تحليلات
كتب فاطيمة طيبى 10 ديسمبر 2025 2:46 م - التعليقات توقعات الخبراء من الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في 2025
اعداد ـ فاطيمة طيبي أمام مجلس الاحتياطي الفيدرالي قرار أخير في عام 2025، سيحدد مسار أسعار الفائدة في العام الجديد. الأربعاء، العاشر من ديسمبر 2025 سيقرر قادة البنك المركزي ما إذا كانوا سيواصلون خفض أسعار الفائدة أم سيعلقون سياسة التيسير النقدي. وسيكون لهذا القرار تداعيات واسعة على أسعار المستهلكين، وسوق العمل، والشركات الأمريكية. وتوقعت CME FedWatch أن احتمالية خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية تبلغ حوالي 90% . لكن خفض أسعار الفائدة ليس أمرا محسوما، وسيعقد الاجتماع الأخير للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية لعام 2025 بعد إغلاق حكومي قياسي، والذي زاد من استقرار وظائف الموظفين الفيدراليين وعطل إصدار البيانات، بما في ذلك بيانات البطالة والتضخم. وحتى مع عودة الحكومة للعمل، لا تزال الوكالات الفيدرالية، مثل مكتب إحصاءات العمل، تؤجل أو تلغي تقاريرها. وهذا يبقي صانعي القرار في الاحتياطي الفيدرالي دون صورة كاملة عن الوضع الاقتصادي الأمريكي. وقالت إليزابيث رينتر، كبيرة الاقتصاديين في موقع NerdWallet، لموقع Business Insider، "لا تزال المخاطر قائمة على سوق العمل، وكذلك مخاطر التضخم، وكلاهما لا يدعو للقلق بالضرورة في الوقت الراهن، لكن الصورة غير واضحة". ولا يزال لدى الاحتياطي الفيدرالي بيانات اقتصادية محدودة، ويفتقر قادة الاحتياطي الفيدرالي إلى بعض البيانات الرئيسية المتعلقة بالوظائف والأسعار. ونظرا لعدم قيام مكتب إحصاءات العمل بجمع بيانات جديدة خلال فترة الإغلاق، لا يمكن للوكالة نشر تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر أكتوبر أو معدل البطالة لشهر أكتوبر ، ولن يتم إصدار تقرير الوظائف لشهر نوفمبر وبيانات التضخم في الوقت المناسب لاجتماع ديسمبر. وأشارت رينتر إلى أن الصورة الاقتصادية غير الواضحة قد تدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى الاعتماد على تقارير البيانات التي تصدر في اللحظات الأخيرة لاتخاذ قراره. وسيتم نشر نتائج مسح فرص العمل ودوران العمالة ومؤشر تكلفة التوظيف في 9 و10 ديسمبر على التوالي. وأظهر تقرير الوظائف لشهر سبتمبر ، الذي صدر في 20 نوفمبر ، أن الولايات المتحدة أضافت وظائف أكثر من المتوقع في ذلك الشهر، وارتفعت البطالة وسط زيادة في نسبة المشاركة في القوى العاملة. وقال كوري ستال، الخبير الاقتصادي في مختبر التوظيف التابع لشركة Indeed ، لموقع Business Insider، إن هذا لا يعني انتعاش سوق العمل أو تلاشي مخاوف الاحتياطي الفيدرالي بشأن سوق العمل فورا.وأضاف ستال، "ما زلنا نشهد واحدة من أسوأ بداياتنا منذ عام 2010، حتى بعد استبعاد آثار الجائحة". وصرح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في المؤتمر الصحفي الأخير للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، بأن أوضاع سوق العمل "لم تتغير كثيرا" بين اجتماعي سبتمبر وأكتوبر. وتتوقع كلوديا ساهام، كبيرة الاقتصاديين في شركة New Century Advisors ، أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مجددا، لكنها لن تتفاجأ إذا قرر الأعضاء التريث قليلا لمراقبة تطورات الاقتصاد. كما أشارت إلى عدم إحراز تقدم يذكر في كبح جماح التضخم في الولايات المتحدة هذا العام. وبعد خفض آخر لأسعار الفائدة لدعم سوق العمل، تتوقع فترة ترقب قبل خفض آخر، بافتراض عدم حدوث تغييرات جذرية في سوق العمل. وقالت ساهام: "أعتقد أنه إذا سارت الأمور الاقتصادية على ما يرام، فلن يتدخل الاحتياطي الفيدرالي كثيرا، لأنه اتخذ خطوات استباقية لتجنب أسوأ السيناريوهات، وسيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يبدأ التضخم بالانخفاض". وقد أبقى الاحتياطي الفيدرالي سياسته النقدية تقييدية حتى الآن هذا العام، مثبتا أسعار الفائدة حتى سبتمبر . لكن ليس جميع قادة الاحتياطي الفيدرالي متفقين على ذلك، حيث تظهر محاضر الاجتماعات الأخيرة أن بعض أعضاء لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية يفضلون تخفيضات أكبر وأكثر اتساقا في أسعار الفائدة.
