أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 28 مايو 2025 12:34 م - التعليقات المؤتمر الدولي لأمن المعلومات والأمن السيبراني CAISEC’2025 .. حماية البيانات في ظل التحول الرقمي اعداد ـ فاطيمة طيبي أكد أحمد كجوك وزير المالية، على ضرورة وجود منظومة كاملة للأمن السيبراني في ضوء التحول الرقمي الراهن هو أمر ليس اختيار وعلينا تحقيق هذا التحول بشكل يضمن حماية البيانات والحفاظ على سرية المعلومات. وأوضح في كلمته الافتتاحية خلال فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الدولي لأمن المعلومات والأمن السيبراني CAISEC’2025 أن العنصر البشري يظل هو العنصر الأهم في إطار تحقيق التحول الرقمي الأمن . وأشار كجوك، إلى أن العنصر البشري متميز جدا وعلى درجة كبيرة من الوعي والقدرة على تقديم الخدمات التكنولوجيا سواء في مصر أو على مستوى تصدير الخدمات عن طريق الكوادر البشرية المصرية. ونبه إلي إن التوازن بين التطور من ناحية والحماية من ناحية أخرى هي المعادلة التي نعمل على تنفيذها في إطار التحول الرقمي الذي أصبح واقع في حياتنا وهو الوسيلة الوحيدة لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وفي نفس الوقت من الضروري حماية هذه التعاملات وتأمينها. وأشار وزير المالية إلى عدد من التحولات الرقمية التي شهدتها الوزارة من خلال الفاتورة الإلكترونية والتوقيع الإلكتروني وغيرها من أعمال الربط التي شهدتها خدمات وزارة المالية خلال السنوات السابقة. ـ تصاعد الهجمات السيبرانية يشكل تهديدا مباشرا لأمن المعلومات : أكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن تصاعد الهجمات السيبرانية بات يشكل تهديدا مباشرا لأمن المعلومات، ما يجعل من الأمن السيبراني ضرورة حتمية وليس مجرد خيار، لحماية الأفراد والممتلكات وصون الأمن القومي. وخلال مشاركتها في الجلسة الافتتاحية الثانية لمؤتمر CAISEC’25، اكدت على أهمية التحول من مجرد رد الفعل إلى تبني نهج استباقي يقوم على التحصين والتأهب، مشيرة إلى أن الإحصائيات العالمية تؤكد النمو المتسارع لقطاع الأمن السيبراني، ما يستوجب اعتماد سياسات حديثة ومعايير دولية، إلى جانب رفع الوعي والتدريب على مختلف المستويات، وتعزيز التكامل بين التأمين السيبراني والبنية التحتية للمؤسسات. موضحة أن تعزيز كفاءة الكوادر في مختلف المستويات الوظيفية يجب أن يتم في إطار متكامل مع أطر الحوكمة كما أن تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني يتطلب شراكة وثيقة بين القطاعين العام والخاص، بهدف بناء منظومة وطنية آمنة ومستدامة. وأضافت أن الاستراتيجية الوطنية تركز على تطوير إطار تشريعي متكامل يحدد بوضوح مسؤوليات حماية البيانات، بما يسهم في تعزيز ثقة المستثمرين، ودعم الشراكة مع القطاع الخاص في حماية البنية التحتية، وتطوير القدرات السيبرانية، ونشر الوعي المجتمعي، وتشجيع البحث العلمي والابتكار لخلق فرص عمل جديدة، ودعم الاقتصاد الرقمي، وتعزيز التعاون الدولي في مواجهة الجرائم السيبرانية العابرة للحدود. ـ خصصت التعليم العالي 20% من استثماراتها للتحول الرقمي والبنية السيبرانية: قال الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن الوزارة خصصت 20% استثماراتها في التحول الرقمي وإنشاء البنية السيبرانية، مع التركيز على التوعية المجتمعية بمخاطر الفضاء السيبراني. وأوضح خلال كلمته بمؤتمر ومعرض CAISEC’25 في نسخته الرابعة، أن الأمن السيبراني لم يعد مجرد اختصاص تقني، بل أصبح ضرورة استراتيجية