تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
26 مارس 2025 12:19 م
-
بضائع امريكية بقيمة 1.5 تريليون دولار مهددة بسبب غرامات سفن الحاويات الصينية

بضائع امريكية  بقيمة 1.5 تريليون دولار مهددة  بسبب غرامات سفن الحاويات الصينية

اعداد ـ فاطيمة طيبي

حذرت جهات تجارية، من المزارعين الأميركيين إلى شركات النقل البحري العالمية، من أضرار اقتصادية جسيمة ناجمة عن مقترحات تدرسها الحكومة الأميركية لفرض غرامات باهظة على سفن الحاويات المصنوعة في الصين عند وصولها إلى الموانئ الأميركية.

وأشاروا إلى أن هدف إعادة بناء المزيد من السفن إلى الولايات المتحدة يتعارض مع الواقع في سوق التجارة البحرية العالمية، حيث ستنقل جميع حركة الحاويات تقريبا قريبا على متن سفن صينية الصنع.

ووفقا لمجلس الشحن العالمي، الذي يمثّل صناعة الشحن البحري الدولية، يقدر أن 98% من الأسطول العالمي سيخضع لرسومٍ عند وصوله إلى الموانئ الأميركية، لأن الرسوم تطبق على كل من السفن الصينية الصنع الحالية أو السفن المستقبلية المدرجة في سجل طلبات شركات النقل، وأي شركة نقل لديها طلب واحد على الأقل لسفينة صينية الصنع. وفي الوقت الحالي، تخضع 90% من سفن العالم لهذه الرسوم. وفقا لـ Sea-Intelligence، بلغ إجمالي عدد سفن الحاويات العاملة في أعماق البحار التي رست في موانئ الولايات المتحدة عام 2024، نحو 12.410 سفن.

يأتي ذلك، فيما يعقد الممثل التجاري الأميركي جلسات استماع للنظر في تطبيق العقوبات. وتوج التحقيق، الذي بدأ في عهد الرئيس جو بايدن، بتقرير صدر في يناير خلص إلى أن صناعة بناء السفن والنقل البحري في الصين تتمتع بميزة غير عادلة. وتواصل إدارة ترامب هذا التحقيق في إطار حربها الاقتصادية والتجارية العالمية المتنامية، حيث صرح ترامب في خطابه الأخير أمام الكونجرس بأنه سينشئ مكتبا جديدا لبناء السفن في البيت الأبيض، من شأنه أن يقدم حوافز ضريبية خاصة لإعادة المزيد من بناء السفن إلى الولايات المتحدة.

ـ  اتحاد مصدري المنتجات الزراعية  :

وقال بيتر فريدمان، المدير التنفيذي لائتلاف النقل الزراعي، في شهادة معدة قبل جلسة الاستماع: "إن مصدري المنتجات الزراعية في البلاد متحدون، ولكن في قلقهم ومعارضتهم للاقتراح". وأضاف "لسنا معارضين لهذا الهدف، لكننا لسنا مستعدين للتضحية بالزراعة الأميركية والمجتمعات في جميع أنحاء البلاد التي ستعاني من ضائقة اقتصادية، أو ما هو أسوأ من ذلك، بسبب خطة كالتي نواجهها حاليا، والتي من شأنها أن تقضي على قدرتنا على بيع المنتجات الزراعية خارج حدودنا."، وفقا لما نقلته شبكة "CNBC

وتؤكد هيئة النقل الزراعي الأميركية (AgTC) أنه لا توجد اليوم سفن أميركية الصنع مناسبة للشحن التجاري الدولي، قادرة على نقل البضائع الزراعية، سواء عبر سفن الحاويات أو سفن البضائع السائبة ، ولمنتجات تشمل الذرة والقمح والحبوب وفول الصويا. وقال فريدمان في شهادته: "لو كانت هذه السفن متاحة بتكلفة معقولة، لاستخدمها المصدرون الأميركيون، بما في ذلك القطاع الزراعي، بالفعل".

ـ فرض رسوم باهظة على السفن الصينية الصنع :

كما انه لمعاقبة شركات النقل البحري التي تستخدم سفنا صينية الصنع لنقل البضائع، اقترحت الحكومة الأميركية فرض رسوم باهظة على السفن الصينية الصنع الواصلة إلى الموانئ الأميركية. بالنسبة لشركات النقل البحري المملوكة للصين (مثل كوسكو)، قد تفرض رسوم خدمة تصل إلى مليون دولار أميركي على كل سفينة. أما بالنسبة لشركات النقل البحري غير المملوكة للصين والتي تضم أساطيلها سفنا صينية الصنع، فقد تصل رسوم الخدمة إلى 1.5 مليون دولار أميركي لكل ميناء توقف في الولايات المتحدة.

ـ ملايين الوظائف وبضائع بمئات المليارات مهددة :

ووفقاً لبيانات  WSC، يتم نقل ما مجموعه 1.5 تريليون دولار أميركي من التجارة الأميركية سنويا بواسطة قطاع الشحن البحري بشكل مباشر أو غير مباشر. يدعم قطاع الشحن البحري أكثر من 6.4 مليون وظيفة أميركية، ويساهم بأكثر من 1.1 تريليون دولار أميركي في الناتج المحلي الإجمالي الأميركي. قد تضيف رسوم الموانئ التي اقترحها مكتب الممثل التجاري الأميركي (USTR) ما بين 600 و800 دولار أميركي للحاوية الواحدة، مما سيضاعف تكلفة شحن الصادرات الأميركية ويؤثر سلبا على المزارعين الأميركيين بشكل خاص، وفقا لجو كراميك، رئيس مجلس إدارة WSC..

