تحليلات
كتب فاطيمة طيبى 12 أكتوبر 2025 2:51 م - التعليقات بعد ساعات من الإغلاق الحكومي.. كيف يعيش الأمريكيون حياتهم؟ اعداد ـ فاطيمة طيبي أُغلقت الحكومة الأمريكية رسميا اليومالاربعاء الاول من شهر اكتوبر 2025 بعد فشل الكونجرس والبيت الأبيض في التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية تمديد التمويل الفيدرالي. وبمجرد بدء الإغلاق رسميا، بدأت بعض مواقع الصحف الأمريكية في رصد تأثيرات الإغلاق دقيقة بدقيقة، فيما أوضحت العدادات المصممة للرصد مرور 3 ساعات على الإغلاق حتى الآن. وهذا هو أول إغلاق حكومي منذ عام 2018، والذي حدث أيضا في ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى، وكان الإغلاق الأطول على الإطلاق لمدة 34 يوما، واستمر حتى أوائل عام 2019. وفي ذلك الوقت، تم تعليق نحو 800.000 من أصل 2.1 مليون موظف حكومي دون أجر. ـ الاسباب الرئيسية التي كانت وراء الاغلاق : يسيطر الحزب الجمهوري، بقيادة ترامب، على مجلسي الكونجرس، لكنه يحتاج إلى دعم ديمقراطي لإقرار مشروع قانون في مجلس الشيوخ، حيث يتطلب 60 صوتا. وفشل الحزبان في صياغة مشروع قانون مشترك، حيث رفض مجلس الشيوخ اقتراحا جمهوريا وآخر ديمقراطيا قبل ساعات فقط من الموعد النهائي للإغلاق. ولا يوجد مسار واضح للتوصل إلى حل، حيث يختلف الجانبان اختلافا جوهريا حول كيفية حل هذا المأزق. ـ موظفون بلا رواتب: سيبقى الموظفون الفيدراليون بدون رواتب طوال فترة الإغلاق، بينما سيظل أعضاء الكونجرس وترامب يتقاضون رواتبهم. وأعلن مكتب الميزانية في الكونجرس أنه سيتم تسريح حوالي 750 ألف موظف يوميا، بينما سيجبر آخرون ممن يعملون في وظائف أساسية، مثل موظفي إدارة أمن النقل، ومراقبي الحركة الجوية، وضباط إنفاذ القانون الفيدراليين، وأفراد الجيش، على العمل بدون أجر. وبموجب القانون الفيدرالي، من المقرر أن يحصل جميع هؤلاء على رواتب متأخرة بمجرد إعادة فتح الحكومة، حتى عن الفترة التي لم يعمل فيها بعضهم. وستكلف تعويضات العاملين المسرحين دافعي الضرائب 400 مليون دولار، وفقا لمكتب الميزانية في الكونجرس. ـ ماذا عن الحياة اليومية؟ : ستظل المتنزهات الوطنية مفتوحة جزئيا خلال فترة الإغلاق.ولم يطرأ أي تغيير على مزايا الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي، إذ لا تخضع لعملية التمويل السنوية، مع أن المتقدمين الجدد قد يواجهون تأخيرات بسبب وجود العمال في إجازة مؤقتة. وستستمر العمليات التي تعتبر أساسية ـ مثل التأمين الاجتماعي، والرعاية الصحية، والمهام العسكرية، وإنفاذ قوانين الهجرة، ومراقبة حركة الطيران ـ لكن قد تتعطل أو تتأخر بعض الخدمات الأخرى. ـ وستستمر خدمات البريد والتوصيل دون انقطاع : وأصدرت الوكالات خطط طوارئ محدثة في حال حدوث الإغلاق. حيث قالت وزارة التعليم إن جميع موظفيها الفيدراليين تقريبا سيتم وضعهم في إجازة، بينما سيبقى معظم موظفي وزارة الأمن الداخلي في العمل. ووفقا لخطة طوارئ نشرتها وزارة الداخلية في وقت متأخر من مساء الثلاثاء 30 سبتمبر ، ستظل بعض الحدائق الوطنية مفتوحة جزئيا.كما "سيظل الوصول إلى الطرق والمناطق المرتفعة والممرات الترفيهية والنصب التذكارية في الهواء الطلق متاحا عموما للزوار"، حسبما جاء في البيان. ـ ماذا يحدث عند إغلاق الحكومة؟ : أثناء الإغلاق الحكومي في عام 2019، أبلغت الحدائق الوطنية عن تراكم النفايات، ونقص الموظفين، وحتى ثلاث حالات وفاة نتيجة للأزمة المالية. ويمكن أن تكون تأثيرات الإغلاق واسعة النطاق وطويلة الأمد. فقد عطلت الإغلاقات السابقة السياحة إلى الحدائق الوطنية ومتاحف سميثسونيان في واشنطن، وأبطأت السفر الجوي، وأخرت عمليات فحص سلامة الغذاء، وأجلت جلسات الاستماع الخاصة بالهجرة. بينما قد لا يشعر الاقتصاد الأوسع بتأثيرات فورية، يحذر المحللون من أن الإغلاق المطول قد يبطئ النمو، ويعطل الأسواق، ويقوض الثقة العامة. ـ وفيما يخص الخطوة البعدية لهذا الاغلاق : قد تملي محكمة الرأي العام الخطوات التالية، إذ يعتقد كل حزب أن الطرف الآخر سيتحمل مسؤولية الإغلاق. وأظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز ونشر الثلاثاء 30 سبتمبر أن 26% يحملون ترامب والحزب الجمهوري المسؤولية، بينما يحمل 19% الديمقراطيين المسؤولية، بينما قال 33% إنهم يحملون كلا الطرفين المسؤولية بالتساوي، بينما لم يحدد 21% آخرون موقفهم. وأظهر استطلاع رأي أجرته جامعة ماريست أن 38% يحملون الجمهوريين المسؤولية، و27% يحملون الديمقراطيين المسؤولية. ـ ميعاد عودة الحكومة للعمل : من غير الواضح متى ستعاد فتح الحكومة. إذ يشعر الجمهوريون بضرورة الدفاع عن سياسات ترامب التي يسعى الحزب المعارض إلى إلغاء بعضها، مثل خفض تمويل ميديكيد. في المقابل، يواجه الديمقراطيون ضغطا من قواعدهم لاتخاذ موقف أكثر قوة ضد ترامب في ولايته الثانية، حيث يرون أنه يتصرف مثل ديكتاتور.وقال السيناتور ليندسي جراهام من ولاية كارولاينا الجنوبية إنه يتوقع أن يستمر الإغلاق حتى الأسبوع المقبل على الأقل. وأوضح: "لا أعتقد أن أي شيء سيحدث حتى عودة مجلس النواب"، متوقعا أن يلين الديمقراطيون ثم يمكن للجميع الجلوس معا وإيجاد طريقة لإتمام الأمر." ـ الكثير من التفاءل : هذه المرة، قد تكون تأثيرات الإغلاق على الموظفين الفيدراليين أكثر حدة. ففي مذكرة صدرت الأسبوع الاخير من سبتمبر ، أخبر مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض الوكالات بأنها يجب أن تستعد ليس فقط للإجازات المؤقتة ولكن أيضا لإمكانية تسريح الموظفين بشكل دائم في حال حدوث الإغلاق. وجهت المذكرة الوكالات لإعداد إشعارات تقليص القوة العاملة للبرامج الفيدرالية التي ستنقضي مصادر تمويلها في حال حدوث الإغلاق، والتي "لا تتوافق مع أولويات الرئيس". وقاد مكتب الإدارة والميزانية الجهود السابقة لتقليص القوى العاملة الفيدرالية كجزء من حملة أوسع لكفاءة الحكومة تحت إشراف "وزارة كفاءة الحكومة" التي يقودها إيلون ماسك. كما قال ترامب إن "الكثير من الخير يمكن أن يخرج من الإغلاقات" وأشار إلى أنه سيستخدم التوقف لإلغاء العديد من الأشياء التي لم نرغب فيها، "وستكون أشياء ديمقراطية". وقال زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، إن الديمقراطيين "لن يتم تخويفهم" من تهديدات إدارة ترامب بفصل المزيد من الموظفين الفيدراليين في حال حدوث الإغلاق. وأضاف أن رسالته إلى راسل فوجت، رئيس مكتب الإدارة والميزانية، كانت بسيطة: "اذهب بعيدا". ـ خبيرة استراتيجية تتوقع هبوط تكتيكي قبل معاودة الصعود : في وقت تتجه فيه الأنظار إلى أداء الأسواق المالية وسط تقلبات متزايدة، خرجت خبيرة الاستثمار الأميركية ماري آن بارتلز بتوقعات جريئة، مؤكدة أن مؤشر S&P 500 قد يبلغ مستوى 7.000 نقطة بنهاية العام الجاري، ويواصل صعوده إلى 7.200 نقطة مطلع 2026، رغم احتمالات حدوث تصحيح مؤقت في السوق. وفي مقابلة مع شبكة "BNN Bloomberg"، قالت بارتلز، كبيرة الاستراتيجيين في شركة "Sanctuary Wealth"، إن الأسواق لا تزال في مسار صاعد، لكنها حذرت من "تصحيح تكتيكي" قد يحدث نتيجة ارتفاع مؤقت في أسعار الفائدة، مدفوعا ببيانات اقتصادية قوية وغير متوقعة صدرت مؤخرا، وعلى رأسها أرقام الناتج المحلي الإجمالي الأميركي. وأضافت: "الأسواق حاليا في حالة تشبع شرائي، بينما أسعار الفائدة في حالة تشبع بيعي، وهذا التباين قد يدفع إلى تراجع مؤقت في الأسهم بنسبة تتراوح بين 5 إلى 10%، لكننا نراه فرصة للشراء، لا للبيع". ـ أكتوبر.. شهر الفرص الذهبية : وأشارت بارتلز إلى أن شهر أكتوبر غالبا ما يشهد مستويات منخفضة تعد فرصا مغرية للمستثمرين، مؤكدة أن قوة الأرباح، خصوصا في قطاعي الخدمات الاتصالية والتكنولوجيا، ستظل المحرك الرئيسي للأسواق، مدفوعة بزخم الذكاء الاصطناعي الذي لم يفقد بريقه بعد. وردا على سؤال حول ما إذا كانت تنصح المستثمرين بجني الأرباح حاليا، أجابت بارتلز بحزم: "لا أنصح بالبيع الآن. كثير من المستثمرين لا يزالون يحتفظون بسيولة ضخمة خارج السوق، وهناك أكثر من 7 تريليونات دولار في صناديق النقد الأميركية، وهو ما أطلق عليه اسم "جبل المال"، ويمكن أن يدخل السوق في أي لحظة". ـ من يقود السوق: وعن القطاعات الرائدة، أكدت بارتلز أن القيادة لا تزال بيد شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل "جوجل" و"ميتا" و"نتفليكس"، إلى جانب شركات استهلاكية مثل "تسلا" و"أمازون"، لكنها شددت على أن أشباه الموصلات هي "القائد الحقيقي" للسوق حاليا، مضيفة: "لا يوجد قطاع آخر قادر على أخذ زمام المبادرة، وهذا يظل عصر الشركات العملاقة". ورغم تسجيل الشركات الصغيرة لمستويات قياسية، إلا أن بارتلز ترى أنها تفتقر إلى القوة الربحية اللازمة لقيادة السوق، لكنها لا تنفي أن اتساع قاعدة السوق يعد مؤشرا إيجابيا على المدى الطويل. ـ اختيارات مفضلة : وفي ما يتعلق بالأسهم المفضلة لديها، وضعت بارتلز شركة "ألفابيت"، المالكة لـ جوجل، على رأس القائمة، مشيرة إلى أن تجاوزها لإحدى القضايا الاحتكارية الأميركية أزال عبئا كبيرا عن السهم، وقالت: "الكثيرون يركزون على محرك البحث، لكن جوجل لديها أذرع قوية مثل YouTube وWaymo، وهناك إمكانيات كبيرة لم تستغل بعد" . أما في قطاع المعادن، فترى بارتلز أن الفضة تمثل فرصة واعدة، خصوصا بعد اختراقها لنطاق فني مهم، ووصفتها بأنها "ذهب الفقراء"، مؤكدة أن من فاته قطار الذهب، يمكنه اللحاق بفرصة الفضة، التي تجمع بين الاستخدام الصناعي والقيمة الاستثمارية. كما أبدت اهتماما بأسهم شركات تعدين الذهب الصغيرة، قائلة: "الزخم الحقيقي موجود في الشركات الصغيرة، وأفضل تمثيل لذلك هو صندوق VanEck Junior Gold Miners ETF المعروف برمز GDXJ .
|
|||||||||||||||