تحليلات
كتب فاطيمة طيبى 22 أكتوبر 2025 12:24 م - التعليقات تعميق التصنيع المحلي للمواد الخام بالصناعات الهندسية يدعم تنافسية المنتج المصري عالميا
اعداد ـ فاطيمة طيبي قال المهندس شريف الصياد رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية ورئيس مجلس إدارة شركة جلايد لوسائل النقل، ورئيس مجلس إدارة شركة تريدكو للصناعات الهندسية، إن الدولة المصرية تسعى منذ سنوات إلى تعميق التصنيع المحلي ودعم الصناعات الوطنية، باعتبارها السبيل لتحقيق منتج نهائي منخفض التكلفة وقادر على منافسة المستورد. وشدد على أن تحقيق ذلك يتطلب امتلاك مدخلات الإنتاج والمكونات الأساسية داخل السوق المحلية. ـ المنتجات المستوردة تتحمل أعباء إضافية تشمل تكاليف الشحن والتخليص الجمركي والتخزين : أضاف الصياد في تصريحات خاصة لمصادر اعلامية محلية، أن المنتجات المستوردة تتحمل أعباء إضافية تشمل تكاليف الشحن والتخليص الجمركي والتخزين، وهي كلها عوامل ترفع من سعر المنتج النهائي. ولفت إلى أن توطين الصناعات المرتبطة بمدخلات الإنتاج يعد خطوة مهمة لتعزيز تنافسية المنتج المصري. ـ الصاج يعد من المنتجات الإستراتيجية التي تدخل في مختلف الصناعات الهندسية : أوضح الصياد أن الصاج يعد من المنتجات الإستراتيجية التي تدخل في مختلف الصناعات الهندسية، مؤكدا أنه نادرا ما توجد صناعة هندسية لا تعتمد على الصاج سواء كان مسحوبا على الساخن أو البارد أو مطليا، مما يجعل تطوير صناعة الصاج محليا أمرا ضروريا لدعم جميع الصناعات الهندسية في مصر. كما ان تحقيق صناعة صاج محلية قوية يتطلب توافر ثلاثة عناصر أساسية ... 1 ـ كميات إنتاج كافية لتغطية احتياجات السوق . 2 ـ وجود أسعار تنافسية مقارنة بالمستورد . 3 ـ وضمان جودة تضاهي أو تتفوق على المنتج الأجنبي . 4 ـ توافر هذه الشروط سيجعل المصانع المصرية تعتمد على الإنتاج المحلي بدلا من الاستيراد . ونوه الصياد إلى أن خطوات وزارة الصناعة الأخيرة لتشجيع إنتاج الصاج محليا تعد خطوات محمودة ومؤثرة ، مؤكدا أن هناك المزيد من الإجراءات التي يمكن أن تسهم في تحفيز المستثمرين، مثل الإعفاءات الضريبية المؤقتة على غرار ما حدث عند إنشاء المدن الصناعية كالعاشر من رمضان، إلى جانب دعم الطاقة والعمالة لتخفيف الأعباء عن المصانع وتشجيع توطين صناعة استراتيجية كصناعة الصاج في مصر. ـ دعم الطاقة والإعفاءات الضريبية يشجعان على توطين الصناعة : وتابع شريف الصياد، أن أغلب الصناعات الهندسية في مصر تعتمد بشكل أساسي على الخام الإستراتيجي المتمثل في الصاج، موضحا أن أي تغير في أسعاره ينعكس مباشرة على تكلفة المنتج النهائي. أضاف أن الصاج المجلفن يعد عنصرا مؤثرا في تكوين معظم المنتجات الهندسية. وأشار إلى أن ارتفاع أسعاره بنسبة 5% مثلا يؤدي إلى زيادة في تكلفة الإنتاج، حتى وإن كانت نسبة الصاج داخل المنتج لا تتجاوز 20% من إجمالي التكلفة، إلا أن تأثيره يظل ملموسا على الأسعار النهائية للمنتجات في الأسواق المحلية والخارجية. وتابع الصياد قائلا: إن قطاع التصدير يتأثر سريعا بتقلبات أسعار مدخلات الإنتاج، نظرا لأن المنافسة العالمية تتطلب تسعيرا دقيقا وحذرا، لافتا إلى أن أي زيادة في التكلفة تؤثر على قدرة المنتج المصري على المنافسة في الأسواق الخارجية. وأوضح شريف الصياد أن تعميق التصنيع المحلي وتوافر الخامات الأساسية مثل الصاج داخل السوق المصرية بأسعار منافسة وجودة عالية، يمثلان خطوة حيوية لدعم الصناعة الوطنية وزيادة الصادرات، لأن ذلك يقلل الاعتماد على الاستيراد ويضمن استقرار تكلفة الإنتاج. ونوه الصياد إلى أن توافر مدخلات الإنتاج محليا أحد أهم العوامل التي ينظر إليها المستثمرون سواء المحليون أو الأجانب قبل اتخاذ قرار الاستثمار في الصناعات الهندسية، مشيرا إلى أن صناعة السيارات نموذج واضح لذلك، فهي صناعة تجميعية تعتمد على توفر المكونات وقطع الغيار داخل السوق المحلية، مما يجعل توطين الصناعات