تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
20 يناير 2025 2:04 م
-
وعود ترامب.. خطة حاسمة لإعادة تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي

وعود ترامب.. خطة حاسمة لإعادة تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي

اعداد ـ فاطيمة طيبي

الوعود تتراوح  بين إصلاحات في ملف الهجرة، وتعزيز الاقتصاد الأمريكي عبر سياسات تجارية صارمة، وإجراءات جذرية تتعلق بالمناخ وحقوق الإنسان،  تلك هي تعهدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب  وذلك بتطبيق مجموعة واسعة من السياسات المثيرة للجدل خلال ولايته الثانية.

تعكس رؤية ترامب لإحداث تغيير جذري في النهج الأمريكي الحالي سياسيا واجتماعيا، إذ يعتمد في تنفيذ خططه على سلطته الرئاسية والأوامر التنفيذية لتجاوز العقبات المحتملة.

من اهم الملفات ..

ـ سياسة الهجرة :

تصدر ملف الهجرة برنامج ترامب الانتخابي، حيث أعلن عزمه تنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، تستهدف 11 مليون مهاجر غير شرعي، مؤكدا أن هذه الإجراءات ستكون حاسمة لإعادة السيطرة على الحدود وحماية الأمن القومي.

وصف ترامب حق المواطنة بالولادة بأنه "سخيف"، متعهدا بإلغائه، على الرغم من أن هذا الحق منصوص عليه في التعديل الرابع عشر للدستور الأمريكي. ولتحقيق هذه الأهداف يدرس ترامب إعلان حالة الطوارئ الوطنية، ما يتيح له تسخير موارد وزارة الدفاع (البنتاجون) لتنفيذ خططه.   كما تشمل الخطة تعديل السياسات المتعلقة بطلبات اللجوء، من خلال إنهاء العمل ببعض البرامج التي تسهل تقديم الطلبات، ومع ذلك يواجه هذا البرنامج تحديات قانونية كبرى، فضلا عن رفض محتمل من بعض الدول لاستقبال المرحلين.

ـ الحروب الاقتصادية في الواجهة :

وضع ترامب التجارة في قلب برنامجه الاقتصادي، حيث يخطط لفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على السلع المستوردة من المكسيك وكندا، وهما الشريكان التجاريان الأكبر للولايات المتحدة، حيث يرى أنهما فشلتا في وقف تدفق المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة، ما يبرر هذه الخطوة العقابية.

ولم يقتصر الأمر على الجيران الشماليين والجنوبيين، بل امتد إلى الصين، حيث تعهد ترامب بفرض رسوم إضافية بنسبة 10% على المنتجات الصينية، إلى جانب التعريفات الحالية المفروضة خلال ولايته الأولى، إذ يعتقد أنها مسؤولة عن تسهيل دخول المكونات الكيميائية التي تستخدم في تصنيع الفنتانيل، ما يؤدي إلى تفاقم أزمة المخدرات في الولايات المتحدة.

ـ ملف الكابيتول :

أثار اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021 جدلا واسعا، وها هو ترامب يعود ليعد بالعفو عن المتورطين في هذا الحدث إذا عاد إلى البيت الأبيض، إذ يصفهم بأنهم "رهائن" و"سجناء سياسيون"، مؤكدا عزمه إصدار "عفو كبير".

ومع ذلك، لا تزال معايير هذا العفو غير واضحة، خاصة فيما يتعلق بمن تورطوا في أعمال عنف ضد قوات الأمن، حيث وجهت اتهامات إلى أكثر من 1500 شخص بجرائم فيدرالية تتعلق بالهجوم، وحكم على أكثر من 1100 شخص منهم .          

ـ السياسة الخارجية :

يتبنى ترامب رؤية حاسمة لحل النزاعات الدولية، فقد حذر من اندلاع "جحيم في الشرق الأوسط" إذا لم تطلق حركة حماس سراح الرهائن الإسرائيليين قبل تنصيبه، وبعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، سارع إلى نسب الفضل لنفسه في هذا الإنجاز.

أما بالنسبة للحرب الروسية الأوكرانية، فقد وعد ترامب بإنهائها "بسرعة"، دون أن يقدم تفاصيل دقيقة حول كيفية تحقيق ذلك، وبعد تصريحاته الصيفية بإنهاء الصراع "في 24 ساعة" عاد ليحدد جدولا زمنيا يمتد لبضعة أشهر.

ـ المناخ والطاقة :

في إطار معارضته سياسات المناخ التي تبنتها إدارة بايدن، تعهد ترامب بإطلاق حملة "الحفر، يا عزيزي، الحفر"، لتوسيع عمليات التنقيب عن النفط والغاز، كما يخطط لإلغاء الإعفاءات الضريبية التي تهدف إلى دعم السيارات الكهربائية والتحول إلى اقتصاد أخضر. ويرغب ترامب أيضا في تعزيز عمليات الحفر البحري، وهو ما يتطلب دعم الكونجرس، خاصة في ظل الإجراءات التي اتخذتها إدارة بايدن لحماية مساحات واسعة من المحيط ومنع التنقيب فيها.

