تحليلات
كتب فاطيمة طيبى 25 أغسطس 2025 12:39 م - التعليقات مراهنة البنوك الكبرى على خفض حتمي للفائدة الأميركية في سبتمبر اعداد ـ فاطيمة طيبي توقعت مؤسسات مالية كبرى، من بينها باركليز، وبي إن بي باريبا، أن يقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر 2025، يليه خفض آخر في ديسمبر المقبل. يأتي ذلك بعد أن أظهر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في كلمته بمنتدى جاكسون هول تحولا في لهجته مع التركيز على تصاعد المخاطر التي تواجه سوق العمل. وأشار بنك باركليز إلى أن خطاب باول عكس انحيازا للتيسير النقدي ورفع سقف التوقعات لخفض أسعار الفائدة، ليتوقع المصرف خفضين للفائدة هذا العام في سبتمبر وديسمبر 2025. كما تراجع بنك "BNP Paribas" عن موقفه السابق الداعي لتثبيت الفائدة، مرجحا أيضا خفضين متتاليين لأسعار الفائدة في سبتمبر وديسمبر 2025 . وانضم دويتشه بنك إلى التوقعات ذاتها، مشيرا إلى خفض مزدوج للفائدة في سبتمبر وديسمبر مقارنة بتوقعاته السابقة من خفض وحيد في ديسمبر. أما الأسواق، فقد أظهرت تغيرا واضحا في التوقعات، حيث تشير أداة "CME FedWatch" إلى أن المتداولين باتوا يتوقعون بنسبة 87% أن يقدم "الفيدرالي" على خفض الفائدة في اجتماعه المرتقب يومي 16 و17 سبتمبر المقبل 2025 ، ارتفاعا من 75% قبل خطاب باول. من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة "First Financial Markets"، نديم السبع، إن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول فتح الباب لخفض سعر الفائدة في سبتمبر، والسوق يسعر الاحتمال بين 85% و87% . وأضاف أن بعض أعضاء "الفيدرالي" لديهم ارتباطات مع الإدارة الأميركية وهذا يزيد الضغط السياسي على باول. ـ رئيس الفيدرالي الأميركي: الرسوم الجمركية قد تتسبب في تضخم على المدى القصير: وباول طرح احتمالية خفض معدلات الفائدة قريبا لمواجهة تزايد التضخم والتراجع في سوق ... العمل كما حذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول، بأن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب بدأت تنعكس على أسعار السلع في الولايات المتحدة، طارحا احتمال خفض معدلات الفائدة قريبا لمواجهة تزايد التضخم والتراجع في سوق العمل. وفي آخر كلمة يلقيها قبل انتهاء ولايته خلال ندوة جاكسون هول حول السياسة الاقتصادية المنعقدة في وايومينج (غربا) وحظيت بمتابعة كبيرة، قال باول إن "مخاطر تراجع الوظائف في تزايد"، مضيفا أنه على ضوء هذه المؤشرات فإن الولايات المتحدة تقترب من الوقت الذي سيتحتم فيه تليين السياسة النقدية وخفض معدلات الفائدة. وأوضح باول أنه "في حين يبدو سوق العمل متوازنا، إلا أن هذا نوع غريب من التوازن الناتج عن تباطؤ ملحوظ في كل من العرض والطلب على العمال"، وفقا لوكالة فرانس برس (أ ف ب) . مضفيا أن مفاعيل الرسوم الجمركية باتت واضحة على أسعار المستهلكين"، متوقعا أن يزداد هذا التأثير خلال الأشهر المقبلة. لكنه أكد "لن نسمح لزيادة لمرة في مستوى الأسعار أن تتحول إلى مشكلة تضخم دائمة" كما ان الافتراض المنطقي أن تأثيرات التضخم الناجمة عن الرسوم الجمركية ستكون قصيرة الأجل". وباول حاليا في موقف صعب يحتم عليه الموازنة بين احتمال أن تتسبب رسوم ترامب الجمركية المشددة على شركاء بلاده التجاريين بتضخم متواصل ومخاطر تراجع سريع في سوق العمل. كما أنه يواجه انتقادات وضغوطا متواصلة من الرئيس الجمهوري لحضه على خفض معدلات الفائدة. ـ إطار عمل محدث للفيدرالي : كما أعلن جيروم باول الجمعة 22 اغسطس 2025 إطار عمل محدثًا للبنك المركزي الأميركي يعكس عودة ارتفاع ضغوط التضخم وتراجع احتمالات وصول أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى مستوى قريب من الصفر، وفقا لـ لوكالات اجنبية . وجاء هذا الإعلان في سياق الإشارة إلى التغييرات الكبيرة في المشهد الاقتصادي خلال السنوات الخمس الماضية. وقال باول في كلمة ألقاها في ندوة جاكسون هول الاقتصادية في وايومنج "ما زلنا نعتقد أن السياسة النقدية يجب أن تكون استشرافية، وأن تأخذ في الاعتبار التأخر في آثارها على الاقتصاد"، وأن على مجلس الاحتياطي موازنة المخاطر التي تهدد كلا من وظائفه والتزاماته المتعلقة بالتضخم عند وضع