لحماية الأنظمة الوطنية، وفي مقدمتها الأنظمة التعليمية. كما أن الوزارة تتبنى نهجا شاملا ومتكاملا في التعامل مع الأمن السيبراني، يرتكز على عدد من المحاور، أبرزها بناء القدرات البشرية المتخصصة، من خلال تقديم برامج أكاديمية متخصصة في الجامعات المصرية بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية، وتشجيع التعاون مع الجامعات الدولية. وأشار إلى أن مصر تمتلك اليوم 92 كلية متخصصة في علوم الحاسب يدرس بها أكثر من 112 ألف طالب وطالبة، إلى جانب 20 برنامجا متخصصا في الأمن السيبراني تضم أكثر من 23 ألف طالب، ما يسهم في تعزيز مكانة مصر إقليميا ودوليا في هذا المجال الحيوي. وكشف عاشور عن إطلاق الوزارة لمبادرة "كن مستعدا"، الهادفة إلى تأهيل مليون مبتكر من الطلاب والخريجين لسوق العمل، مع التركيز على المهارات الرقمية، وذلك بالتعاون مع شركاء إقليميين وشركات تكنولوجيا رائدة، داعيا إلى تعزيز التعاون المشترك مع كافة المؤسسات الحاضرة. وفي هذا الإطار، أطلقت الوزارة مبادرات بالتعاون مع كبرى المؤسسات المتخصصة، لتدريب العاملين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب، كما تم تدريب العاملين بديوان عام الوزارة على أساسيات الأمن السيبراني والقوانين ذات الصلة، ويجري حاليا إعداد برنامج توعوي خاص للطلاب بالتعاون مع المركز الوطني للاستعداد لطوارئ الحاسبات. وأشار الوزير إلى أن مصر تحتل المركز الأول عربيا في مجال علوم الحاسب، وتضم الجامعات 15 برنامجا متخصصا في الأمن السيبراني، وتحظى المشروعات البحثية التي تعزز البنية الرقمية بالأولوية التمويلية، لافتا إلى أن الوزارة أطلقت في 17 فبراير الماضي "السياسة الوطنية للابتكار المستدام"، لتحويل مصر إلى مجتمع معرفي ومستدام، وخلق بيئة خصبة للابتكار في جميع القطاعات، ومنها الأمن السيبراني. وأكد أيمن عاشور أن التحديات المتطورة في مجال الأمن السيبراني تتطلب يقظة دائمة وابتكارا مستداما لتحصين البيئة التعليمية من المخاطر الحالية والتهديدات المستقبلية غير المرئية، مشددا على دعمه الكامل لتعزيز قدرات مؤسسات التعليم العالي في هذا المجال، لضمان بيئة تعليمية آمنة وفعالة قادرة على مواكبة تطورات المستقبل. ـ تكلفة الحوادث السيبرانية في المنطقة العربية تجاوزت 8.75 مليون دولار خلال 2024: قال محمد بن عمر، مدير المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات التابعة لجامعة الدول العربية، إن المنطقة العربية أصبحت من بين المناطق الأكثر استهدافا في العالم للهجمات السيبرانية. وأشار في كلمته الافتتاحية خلال مؤتمر ومعرض Caisec’25 في نسخته الرابعة، إلي أن، متوسط تكلفة الحوادث السيبرانية في المنطقة بلغت نحو 8.75 مليون دولار، خلال 2024 أي ما يعادل ضعف المتوسط العالمي. أضاف بن عمر،أن 33% من المؤسسات في المنطقة ابدت قلقها إزاء استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في تنفيذ الهجمات الإلكترونية، خاصة في ظل وجود فجوة في الكفاءات الدفاعية تقدر بنحو 322 ألف متخصص غير متوفرين حاليا في المنطقة العربية. وأوضح أن وتيرة التحول الرقمي المتسارعة تجعل الهجمات السيبرانية أكثر تعقيدا وتأثيرا على القطاعات الحيوية في الدول العربية، مشيرا إلى أن التقارير الإقليمية الأخيرة. وشدد بن عمر على أن المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات تؤمن بأن الأمن السيبراني، في ظل تنامي الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، يجب أن يعد من الركائز الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية وترسيخ الثقة المجتمعية . مشيرا إلى أن ما يميز هذه الدورة من مؤتمر CAISEC إطلاق جوائز التميز في الأمن السيبراني الموجهة للدول العربية التي قدمت أفضل البحوث والمبادرات في هذا المجال، معربا عن تقديره لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية لتعاونه في هذه المبادرة التي تعد اعترافا عربيا صريحا بالجهود الرائدة لتعزيز ثقافة التميز والتنافس البناء في الأمن السيبراني. ونبه إلى أن بناء مستقبل رقمي عربي آمن يتطلب تعاون الحكومات، وشراكات فاعلة مع القطاع الخاص، والمؤسسات الأكاديمية، والمنظمات الإقليمية والدولية، وكافة أصحاب المصلحة ـ مصر استثمرت في القدرات البشرية والبنية المعلوماتية لمواجهة التحديات السيبرانية: ومشروع الخريطة الجينية يستهدف حماية بيانات الأفراد.. أكد الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، الدولة استثمرت خلال السنوات الأخيرة في بناء القدرات البشرية وتطوير البنية التحتية المعلوماتية، مع التركيز على دعم كليات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي لتخريج أجيال قادرة على مواكبة التطور التكنولوجي وتنفيذ المهام الدفاعية في المجال السيبراني بكفاءة عالية. وأوضح خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر أمن المعلومات والأمن السيبراني CAISEC’25، أن التحديات السيبرانية لا تعترف بالحدود الجغرافية، ما يفرض ضرورة تعزيز التعاون العربي المشترك في هذا المجال ونوه عبد الغفار، إلي أهمية استدامة تنظيم مثل هذه المؤتمرات لجذب جهات دولية كبرى، وصولا إلى تنظيم المؤتمر تحت رعاية مجلس الوزراء، وبدعم من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في دلالة واضحة على اهتمام الدولة المصرية بقضية الأمن السيبراني كأحد أعمدة التنمية المستدامة والتحول الرقمي.
كما أن مصر نفذت مشروع الخريطة الجينية للمصريين، وهو من أكبر المشاريع العلمية والطبية التي تعتمد على تحليل البيانات الرقمية، ما يستدعي بشكل ملح تأمين هذه البيانات وحماية خصوصية الأفراد، مؤكدا أن التقدم التكنولوجي لا يمكن فصله عن منظومة الأمن السيبراني. وأشار الوزير إلي أن البيانات الصحية للمواطنين أصبحت من أهم الأهداف التي تتعرض للاختراقات عالميًا، مشددا على أن التحول الرقمي في القطاع الصحي المصري يتطلب مستوى عالٍ من الحماية، في ظل التعامل مع قواعد بيانات دقيقة تتعلق بحركة المرضى ومعلوماتهم الشخصية والطبية، ما يستدعي حماية متقدمة لهذه المعلومات من الجهات التي قد تستغلها. ـ 44 شركة من أصل 130 شركة عاملة بالقطاع : كشف وليد زكريا، نائب رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لشؤون الأمن السيبراني، عن تقدم 44 شركة تعمل في مجال الأمن السيبراني بطلبات للحصول على رخصة مزاولة النشاط، من إجمالي 130 شركة عاملة في هذا القطاع. وأوضح زكريا، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر ومعرض CAISEC’25 في نسخته الرابعة، أن هذه الخطوة تأتي ضمن الأطر التنظيمية التي أصدرها الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والتي تم اعتمادها من قِبل المجلس الأعلى للأمن السيبراني. وأشار إلى إطلاق مجموعة من المبادرات والمنتجات المصرية الحاصلة على أعلى درجات الجودة العالمية، تحت إشراف المجلس الأعلى للأمن السيبراني. كما أن الحكومة المصرية بذلت جهودًا كبيرة في مجال الأمن السيبراني، بدأت بإنشاء مجلس الأمن السيبراني المصري