ومن المحتمل أن تتغير الاستراتيجية النقدية في عام 2026، مع انتهاء ولاية باول في مايو ومن المرجح أن يرشح الرئيس دونالد ترامب - الذي كان من أشد المؤيدين لتخفيضات أسعار الفائدة - رئيسا جديدا للاحتياطي الفيدرالي في يناير. ـ وول ستريت تترقب قرار الفيدرالي وأسهم كبرى تقود المشهد : تتأرجح الأسهم الأمريكية عند مشارف أعلى مستوياتها القياسية، الإثنين 8 ديسمبر ، فيما تترقب وول ستريت قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي المرتقب في وقت لاحق من هذا الأسبوع بشأن أسعار الفائدة. واستقر مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" تقريبا في التعاملات المبكرة، إذ كان منخفضا بنحو 0.3% فقط عن أعلى مستوى له على الإطلاق، والذي سجل في أكتوبر في المقابل، ارتفع مؤشر "ناسداك" المركب بنسبة 0.3%، وذلك اعتبارا من الساعة 9:38 صباحا بالتوقيت الشرقي. وفقا لأسوشيتد برس، انخفضت معظم الأسهم، غير أن سهم "وارنر براذرز ديسكفري" قفز بنسبة 7.8% بعد أن قدّمت شركة "باراماونت" عرضها لشراء عملاق الترفيه مباشرة إلى المساهمين. وأعلنت باراماونت أنها تعرض 30 دولارا نقدا مقابل كل سهم من أسهم وارنر براذرز ديسكفري، إلى جانب آلية أسرع وأسهل للمستثمرين للحصول على عوائدهم. وتسعى باراماونت إلى إقناع المستثمرين بقبول عرضها النقدي الكامل، بدلا من العرض الذي قدمته نتفليكس، والذي يجمع بين النقد والأسهم، وكانت وارنر براذرز ديسكفري قد وافقت عليه الأسبوع الاول من ديسمبر . وتواجه صفقة نتفليكس بالفعل احتمالات صعوبة في الحصول على موافقة الجهات التنظيمية الفيدرالية، في ظل مخاوف متزايدة من سيطرة شركة واحدة على قطاع البث. وفي هذا السياق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ، إن صفقة نتفليكس مع وارنر براذرز "قد تشكل مشكلة" . وفي بورصة وول ستريت، قفز سهم شركة "كونفلوينت" بنسبة 28.7%، ليقود السوق، بعد إعلان شركة "آي بي إم" نيتها الاستحواذ على الشركة المتخصصة في مساعدة العملاء على التواصل ومعالجة البيانات. وقالت آي بي إم إن الصفقة، التي تبلغ قيمتها 11 مليار دولار، ستساعد العملاء على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بصورة أفضل وأسرع، لترتفع أسهمها بدورها بنسبة 1.8% . كما قفز سهم"كارفانا" بنسبة 6.9% في أول جلسة تداول له بعد الإعلان عن انضمامه إلى مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" اعتبارا من 22 ديسمبر . ويحاكي العديد من المستثمرين المحترفين أداء هذا المؤشر بشكل مباشر، أو يعتمدونه معيارا لقياس أدائهم، وهو ما يدفع كثيرين إلى شراء الأسهم التي تدخل ضمنه. وارتفع سهم شركة "CRH" ، المزوِدة لمواد البناء، بنسبة 5.3%، كما صعد سهم شركة "Comfort Systems USA"، المتخصصة في خدمات المقاولات الميكانيكية والكهربائية، بنسبة 0.8%، بعد إعلان انضمامهما، هما أيضا، إلى مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" خلال الأسبوعين المقبلين. وستحل هذه الشركات محل شركات "LKQ" و"Solstice Advanced Materials" و"Mohawk