تحليلات
كتب فاطيمة طيبى 27 أكتوبر 2025 2:46 م - التعليقات ترامب في قمة آسيان.. احتفاء بالسلام ووعد بعصر ذهبي أمريكي
اعداد ـ فاطيمة طيبي رسالتنا إلى دول جنوب شرق آسيا أن الولايات المتحدة معكم بنسبة 100%، ونعتزم أن نكون شريكا قويا لكم لأجيال عديدة". هذا ما قاله ترامب في كلمته أمام القادة المشاركين في القمة المنعقدة في العاصمة الماليزية كوالالمبور خلال مشاركته في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) حيث شدد على التزام بلاده الكامل بـ"دعم دول المنطقة وتعزيز الاستقرار العالمي". وسط أجواء احتفالية تخللتها إشادة بجهوده في تحقيق السلام، حيث أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة مقبلة على عصر ذهبي جديد. ـ السلام في الشرق الأوسط والعالم : كما أضاف: "قمنا بإيقاف ثماني حروب حول العالم، وحققنا السلام في غزة" .وتابع: "نحن فخورون بتوقيع اتفاق وقف الحرب هناك، ونثمن مشاركة عدد من الدول، بما في ذلك ماليزيا، في هذا الجهد التاريخي". وأشار ترامب إلى أن الشرق الأوسط "يعرف السلام الآن"، معتبرا أن ما تحقق ليس مجرد إنجاز دبلوماسي، بل خطوة لإنقاذ الأرواح وإعادة الأمل لشعوب المنطقة . وأعلن ترامب خلال كلمته توقيع اتفاقيات تاريخية مع ماليزيا لتعزيز التعاون التجاري والتكنولوجي، إلى جانب اتفاق آخر لوقف الصراع بين تايلاند وكمبوديا. مؤكدا أن بلاده ستواصل قيادة الجهود لتحقيق السلام في مناطق النزاع حول العالم. وقال: "نحن فخورون بما أنجزناه من أجل إنقاذ الأرواح، وخاصة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هذه لحظة فخر لأمريكا وللعالم بأسره" . وفي ختام كلمته، قال ترامب: "الولايات المتحدة تدخل عصرا ذهبيا من السلام والازدهار. نحن نكتب فصلا جديدا في تاريخ العالم ـ فصلا عنوانه السلام والقوة والشراكة" .
ـ قمة الشمولية والاستدامة : وانطلقت أعمال القمة السابعة والأربعين لرابطة دول جنوب شرق آسيا والقمم ذات الصلة تحت شعار "الشمولية والاستدامة"، بمشاركة قادة الدول الأعضاء في الرابطة وممثلين عن الدول الشريكة مثل الصين، اليابان، الهند، والولايات المتحدة. وتستمر القمة حتى 28 أكتوبر الجاري.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الرئيس الدوري للآسيان لعام 2025، أهمية تعزيز التعاون الإقليمي في مواجهة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية المتصاعدة، قائلا إن "التنافس المتزايد وعدم اليقين العالمي يضعان العزم الجماعي للآسيان أمام اختبار حقيقي" . وأشار إبراهيم إلى أن قوة الرابطة تكمن في "الإيمان بالتعاون والاحترام والعقلانية التي لا تزال تجمع الدول الأعضاء" ، داعيا إلى مضاعفة الجهود لتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي وتعزيز النمو المستدام . ـ نحو شراكات أوسع : ويناقش القادة خلال القمة سبل توسيع التعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي، والطاقة النظيفة، والذكاء الاصطناعي، إلى جانب تحسين الربط بين دول المنطقة، واستعراض التقدم في تنفيذ "18 هدفا اقتصاديا رئيسيا " ضمن أجندة ماليزيا لرئاسة الآسيان. وتأتي القمة في لحظة حساسة تواجه فيها دول جنوب شرق آسيا تحديات اقتصادية وجيوسياسية متشابكة، فيما تسعى واشنطن إلى تعزيز حضورها في المنطقة لموازنة النفوذ الصيني المتنامي. ـ الولايات المتحدة تبرم اتفاقين