تحليلات
كتب فاطيمة طيبى 15 أكتوبر 2025 2:21 م - التعليقات تصعيد واشنطن وبكين استراتيجي وليس اقتصادي والطريق نحو اتفاق تجاري بات أكثر تعقيدا اعداد ـ فاطيمة طيبي أعاد رد الرئيس الصيني شي جين بينغ اللاذع على انتهاك دونالد ترامب لشروط الهدنة التجارية الهشة بينهما إشعال دوامة من الردود المتبادلة، كاشفا عن مسار صعب لأي اتفاق تجاري أميركي صيني. فبعد أن أعلنت الصين فرض قيود صارمة على صادرات المنتجات التي تحتوي على عناصر نادرة، حتى لو بكميات ضئيلة، رد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتهديدات حادة، شملت إلغاء لقاء مرتقب مع شي هو الأول منذ 6 سنوات، ومضاعفة الرسوم الجمركية على السلع الصينية لتصل إلى 100%، إلى جانب قيود واسعة على "جميع أنواع البرمجيات الحيوية". وفي بيان صدر الأحد 12 من اكتوبر الحالي، بررت بكين خطواتها بأنها دفاعية، متهمة واشنطن بإدخال إجراءات جديدة تستهدف الصين منذ لقاء مدريد في سبتمبر. وكانت وزارة التجارة الأميركية قد وسعت نطاق قيودها على التصدير شهر سبتمبر، لسد الثغرات التي كانت تسمح للصين بالحصول على رقائق متقدمة. وقالت وزارة التجارة الصينية: "التهديدات المتعمدة بفرض رسوم مرتفعة ليست الطريقة المثلى للتعامل مع الصين. موقفنا من الحرب التجارية واضح: لا نريدها، لكننا لا نخاف منها". وتشير ردود الفعل الصينية إلى أن بكين اعتبرت الهدنة التي تم التوصل إليها في جنيف في مايو، ثم تأكيدها في لندن، مشروطة بعدم فرض أي قيود جديدة على الشحنات الحيوية. لكن التصعيد الأخير يكشف أن شي بدأ برسم خطوط حمراء، ما يضع الصين أمام خيارين: الرد بالمثل أو محاولة احتواء الأزمة لإعادة التوازن التجاري. وقال الباحث البارز في الأكاديمية الصينية للتجارة الدولية، تشو مي: "لن نرهب بهذه الإجراءات الأحادية والقسرية. خطواتنا أوضحت ذلك تماما . ورغم التصعيد، لا تزال هناك نافذة للتهدئة. فقرارات ترامب الجمركية مقررة في الأول من نوفمبر، بعد أيام من القمة المرتقبة في كوريا الجنوبية، فيما تبدأ القيود الصينية الجديدة بعد ذلك بأسبوع، قبل انتهاء الهدنة التي تمنع فرض رسوم تصل إلى 145% . وتتمحور المفاوضات حول صادرات التكنولوجيا والمغناطيسات الحيوية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي والصناعات العسكرية. وكانت الصين قد ردت في أبريل على رسوم ترامب البالغة 145% بمنع الشركات الأميركية من شراء مغناطيساتها، ما أدى إلى إغلاق مصانع وخلق حالة من الذعر بشأن اعتماد واشنطن على المعادن الصينية الحيوية. وإذا مضى ترامب في رفع الرسوم، قد تعيد بكين فرض الحظر، لتدخل القوتان في اختبار قاسٍ حول من يستطيع تحمل الألم الاقتصادي أكثر. ووفقا لتحليلات شركة "هوتونغ ريسيرش"، فإن "خوف واشنطن من الصين استراتيجي وليس اقتصادياً. فتعطيل تدفق العناصر النادرة يهدد قدرة الإنتاج الدفاعي الأميركي، وهو ركيزة لقوة واشنطن العالمية واستقرار الدولار". ويبدو أن الطريق نحو اتفاق تجاري بات أكثر تعقيدا. فالصين عرضت حزمة استثمارية ضخمة، لكن تدفق هذه الأموال قد يعرقل بسبب القيود الأمنية الأميركية، ما يهدد أيضا صفقة تشغيل "تيك توك" في الولايات المتحدة، والتي واجهت معارضة سابقة من الكونجرس. ـ صفقة تيك توك : ويرى مركز CF40 الاقتصادي في بكين أن واشنطن ستتضرر أكثر من انهيار صفقة "تيك توك"، خاصة مع اقتراب