تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
23 ديسمبر 2024 2:19 م
-
"جي بي مورجان": توقعات افاق الاقتصاد العالمي في العام الجديد تفتقر للتفاصيل الجوهرية

"جي بي مورجان": توقعات افاق الاقتصاد العالمي في العام الجديد  تفتقر للتفاصيل الجوهرية

اعداد ـ فاطيمة طيبي  

أسئلة ستشكل آفاق الاقتصاد العالمي في العام الجديد 2025 ، ورغم أن هناك مؤشرات مبدئية للإجابة عليها لكن العام الحالي ربما ليس لديه متسع لوضع إجابة محددة هذا ما صرح به  بنك جي بي مورجان . 

كما أشار في مذكرة بحثية إلى أن نجاح جهود الصين التحفيزية في تحقيق نمو اقتصادي أفضل  يأتي في مقدمة تلك الأسئلة. كما ذكر ايضا أنه طوال عام 2024، بذلت الحكومة الصينية جهودا كبيرة  وحثيثة لدعم النمو الاقتصادي، لكنها لم تتمكن من تحفيز الاقتصاد بالشكل المطلوب. الا انه وبدءا من سبتمبر 2024 ، بدأت السلطات الصينية تتجه نحو تحفيز الاستهلاك. كما ان التوقعات لعام 2025 تشير إلى إمكانية توسيع العجز المالي، حيث أبقى المسؤولون الباب مفتوحا لمزيد من التحفيز في حال زيادة الرسوم الجمركية من الولايات المتحدة.

ـ السوق تتقبل التوجه الجديد :

وأشار ايضا  إلى أنه وحتى الآن، لا تزال هذه المقترحات مجرد توقعات، تفتقر للتفاصيل الجوهرية، لكن يبدو أن السوق تتقبل التوجه الجديد، فمنذ سبتمبر حققت الأسهم الصينية المحلية أداء يعادل ثلاثة أضعاف أداء الأسهم الأميركية الكبرى. ويبدو أن  هذه الأسواق أصبحت أكثر راحة مع وضع الحكومة لما يشبه "أرضية" تحمي النمو الاقتصادي من التراجع. 

لكن في المقابل  هناك أسبابا تدعو للحذر، لأن وضع "أرضية" للنمو يختلف عن تحفيز الاقتصاد الحقيقي. على سبيل المثال، خلال نفس الفترة، انخفضت عوائد السندات الحكومية الصينية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، وهو مؤشر على ضعف توقعات النمو، علاوة على ذلك، انخفض اليوان بنسبة 3.5% مقابل الدولار الأميركي منذ سبتمبر 2024 . 

ـ حقيقة  تجاوز ذروة التيسير النقدي : 

وقال البنك إن ثاني الأسئلة المؤرقة هو التساؤل حول دورة التيسير النقدي، مشيرا إلى أن 27 من أصل 37 بنكا مركزيا عالميا، بما في ذلك جميع الأسواق المتقدمة الرئيسية باستثناء اليابان، خفضت أسعار الفائدة بالتزامن . 

كما أشارايضا إلى أن السياسات التيسيرية والنشاط الاقتصادي القوي خاصة في الولايات المتحدة ساهمت في دفع الأسهم العالمية للارتفاع بنسبة 23%، بينما حققت الأسهم الأميركية S&P 500  مكاسب بنسبة 29%  وقال إنه مع تأكد سيناريو"الهبوط الناعم" للاقتصاد، فإن اتجاهات الفائدة تختلف إذ بدأت بالفعل بعض البنوك المركزية العالمية تعود إلى رفع الفائدة . وأشار إلى أن البرازيل، التي كانت من أوائل الدول التي بدأت دورة خفض الفائدة في 2023، غيرت مسارها  الحالي وبدأت دورة تشديد جديدة وأن مع الاسبوع الثالث من شهر ديسمبر وقبل نهاية العام ، رفعت البرازيل أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس، وهو أكبر ارتفاع منذ  شهر مايو من  2022 . 

كما توقع  ايضا أن تسير بنوك مركزية أخرى في الأسواق الناشئة مثل المكسيك وأوكرانيا على نفس المسار لضبط توقعات التضخم والسيطرة على معدلات الفائدة طويلة الأجل في ظل العجز المالي المتزايد . لكن البنك استبعد أن تكون الولايات المتحدة التالية، إذ صرح الاحتياطي الفيدرالي بأنه يتجه نحو سياسة أكثر حيادية، ما يعني خفض أسعار الفائدة، إلا أن تعريف المستوى "الحيادي" للسياسة النقدية يحتاج لدراسة . وقال إنه في الوقت الحالي، يبدو أن معدل الفائدة الفيدرالية لا يزال أعلى من معظم التقديرات، وتوقع أن يستمر الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة تدريجيا بما في ذلك خفض بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر2024  حتى يصل إلى نطاق يتراوح بين 3% و 4% .   