المغذية خطوة أساسية لجذب مزيد من الاستثمارات الصناعية. ـ التوطين خطوة إستراتيجية لدعم التصنيع المحلي : ـ جهود حكومية مكثفة عبر تخصيص أراضٍ وتقديم دعم فني ولوجيستي... كما قالت الدكتورة حنان إسماعيل، المدير التنفيذي السابق للمجلس التصديري لمواد البناء ورئيس شركة إم باكت المتخصصة في مواد البناء، إن مساعي الحكومة لتوطين صناعة الصاج المجلفن يمثل خطوة بالغة الأهمية نحو دعم وتعميق التصنيع المحلي، خاصة أن هذه الصناعة تعد من الركائز الأساسية لمعظم الصناعات الهندسية في مصر، سواء كانت صناعات كبرى أو مغذية. أضافت إسماعيل، في تصريحات خاصة ، أن الصاج المجلفن يدخل في عدد ضخم من الصناعات، من بينها صناعة السيارات التي تعتمد عليه في تصنيع الهياكل الخارجية، إلى جانب الأجهزة المنزلية مثل الثلاجات والغسالات والبوتاجازات، فضلا عن الصناعات المعدنية والأثاث والمطابخ، كما أن أي تطور في إنتاج الصاج محليا سينعكس إيجابا على مختلف القطاعات الإنتاجية، لأنه من المواد الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها. وأوضحت أن المجلس التصديري يتابع عن قرب الجهود الحكومية لدعم هذا القطاع الحيوي، مشيرة إلى أن وزارة الصناعة والتجارة كثفت تحركاتها خلال الفترة الأخيرة لإطلاق مشروعات جديدة في هذا المجال، من خلال تخصيص أراضٍ صناعية وتقديم دعم فني ولوجستي للمستثمرين الراغبين في إقامة مصانع لإنتاج الصاج المجلفن، بما يضمن توفير احتياجات السوق المحلية وتقليل فاتورة الاستيراد. كما ان الصناعة تواجه عددا من التحديات، في مقدمتها ارتفاع تكلفة الطاقة وأسعار المواد الخام، إلى جانب الحاجة لتكنولوجيا حديثة ومتطورة في عمليات التصنيع لضمان جودة تضاهي المستورد، مضيفة أن هناك حاجة أيضا إلى تسهيلات استثمارية وتشريعية تساعد على جذب مزيد من المستثمرين إلى القطاع، مثل الإعفاءات الضريبية المؤقتة ودعم الطاقة للمصانع في مراحلها الأولى، بما يشجع على التوسع في الإنتاج المحلي. ـ مشروعات جديدة لزيادة التصنيع بدعم من وزارة الصناعة : وأشارت إلى أن الشركات العاملة في السوق المصرية تمتلك قدرات إنتاجية جيدة يمكن البناء عليها لتطوير صناعة الصاج المجلفن، لافتة إلى وجود كيانات قوية بالفعل بدأت في تنفيذ مشروعات توسعية بدعم من وزارة الصناعة، في إطار خطة الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المنتج الإستراتيجي خلال السنوات المقبلة. ونوهت إسماعيل إلى أن نسبة الاعتماد على المنتج المحلي في الصناعات الهندسية شهدت تحسنا ملحوظا في الفترة الأخيرة، إلا أن جزءا كبيرا من الصاج المستخدم ما زال يستورد من الخارج، وهو ما يتطلب مزيدا من التحفيز للمصانع المحلية لتوسيع طاقتها الإنتاجية. والوصول إلى منتج محلي بجودة وسعر منافس سيحدث فارقا كبيرا في تعزيز الصادرات المصرية، خاصة أن الأسواق الخارجية تضع تكلفة مدخلات الإنتاج ضمن أهم عوامل المنافسة. واختمت بالتأكيد على أن توطين صناعة الصاج المجلفن لا يخدم قطاعا واحدا بعينه، بل يمتد تأثيره إلى كل الصناعات المغذية، من السيارات إلى الأجهزة المنزلية إلى الصناعات المعدنية، قائلة: "هذه الصناعة ليست فقط مشروعا صناعيا، لكنها مشروعا وطني يرسخ استقلالية الاقتصاد المصري" . ـ رسوم الاستيراد ترفع أسعار المنتجات النهائية : ـ التوطين يحتاج إلى خطة تدريجية وليس قرارات مفاجئة ... قال محمد المهندس، رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات المصرية ورئيس مجلس إدارة شركة المصانع الميكانيكية، إن صناعة الصاج المجلفن تعد من الصناعات الحيوية التي تمس كل القطاعات الإنتاجية في مصر. وأكد أن القرارات الأخيرة الخاصة بفرض رسوم على واردات الصاج بأنواعه الساخن والبارد والمجلفن تحتاج إلى دراسة دقيقة لتحديد تأثيرها الفعلي على السوق المحلية وعلى المصانع العاملة في الصناعات الهندسية. مضيفا في تصريحاته لمصادر اعلامية محلية ، أن القرارات الثلاثة الصادرة