تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
3 نوفمبر 2025 2:05 م
-
ضغوط متفاوتة لارتفاع أسعار الوقود على خطوط الإنتاج والتوزيع تصل 5%

ضغوط متفاوتة لارتفاع أسعار الوقود على خطوط الإنتاج والتوزيع تصل 5%

اعداد ـ فاطيمة طيبي

أحدثت الزيادات الأخيرة في أسعار الوقود ضغوطًا متفاوتة على الصناعات المحلية والزراعة وسلاسل توزيع السلع الإستراتيجية، وفقا لأصحاب شركات والمصانع وأكدوا أن التأثير الأكبر يتركز في تكاليف النقل والخدمات اللوجستية أكثر من كونه مرتبطًا بالإنتاج نفسه.

أضافوا أن شركات التصنيع تواجه تحديا في امتصاص الزيادة داخل مراحل التشغيل دون تمريرها إلى المستهلك النهائي، بينما تعاني شركات التوزيع من ارتفاع في تكلفة النقل قد تصل إلى نحو 20%، نتيجة زيادة أسعار السولار والبنزين المستخدم في عربات الإمداد والشحن.

وأشاروا إلى أن القطاع الزراعي يعد الأقل تأثرا في الوقت الحالي، نظرا لدخول موسم الزراعة الشتوي واستقرار الإنتاج، إلا أن الزيادة قد تظهر بشكل أوضح في الموسم الصيفي المقبل مع اختلاف تكاليف المحاصيل وارتفاع استهلاك الوقود في الري والنقل.

الا ان  القطاعات الإنتاجية تتجه تدريجيا نحو الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والغاز الطبيعي، بهدف تقليل الفاتورة التشغيلية وتخفيف الاعتماد على الوقود التقليدي، مشيرين إلى أن هذا التحول يحتاج إلى دعم حكومي وتمويل مستدام لتطبيقه على نطاق واسع.

وأكدوا أن الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة وترشيد استهلاك الطاقة يمثلان السبيل الأهم للحفاظ على استقرار الأسعار وحماية القدرة التنافسية للمنتجات المصرية في الأسواق المحلية والخارجية.

ـ  5 % زيادة في تكلفة النقل.. و70% من المصانع الصغيرة تواجه أزمة مضاعفة

ـ ارتفاع المحروقات يهدد تنافسية المنتج المصري أمام تركيا والصين ...

 قال المهندس علاء نصر، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأخشاب باتحاد الصناعات المصرية ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الكريم لتجارة وتصنيع الأخشاب، إن ارتفاع أسعار المحروقات الأخيرة يهدد بزيادة تكلفة الإنتاج والنقل بما لا يقل عن 5%، مؤكدًا أن المصانع أصبحت غير قادرة على تحمل أي أعباء إضافية في الوقت الراهن.

أوضح نصر، في تصريحات خاصة لحابي، أن الزيادة في أسعار الوقود انعكست بشكل مباشر على أسعار الشحن والنقل، سواء بالنسبة للعربات الناقلة للمنتجات أو لشركات التوزيع التي تغطي جميع المحافظات، مشيرًا إلى أن تكاليف النقل تمثل عنصرًا أساسيًّا في تسعير المنتج النهائي، خاصة للصناعات الصغيرة والمتوسطة.

ـ المصانع لم تعد تمتلك القدرة على امتصاص هذه الزيادات:

أضاف أن المصانع لم تعد تمتلك القدرة على امتصاص هذه الزيادات، في ظل ارتفاع تكاليف العمالة والخامات والخدمات المرافقة للإنتاج، وأكد أن القطاع الصناعي بحاجة إلى دعم عاجل وليس فرض مزيد من الأعباء.

تابع نصر: "كل العاملين في المصانع طالبوا بزيادة الأجور مؤخرًا، بعد الارتفاع الكبير في مصروفات المدارس والنقل والمعيشة، وهو ما يضاعف الضغوط على أصحاب المصانع الصغيرة".