انتخابات منتصف الولاية في 2026، حيث تعتمد إدارة ترامب على المنصة لاستقطاب الشباب. وأضاف المركز: "الضغوط التضخمية ونقص السلع الناتج عن الرسوم سيكون من الصعب احتواؤه في المدى القصير". ورغم التوتر، تسجل الصادرات الصينية أرقاما قياسية في عدة أسواق، ما يمنح شي هامشا للمناورة، خاصة مع توقعات بانتعاش جديد في قطاع التصنيع. لكن أي قفزة في الرسوم قد تضغط على اقتصاد يعاني أصلا من ضعف الطلب المحلي ومخاطر الانكماش. ومن المتوقع أن يجتمع مسؤولون من الجانبين هذا الأسبوع في واشنطن، ضمن لقاءات دورية مع مسؤولي المالية الدوليين، حيث قد تواجه بكين انتقادات من شركاء عالميين بسبب القيود التي لا تقتصر على الولايات المتحدة، بل تهدد أيضا شركات أوروبية وآسيوية. التصعيد الأخير أعاد المخاوف من انهيار أوسع في التجارة العالمية، مع تراجع حاد في الأسواق يوم الجمعة 10 اكتوبر ، حيث سجلت الأسهم الأميركية أسوأ أداء لها منذ ستة أشهر، وهبطت أسعار السلع من فول الصويا إلى القمح والنحاس والقطن. ووفقا لتقديرات "بلومبرغ إيكونوميكس"، فإن رفع الرسوم الأميركية إلى 100% سيرفع المعدلات الفعلية إلى نحو 140%، وهو مستوى لا يرفع التكاليف فحسب، بل يوقف حركة التجارة تماما. ورغم أن المعدل الحالي البالغ 40% يمثل تحديا، إلا أن تفوق الصين الصناعي أبقى الصادرات مستمرة. لكن الرسوم فوق 100% قد تقطع معظم التدفقات. ويقول راي وانغ، كبير محللي أشباه الموصلات في مجموعة "فيوتوروم": "الرهانات الاقتصادية والأمنية وسلاسل الإمداد تجعل من الصعب استمرار هذا الجمود إلى ما لا نهاية. النهاية ستكون عبر تسوية تفاوضية" وكانت الصين قد استخدمت في وقت سابق هذا العام تفوقها في العناصر النادرة لإجبار ترامب على تخفيف قيود التصدير، وقد تسعى لتكرار ذلك في الجولة المقبلة من المحادثات. ووصف هو شيجين، رئيس تحرير صحيفة "جلوبال تايمز" السابق، التصعيد الأخير بأنه "نقطة تحول" في علاقة الصين بالولايات المتحدة، قائلا : "هذا العام، فرضت إدارة ترامب الرسوم على منتجاتنا دون حتى التشاور معنا. العقوبات على شركاتنا جاءت بنفس الطريقة. الصين ستستخدم قوتها لمنع واشنطن من تجاوز الخطوط الحمراء". ـ بكين ترفض التواصل مع واشنطن بعد التوسع في قيود التصدير: قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة "تريد مساعدة الصين وليس إلحاق الأذى بها" في لهجة توفيقية، بعد أيام على تهديده بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على بكين. وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال": الولايات المتحدة تريد مساعدة الصين وليس إلحاق الأذى بها، مضيفا: "أحترم الرئيس شي (جيبينغ).. لا أريد أن تعاني بلاده كسادا"، وفق وكالة فرانس برس. وقال ترامب إنه قد يلجأ إلى فرض رسوم جمركية إضافية على ثاني اقتصاد عالمي اعتبارا من الأول من نوفمبر ردا على ما أسماه قيودا صينية جديدة "عدوانية للغاية" على الصادرات المتعلقة بالمعادن النادرة. وقال الممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير إن واشنطن تواصلت مع الصين لإجراء اتصال هاتفي بعد إعلان بكين عن التوسع في قائمة قيود تصدير المعادن الأرضية النادرة، لكن الصين أرجأت الاتصال. وأضاف جرير: "يمكنني إخباركم بأننا لم نخطر، وسرعان ما علمنا بذلك من مصادر عامة وتواصلنا مع الصينيين لإجراء اتصال