ـ   الرسوم الجمركية وتساؤلات عن امكانية ما سيحدث مستقبلا : 

خلال حملته الانتخابية، دعا الرئيس الامريكي  المنتخب دونالد ترامب إلى زيادة الرسوم الجمركية على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وبالفعل، فرضت أميركا قيودا على صادرات أشباه الموصلات، وأدرجت شركات صينية في القائمة السوداء، وفرضت قيودا على الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة. 

علاوة على ذلك، اقترح ترامب فرض رسوم بنسبة 60% على جميع البضائع الصينية وما يصل إلى 10% على جميع الواردات الأخرى .  في المقابل ردت الصين بحظر تصدير عدة مواد أساسية، وهي المنتج الرئيسي لها، إلى الولايات المتحدة، ورغم أن التأثير الاقتصادي المباشر على أميركا ضعيف، لكن الأثر العام يتسع عند النظر إلى أهمية هذه المواد كمدخلات في صناعات رئيسية مثل أشباه الموصلات والأقمار الصناعية ونظارات الرؤية الليلية .

 تشير هذه الخطوة إلى تصعيد إضافي في العلاقات التجارية المتوترة بالفعل، وتعتمد الولايات المتحدة على الواردات في العديد من الصناعات المستقبلية، بما في ذلك المعادن الحيوية، كما أن الأمر لا يقتصر على الصين، إذ هدد ترامب أيضا بفرض رسوم بنحو 25% على الواردات من المكسيك وهي أكبر شريك تجاري لأميركا، وكذلك كندا . 

زيادة القيود التجارية المحتملة في ظل إدارة ترامب الجديدة أعادت حالة عدم اليقين بشأن السياسة التجارية ورفعت مخاطر الردود الانتقامية في هذه الصناعات خاصة . 

ـ تفاءل الأسواق لما ينفقه المستهلكون  في موسم الاعياد :   

تاريخيا، يعتبر الشهر الأخير من العام جيدا لمؤشر S&P 500. ينفق المستهلكون المزيد خلال موسم الأعياد، و"رالي سانتا كلوز" حيث ترتفع الأسهم مع نهاية العام، و حالة التفاؤل في مجملها مع دخول العام الجديد غالبا ما يدعمان السوق.

منذ عام 1928، حقق S&P 500 متوسط عائد شهري قدره 0.7%. الا انه وفي شهر ديسمبر كان أكثر إيجابية، بمتوسط عائد يقارب 1.3%. علاوة على ذلك، يبدو أن الانتخابات لا تؤثر سلبا على العوائد في شهر  ديسمبر، بل إنها تكون أعلى في سنوات الانتخابات بمتوسط 1.6% .

 

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
4 يونيو 2025 12:32 ممنتدى الاستدامة والعمل الحكومي 2025.. قيادة عربية نحو مستقبل أخضر3 يونيو 2025 3:00 ماعلان وزيرا المالية والاستثمار تفاصيل البرنامج الجديد لرد الأعباء التصديرية2 يونيو 2025 1:27 متحديات صناعة الصلب لتقلبات الطلب العالمي والتوترات التجارية وازمة الرسوم المرتفعة1 يونيو 2025 11:36 صخريطة استثمارية مصرية تضم فرصا جاهزة مع إعداد حملة ترويجية شاملة لتلك الفرص28 مايو 2025 10:48 ص860 مليون دولار قيمة صادرات شركات قطاع الأعمال بنهاية الربع الثالث27 مايو 2025 2:35 مبرنامج دعم الصادرات الجديد يعزز الثقة بين الحكومة والمصدرين27 مايو 2025 11:07 صتطوير آليات العمل المشترك مع شركاء التنمية للتوسع برامج القطاع الخاص26 مايو 2025 2:39 مالهند تخطط لمنطقة اقتصادية جديدة في السويس باستثمارارات 12 مليار دولار25 مايو 2025 1:42 مأكبر مجمع ذكاء اصطناعي بفرنسا.. حجر أساس للاستقلال الرقمي الأوروبي21 مايو 2025 4:36 متفاصيل عن القبة الذهبية التي أعلن ترامب عنها.. وعلاقة الصين بها

التعليقات