وأشار إلى أن نحو 70% من المصانع في مصر تعد من مشروعات الصناعات الصغيرة التي لا تمتلك وسائل نقل خاصة، مما يجعلها أكثر تأثرا بارتفاع أسعار المحروقات، مضيفا أن الاعتماد على البنزين والغاز والجاز هو السائد في أغلب خطوط الإنتاج، وأن التحول للطاقة الجديدة يتطلب استثمارات ضخمة وشراكات متخصصة.

أكد أن هذه الزيادات ستؤثر على تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق الخارجية، موضحا أن دولا مثل تركيا والصين تتمتع بدعم أكبر للمصانع والمصدرين، وهو ما يضع المنتج المصري في موقف صعب أمام منافسيه.

وقال نصر إن بعض الدول العربية مثل العراق وليبيا بدأت في جذب المستثمرين الصناعيين المصريين عبر تقديم حوافز كبيرة تصل إلى دعم 19% على الصادرات، لافتا إلى أن ذلك قد يدفع بعض المصانع الصغيرة والمتوسطة لنقل نشاطها خارج مصر إذا لم تتم معالجة أزمة التكلفة سريعا.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن الاتحاد يسعى لعقد اجتماع قريب مع الوزراء المعنيين لبحث آليات دعم القطاع الصناعي والحفاظ على استقراره في مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الخام.

ـ  لا تأثير مباشر على أسعار الخضراوات والفواكه الموسم الحالي بسبب زيادة المحروقات:

ـ زيادة تكاليف النقل 25% فقط بعد دراسة شاملة ...

قال حاتم نجيب، نائب رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن ارتفاع أسعار المحروقات الأخيرة لن يكون له تأثير مباشر على أسعار الخضراوات والفاكهة في الموسم الشتوي الحالي، موضحا أن تكلفة الإنتاج مستقرة بالفعل مع بدء موسم الزراعة الشتوية ووصول المحاصيل إلى الأسواق.

أضاف نجيب، في لمصادر اعلامية محلية، أن الزيادة الأخيرة في أسعار الوقود أثرت فقط على تكاليف النقل وليس على الإنتاج الزراعي نفسه، مشيرا إلى أن المحاصيل الشتوية بدأت في النزول إلى الأسواق بكميات كبيرة، وهو ما يضمن استقرار الأسعار خلال هذه الفترة.

وأوضح أن البنزين لا يدخل ضمن مستلزمات الإنتاج الزراعي للخضراوات والفاكهة، حيث تعتمد عمليات الزراعة والحصاد والنقل بشكل أكبر على السولار، لافتا إلى أن الزيادة في تكلفة النقل قد تصل إلى نحو 25% في بعض المناطق الريفية نتيجة ارتفاع أسعار السولار واستهلاكه في العربات نصف النقل التي تنقل المحاصيل من المزارع إلى الأسواق.

تابع نجيب: "قمنا بإعداد دراسة تفصيلية لتقدير حجم الزيادة الحقيقية في تكلفة النقل، وراعينا فيها مصالح شركات الشحن والعاملين في هذا القطاع حتى لا يتضرروا، وتم الاتفاق على أن تكون الزيادة بحدود 25% فقط لضمان استمرار حركة السوق بشكل منتظم" .

وأشار إلى أن تأثير زيادة الوقود قد يظهر بشكل أوضح في الموسم الصيفي المقبل، حيث تختلف طبيعة المحاصيل وتزداد تكلفة الإنتاج مقارنة بالموسم الشتوي، موضحا أن كل محصول يتم احتساب تكلفته على حدة وفق طبيعة الزراعة ومستلزمات الإنتاج الخاصة به.

وأكد نائب رئيس الشعبة أن سوق الخضراوات والفاكهة يخضع بالكامل لآليات العرض والطلب، موضحا أن زيادة الإنتاج تؤدي إلى انخفاض الأسعار، في حين أن نقص المعروض يرفعها مؤقتا.

ـ بعض المزارع بدأت استخدام الطاقة الشمسية في التشغيل :

ونوه إلى أن القطاع الزراعي لا يواجه حاليا أي صعوبات في توفير الوقود أو السولار، مشيدا باستقرار الإمدادات، ومشيرا إلى أن بعض المزارع الكبرى بدأت بالفعل في التحول لاستخدام الطاقة الشمسية ضمن جهود التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.

