أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 17 مارس 2025 2:55 م - التعليقات تكهنات بخيبة امل .. وارن بافيت يتخلى عن العقارات الأميركية اعداد ـ فاطيمة طيبي أفادت صحيفة وول ستريت جورنال في الثالث عشر من شهر مارس ، نقلا عن مصادر، أن شركة كومباس تجري محادثات متقدمة لشراء شركة "هوم سيرفيسز أوف أميركا" التابعة لبيركشاير، وقد تبرم صفقة قريبا. ولكن الرئيس التنفيذي لشركة هوم سيرفيسز، جينو بليفاري، أرسل مذكرة إلى الموظفين بعد تقرير وول ستريت جورنال، يفيد فيها بعدم وجود أي دراسة لمثل هذه الصفقة. جاء ذلك لما أثارته هذه التقارير والتي تفيد باحتمال بيع شركة بيركشاير هاثاواي أعمالها في مجال الوساطة العقارية قريبا تكهنات بأن وارن بافيت ربما فقد ثقته في هذا القطاع المتعثر. ومع ذلك، فإن خبر البيع المحتمل أرسل إشارة إلى أن بافيت، البالغ من العمر 94 عاما، وهو المستثمر الأمثل الذي يشتري ويحتفظ بالأسهم، ربما يكون قد شعر بخيبة أمل تجاه قطاع العقارات الذي يعاني من انخفاض المبيعات ومحدودية المخزون وارتفاع الأسعار بشكل مستمر، وفق ما ذكرته شبكة " "CNBC. بيل ستون، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة جلينفيو تراست ومساهم قديم في بيركشاير، قال "لن يبيع إلا إذا رأى استمرار استنزافه ، وهو قد باع الصحف عندما رأى أن لا مستقبل لها بدون الاندماج ". ـ التخلي عن الصفقة : عندما استثمر بافيت في صحف، بما في ذلك "أوماها"، و"ورلد هيرالد"، و"بوفالو نيوز" في سبعينيات القرن الماضي، كان يعتقد أن امتيازاتها منيعة. ولكن بحلول أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تضاءلت نظرته للصناعة مع تقلص عائدات الإعلانات والانتقال إلى المنصات الرقمية مما أدى إلى تدمير الأرباح. وفي النهاية، باع ما يقارب 30 صحيفة يملكها في أوائل عام 2020. وفي عام 2009 قال بافيت في الاجتماع السنوي لشركة بيركشاير: "نحن أكثر ترددا في بيعها من معظم الناس. إذا اتخذنا القرار الصحيح منذ البداية، فسنستغل ذلك لفترة طويلة جدا... ولكن إذا اختفت الميزة التنافسية، وإذا فقدنا الثقة في الإدارة فعليا، وإذا أخطأنا في التحليل الأصلي ـ وهذا يحدث - فإننا نبيع". ربما يتكرر نفس الاستسلام في قطاع الخدمات العقارية. استحوذت بيركشاير على شركة هوم سيرفيسز في صفقة عام 1999 لشراء شركة المرافق العملاقة ميدأميركان إنرجي، التي كانت تملكها آنذاك. ونتيجة لهذا التاريخ، أصبحت هوم سيرفيسز، التي تمثل الآن شركة شاملة تضم 48 علامة تجارية و37700 وكيل عقاري، تعمل كشركة تابعة لشركة بيركشاير هاثاواي إنرجي (BHE). ـ علامات واضحة على تباطؤ هوم سيرفيسز : لا تزال هوم سيرفيسز جزءا ضئيلا من تكتل بافيت، حيث ستحقق إيرادات قدرها 4.4 مليار دولار في عام 2024، مقارنة بإيرادات قدرها 26.3 مليار دولار لشركة BHE 371.4 مليار دولار لشركة بيركشاير ككل. مع ذلك، فقد أظهرت السنوات الأخيرة علامات واضحة على تباطؤ هوم سيرفيسز. تكبدت الوحدة خسارة صافية قدرها 113 مليون دولار أميركي في عام 2024، مقابل ربح قدره 13 مليون دولار أميركي في عام 2023 وأرباح صافية قدرها 100 مليون دولار أميركي في عام 2022 . عزت بيركشاير تراجع الأرباح إلى اتهامات تتعلق بدعوى قضائية جارية في قطاع العقارات. في أبريل 2024، وافقت هوم سيرفيسز على دفع 250 مليون دولار أميركي لتسوية دعاوى قضائية على مستوى البلاد، مدعية أن الممارسات