تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
10 يونيو 2019 12:10 م
-
الصين .. ستتخذ "تدابيرمضادة ضرورية" بعد زيادة الرسوم الجمركية

الصين .. ستتخذ "تدابيرمضادة ضرورية" بعد زيادة الرسوم الجمركية

كتبت ـ فاطيمة طيبي   

 

 الرسوم الجمركية التي تفرضها  امريكا على السلع الصينية تدفع الشركات لنقل الإنتاج لخارج الصين إلى دول آسيوية أخرى مثل فيتنام، وأن أي اتفاق مع الصين لا يمكن أن يكون "نصف حل". هذا ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترمب .


كما قال الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر سابقا  في بيان  له إن الرئيس دونالد ترمب أمر بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية المتبقية والبالغ قيمتها 300 مليار دولار تقريبا. 

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب فشل المحادثات بين المفاوضين التجاريين الأمريكيين والصينيين في التوصل إلى حل للنزاع التجاري المستمر منذ شهور وقيام الولايات المتحدة اعتبارا من العاشر من مايو 2019  بزيادة الرسوم الجمركية على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار. في جين أكد ترمب على موقع تويتر إن علاقته الشخصية بالرئيس الصيني شي جينبينج "علاقة قوية للغاية" واتوقع أن تستمر المحادثات في المستقبل بيننا  


وكتب هو شي جين، رئيس تحرير صحيفة "جلوبال تايمز" التي تديرها الدولة على تويتر أن "مصدرا موثوقا" أفاد بأن المحادثات لم تنهار. كما ان  الجانبان يعتقد ان هذه المحادثات كانت  بناءة وستستمر  المشاروات. واتفقا على الاجتماع مجددا في الصين في المستقبل.

وقد أعلنت الصين في العاشر من مايو  أنها ستتخذ "تدابير مضادة ضرورية" بعد زيادة الرسوم الجمركية التي أقرتها الولايات المتحدة من 10 % إلى 25 %، لكنها لم تحدد بشكل تفصيلي كيفية الرد على الخطوة الأمريكية.

وكانت الولايات المتحدة فرضت العام الماضي رسوما جمركية على واردات من السلع الصينية بقيمة 250 مليار دولار، وردت الصين بفرض رسوم مماثلة على واردات أمريكية بقيمة 110 مليارات دولار.

من جهة ثانية وبعد وقت قصير على دخول الزيادة حيز التنفيذ أعلنت وزارة التجارة الصينية   في بيان لها  أنها "تأسف بشدة" لزيادة الرسوم الجمركية الأميركية على السلع الصينية وتعهدت اتخاذ "التدابير المضادة اللازمة". ولم يوضح بيان الوزارة التدابير التي ستتخذها بكين . كما قال البيان ايضا  إن "الجولة الحادية عشرة للمشاورات الأميركية الصينية الاقتصادية والتجارية العالية المستوى جارية ونأمل أن يتمكن الجانبان الأميركي والصيني من الالتقاء في منتصف الطريق ".

   من ناحية اخرى لا يكف الرئيس الأمريكي عن الإشادة بالرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها إدارته على صادرات صينية  مؤكدا أن هذه الرسوم تملأ خزينة الدولة، رغم أن من يدفع هذا الزيادة هم في النهاية المستوردون والمستهلكون الأمريكيون.

وردا على سؤال عن الأثر السلبي لهذه الرسوم في بعض الشركات الأمريكية، قال ترمب " نحن نربح دوما في النزاعات" و دعا هذه الشركات إلى الاستعاضة عن البضائع الصينية بأخرى من "خارج الصين، أو تطبيق هذه الفكرة حقا من  الإنتاج في الولايات المتحدة   هذا وقد جاء تصريح ترمب  محاولته طمأنة المزارعين الأمريكيين إلى أنهم "سيكونون من بين أكبر المستفيدين" من الحرب التجارية مع الصين، رغم أنهم يدفعون حاليا ثمن الإجراءات الانتقامية الصينية.

وأعلنت الصين أنها ستزيد الرسوم الجمركية بشكل كبير على آلاف السلع الزراعية والصناعية الأمريكية، ردا على قرار ترمب  بزيادة الرسوم الجمركية على مئات مليارات الدولارات من السلع الصينية إلى أكثر من الضعف. في حين  كتب ترمب على "تويتر"، "مزارعونا الوطنيون العظماء سيكونون من أكبر المستفيدين مما يحدث الآن. نأمل أن تواصل الصين شراء منتجاتنا الزراعية الرائعة    لكن إذا لم يحدث ذلك فستقوم بلادكم بتعويض الفرق، استنادا إلى مشتريات الصين المرتفعة جدا .