اقتصاديين مع تايلاند وكمبوديا : وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد السابع والعشرين من شهر اكتوبر 2025 اتفاقية مع كمبوديا بشأن التجارة المتبادلة واتفاقية أخرى مع تايلاند بشأن المعادن الحرجة وذلك على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) . وقال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب سيوقع أيضا اتفاقية مهمة بشأن المعادن الحرجة مع ماليزيا خلال القمة المنعقدة في كوالالمبور. وجرى توقيع الاتفاقين بعد مراسم حضرها الزعماء لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا. وكان ترامب قد توسط بين البلدين في يوليو لإنهاء صراع حدودي استمر خمسة أيام وأسفر عن سقوط قتلى. وقال وزير التجارة في ماليزيا تنكو ظفرول عزيز في 26 من اكتوبر الحالي إن كوالالمبور حصلت على إعفاءات من الرسوم الجمركية لبعض صادراتها إلى الولايات المتحدة. وأوضح الوزير أن من بين الصادرات المعفاة زيت النخيل والمطاط والكاكاو ومعدات الطيران والفضاء. ـ قمة آسيان.. قادة العالم يتطلعون لبناء علاقات تجارية لمواجهة رسوم ترامب : كما يبحث قادة العالم المجتمعون في ماليزيا يوم الإثنين السابع والعشرين من شهر اكتوبر الحالي سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية في ظل رسوم أمريكية تلوح في الأفق، وذلك بعد أن غادر الرئيس ترامب قمة "آسيان" لاستكمال جولة في المنطقة. وفي سلسلة من الاتفاقات المبرمة في أول محطة له في آسيا، شهد ترامب الأحد السادس والعشرين من شهر اكتوبر الحالي توقيع اتفاق موسع لوقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند وأربع صفقات تجارية إقليمية. وذكر البيت الأبيض أن أيا من هذه الاتفاقات الإطارية لم يخفض الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة على كمبوديا وماليزيا وتايلاند وفيتنام، على الرغم من أنها فتحت الباب لبعض الإعفاءات. وقال ترامب بالتزامن مع اتفاق مفاوضين أمريكيين وصينيين على تعليق مؤقت لرسوم جمركية متبادلة في إطار الحرب التجارية بين البلدين: "رسالتنا إلى دول جنوب شرق آسيا .. أن الولايات المتحدة معكم بنسبة 100% وسنظل شريكا قويا لأجيال قادمة". وبينما يتوجه ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو إلى اليابان، سيعمل كبار المسؤولين من الصين وقادة البرازيل وكندا والمجلس الأوروبي وتكتل دول الآسيان المكون من 11 دولة على تعزيز الشراكات الاقتصادية والتوصل إلى اتفاقات تجارية. ومن المتوقع أن يضغط المسؤولون الصينيون من أجل ضمان تجارة متعددة الأطراف وتعزيز العلاقات الإقليمية. وسيظل مسؤولون أمريكيون آخرون في القمة بعد مغادرة روبيو. ومن المقرر أيضا عقد قمة (للشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة) التي تدعمها الصين وتضم 10 أعضاء من آسيان إضافة إلى أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية. ويغطي هذا التكتل، وهو أكبر تكتل تجاري في العالم، دولا تمثل حوالي 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويصفه بعض المحللين بأنه قد يمثل صمام أمان في وجه الرسوم الجمركية الأمريكية . ـ "آسيان".. تكتل اقتصادي صاعد يثبت مكانته ضمن أكبر اقتصادات العالم : في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى ماليزيا حيث تعقد قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، تكشف