Industries"، التي تراجع حجمها بما يكفي لتنتقل إلى مؤشر"S&P SmallCap 600" للأسهم الصغيرة. ومع ذلك، ظل التداول خارج هذه الأسهم القليلة التي شهدت تحركات قوية هادئا نسبيا. وينتظر أن يكون الحدث الأبرز هذا الأسبوع الأربعاء 10 ديسمبر، عندما يعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي أحدث قراراته بشأن أسعار الفائدة. وقد وصلت الأسهم بالفعل إلى مشارف تسجيل مستويات قياسية، وسط توقعات واسعة النطاق بأن يقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض سعر الفائدة الرئيسي للمرة الثالثة هذا العام. ويمكن لمثل هذا الخفض أن يمنح دفعة للاقتصاد وأسعار الأصول الاستثمارية، إلا أن جانبه السلبي يتمثل في احتمال تغذيته لمستويات التضخم. ويبقى السؤال الأهم هو طبيعة الإشارات التي سيرسلها الاحتياطي الفيدرالي بشأن مسار أسعار الفائدة في المرحلة المقبلة، إذ يستعد كثير من المتعاملين في وول ستريت لتصريحات قد تهدف إلى كبح توقعات تنفيذ مزيد من التخفيضات خلال عام 2026. ولا يزال التضخم مستقرا فوق هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، في وقت ينقسم فيه مسؤولو البنك المركزي بشكل واضح حول ما إذا كان ارتفاع التضخم أو تباطؤ سوق العمل يشكل التهديد الأكبر للاقتصاد الأمريكي. وفي سوق السندات، استقرت عوائد سندات الخزانة الأمريكية نسبيا، إذ ظل العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات عند 4.14%، وهو المستوى نفسه الذي سجله في أواخر تعاملاته وعلى صعيد الأسواق العالمية، انخفضت مؤشرات الأسهم بنسبة 1.2% في هونغ كونغ، في حين قفزت بنسبة 1.3% في كوريا الجنوبية، مسجلة اثنين من أقوى المكاسب على مستوى العالم. ـ تأثير قرارات الفيدرالي الأمريكي على أسعار الذهب والدولار: لا تقتصر أهمية هذه القرارات على الداخل الأمريكي، بل تمتد آثارها إلى مختلف الاقتصادات حول العالم، نظرا للتأثير المباشر لسعر الفائدة الأمريكية على حركة رؤوس الأموال وتكاليف الاقتراض واستقرار العملات المحلية، إذ تعد قرارات الفيدرالي أحد أبرز المحركات للأسواق المالية، حيث تحدد اتجاهات السيولة والاستثمار عالميا، وتؤثر على تقييم العملات والسلع الأساسية. تشير أداة CME FedWatch ، إلى أن الأسواق تتوقع بنسبة 97.8% أن يخفض الفيدرالي الفائدة بمقدار 0.25%، مقابل 2.2% فقط لتثبيتها، وهو ما يعكس استمرار النهج التيسيري للسياسة النقدية الأمريكية. وأوضح أنه حال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مع تأكيد استمرار النهج التيسيري، قد يؤدي إلى تراجع الدولار وارتفاع الذهب والأسهم والبيتكوين، أما في حال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مع التلميح بعدم وجود خفض قريب، قد يدفع الدولار للصعود ويؤدي إلى تراجع الذهب والأسهم والعملات الرقمية. ـ تأثير خفض الفائدة الأمريكية على مستقبل الدولار: قالت الخبيرة المصرفية، سهر الدماطي، إن خفض الفائدة يضعف من قوة الدولار، ما يدفع أسعار الذهب للارتفاع باعتباره ملاذا آمنا في أوقات عدم اليقين، بينما