السياسة النقدية. وعن إطار العمل الجديد قال باول "حذفنا العبارات" المتعلقة ببيئة أسعار الفائدة المنخفضة وعدنا إلى إطار عمل مرن لاستهداف التضخم وألغينا استراتيجية (التعويض) التي كانت واردة في إطار عمل عام 2020"، وهو آخر تحديث أجراه مجلس الاحتياطي لمبادئه التشغيلية العامة. وأضاف باول "يؤكد بياننا المنقح التزامنا بالعمل بقوة لضمان استقرار توقعات التضخم على المدى الطويل، بما يعود بالنفع على كلا الجانبين في مهمتنا المزدوجة". كان ذلك إشارة إلى أن أحداث جائحة كوفيد-19 طغت سريعا على النسخة السابقة من السياسة النقدية. ونص جدول الأعمال المقدم آنذاك على أن يسمح البنك المركزي للتضخم بتجاوز هدف 2% لتعويض الفترات التي لم يحقق فيها البنك هذا الهدف. وأوضح باول أنه بموجب المبادئ الجديدة "نأخذ في الاعتبار مدى الانحرافات عن أهدافنا والآفاق الزمنية المختلفة المحتملة التي من المتوقع أن يعود خلالها كل منهما إلى مستوى يتوافق مع مهمتنا المزدوجة" . ارتفع التضخم بشدة في 2021، مما دفع المجلس إلى رفع أسعار الفائدة بشكل حاد. لكنه انحسر وتمكن المجلس من خفض هدفه لسعر الفائدة الذي يتراوح الآن بين 4.25% و4.50% . ويتوقع العديد من المستثمرين أن يتمكن البنك المركزي من خفض أسعار الفائدة في سبتمبر غير أن عددا من مسؤولي البنك أشاروا الخميس 21 اغسطس إلى أن تهديدات التضخم المتعلقة بالرسوم الجمركية ربما تبقيهم على الحياد. ـ مسؤولة بالفيدرالي الأميركي: خفض كبير للفائدة في سبتمبر لا يبدو مبررا ... و "جيه بي مورجان" يتوقع 4 تخفيضات متتالية للفائدة الأميركية ... قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، لـ"وول ستريت جورنال" إن خفض أسعار الفائدة بشكل كبير الشهر المقبل لا يبدو مبررا، حيث إنه من المرجح أن تكون السياسة مقيدة للغاية بالنظر إلى اتجاه الاقتصاد، وبالتالي يجب إعادة التقييم. وتفضل دالي الانتقال تدريجيا إلى وضع أكثر حيادية للفائدة خلال العام المقبل 2026 . توقع بنك جيه.بي مورجان في مذكرة أن يتجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كل اجتماع من اجتماعاته الأربعة المقبلة، ليصل معدل الفائدة إلى 3.5%، إذ تظهر سوق العمل والاقتصاد الأوسع نطاقا لمؤشرات على التباطؤ. وأشار البنك أيضا إلى تحول محتمل في قيادة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط لترشيح الخبير الاقتصادي ستيفن ميران ليحل محل عضوة مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي أدريانا كوجلر. كما قال محللو جيه.بي مورجان إن تعيين ميران يمكن أن يمهد الطريق لإجراء إصلاحات مؤسسية أعمق في البنك المركزي الأميركي، وفق ما نقلته وكالات اجنبية. وفي وقت سابق عبرت دالي، رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، عن اعتقادها بأن البنك المركزي الأميركي سيتعين عليه خفض أسعار الفائدة قريبا، مستشهدة بتباطؤ سوق العمل وتقييمها بأن الرسوم الجمركية لا تشكل سوى تهديد قصير الأجل للتضخم. وقالت دالي: "التضخم، في غياب الرسوم الجمركية، يتجه نحو الانخفاض تدريجيًا، ومع تباطؤ الاقتصاد والسياسة النقدية التقييدية باستمرار، ينبغي أن يستمر في الانخفاض". وأضافت أنه في حين أن الرسوم الجمركية ستعزز التضخم على المدى القريب، فمن المحتمل ألا تفعل ذلك التأثير باستمرار، وفي الوقت نفسه، قالت إن سوق العمل اعتراها الضعف. وقرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه الماضي الإبقاء على أسعار الفائدة قصيرة الأجل في نطاقها الحالي بين 4.25 و4.5%. توقع بنك جولدمان ساكس، أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي معدلات الفائدة ثلاث مرات بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام، على أن يتبعها خفضان إضافيان في 2026، الأمر الذي سيصل بمعدل الفائدة النهائي إلى ما بين 3% و3.25% مقارنة بالمستوى الحالي البالغ 4.25%- 4.50% . وجاءت التوقعات بعد بيانات التضخم الأخيرة والتي دفعت الأسواق لتسعير خفض حاسم للفائدة في سبتمبر، ورفعت من احتمالية قيام "الفيدرالي" بخفض بمقدار 50 نقطة أساس، وذلك على الرغم من أن بعض الاقتصاديين يرون أن البيانات الأخيرة لا تدعم خفض الفائدة بعكس ما تسعره الأسواق .
|
||||||||||