الراسخة لشركات الوساطة العقارية أجبرت مالكي المنازل الأميركيين على دفع عمولات وساطة مبالغ فيها بشكل مصطنع عند بيع منازلهم. بالإضافة إلى ذلك، أشار بافيت في التقرير السنوي لبيركشاير لعام 2024 إلى أن أعمال الوساطة العقارية لا تزال تتأثر "بسبب توافر المنازل للبيع وارتفاع أسعارها". يستمر ضعف الأعمال المرتبطة بالإسكان الأميركي، حيث يواجه المشترون المحتملون ارتفاعا في أسعار الرهن العقاري، وارتفاعا في الأسعار، وعددا محدودا من العقارات الجديدة المعروضة. انخفضت مبيعات المساكن المعلقة بنسبة 4.6% في يناير إلى أدنى مستوى لها منذ أن بدأت الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين في تتبع هذا المقياس في عام 2001. ـ الرسوم الجمركية سترفع التضخم وتضر المستهلكين : قال المستثمر الشهير وارن بافيت، رئيس مجلس إدارة "بيركشاير هاثاواي"، في أول تعليق له على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن هذه الرسوم قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم وتضر بالمستهلكين، مشيرا إلى أنها ستصبح مع مرور الوقت بمثابة ضريبة إضافية على السلع. ووصف بافيت الرسوم الجمركية بأنها شكل من أشكال الحرب إلى حدٍ ما. يذكر أن ترامب أعلن عن فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا، على أن تدخل حيز التنفيذ في شهر مارس، بالإضافة إلى فرض رسوم إضافية بنسبة 10% على الصين ، وهو ما دفع الصين إلى التعهد بالرد بالمثل. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نهاية شهر ابريل ، إنه سيضيف رسوما جمركية أخرى 10% على السلع الصينية ، مما يضاعف فعليا الرسوم البالغة 10% المفروضة في الرابع من فبراير2025 . ووعدت الصين باتخاذ "كل التدابير المضادة الضرورية"؛ وأفادت وزارة التجارة في بيان أنه "إذا أصرت الولايات المتحدة على المضي في هذا الاتجاه، فسوف تتخذ الصين كل التدابير المضادة الضرورية للدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة". ويتهم ترامب الصين بالتساهل في مكافحة الإتجار بمادة الفنتانيل المخدرة التي تتسبب في حصد أرواح كثيرة في الولايات المتحدة. ـ الترقب الحذر لآثار رسوم ترامب الجمركية : ورغم الأداء القوي العام لأرباح الشركات، يواصل محللو وول ستريت خفض توقعاتهم لنتائج أعمال الشركات للأشهر الـ12 المقبلة. ووفقا لبيانات "بلومبرغ إنتليجنس"، شهدت توقعات أرباح شركات مؤشر "إس آند بي 500" تخفيضات تفوق الترقيات خلال 22 أسبوعا من أصل 23 أسبوعا الماضية، وهي أطول فترة منذ أوائل 2023. هذا التراجع لثقة وول ستريت في أن أرباح الشركات الأمريكية ستحرك السوق، ما يهدد بمزيد من التقلبات في سوق الأسهم التي تعاني بالفعل من ضغوط كبيرة. تلقي التوقعات السلبية للأرباح بظلالها على معنويات المستثمرين، خاصة بعد أن تسببت المخاوف بشأن سياسات التعريفات الجمركية للرئيس دونالد ترامب في عمليات بيع أفقدت مؤشر "إس آند بي 500" نحو 8% من ذروته المسجلة شهر فبراير الماضي. ومع استمرار الحاجة إلى نمو قوي في أرباح الشركات لتبرير التقييمات المرتفعة للأسواق، فإن أي إشارات على تعثر الشركات في تحقيق هذه التوقعات قد تزيد من تراجع ثقة المستثمرين. ـ إشارات تحذيرية : مع اقتراب موسم نتائج أعمال الربع الأول في 11 أبريل المقبل 2025 بإعلان أرباح "جيه بي مورجان" وبنوك أخرى، بدأت بعض الشركات الأمريكية بالفعل في توجيه تحذيرات