أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
7 مايو 2025 3:42 م
-
مباحثات تجارية حاسمة بين أميركا والصين تنطلق من سويسرا

مباحثات تجارية حاسمة بين أميركا والصين تنطلق من سويسرا

اعداد ـ فاطيمة طيبي

أعلنت واشنطن وبكين في السادس من شهر مايو الحالي  أن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ سيلتقيان في سويسرا لبحث الحرب التجارية الدائرة بين بلديهما منذ فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوما جمركية باهظة على الصين التي ردت عليها بمثلها.

وقال وزير الخزانة الأميركي في بيان إنّه سيغادر إلى سويسرا في 6 مايو  "لإجراء مناقشات بناءة تهدف إلى إعادة التوازن إلى النظام الاقتصادي الدولي بما يخدم مصالح الولايات المتحدة بشكل أفضل".

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن نائب رئيس مجلس الدولة الصيني سيزور سويسرا من 9 ولغاية 12 مايو بدعوة من الحكومة السويسرية. وأضافت الوزارة أن هي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، سيلتقي بيسنت "بصفته نقطة اتصال للقضايا الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة".

ـ الصين لن "تضحي بموقفها المبدئي :

وأعلنت بكين في 7 من مايو  أنها لن "تضحي بموقفها المبدئي" وستدافع عن "العدالة" في المحادثات التجارية التي ستجريها مع واشنطن، مؤكدة أنها وافقت على هذه الخطوة بعد "مناشدات من الصناعة والمستهلكين الأميركيين". وقال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية في بيان إنه إذا كانت الولايات المتحدة تريد حل القضية من خلال المفاوضات، فيجب عليها مواجهة التأثير السلبي الخطر للرسوم الجمركية الأحادية الجانب عليها وعلى العالم .

وذكرت بكين أن محادثات جنيف بشأن الرسوم الجمركية مع واشنطن كانت بطلب أميركي. وكانت الصين قد أعلنت الجمعة أنها بصدد دراسة مقترح من الولايات المتحدة لإجراء مفاوضات بشأن الرسوم الجمركية التي تبادل أكبر اقتصادين في العالم فرضها على سلعهما.

وفرضت واشنطن منذ أبريل رسوما جمركية بنسبة 145% على العديد من وارداتها من الصين التي ردت بفرض رسوم جمركية بنسبة 125% على السلع المستوردة من الولايات المتحدة.

كما قال بيسنت أمام لجنة برلمانية إن الولايات المتحدة والصين لم تنخرطا بعد في مفاوضات تجارية، نافيا بذلك ما كان أعلنه ترامب الذي أكد مرارا وجود اتصالات بين البلدين. فيما قال وزير الخزانة الأميركي، لـ"قناة فوكس نيوز"، إن الولايات المتحدة والصين يجب أن تعملا على تهدئة التوتر قبل أن تتمكنا من المضي قدما في مفاوضات التجارة.

وقبل اجتماع مع مسؤولين صينيين في سويسرا ، قال بيسنت لقناة فوكس نيوز "أعتقد أن الأمر يتعلق بتهدئة التوتر، وليس باتفاقية التجارة الكبرى... يتعين علينا تهدئة التوتر قبل أن نتمكن من المضي قدما". وأضاف بيسنت أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لا ترغب في إلغاء روابط التجارة مع الصين في المنسوجات وغيرها من السلع المماثلة، لكن واشنطن عازمة على إعادة إنتاج الصناعات الاستراتيجية مثل أشباه الموصلات والأدوية والصلب إلى الولايات المتحدة.

وذكرت وزارة التجارة الصينية الاربعاء 7 مايو في بيان أن "خه لي فنغ" نائب رئيس مجلس الدولة الصيني سيلتقي مع بيسنت في سويسرا خلال زيارة رسمية تستمر من التاسع حتى 12 مايو للقاء مسؤولين سويسريين. كما أضاف البيان أن المسؤول الصيني سيتوجه بعد ذلك إلى فرنسا من 12 إلى 16 مايو للمشاركة في الحوار الاقتصادي والمالي بين الصين وفرنسا.