واختتم حديثه بالتأكيد أن الفلاح المصري يجب أن يظل في قلب الاهتمام والدعم الحكومي، مشددا على أن استمرار استقرار الإنتاج الزراعي يتطلب دعما مستمرا لمنظومة النقل والإمداد لضمان وصول السلع إلى المواطنين بأسعار عادلة.

ـ  الغاز عنصر مؤثر حقيقي.. والإمدادات تسير بانتظام :

ـ خطة تسعير الطاقة تسير كالمقرر.. والحكومة لن تتراجع عن الإصلاح...

قال محمد عبد الرحيم المرشدي، رئيس غرفة صناعة النسيج باتحاد الصناعات ورئيس شركة المرشدي للغزل والنسيج، إن الزيادة الأخيرة في أسعار الوقود لن تؤثر بشكل مباشر على قطاع الصناعة، موضحا أن تأثيرها يقتصر على الأجور والمواصلات والسيارات الخاصة فقط، دون أن تمتد إلى تكلفة الإنتاج أو الأسعار النهائية للمنتجات.

أوضح المرشدي في تصريحات، صحفية  أن قطاع الصناعة يعتمد بشكل أساسي على الغاز الطبيعي والسولار في التشغيل وليس البنزين، وهو ما يجعل تأثير البنزين محدودا للغاية على النشاط الصناعي والتجاري.

أضاف أن الصناعات النسيجية على وجه الخصوص تعتمد على الغاز كوقود رئيسي في عمليات الغزل والنسيج والطباعة والتجهيز، مؤكدا أن أي تحرك في أسعار الغاز هو العامل الأكثر تأثيرا على تكلفة الإنتاج وليس البنزين.

ـ القطاع الخاص يحتاج إلى استقرار في السياسات الاقتصادية ولا يطلب دعما :

وتابع المرشدي: "الغاز وقود رئيسي في تشغيل الماكينات داخل المصانع، وبالتالي فإن أي زيادة في سعره تنعكس على التكلفة النهائية للإنتاج، بعكس البنزين الذي لا يدخل في دورة التشغيل الصناعية" .

وأشار إلى أن أسعار المنتجات النهائية لن تتأثر بالزيادة الأخيرة في أسعار البنزين، وأن القطاع الصناعي لم يواجه أي صعوبات في توفير الطاقة أو الوقود خلال الفترة الماضية، مؤكدا أن إمدادات الغاز الطبيعي للمصانع تسير بصورة مستقرة ومنتظمة.

كما أن السولار يظل الأكثر تأثيرا بين أنواع الوقود على تكاليف الإنتاج والنقل الصناعي، نظرا لاعتماده في تشغيل الشاحنات والمعدات الثقيلة داخل المصانع ومناطق التوزيع، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الوضع الحالي لا يسبب أي أزمات حقيقية داخل القطاع الصناعي.

ونوه المرشدي إلى أن برنامج إصلاح تسعير الطاقة في مصر يسير وفق خطة زمنية محددة ومعلنة، مشيرا إلى أن الحكومة لن تتراجع عن مسارها الإصلاحي بعد الوصول إلى مرحلة الأسعار الحرة دون دعم.

أكد رئيس غرفة الصناعات النسيجية أن القطاع الخاص لا يطلب دعما مباشرا من الحكومة، وإنما يحتاج إلى استقرار في السياسات الاقتصادية والطاقة حتى يتمكن من وضع خطط إنتاج وتسعير واضحة ومستقرة، مشيدا في الوقت نفسه بنجاح الدولة في تحقيق توازن بين تحرير الأسعار واستمرار النمو الصناعي.

ـ  تكلفة توزيع الدواء ارتفعت 20% بعد زيادة أسعار الوقود :

ـ توجه لتحويل منظومة توزيع الأدوية للطاقة النظيفة لتقليل الاعتماد على البنزين ...