مؤخرا شملت فرض رسوم لمدة ستة أشهر على منتجات متعددة، من بينها "البليت" والصاج البارد والمجلفن، موضحا أن الهدف منها حماية الصناعة الوطنية، غير أن تطبيقها دون جاهزية إنتاج محلي كاف قد يؤدي إلى نتائج عكسية، أبرزها ارتفاع الأسعار النهائية للمنتجات. وأوضح أن ارتفاع رسوم الواردات يرفع مباشرة من تكلفة الخامة الأساسية، وبالتالي ترتفع أسعار المنتجات النهائية في الأسواق، مشيرا إلى أن القطاع الصناعي لا يعارض القرارات الحكومية، لكنه يطالب بأن يتم تنفيذها بمراحل تدريجية حتى لا تتأثر الصناعة سلبا. وتابع المهندس قائلا: "نحن مع توطين صناعة الصاج المجلفن، لكن يجب أن يتم ذلك بخطة واقعية، درجة بدرجة، وليس بالقفز مرة واحدة دون جاهزية صناعية كاملة، لأن القفز المفاجئ قد يؤدي إلى آثار عكسية على الإنتاج والتكلفة". ـ القرارات الحكومية الأخيرة تتطلب دراسة لتجنب تأثيرها السلبي : وأكد أن الحكومة منحت فترة تجريبية لقياس أثر القرارات على السوق، مشيرا إلى أن الغرفة الصناعية قدمت بالفعل ملاحظاتها ومطالبها خلال هذه الفترة، على أمل أن تستجيب الحكومة لرأي الصناعة. مضيفا أن الصاج يعتبر المادة الأساسية في الصناعات الهندسية، ويستخدم في كل شيء من الأجهزة المنزلية إلى الأدوات الكهربائية والمعدات الزراعية والسيارات، موضحا أن الصاج بالنسبة للمصانع مثل "رغيف العيش للأسرة"، إذ لا يمكن لأي مصنع هندسي الاستغناء عنه. ونوه إلى أن السوق المحلية لا تمتلك حتى الآن طاقات إنتاجية كافية لتغطية احتياجاتها من الصاج، سواء الساخن أو البارد أو المجلفن، لذلك تعتمد المصانع بشكل رئيسي على الاستيراد، مؤكدا أن ما يتم استيراده ليس سلعة ترفيهية بل مادة صناعية أساسية تدخل في كل منتج نهائي، سواء مخصص للتصدير أو للاستهلاك المحلي. ـ فرض رسوم الحماية يخلق توازنا سعريا ويفتح الباب أمام المستثمرين : ـ التحديات التكنولوجية تمنع الصناعة المحلية من منافسة الواردات الأجنبية ... قال محمد حنفي، المدير التنفيذي لغرفة الصناعات المعدنية، إن توجه الحكومة نحو توطين صناعة الصاج المجلفن خطوة إيجابية في سبيل دعم الصناعات الوطنية وتقليل الاعتماد على الواردات، مشيرا إلى أن وزارة الصناعة أعلنت نيتها منح رخص جديدة لمصانع متخصصة في إنتاج الصاج المجلفن خلال الفترة المقبلة، بما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي. مضيفا في تصريحات خاصة لمصادر اعلامية محلية ان نجاح عملية التوطين يعتمد بالأساس على قدرة المستثمرين الجادين على التوسع في خطوط الإنتاج القائمة أو إنشاء مصانع جديدة، لأن المستثمر الذي يمتلك مصنعا قائما ويرغب في إضافة خطوط إنتاج جديدة، من المفترض أن يحصل على تسهيلات بنكية وإجرائية، بينما من يبدأ من الصفر يحتاج إلى دعم حكومي أكبر، من حيث تخصيص الأراضي وتوصيل المرافق وتيسير التراخيص. كما ان التحديات الرئيسة التي تواجه الصناعة تتمثل في إغراق السوق بالواردات منخفضة السعر، القادمة من دول تمتلك تكنولوجيا إنتاج متقدمة وموارد خام ووقود أرخص من السوق المحلية، وهو ما يجعل المنتج المصري غير قادر على المنافسة السعرية في الوقت الحالي. كما أوضح محمد حنفي أن فرض رسوم الحماية والرقابة على واردات الصاج من الخارج جاء بهدف خلق توازن في الأسعار بين المنتج المحلي والمستورد، حتى يتمكن المصنع المصري من العمل بطاقته الإنتاجية الكاملة، ويشعر المستثمر بالثقة في دخول هذا المجال دون خوف من الخسارة. وأشار حنفي إلى أن الاعتماد على الصاج المستورد ما زال مرتفعا، وهو ما يؤكد الحاجة إلى تسريع وتيرة التوسع في المصانع المحلية. واختتم حديثه قائلا: "الاستثمار في صناعة الصاج المجلفن واعد للغاية، لأنه يدخل في معظم الصناعات الأساسية مثل الأجهزة المنزلية والأدوات الكهربائية والقطاعات الهندسية، ويوميا يظهر طلب جديد عليه، ما يجعله من أكثر الصناعات الواعدة لجذب الاستثمارات خلال المرحلة المقبلة" .
|
|||||||||||||||