ـ توقعات نتائج الاجتماع :

 وبشأن توقعات نتائج الاجتماع بين أميركا والصين، قال استراتيجي الأسواق المالية في "First Financial Markets"، جاد حريري، إنه لا شك باتجاه الأمور نحو أوضاع إيجابية، ولكن لا يمكن الجزم بأن الأمر انتهى، لأن الحرب الاقتصادية ما زالت قائمة، وما زال هناك تصعيد من الصين والولايات المتحدة. وأضاف حريري، أن الولايات المتحدة تحاول بناء زخم إيجابي يصب في مصلحتها وليس في مصلحة الصين.

كما انه وبالنظر إلى التاريخ قليلا، وتحديدا إلى عام 2018، حيث شهدنا أحداثا مشابهة بين المؤشرات الأميركية والتراجعات التي حدثت في الأسواق العالمية، فإن القاع قد تشكل بالفعل، والأمور تتجه نحو الإيجابية، وعاجلا أم آجلا ستعود الأمور إلى طبيعتها. ولكن يجب أن نكون على حذر، لأن التصعيد ما زال موجودا، والحرب ما زالت قائمة، ولا يمكن لأحد أن يعرف ردة فعل الطرفين بناء على الطلبات المطروحة.

ـ استعدادات الصين للكشف عن حزمة سياسات تهدف إلى استقرار الأسواق:

كما أعلنت الصين ايضا أن البنك المركزي والهيئات التنظيمية المالية سيعقدون مؤتمرا للكشف عن حزمة سياسات مالية تهدف إلى استقرار الأسواق وتعزيز الثقة، وذلك في ظل تصاعد الضغوط الاقتصادية الناتجة عن الرسوم الجمركية الأميركية.

ويأتي هذا الإعلان في وقت تتزايد فيه المخاوف من تداعيات الرسوم الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تصل إلى 145% على الصادرات الصينية، مما يهدد بإبطاء وتيرة النمو الاقتصادي.

وقد تتجه بكين إلى تفعيل أدوات تحفيزية جديدة لدعم الأسواق والقطاعات الحيوية، وعلى رأسها التكنولوجيا، والتجارة، والاستهلاك المحلي. ورغم أن الاقتصاد الصيني سجل نموا أقوى من المتوقع في الربع الأول بدعم من الحوافز الحكومية، إلا أنه لا يزال يواجه بعض المخاطر في القطاع العقاري، فضلاً عن تهديدات متصاعدة من الرسوم الجمركية الأميركية.

ـ "التمويل الدولي": الديون العالمية عند مستوى غير مسبوق تجاوزت 324 تريليون دولار

زادت بنحو 7.5 تريليون دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من العام:

كما أظهرايضا تقرير لمعهد التمويل الدولي،  الثلاثاء 6 مايو، أن الديون العالمية زادت بنحو 7.5 تريليون دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من العام لتصل إلى مستوى مرتفع غير مسبوق تجاوز 324 تريليون دولار. وقال المعهد إن الصين وفرنسا وألمانيا كانت أكبر المساهمين في زيادة الدين العالمي، بينما انخفضت مستويات الدين في كندا والإمارات وتركيا.

وقال المعهد في تقريره مرصد الدين العالمي "ساهم الانخفاض الحاد لقيمة الدولار الأميركي أمام عملات الشركاء التجاريين الرئيسيين في زيادة قيمة الدين بالدولار، لكن الارتفاع في الربع الأول كان أكثر من أربعة أمثال متوسط الزيادة الفصلية البالغة 1.7 تريليون دولار التي رصدت منذ نهاية 2022".

وظلت تحرك نسبة الدين العالمي إلى الناتج بطيئا نحو الانخفاض، إذ سجلت ما يزيد قليلا عن 325%. لكن النسبة للأسواق الناشئة، سجلت مستوى مرتفعا غير مسبوق عند 245%.

ـ ديون الأسواق الناشئة :

وارتفع إجمالي الديون في الأسواق الناشئة بأكثر من 3.5 تريليون دولار في الربع الأول من العام إلى مستوى غير مسبوق تجاوز 106 تريليونات دولار. وقال المعهد إن الصين استحوذت وحدها على أكثر من تريليوني دولار من هذا الارتفاع. وبلغت نسبة الدين الحكومي الصيني إلى الناتج المحلي الإجمالي 93% ومن المتوقع أن تبلغ 100% قبل نهاية العام.