أكد الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، والعضو المنتدب للمجموعة العربية الدولية  Aig ، أن الزيادات الأخيرة في أسعار الوقود سيكون لها انعكاس مباشر على تكاليف توزيع الدواء، موضحا أن القطاع سيواجه زيادة بنحو 20% في تكلفة التوزيع نتيجة ارتفاع أسعار الوقود.

قال عوف في تصريحات خاصة، إن هذه الزيادة لا ترتبط مباشرة بالدواء نفسه أو بتكلفة التصنيع، وإنما بقطاع التوزيع الذي يعتمد على النقل البري بين المحافظات والقرى والنجوع، لافتا إلى أن الشاحنات التي تنقل الأدوية تستهلك كميات كبيرة من الوقود، وهو ما يرفع تكلفة التشغيل بشكل واضح .

ـ المصانع قد تتمكن من امتصاص جزء من التكلفة داخل مراحل الإنتاج:

أضاف أن المصانع قد تتمكن من امتصاص جزء من التكلفة داخل مراحل الإنتاج، لتجنب تحميل المستهلك النهائي أي زيادات كبيرة، لكن العبء الحقيقي سيقع على شركات التوزيع التي تمتد شبكاتها إلى المناطق البعيدة.

وتابع عوف: "تكلفة التوزيع زادت 20% تقريبا، وهذه النسبة يصعب على القطاع تحملها بالكامل دون انعكاس جزئي على الأسعار أو تراجع في هامش الربح".

وأوضح أن قطاع الأدوية واجه خلال الفترات الماضية تحديات في توفير الوقود والطاقة التشغيلية، خاصة مع اتساع نطاق عمليات التوزيع في مختلف المحافظات، مؤكدا أن القطاع بدأ بالفعل دراسة حلول بديلة لتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي.

وأشار إلى أن هناك مبادرات قائمة للتحول إلى الطاقة النظيفة، سواء باستخدام الطاقة الشمسية في بعض المصانع والمخازن أو عبر التحول الجزئي للمركبات الكهربائية في منظومة التوزيع، مشيدا بدعم الدولة للمشروعات المرتبطة بالطاقة المستدامة.

واختتم الدكتور علي عوف تصريحاته بالتأكيد على أهمية إعادة النظر في منظومة تسعير الطاقة للمصانع، مشيرا إلى أن تحقيق التوازن بين دعم الصناعة وضمان استقرار الأسعار يتطلب رؤية شاملة تتكامل فيها الدولة مع القطاع الخاص لضمان استمرار تدفق الأدوية بجودة وسعر مناسبين.

 

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
3 ديسمبر 2025 1:28 متجاوز اقتصاد الإمارات التوقعات ليصبح أكثر اقتصادات العالم نموذجا وديناميكية2 ديسمبر 2025 1:16 ممحللون: سيناريوهات توضح مسار الجنيه المصري خلال 20261 ديسمبر 2025 2:30 متوقعات متفائلة لاتجاهات نمو الاقتصاد المصري للعام 2026 بتنفيذ الإصلاح الاقتصادي والهيكلي26 نوفمبر 2025 12:37 مرئيس"إنفيديا" يهاجم مدراء يرفضون الذكاء الاصطناعي بسبب التهديدات التي يشكلها على الوظائف25 نوفمبر 2025 3:57 ممجموعة العشرين.. ترامب يرفض أجندة جنوب أفريقيا للقمة24 نوفمبر 2025 2:40 ممصر: أرقام صادمة لأسعار إيجارات الأراضي الزراعية خلال العامين الماضيين23 نوفمبر 2025 1:20 م10 قطاعات مستفيدة من برنامج الصناعات الخضراء لتعزيز تنافسية الصناعة المصرية في الأسواق الدولية19 نوفمبر 2025 3:28 مثورة رقمية في السوق العقارية مع توسع الملكية الجزئية وازدهارالمنصات التكنولوجية18 نوفمبر 2025 1:30 مخبراء: الشراكات بين البنوك والفينتيك تمهد مستقبل الخدمات المالية الرقمية في مصر17 نوفمبر 2025 3:44 مخبراء: الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات محركا الابتكار والتنمية في مصر

التعليقات