود بين دول البريكس، بالإضافة لتعزيز التجارة بفضل توفير بنية تحتية لوجستية متطورة.

 

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 8 ساعاتنحو التكافؤ في السلطة.. دورالمرأة على طاولة نقاشات دافوس 202521 يناير 2025 11:30 صالمالية: نسعى لرفع كفاءة إدارة المالية العامة للتوسع في الإنفاق على الصحة والتعليم20 يناير 2025 2:04 موعود ترامب.. خطة حاسمة لإعادة تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي19 يناير 2025 4:01 ممنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تختار مصر لإطلاق النسخة العربية من إرشاداتها للسلوك المسئول للشركات15 يناير 2025 2:37 مشرق أوسط جديد يحمل بصمات لارث ثقيل من إدارة الرئيس جو بايدن14 يناير 2025 3:31 مخالد عبد الغفار يوجه بتأسيس لجنة استشارية عليا للتنمية البشرية12 يناير 2025 12:37 متمكين المرأة اقتصاديا من خلال توفير الخدمات المالية وغير المالية للمشروعات وبرامج التدريب8 يناير 2025 3:06 ممصر: سيناريوهات استيراد الغاز المسال في الربع الأول من 20256 يناير 2025 12:40 معودة أعمال تنمية حقل غاز"ظهر" يناير 2025 مع طرح مناطق للتعدين5 يناير 2025 2:56 مارتفاع أسعار الخامات والأدوات والأجور.. أبرز تحديات صناعة الأثاث

التعليقات