ـ المتحولون جنسيا وقضايا العرق :

أعلن ترامب بشكل واضح خططه لإنهاء "جنون المتحولين جنسياً"، متعهدا باتخاذ خطوات صارمة لإخراجهم من الجيش والمدارس، قائلا إنه سيصدر أوامر تنفيذية تقصر الاعتراف الحكومي على جنسين فقط: الذكر والأنثى.

كما تعهد بخفض التمويل الفيدرالي للمدارس التي تعتمد "نظرية العرق النقدية"، وهي منهجية أكاديمية تنظر إلى التاريخ الأمريكي من منظور عنصري، ويرى ترامب أن هذه النظرية تضر بالمجتمع وتزرع الانقسامات بين المواطنين.

وتعكس وعود ترامب الانتخابية رؤيته لإحداث تغييرات جذرية في الولايات المتحدة، إلا أنها تواجه تحديات قانونية، سياسية، ودستورية كبيرة، فبينما يعبر مؤيدوه عن حماستهم لتلك الوعود، يرى معارضوه أنها تهدد التوازن السياسي والاجتماعي في البلاد. وفي حال تحقيقها فإنها ستشكل ملامح جديدة للسياسات الأمريكية على الصعيدين الداخلي والخارجي.

ـ عودة ترامب إلى البيت الأبيض :

بعد أن يؤدي ترامب اليمين الدستورية في 20 يناير 2025، ليصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.  ويعد هذا التنصيب الثاني لترامب، ما يجعله أول رئيس أمريكي سابق يعود إلى منصبه بعد خسارته منذ 130 عاما، وثاني رئيس أمريكي يقضي فترتين غير متتاليتين، بعد جروفر كليفلاند، الرئيس الثاني والعشرين والرابع والعشرين للولايات المتحدة.  وفي وقت سابق، أكد ترامب أنه سيوقع عددا قياسيا من المراسيم في يومه الأول بالبيت الأبيض، ما يشير إلى عزمه على تنفيذ جدول أعماله بسرعة.

ـ تفاصيل التنصيب.. يوم تاريخي جديد بحياة ترامب :

خلال خطابه في واشنطن بين أنصاره، تعهد ترامب بالعمل بسرعة غير مسبوقة، وبإصدار أوامر تنفيذية كثيرة في الأيام الأولى. وقال إنه سيتخذ قرارات تنفيذية حاسمة وسريعة بحيث يحل المشاكل التي تواجه بلاده.

ـ استعدادات التنصيب.. والحدث النادر :

أما عن الاستعدادات لحفل التنصيب الرسمي، فسوف يشهد حدثا نادرا لم يحدث منذ 40 عاما، منذ حفل تنصيب الرئيس رونالد ريجان، وهو نقل المراسم من الهواء الطلق إلى الداخل، داخل مبنى الكابيتول بسبب الصقيع الشديد. فمن المتوقع أن تصل درجة الحرارة  إلى  (-6 و -11)  مع الغروب كأدنى درجة .

بينما وصلت درجة الحرارة في حفل تنصيب ترامب الماضي في 2017 إلى 8 درجات. ولذا سيقام حفل تنصيب ترامب في مبنى الكابيتول حيث تستعد العاصمة واشنطن لدرجات حرارة شديدة البرودة ورياح قوية.

وعادة ما يتولى الرئيس المنتخب سلطاته تقليديا في الهواء الطلق أمام مبنى الكابيتول، مع حشد كبير من المتفرجين الذين يشهدون الحفل. إلا أن هذا العام مختلف بسبب الصقيع الشديد. فأكثر من 200 ألف تذكرة تم توزيعها لحضور التنصيب الثاني للرئيس ترامب سيحرمون من الحضور شخصيا وسيتابعون المراسم عبر شاشات ضخمة.

ـ تنكيس الأعلام :

ومن الأمور النادرة الحدوث أيضا أن يتم إقامة حفل التنصيب في ظل تنكيس الأعلام بسبب وفاة الرئيس السابق جيمي كارتر في 29 ديسمبر. فقد أمر الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن بتنكيس الأعلام على مدى ثلاثين يوما، ما يعني أنها ستكون منكسة يوم تنصيب ترامب رئيسا اليوم، وهو ما أغضب ترامب. واعتبر الرئيس الجمهوري المنتخب أنه "لا يمكن لأي أميركي أن يكون مسرورا" بالأعلام المنكسة عندما يتم تنصيبه، مشيرا إلى أن خصومه الديمقراطيين يشعرون بالسعادة حيال ذلك المشهد التشاؤمي.