مثيرة للقلق. وأعلنت "أمريكان إيرلاينز" أنها تتوقع خسائر في الربع الأول أكبر بنحو الضعف من تقديراتها السابقة، بينما خفّضت "دلتا إيرلاينز" توقعاتها للأرباح إلى النصف، مرجعة ذلك إلى تراجع الطلب على السفر الجوي. كما أصدرت شركات تجزئة مثل "كوهلز كورب" و"أبركرومبي آند فيتش" و"وولمارت" توقعات حذرة بشأن أدائها المستقبلي. ـ تراجع لسقف الارباح المتوقعة : يتوقع المحللون أن تحقق شركات "إس آند بي 500" نمواً في الأرباح بنسبة 10% في 2025، مقارنة بتوقعات سابقة عند 13% في يناير ، وفقا لبلومبرج إنتليجنس، إلا أن هناك مجالا واسعا لمزيد من التخفيضات. ويرى يونغ يو ما، كبير مسؤولي الاستثمار في "بي إم أو أسيت مانجمنت"، أن المحللين قد يخفضون توقعاتهم لنمو أرباح الشركات إلى نطاق 7-9%، متأثرين بالتداعيات السلبية للتعريفات الجمركية على هوامش الأرباح. في السياق نفسه، حذّر سكوت كرونرت، رئيس استراتيجية الأسهم الأمريكية في "سيتي جروب"، من أن "مخاطر خفض التوقعات لا تزال قائمة، خاصة مع اتساع نطاق الشركات المتضررة من سياسات ترامب التجارية". وبدأت بنوك استثمار في تقليص توقعاتها بالفعل، حيث خفض ديفيد كوستين، كبير استراتيجيي الأسهم الأمريكية في "جولدمان ساكس"، توقعاته لنمو أرباح الشركات في 2025 من 11% إلى 9%. كما خفض تقديراته لمستوى مؤشر "إس آند بي 500" في نهاية العام المقبل 2026 إلى 6.200 نقطة، مقارنة بـ6.500 نقطة سابقا، رغم أن ذلك لا يزال يمثل ارتفاعا بنسبة 10% عن المستويات الحالية. ـ الاتجاه نحو الملاذات الآمنة : انعكست النظرة القاتمة لأرباح الشركات على الأسواق، حيث بدأ المستثمرون في البحث عن ملاذات آمنة، ما عزز الطلب على الذهب الذي وصل إلى مستويات قياسية. كما ارتفعت أسعار السندات الحكومية الأمريكية منذ منتصف فبراير 2025 في ظل تزايد القلق من استمرار التراجع في أسواق الأسهم. في هذا السياق، يتجه بعض المستثمرين، مثل كيث بوكانان، الشريك ومدير المحافظ الأول في "جلوبال إنفستمنتس"، إلى تقليل حيازتهم من أسهم النمو الكبرى وزيادة مخصصاتهم النقدية، مؤكدا أن "توخي الحذر في هذه المرحلة هو الخيار الأمثل". ـ ضبابية الايام المستقبلية القادمة : رغم التحديات المتزايدة، أثبتت الشركات الأمريكية قدرتها على التكيف مع صدمات متعددة، بدءا من ارتفاع التضخم وصولا إلى أعلى معدلات الفائدة منذ عقود. كما يأمل المستثمرون في أن يقوم ترامب بمراجعة سياساته الجمركية قبل أن تؤثر بشكل أعمق على أرباح الشركات. لكن التأثير الكامل لهذه السياسات قد يستغرق أشهرا قبل أن ينعكس على تقديرات المحللين، وفقا لمايكل كاسبر، استراتيجي الأسهم في "بلومبرغ إنتليجنس"، مشيرا إلى أن سيناريو مشابه حدث خلال فترة ولاية ترامب الأولى، حيث استغرقت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ما يقرب من عام قبل أن تبدأ آثارها السلبية في الظهور بوضوح على أرباح الشركات. وفي ظل غياب دعم اقتصادي مماثل لما شهدته الشركات خلال التخفيضات الضريبية في ولاية ترامب الأولى، يتزايد الضغط على الإدارة الحالية لاتخاذ تدابير تعزز النمو الاقتصادي. ويرى مايكل شاول، الرئيس التنفيذي لـ"أيون ماكرو مانجمنت"، أن عمليات البيع الأخيرة في السوق لم تعكس بالكامل المخاوف المتعلقة بالأرباح، موضحا أن المستثمرين يواصلون إعادة توجيه أموالهم بعيدا عن الأسهم الأمريكية الكبرى نحو الأسواق الأوروبية والآسيوية.
|
||||||||||