منذ العام الماضي، أضرت الحرب التجارية بشكل كبير بالصادرات الزراعية الأمريكية إلى الصين، وأثرت في القطاع الصناعي في البلدين على السواء .

وقدمت إدارة ترمب العام الماضي 12 مليار دولار للمزارعين الأمريكيين كتعويضات، ووعدت بفعل مزيد باستخدام عائدات من الرسوم الجديدة، التي قال ترمب خطأ "إن الصين هي التي تتكبدها وليس المستوردين والمستهلكين الأمريكيين".

و حينما شن ترمب الحرب التجارية العام الماضي ذلك من اجل إجبار الصين على القيام باصلاحات اقتصادية كبيرة مع خفض العجز التجاري الهائل بين البلدين. من جهته، أكد الرئيس الصيني شي جين بينج   أنه "ليس هناك صراع حضارات" وسط التوتر مع الولايات المتحدة وقلق حول تصاعد قوة الصين، منددا بنظرية التفوق العرقي.

يأتي ذلك بعدما وصف مسؤول أمريكي كبير الشهر الماضي التنافس بين الصين والولايات المتحدة بأنه "صراع مع حضارة مختلفة فعليا وأيديولوجيا ". وقال كيرون سكينر مدير دائرة التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأمريكية أمام منتدى أمني "إن الصين كانت أول قوة كبرى منافسة ليست قوقازية، للولايات المتحدة"، واضعا الخلاف في إطار عرقي.

وأشار الرئيس الصيني خلال حفل افتتاح مؤتمر "حوار الحضارات الآسيوية" في بكين إلى أن "الاعتقاد بأن عرق وثقافة طرف ما هما أسمى، والإصرار على تغيير أو حتى استبدال حضارات أخرى، أمر تافه في مفهومه وكارثي في ممارسته". وأضاف "ليس هناك صراع بين مختلف الحضارات، نحن فقط بحاجة إلى النظر لتثمين جمالية كل الحضارات" من دون أن يذكر الولايات المتحدة.

ويخوض البلدان تنافسا على النفوذ العالمي مع التوتر الدبلوماسي والاقتصادي الذي يشمل المساعدات العسكرية الأمريكية الى تايوان والانتقادات لمشروع الصين "الحزام والطريق" للبنى التحتية العالمية. هذا وأثار نفوذ الصين المتزايد قلقا في آسيا خصوصا مع مواصلتها المطالبة بجزر في منطقة بحر الصين الجنوبي المتنازع عليها وبحر الصين الشرقي. كما أفادت وزارة الخارجية الصينية  بأن الولايات المتحدة تُعرّف النزاع بين البلدين بشأن التجارة بأنه "حرب تجارية" وأن الصين إنما اتخذت خطوات دفاعا عن النفس. وردت هذه التصريحات على لسان قنج شوانج المتحدث باسم الخارجية الصينية خلال إيجاز صحافي . 

 

 

 

 

 

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 23 ساعةنحو التكافؤ في السلطة.. دورالمرأة على طاولة نقاشات دافوس 202521 يناير 2025 11:30 صالمالية: نسعى لرفع كفاءة إدارة المالية العامة للتوسع في الإنفاق على الصحة والتعليم20 يناير 2025 2:04 موعود ترامب.. خطة حاسمة لإعادة تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي19 يناير 2025 4:01 ممنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تختار مصر لإطلاق النسخة العربية من إرشاداتها للسلوك المسئول للشركات15 يناير 2025 2:37 مشرق أوسط جديد يحمل بصمات لارث ثقيل من إدارة الرئيس جو بايدن14 يناير 2025 3:31 مخالد عبد الغفار يوجه بتأسيس لجنة استشارية عليا للتنمية البشرية12 يناير 2025 12:37 متمكين المرأة اقتصاديا من خلال توفير الخدمات المالية وغير المالية للمشروعات وبرامج التدريب8 يناير 2025 3:06 ممصر: سيناريوهات استيراد الغاز المسال في الربع الأول من 20256 يناير 2025 12:40 معودة أعمال تنمية حقل غاز"ظهر" يناير 2025 مع طرح مناطق للتعدين5 يناير 2025 2:56 مارتفاع أسعار الخامات والأدوات والأجور.. أبرز تحديات صناعة الأثاث

التعليقات