وسجلت القيم الاسمية لديون الأسواق الناشئة بخلاف الصين أيضا رقما غير مسبوق، إذ شهدت البرازيل والهند وبولندا أكبر زيادات في قيمة ديونها بالدولار. غير أن بيانات المعهد أظهرت أن نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في الأسواق الناشئة بخلاف الصين انخفضت إلى أقل من 180%، أي أقل بنحو 15 نقطة مئوية من أعلى مستوياته على الإطلاق.

كما تواجه الأسواق الناشئة رقما قياسيا يبلغ 7 تريليونات دولار لعمليات استرداد السندات والقروض في الفترة المتبقية من 2025، وبلغ الرقم للاقتصادات المتقدمة نحو 19 تريليون دولار.

ـ الأنظار على أميركا :

خفف تراجع الدولار من أثر الصدمة بالنسبة للاقتصادات النامية، إذ حد من التأثير الذي تعرضت له الأسواق الناشئة من ارتفاع في التقلبات الناجمة عن الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال المعهد: "إذا طالت فترة ضبابية السياسات، فقد تكون هناك حاجة إلى أن تصبح السياسة المالية أكثر تكيفا، خاصة في البلدان التي تربطها روابط تجارية قوية بالولايات المتحدة". وهناك قلق أيضا من مستويات الدين الأميركي ومدى التأثير على عوائد السندات الأميركية من احتياجات التمويل الكبيرة لأكبر اقتصاد في العالم التي تعود لأسباب منها مسعى خفض الضرائب.

وقال المعهد: "الارتفاع الكبير في المعروض من سندات الخزانة الأميركية قد يتسبب في ضغط يرفع العوائد ويزيد بشدة النفقات التي تتكبدها الحكومة بسبب الفائدة... في ضوء مثل هذا التصور، سترتفع مخاطر التضخم أيضا".

وترى إدارة ترامب في الرسوم الجمركية وسيلة لسد الفجوة في الميزانية الناتجة عن الخفض الضريبي المتوقع، لكن الضبابية التي تحيط بالسياسة التجارية واضطراب تطبيقها أبطأ إنفاق الشركات وأثر على النمو الأميركي. وجاء في تقرير المعهد "يحتمل أيضا تؤدي الرسوم الجمركية (التي تبلغ 10% عالميا) في نهاية المطاف إلى خفض العوائد الحكومية إذا أدت إلى رد من الدول الأخرى".

 

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
6 مايو 2025 3:05 مالوجبات السريعة: كيف تشكل صناعات المشروبات والوجبات السريعة الاقتصادات الناشئة؟5 مايو 2025 4:55 ممبادرة التمويل والبالغة 30 مليار جنيه لشراء المعدات رسالة طمأنة قوية من الدولة للصناعة4 مايو 2025 3:35 ممفاتيح نجاح موازنة الثلاث سنوات.. التقديرات الواقعية والسيناريوهات البديلة29 أبريل 2025 3:20 مبيئة الاستثمار الجيدة تعزز حصول رائدات الأعمال على التمويل المناسب27 أبريل 2025 3:45 ماجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين: إجراءات مصر لتسريع طرح الشركات المملوكة للدولة23 أبريل 2025 3:52 مسبعة معادن أرضية نادرة ورقة ضغط تستغلها الصين في حربها التجارية مع امريكا22 أبريل 2025 1:35 ممباحثات موسعة مع (IFC) لدفع برنامج الطروحات وتعزيز الشراكة في طرح المطارات20 أبريل 2025 2:38 مشهادات الأدخار في البنوك المصرية.. أفضل العوائد بعد خفض الفائدة9 أبريل 2025 5:20 ممدبولي: العالم يواجه حربا اقتصادية شاملة ومصر تمتلك الأدوات لتحويل التحديات إلى فرص9 أبريل 2025 4:34 ممفاوضات مصرية أمريكية لخفض الرسوم الجمركية على الصادرات

التعليقات