أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 23 يونيو 2025 4:32 م - التعليقات بين ضبابية سوق النفط وتارجح الدولار ردود اسواق العالم على الضربة الامريكية اعداد ـ فاطيمة طيبي ارتفعت أسعار النفط اليوم الإثنين الثالث والعشرين من شهر يونيو في جلسة متقلبة، كما صعد الدولار بعد الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، إذ يعكف المستثمرون على تقييم احتمالات تعطل إمدادات نفطية على خلفية الصراع الآخذ في التصاعد. وتراجعت معظم الأسواق الآسيوية، بينما ارتفعت البورصات الأوروبية بشكل طفيف، حيث يترقب المتداولون رد فعل طهران. وقال ستيفن إينيس من شركة إس بي آي لإدارة الأصول: "يتوقف كل شيء على رد إيران، وما إذا كان مجرد ضربة رمزية أم ضربة قاضية تغلق مضيق هرمز". وأحد الخيارات المطروحة إحداث فوضى اقتصادية محتملة من خلال السعي لإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، الذي ينقل خمس إنتاج النفط العالمي. وتعتبر إيران هي تاسع أكبر دولة منتجة للنفط في العالم، بإنتاج يبلغ حوالي 3.3 مليون برميل يوميا، وتصدر أقل بقليل من نصف هذه الكمية وتستهلك الباقي. وعند افتتاح التداول يوم الإثنين 23 من يونيو، قفز كل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي الرئيسي بأكثر من 4%، ليصلا إلى أعلى سعر لهما منذ يناير2025 إلا أنها قلصت مكاسبها وتراجعت لفترة وجيزة قبل أن تتعافى لتتداول على ارتفاع طفيف. وصرحت إيبك أوزكاردسكايا، كبيرة المحللين في بنك سويسكوت: "حتى الآن، تشير صور الأقمار الصناعية إلى استمرار تدفق النفط عبر المضيق، مما قد يفسر رد فعل السوق الخافت على هذه الأخبار". وأضافت: "لا يزال الكثيرون متفائلين بأن إيران ستتجنب ردا انتقاميا شاملا وفوضى إقليمية، لمنع منشآتها النفطية من أن تصبح أهدافا، وتجنب صراع متسع النطاق قد يضر بالصين - أكبر مستهلك للنفط الإيراني". ولكنها أضافت أنه "إذا ساءت الأمور"، فقد يرتفع سعر الخام الأمريكي إلى ما يزيد عن 100 دولار للبرميل، وكان سعر خام غرب تكساس الوسيط يتداول عند حوالي 74 دولارا للبرميل ـ مسار متطرف : وحذر اقتصاديون في بنك MUFG من أن "صدمة أسعار النفط ستؤثر سلبا على معظم الاقتصادات الآسيوية"، حيث أن العديد منها من كبار مستوردي الطاقة. وانخفضت أسعار طوكيو وسيول وسيدني وسنغافورة وتايبيه ومانيلا وبانكوك وجاكرتا. وكانت هونغ كونغ وشنغهاي وكوالالمبور الرابحين الوحيدين في آسيا، وفي الأسواق الأوروبية، ارتفعت بورصتا لندن وفرانكفورت بشكل طفيف، بينما استقرت بورصة باريس. وارتفع الدولار مقابل العملات الأخرى، لكن المحللين تساءلوا إلى أي مدى سيصمد هذا الارتفاع. وقال سيباستيان بويد، الخبير الاستراتيجي في مدونة الأسواق المباشرة لدى بلومبرغ: "إذا ثبت أن هذه الزيادة مجرد رد فعل انفعالي على ما ينظر إليه على أنه تدخل أمريكي قصير الأمد في صراع الشرق الأوسط، فمن المرجح أن يستأنف الدولار مساره الهبوطي". وقال كريس ويستون من بيبرستون إن إيران ستتمكن من إلحاق ضرر اقتصادي بالعالم دون اللجوء إلى "الطريق المتطرف" المتمثل في محاولة إغلاق مضيق هرمز. وكتب: "من خلال زرع اعتقاد قوي بقدرتهم على تعطيل هذه القناة اللوجستية الرئيسية، قد ترتفع تكاليف النقل البحري إلى حد يؤثر بشكل كبير على إمدادات النفط الخام والغاز". وفي الوقت نفسه، "بينما سينصب التركيز الأساسي لترامب على الشرق الأوسط، فإن العناوين الرئيسية المتعلقة بمفاوضات التجارة قد تبدأ في الظهور قريبا وقد تتزايد مخاوف السوق". ـ أسعار النفط ومؤشرات أسواق المال الإثنين الثالث والعشرين من شهر يونيو 2025 : وفيما يلي، أسعار النفط اليوم الإثنين حتى الساعة الواحدة مساء بتوقيت أبوظبي. 