يعزز النشاط الاقتصادي ويرفع الطلب العالمي على النفط. كما أن ارتباط العديد من العملات بالدولار يجعل قرارات الفيدرالي ذات تأثير فوري على هذه الدول، مشيرة إلى أن البنوك المركزية غالبا ما تواكب تحركات الفائدة الأمريكية للحفاظ على جاذبية أسواقها ومنع هروب رؤوس الأموال. ـ أسواق أوروبا تتأرجح قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي : أغلقت الأسهم الأوروبية على استقرار الثلاثاء، التاسع من ديسمبر 2025 مع توخي المستثمرين الحذر قبل اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يستمر يومين، في حين تراجعت أسهم شركة إيسيلورلوكسوتيكا بعد إعلان شركة جوجل عن خطط لإطلاق نظارات تعمل بالذكاء الاصطناعي. وفقا لرويترز، أغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي دون تغيير يذكر عند 578.11 نقطة. وجاء أداء المؤشرات في بورصات أوروبا متباينا، إذ ارتفع مؤشر داكس الألماني 0.5%، وانخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي 0.7% . وانخفض سهم شركة إيسيلورلوكسوتيكا لتصنيع نظارات راي بان بنسبة 5.6%، في طريقه لتسجيل أسوأ أداء يومي منذ الثالث من أبريل ، بعد إعلان جوجل أنها ستطلق نظارات تدعم الذكاء الاصطناعي في 2026 بالتعاون مع واربي باركر. وأثرت هذه الأخبار على أسهم شركات المنتجات الفاخرة الأخرى، بما في ذلك سهما شركتي كيرينج وإل.في.إم.إتش اللذين انخفضا بنسبة 2% و1.4% على الترتيب. وتصدر مؤشر شركات المنتجات الفاخرة الأوسع نطاقًا خسائر القطاع بتراجعه 1.8% . وحقق قطاع شركات التأمين أكبر المكاسب بارتفاعه 1.3%، في حين ارتفع قطاع البنوك 0.8% . وصعد قطاع الشركات الدفاعية بعد أن ذكرت وكالة بلومبرغ نيوز أن المشرعين الألمان في طريقهم للموافقة على عقود مشتريات بقيمة قياسية تبلغ 52 مليار يورو (60.5 مليار دولار) . وصعدت أسهم شركات راينميتال ورينك وهينسولدت بنسب تتراوح بين 3.6% و5.9%، مما ساهم في رفع مؤشر القطاع 0.9% . ولا يزال تركيز الأسواق منصبا على اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي يبدأ الاربعاء 10 ديسمبر 2025 ويستمر ليومين. ويتوقع على نطاق واسع أن يخفض البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأربعاء 10 ديسمبر ، لكن التركيز سينصب على توجيهات صانعي السياسات بشأن المسار المتوقع بعد ديسمبر/كانون الأول. وقالت دانييلا هاثورن، كبيرة محللي السوق لدى كابيتال دوت كوم: "إنه أكبر حدث ينطوي على مخاطر هذا الأسبوع. الأمر يتعلق بالتفاصيل أكثر.. خاصة أي تغييرات في التوقعات، وعدد الأعضاء المخالفين للرأي". وأضافت: "مع اقتراب حدث مفصلي مثل هذا بعد يوم واحد فقط، فمن الشائع أن ترى نوعا من حالة عدم الحسم تتسلل إلى الأسواق، وميلا أكبر لاعتماد نهج الترقب والانتظار". وساهمت توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، عقب صدور بيانات اقتصادية متأخرة وتعليقات حذرة من بعض صانعي السياسات، في صعود أسواق الأسهم العالمية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
|
||||||||||