وقال كراميك في شهادته المعدة مسبقا قبل جلسة الاستماع أمام مكتب الممثل التجاري الأميركي: "ستؤدي هذه المقترحات إلى زيادة التكاليف على المصدرين والمستهلكين الأميركيين، بالإضافة إلى عدم كفاءة سلسلة التوريد، مع إخفاقها في توفير حوافز فعالة للصين لتغيير تصرفاتها وسياساتها وممارساتها".

قدمت أكثر من 300 جمعية تجارية على المستوى الفيدرالي والولائي والمحلي، بالإضافة إلى مئات الشركات والأفراد، تعليقات احتجاجا على الرسوم.

ومما يغذّي اقتراح الممثل التجاري الأميركي وقلق الحكومة الأميركية الأوسع، الارتفاع الهائل في طلبات السفن الصينية.

وبموجب مقترحات مكتب الممثل التجاري الأميركي، قد تكلف سفينة حاويات متوسطة الحجم، بسعة 6600 وحدة مكافئة لعشرين قدما، ما يقرب من 6350 دولارا أميركيا كرسوم للحاوية (40 قدما). سيعادل ذلك تقريبا ضعف إجمالي أسعار الشحن الواردة والصادرة بين نيويورك وروتردام.

عادة ما تتوقف سفن الحاويات التي تخدم الولايات المتحدة في 3-4 موانئ أميركية في كل رحلة، وفقا لـ WSC. وصرح كراميك بأن رسوم التوقف التي تتراوح بين مليون دولار أميركي و3.5 مليون دولار أميركي (في حال تطبيق غرامات متعددة مقترحة) لكل ميناء في كل رحلة ستؤدي إلى انخفاض عدد مرات التوقف في الموانئ الأميركية، وخاصة للموانئ الصغيرة والمتوسطة. وستتأثر بشكل كبير وظائف الموانئ، والنقل بالشاحنات، والسكك الحديدية، والتخزين، وغيرها من الوظائف التي تدعم هذه الموانئ، وكذلك الشركات التي تعتمد على قربها من هذه الموانئ.

ـ وضع بناء السفن في الولايات المتحدة:

يشترط القانون الأميركي الحالي، المعروف باسم "قانون جونز"، بناء أنواع معينة من السفن، والسفن التي تعمل فقط داخل الموانئ المحلية، في الولايات المتحدة. يوجد حالياً 30 سفينة حاويات أميركية الصنع عاملة، بمتوسط عمر يبلغ 24 عاما. ويتراوح متوسط عمر السفينة بين 20 و30 عاما .

أي محاولة لتحقيق هدف تصنيع السفن التجارية الأميركية بتمويل من الرسوم المقترحة ستؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة، وفقا لدراسة أجرتها العديد من المجموعات التجارية، بما في ذلك AgTC ورابطة الملابس والأحذية الأميركية.

 وذكر تقرير صادر عن Trade Partnership Worldwide أن كل إجراء مقترح من إجراءات مكتب الممثل التجاري الأميركي سيؤثر سلبا على الناتج المحلي الإجمالي الأميركي، وعلى الهدف الرئيسي لإدارة ترامب المتمثل في تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 3%. بالإضافة إلى ذلك، ستنخفض الصادرات الأميركية، مما قد يساهم في تفاقم العجز التجاري الأميركي.

وخلص التقرير إلى أنه "في حين أن صناعة بناء السفن الأميركية (المصنعون والعمال) ستستفيد من مقترحات الإجراءات، فإن العديد من القطاعات الأخرى في الاقتصاد (المزارعون والمصنعون ومقدمو الخدمات، بما في ذلك عمالهم) ستتضرر، وغالبا ما يكون ذلك ضررا كبيرا .

في شهادته المكتوبة، قال نيت هيرمان، نائب الرئيس الأول للسياسات في رابطة الملابس والأحذية الأميركية، إن السفن التي ترفع العلم الأميركي وتشغلها وتبنيها الولايات المتحدة غير متوفرة. حتى عندما تكون كذلك، فهي ليست تنافسية، مما يجعلها خيارا غير عملي للمصدرين والمستوردين الأميركيين.

 

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
16 أبريل 2025 5:04 م"جولدمان ساكس": الذهب يستهدف 4000 دولار مع تصاعد المخاطر9 أبريل 2025 1:49 مرسوم ترامب تفتح أبواب المكاسب أمام دولتين عربيتين رغم استمرار خطر الركود الاقتصادي8 أبريل 2025 3:13 ممصر وفرنسا توقعان اتفاقية تعاون لبناء وتشغيل محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر7 أبريل 2025 4:17 مرسوم مشددة تعني تحولا جذريا للنظام الاقتصادي العالمي وليس مجرد نزاع تجاري عابر6 أبريل 2025 2:09 متسهيل وصول المرأة للتمويل وتذليل المعوقات التشريعية والإجرائية على مستوى ممارسة الأعمال26 مارس 2025 2:39 مأسباب تبطئ وتيرة تراجع التضخم في مصر خلال النصف الثاني من 202525 مارس 2025 1:26 مبريطانيا على طريق التقشف.. خفض التكاليف ادارة الحكومية الى 15%24 مارس 2025 11:38 ص40 فرصة استثمارية بمجال البيئة.. وتطوير 26 حزمة استثمارية لتقديم الخدمات بالمحميات الطبيعية23 مارس 2025 12:33 ممنظمة التعاون الاقتصادي: الحكومات والشركات بحاجة إلى ضمان مع ارتفاع تكاليف الاقراض18 مارس 2025 2:24 ممصر والهند تتفقان على زيادة التبادل التجاري إلى 12 مليار دولار في 5 سنوات

التعليقات