1 ـ خام برنت بحر الشمال: ارتفع بنسبة 0.2% ليصل إلى 77.14 دولار للبرميل 2 ـ خام غرب تكساس الوسيط: ارتفع بنسبة 0.1% ليصل إلى 73.94 دولار للبرميل 3 ـ طوكيو - مؤشر نيكاي 225: انخفض بنسبة 0.1% ليصل إلى 38,354.09 نقطة (إغلاق) . 4 ـ هونغ كونغ - مؤشر هانغ سنغ: ارتفع بنسبة 0.7% ليصل إلى 23,689.13 نقطة (إغلاق) 5 ـ شنغهاي - المؤشر المركب: ارتفع بنسبة 0.7% ليصل إلى 3,381.58 نقطة (إغلاق) . 6 ـ لندن - مؤشر فوتسي 100: ارتفع بنسبة 0.1% ليصل إلى 8,800.5 نقطة 7 ـ نيويورك - داو جونز: ارتفع بنسبة 0.1%، ليصل إلى 42,206.82 (إغلاق) ـ أسعار العملات : 1 ـ اليورو/الدولار: انخفض إلى 1.1458 دولارًا من 1.1516 دولار يوم الجمعة 2 ـ الجنيه الاسترليني/الدولار: ارتفع إلى 1.3445 دولار من 1.3444 دولار 3 ـ الدولار/الين: ارتفع انخفض سعر صرف اليورو مقابل الجنيه الإسترليني إلى 147.94 ين، من 146.13 ين. 4 ـ اليورو/الجنيه الاسترليني: انخفض إلى 85.65 بنس، من 85.66 بنس. ـ مضيق هرمز في قلب الأزمة : ويراقب المستثمرون عن كثب احتمالية إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية. وقالت سوجاندا ساشديفا، مؤسسة شركة SS Wealth Street للأبحاث: "إذا استمر التصعيد، فإن سعر خام برنت قد يتجه إلى 100 دولار، وربما يصل إلى 120 دولارا في حال إغلاق المضيق". وصرحت جون جو، كبيرة المحللين في شركة "سبارتا كوموديتيز"، بأن المخاطر على البنية التحتية النفطية في الخليج ازدادت، مشيرة إلى أن إغلاق المضيق لن يمكن تعويضه بالكامل عبر خطوط الأنابيب البديلة، مما سيؤدي إلى انكماش في صادرات الخام. كما أضافت أن مخاوف شركات الشحن من المرور عبر المنطقة ستزداد، مما قد يؤدي إلى ارتفاع التكاليف اللوجستية وتأثير غير مباشر على الأسعار. وقال جيوفاني ستونوفو المحلل لدى يو.بي.إس "علاوة المخاطر الجيوسياسية تنحسر، إذ لم تحدث أي اضطرابات في الإمدادات حتى الآن. لكن بما أنه من غير الواضح كيف سيتطور الصراع، فمن المرجح أن يبقي المتعاملون في السوق على علاوة المخاطرة في الوقت الحالي. لذا، من المتوقع أن تظل الأسعار متقلبة على المدى القريب". ومن بين المخاطر الجيوسياسية التي تتسبب في العلاوة مخاوف من أن يشمل الرد الإيراني إغلاق مضيق هرمز. وقال أولي هانسن المحلل لدى ساكسو بنك "لا تزال جميع الأنظار تتجه إلى مضيق هرمز... وما إذا كانت إيران ستسعى إلى تعطيل حركة ناقلات النفط". وأضاف أن الأسعار قد ترتفع على المدى القصير حتى دون حدوث اضطراب كامل إذا كان التهديد بالتدخل وحده كافيا لتأخير الشحنات عبر المضيق.
ـ توقعات سعر النفط : في تقرير حديث، قال بنك غولدمان ساكس إن خام برنت قد يرتفع مؤقتًا إلى 110 دولارات للبرميل، إذا تراجعت التدفقات عبر مضيق هرمز إلى النصف لمدة شهر، واستمرت منخفضة بنسبة 10% على مدار 11 شهرا. وأضاف التقرير أن هذه التقديرات لا تفترض تعطلاً كبيراً مستمراً في إمدادات النفط، مشيرًا إلى توقعات بتحفيزات دولية لمحاولة احتواء الأزمة. وقالت سوجاندا ساشديفا مؤسسة شركة إس.إس ويلث ستريت للأبحاث في نيودلهي إنه نظرا لأن مضيق هرمز لا غنى عنه لصادرات إيران النفطية، التي تشكل مصدرا أساسيا لإيرادات طهران، فإن إغلاقه بشكل مستمر من شأنه أن يلحق أضرارا اقتصادية شديدة بإيران نفسها، مما يجعله سلاحا ذا حدين. ومنذ اندلاع الصراع في 13 يونيو الجاري، ارتفع خام برنت بنسبة 13%، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط ارتفاعا بنحو 10%.
|
|||||||||||||||