البيانات عن واقع دولي هام. فقد أثبتت البيانات أن رابطة آسيان ليست مجرد تحالف إقليمي، بل قوة اقتصادية عالمية صاعدة تسعى لتأمين موقعها ضمن أقطاب الاقتصاد العالمي الكبرى. ويتم ذلك عبر تعزيز التكامل الاقتصادي الداخلي والانفتاح على الأسواق الدولية. وانطلاق أعمال قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، الأحد، 26 من اكتوبر و بمشاركة عدد من قادة العالم، من بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. الا دليلا على اهمية وقوة هذا المؤتمر تأسست رابطة آسيان عام 1967 من خمس دول أعضاء فقط قبل أن تبدأ بالتوسع تدريجيا، وكانت كمبوديا أحدث دولة تنضم إليها عام 1999. ونجحت تيمور الشرقية بالانضمام إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" 26 من اكتوبر ، بعد حملة استمرت 14 عاما، لتصبح العضو الحادي عشر. وكانت تيمور الشرقية قد منحت صفة مراقب عام 2022، لكن عضويتها الكاملة تأخرت بسبب تحديات مختلفة. ـ نمو اقتصادي: وتشهد رابطة آسيان نموا اقتصاديا متواصلا جعلها من أبرز الكيانات الاقتصادية عالميا، إذ بلغت قيمة الناتج المحلي الإجمالي لدولها الأعضاء نحو 3.8 تريليون دولار أمريكي في عام 2023، لتحتل بذلك المرتبة الخامسة عالميا والثالثة في آسيا من حيث حجم الاقتصاد، وذلك بحسب تقرير ASEAN Key Figures 2024 الصادر عن أمانة الرابطة. ويشير التقرير نفسه إلى أن اقتصاد دول آسيان أسهم بنسبة 3.6% من الناتج العالمي الإجمالي خلال عام 2023، مقارنة بـ 3.4% في عام 2022، ما يعكس صعودا متدرجا في الوزن الاقتصادي للتكتل. ووفقا لأحدث بيانات الأمانة العامة للرابطة، سجل اقتصاد آسيان معدل نمو حقيقي بلغ 4.0% في عام 2023، بعد تحقيقه 5.6% في عام 2022. كما توقعت تقارير وزارة الشؤون الخارجية والتجارة النيوزيلندية (MFAT) أن يبلغ معدل النمو نحو 4.7% خلال عام 2024، مدعوما بتعافي قطاعي الصناعة والخدمات. ـ تجارة ضخمة واستثمارات متدفقة : وتعد آسيان أحد أهم مراكز التجارة العالمية، إذ بلغت قيمة تجارة السلع بين الدول الأعضاء ومع شركائها نحو 3.84 تريليون دولار أمريكي في عام 2024، بينما وصلت تجارة الخدمات إلى 1.28 تريليون دولار، وفق قاعدة بيانات ASEANStats الرسمية. وعلى صعيد الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI)، فقد أكدت أمانة آسيان أن تدفقات الاستثمار إلى المنطقة بلغت نحو 230 مليار دولار أمريكي في عام 2023، أي ما يعادل 17% من إجمالي التدفقات العالمية، وهو ما يعزز مكانة التكتل كأحد أهم مقاصد الاستثمارات في الدول النامية. وتشير أحدث التقديرات التي وردت بموجز إخباري للرابطة في يوليو الماضي إلى أن عام 2024 شهد تدفقات بقيمة 224.3 مليار دولار، بانخفاض طفيف مقارنة بالعام السابق. ـ تفاوتات تنموية وفرص مستقبلية : لكن رغم التقدم الكبير الذي حققته الرابطة، فإن تفاوت مستويات التنمية بين أعضائها لا يزال يمثل تحديا رئيسيا. ففي حين تعد سنغافورة مركزا ماليا عالميا، وإندونيسيا أكبر اقتصاد في الكتلة، لا تزال كمبوديا ولاوس وميانمار في مراحل النمو الصناعي والزراعي الأولية. ومع ذلك، يرى الخبراء أن التكتل يملك مقومات قوية للاستمرار في النمو، مدعوما بتكامل سلاسل التوريد الإقليمية، وازدياد أهمية التصنيع في فيتنام وتايلند وماليزيا كمراكز بديلة للصين في الإنتاج.
|
|||||||||||||||