ـ الرئيس الـ47 يؤدي القسم :

وسيؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترامب اليمين الدستورية كرئيس الولايات المتحدة السابع والأربعين ، في القاعة المستديرة أو ما يعرف بالـ Rotunda  بحضور كبار الشخصيات من مسؤولين دووليين ومحليين، تمت دعوتهم بالإضافة إلى أفراد عائلة ترامب .

وسيشهد الحاضرون على أداء القسم لولاية جديدة يبدأها ترامب من داخل مبنى الكابيتول. هذا الحفل كان يعتبر تحديا خاصا لترامب بعد الانتقادات التي رافقت حفل تنصيبه الأول ومقارنة أعداد المشاركين فيه بأعداد المشاركين بتنصيب الرئيس باراك أوباما. فهو جمع لحفله 170 مليون دولار وأصر على حضور أبرز شخصيات السياسة والتكنولوجيا ورواد عالم الأعمال ليكونوا شاهدين على حفل تنصيب تاريخي.

وبعد التعديلات التي طرأت، أكد ترامب أنه يخطط لاستخدام ساحة "كابيتال وان" لتجمع الناس لمشاهدة أحداث التنصيب مباشرة، وقال إنه سينضم إليهم هناك بعد ذلك لاستكمال الاحتفالات التي ترافق تسلمه السلطة. ، شرطة الكابيتول أكدت أن إجراءات أمنية مشددة تتخذ في محيط الكابيتول. كما تشارك وكالات إنفاذ القانون كلها على تأمين حفل التنصيب بالتعاون أيضا مع جهاز الخدمة السرية وشرطة نويورك. مع التشديد على وضع خطط أمنية لكافة السيناريوهات والاستعداد لها.

ـ رقم قياسي جديد وعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بتحقيقه فور توليه منصبه:

ترامب، بعد عودته إلى البيت الأبيض، وعد بأنه سيوقع عددا قياسيا من المراسيم الرئاسية فور أدائه اليمين الدستورية في واشنطن.  وفي مقابلة هاتفية مع شبكة إن بي سي نيوز، قال ترامب الذي سيصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة إنه لا يملك رقما دقيقا في ذهنه، لكنه يتوقع أن يوقع عددا "قياسيا" من المراسيم . وعندما سألته صحفية في شبكة إن بي سي نيوز "أكثر من 100؟"، أجاب الرئيس الجمهوري "في هذه الحدود على الأقل". وهو تعهد خلال حملته الانتخابية ومنذ انتخابه بالتراجع عن سياسات إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن. وسبق لترامب أن قال في أحد تجمعاته الانتخابية إنه "بمجرد أن أقسم اليمين سأطلق أكبر برنامج ترحيل في تاريخ أمريكا".

وأكد ترامب السبت أن طرد المهاجرين غير الشرعيين - الذين يبلغ عددهم نحو 11 مليون شخص في الولايات المتحدة - "سيبدأ سريعا جدا". وأضاف أنه "لا أستطيع أن أقول في أي مدن، لأن الأمور تتغير"، وذلك بعد أن تحدث مسؤول في إدارته المستقبلية عن مدينة شيكاجو ذات الغالبية الديمقراطية.

قال توم هومان، المدير السابق لوكالة الهجرة ومراقبة الحدود والذي سيكون مسؤولا عن حماية الحدود، على قناة فوكس نيوز "ستكون هناك إجراءات في كل أنحاء البلاد.. شيكاجو ليست سوى مكان من بين أماكن أخرى ".

 

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 2 ساعاتنحو التكافؤ في السلطة.. دورالمرأة على طاولة نقاشات دافوس 202521 يناير 2025 11:30 صالمالية: نسعى لرفع كفاءة إدارة المالية العامة للتوسع في الإنفاق على الصحة والتعليم19 يناير 2025 4:01 ممنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تختار مصر لإطلاق النسخة العربية من إرشاداتها للسلوك المسئول للشركات15 يناير 2025 2:37 مشرق أوسط جديد يحمل بصمات لارث ثقيل من إدارة الرئيس جو بايدن14 يناير 2025 3:31 مخالد عبد الغفار يوجه بتأسيس لجنة استشارية عليا للتنمية البشرية12 يناير 2025 12:37 متمكين المرأة اقتصاديا من خلال توفير الخدمات المالية وغير المالية للمشروعات وبرامج التدريب8 يناير 2025 3:06 ممصر: سيناريوهات استيراد الغاز المسال في الربع الأول من 20256 يناير 2025 12:40 معودة أعمال تنمية حقل غاز"ظهر" يناير 2025 مع طرح مناطق للتعدين5 يناير 2025 2:56 مارتفاع أسعار الخامات والأدوات والأجور.. أبرز تحديات صناعة الأثاث31 ديسمبر 2024 12:52 مباستثمارات 120 مليون دولار بروتوكول تعاون لإنشاء مصنع للمواد الخام الدوائية في مصر

التعليقات