عام 2009، وهو ما وصفه بالمهمة العظيمة التي قادها نحو ستة مهندسين لإنشاء أول مركز للتعامل مع الحوادث السيبرانية في مصر، وقد سبقت ذلك العديد من الدراسات التمهيدية. حيث أن تلك الفترة شهدت تحديات كبيرة، بما في ذلك التعامل مع قضايا اختراق عالمية، تمكن خلالها المجلس من إعداد تقرير رسمي نال إشادة دولية. وأضاف أنه بمرور الوقت تم إنجاز العديد من البحوث المتخصصة، حيث تم نشر 19 ورقة بحثية، إلى جانب تطوير خدمات متعددة تهدف إلى تأمين الفضاء السيبراني المصري. كما لفت إلى مشاركة مصر في المسابقة الدولية الخاصة بالاتحاد الدولي للاتصالات، والتي أُقيمت في دولة الإمارات بمشاركة 138 دولة، وتنافست الدول في التعامل مع الحوادث السيبرانية وتحليل الهجمات، وقد حصدت مصر المركز الأول، في أكبر منافسة من نوعها على المستوى الدولي. ـ خبراء ... 80% من المؤسسات تتعرض لهجمات الفدية : ناقش خبراء الأمن السيبراني خلال فعاليات المؤتمر والمعرض الدولي لأمن المعلومات والأمن السيبراني CAISEC’25، المنعقد تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، سبل الحماية من هجمات برامج الفدية، مؤكدين أن الأمن السيبراني لم يعد رفاهية بل ضرورة استراتيجية. أدار الجلسة أحمد عبد الجابر، رئيس قسم المعلومات بشركة بلتون، مشيرا إلى أننا نواجه حاليا "الجيل الثالث" من تطور هجمات برامج الفدية، وهو ما يستدعي بحث حلول أكثر تقدما لمواجهة هذا الخطر المتنامي. وأوضح علي صبري، مدير المبيعات الإقليمي للأمن السيبراني بشركة سيسكو سيستمز، أن خمس قطاعات رئيسية تعد أهدافا مباشرة لهجمات برامج الفدية، وهي: الصحة، الحكومة، الخدمات، الصناعة، والمالية، نظرًا لطبيعتها الحيوية واعتماد الملايين عليها. وأشار إلى دراسة أجرتها "سيسكو" على ثمانية قطاعات مختلفة، أظهرت أن ما بين 60 إلى 80% من المؤسسات تتعرض لهجمات برامج الفدية، بينما لا يزال مستوى الوعي بمخاطرها يتراوح فقط بين 20 إلى 30%. وأكد على أهمية تبني نموذج "Zero Trust" ، الذي لا يعد منتجا، بل إطارا متكاملا يحدد بوضوح صلاحيات كل عنصر في المنظومة الرقمية ويعزز الحماية من الداخل.
من جانبه، شدد محمد المفتي، الرئيس التنفيذي لشركة ICT Misr، على أن غياب الوعي هو التحدي الأكبر، مؤكدا الحاجة إلى تدريب مستمر وتثقيف موسع لجميع الموظفين، مع تخصيص برامج تدريبية متقدمة للفرق الفنية المتخصصة. وقال إن كثيرا من المؤسسات لا تدرك أهمية الأمن السيبراني إلا بعد وقوع الهجمات، حيث تبدأ في إدراك أنه أولوية قصوى وليس خيارا ثانويا. وأضاف أحمد ثروت، المدير الإقليمي لأفريقيا وقطر وبلاد الشام بشركة Group IB، أن التوعية والتدريب المتخصص هما خط الدفاع الأول، مشيرا إلى أن هجمات الفدية أصبحت تجارة ضخمة تديرها مجموعات هاكرز محترفة. وأكد وليد محمد، خبير الأمن السيبراني بشركة أورنج مصر، أن الشركة تتبنى مفهوم تقديم خدمات رقمية متكاملة، وفي قلبها خدمات الأمن السيبراني.
وشدد على أن الوقاية يجب أن تبدأ قبل حدوث الاختراق، عبر استخدام الأدوات المناسبة وتعزيز الوعي، خاصة في ظل التوسع الكبير في خدمات الاتصالات وانتشارها بين جميع فئات المجتمع. واختتم أحمد المنشاوي، مدير أول مبيعات حلول حماية البيانات والتعافي السيبراني بشركة دل تكنولوجيز، الجلسة بتسليط الضوء على حجم الخسائر العالمية الناتجة عن هجمات برامج الفدية، والتي تجاوزت 800 مليار دولار، ما يفرض ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لحماية المؤسسات من هذه الهجمات.
|
||||||||||