هاتفي، لكنهم أرجأوا ذلك" . وانتقدت الصين الرسوم الجمركية الأميركية الأحدث التي فرضها ترامب على السلع الصينية، ودافعت عن القيود التي فرضتها على صادراتها من المعادن الأرضية النادرة، لكنها لم تصل إلى حد فرض رسوم جديدة على المنتجات الأميركية، في الوقت الذي حثت فيه الولايات المتحدة على إدارة الخلافات بشكل صحيح من خلال الحوار وعلى أساس الاحترام المتبادل والمشاورات المتكافئة. وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان إن ضوابط التصدير التي فرضتها على المعادن الأرضية النادرة، والتي وصفها ترامب بأنها "مفاجئة وعدائية للغاية"، جاءت بعد سلسلة من الإجراءات الأميركية منذ المحادثات التجارية الثنائية في مدريد سبتمبر الشهر الماضي. وأشارت بكين إلى إدراج شركات صينية على قائمة سوداء تجارية أميركية وفرض واشنطن رسوم موانئ على السفن الصينية كأمثلة على ذلك. ـ الصين تتهم أميركا بالمسؤولية على تصاعد التوترات التجارية : انتقدت الصين الأحد، 12 اكتوبر لا الرسوم الجمركية الأميركية الأحدث التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على السلع الصينية، ودافعت عن القيود التي فرضتها على صادراتها من المعادن الأرضية النادرة، لكنها لم تصل إلى حد فرض رسوم جديدة على المنتجات الأميركية، في الوقت الذي حثت فيه الولايات المتحدة على إدارة الخلافات بشكل صحيح من خلال الحوار وعلى أساس الاحترام المتبادل والمشاورات المتكافئة. وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان، إن ضوابط التصدير التي فرضتها على المعادن الأرضية النادرة، والتي وصفها ترامب بأنها "مفاجئة" و"عدائية للغاية"، جاءت بعد سلسلة من الإجراءات الأميركية منذ المحادثات التجارية الثنائية في مدريد الشهر الماضي. وأشارت بكين إلى إدراج شركات صينية على قائمة سوداء تجارية أميركية وفرض واشنطن رسوم موانئ على السفن الصينية كأمثلة على ذلك. وقالت الوزارة: "أضرت هذه الإجراءات بشدة بمصالح الصين وقوضت أجواء المحادثات الاقتصادية والتجارية الثنائية. تعارض الصين بشدة هذه الإجراءات". ولم تربط بكين صراحة بين هذه الإجراءات الأميركية والقيود التي تفرضها على صادرات المعادن الحيوية، قائلة إن الدافع وراء هذه القيود القلق بشأن التطبيقات العسكرية لهذه المعادن في أوقات "الصراع العسكري المتكرر". وقال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية، ردا على استفسارات وسائل الإعلام، إن الصين، بصفتها دولة كبرى مسؤولة، تطبق ضوابط التصدير على البنود ذات الصلة وفقا للقانون، من أجل الدفاع بشكل أفضل عن السلام العالمي والاستقرار الإقليمي، والوفاء بالتزامات عدم الانتشار والالتزامات الدولية الأخرى. وقال المتحدث: "ضوابط التصدير الصينية ليست حظرا على الصادرات"، مضيفا أنه سيجري منح التراخيص للطلبات التي تستوفي الشروط، بحسب وكالة الأنباء الصينية "شينخوا". وأشار المتحدث إلى أن الصين كانت قد أخطرت بالفعل الدول والمناطق المعنية من خلال آليات الحوار الثنائية لضوابط التصدير، قبل الإعلان عن الإجراءات. ووفقا للمتحدث، فإن الصين مستعدة للعمل مع بقية العالم لتكثيف الحوار والتبادل بشأن ضوابط التصدير، من أجل حماية أمن واستقرار سلاسل الصناعة والإمداد العالمية بشكل أفضل. ـ رسوم جمركية بنسبة 100%على الصين : وردا على سؤال يتعلق بإعلان الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصين والرقابة على تصدير جميع البرامج الحاسوبية الحيوية، قال المتحدث إن الولايات المتحدة دأبت لفترة طويلة على المبالغة في مفهوم الأمن القومي، وإساءة استخدام الرقابة على الصادرات، واتخاذ إجراءات تمييزية ضد الصين. وبحسب المتحدث فإن الصين تحث الولايات المتحدة على تصحيح ممارساتها الخاطئة على الفور، والالتزام بالتوافقات الهامة التي تم التوصل إليها خلال المكالمات الهاتفية بين رئيسي الدولتين. وأضاف المتحدث: "إذا أصرت الولايات المتحدة على المضي في الطريق الخطأ، فمن المؤكد أن الصين ستتخذ إجراءات حاسمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة". كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد أعلن ، أنه سيفرض رسوما جمركية إضافية بنسبة 100% على الصين، وضوابط على تصدير البرمجيات الاستراتيجية إليها، اعتبارا من الأول من نوفمبر، وذلك بعد أن فرضت بكين قيودا "صارمة للغاية" على تصدير المعادن النادرة. وقال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشال" إنه "بناء على هذا الموقف غيرالمسبوق، ستفرض الولايات المتحدة الأميركية رسوما جمركية بنسبة 100% على الصين، بالإضافة إلى أي رسوم جمركية تدفعها حاليا ". من جانبه، قال الخبير السعودي في التجارة الدولية الدكتور فواز العلمي، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصعد الحرب التجارية مع الصين، وبكين ترد بإجراءات مماثلة تشمل فرض رسوم على السفن الأميركية وأضاف أن التوترات بين الجانبين تهدد سلاسل الإمداد العالمية وترفع تكاليف الشحن بنسبة قد تصل إلى 500% . وقال إن الرسوم الجديدة ستنعكس على ارتفاع أسعار المنتجات الصينية والمستخدمة في الصناعات الأميركية والعالمية. ـ استعدادا للتوصل إلى اتفاق: أبدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعدادها للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين يهدف إلى تهدئة التوترات المتصاعدة بين البلدين، لكنها في الوقت نفسه حذرت من أن القيود الأخيرة التي فرضتها بكين على الصادرات تمثل عقبة رئيسية أمام المفاوضات. ودعا نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس بكين إلى "اختيار طريق المنطق" في أحدث معركة تجارية متصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، زاعما أن الرئيس دونالد ترامب لديه نفوذ أكبر. وقال فانس في برنامج "صنداي مورنينج فيوتشرز" على شبكة فوكس نيوز في 12 اكتوبر: "ستكون عملية حساسة، والكثير منها سيعتمد على كيفية رد الصينيين... إذا ردوا بطريقة عدوانية للغاية، أؤكد لكم، رئيس الولايات المتحدة لديه أوراق أكثر بكثير من جمهورية الصين الشعبية. لكن إذا كانوا مستعدين للتعقل، فإن الولايات المتحدة ستفعل ذلك أيضا". وتعد تصريحات فانس هي الأحدث في تصعيد متبادل أضعف الأسواق وزاد من الارتباك قبل اجتماع محتمل في وقت لاحق من الشهر الجاري في كوريا الجنوبية بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، وفقا لوكالة بلومبرغ للأنباء. وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان لها إنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تتوقف عن تهديدها بفرض رسوم جمركية أعلى، وحثتها على إجراء مزيد من المفاوضات لحل القضايا التجارية العالقة.
|
|||||||||||||||