أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 14 أغسطس 2019 1:29 م - التعليقات العلاقات المصرية الصينية .. السياسية ، التجارية، التعليمية والسياحية .
إعداد ـ فاطيمة طيبي
أبدى المستثمرون الصينيون رغبتهم في ضخ استثمارات جديدة في مصر في قطاعات مختلفة واصفين السوق المصري بأنه أكبر أسواق منطقة الشرق الأوسط . ــ اهمية العلاقات : تسعى الصين إلى الاستفادة من المزايا التى تتمتع بها مصر، ومن بينها السوق الضخمة التي تضم حوالى 90 مليون مستهلك، فضلاً عن أنها تعد بوابة لأكثر من مليار مستهلك يقطنون في الدول التي تتمتع فيها السلع المنتجة في مصر بمعاملة تفضيلية، مثل دول الاتحاد الأوروپي والكوميسا والدول العربية والولايات المتحدة ومن الفوائد الاستراتيجية والسياسية لمصر من توثيق علاقاتها مع الصين إقامة شراكة استراتيجية بين مصر وثاني أكبر اقتصاد في العالم ستمهد الطريق لكثير من المشاريع لتضع مصر أقدامها كدولة محورية فاعلة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكذلك الإسراع فى إقامة مشاريع لوجيستية ومناطق لخدمات السفن والصناعات المتعلقة بالنقل البحرى على طول محور قناة السويس لتعظيم الاستفادة من طريق الحرير الصينى وقناة السويس ــ خمسة قمم مصرية – صينية في 3 سنوات جمعت بين الرئيسين السيسي وشين جين بينج: وقد رصد تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات هذه القمم ونتائجها على النحو التالي: ـ القمة الأولى : عقدت خلال الفترة من 22-25 ديسمبر عام 2014، وذلك في أول زيارة للرئيس السيسي للصين عقب انتخابه رئيساً للجمهورية ووقع البلدان وثيقة إقامة علاقات شراكة استراتيجية شاملة تضمنت اتفاقيات في التعاون الفني والاقتصادي وفي مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والتعاون في مجال الفضاء القمة الثانية : عقدت في الأول من سبتمبر عام 2015، في قاعة الشعب الكبرى بمناسبة احتفال الصين بعيد النصر الوطني بالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية . و أثنى الرئيس الصيني على الخطوات العملية التي يتم اتخاذها على صعيد تعزيز التعاون الثنائي، ولاسيما فيما يتعلق بمشروعات الطاقة الإنتاجية،واستعرض الرئيس السيسي عدداً من المشروعات التي يمكن أن يساهم فيها المستثمرون الصينيون، ولاسيما في المنطقة الاقتصادية الخاصة لقناة السويس والتي ستتيح مشروعات واعدة في مختلف المجالات أمام المستثمرين الصينيين للانطلاق نحو الأسواق المجاورة لمصر سواء في المنطقة العربية أو القارة . وقد شهد الرئيسان التوقيع على اتفاقية إطارية للتعاون في مجال الطاقة الإنتاجية واتفاقية بين بنك التنمية الصيني والبنك الأهلي المصري يتم بموجبها تقديم قرض بقيمة مائة مليون دولار لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة . القمة الثالثة : عقدت في الفترة من العشرين إلى الثاني والعشرين من يناير عام 2016، خلال الزيارة التاريخية للرئيس الصيني شي جين بينج إلى مصر، في أول زيارة لرئيس صيني للقاهرة منذ 12 عاماً، استجابة لدعوة وجهها له الرئيس السيسي وخلال الزيارة حضر الرئيسان الاحتفالات المشتركة بمناسبة الذكرى الـ 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأعلنا تدشين "عام الثقافة الصينية" في مصر، و"عام الثقافة المصرية" في الصين. القمة الرابعة: ، عقدت خلال الفترة من 4-5 سبتمبر عام 2016، وذلك أثناء زيارة الرئيس السيسي لبكين للمشاركة في قمة مجموعة العشرين التي عقدت بمدينة هانغتشو الصينية، بدعوة خاصة من الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي أشار إلى زيارته الناجحة إلى مصر في يناير 2016، وقال إن مصر حققت نتائج إيجابية خلال العامين الماضيين، لاسيما على صعيد تزايد التماسك الوطني والتأثير الاقليمي والدولي لمصر مؤكداً على أن الصين ترى آفاقاً واعدة لمصر في المستقبل. والاستفادة من التجربة الصينية الرائدة في عدد من المجالات القمة الخامسة : خلال زيارة السيسى إلى الصين في مطلع شهر سبتمبر، تلبية لدعوة من الرئيس الصيني للمشاركة في فعاليات الحوار الاستراتيجي حول تنمية الأسواق الناشئة والدول النامية، الذى اقيم على المستوى الرئاسي على هامش قمة الدورة التاسعة لقمة مجموعة "البريكس" تحت عنوان "شراكة أقوى من أجل مستقبل أكثر إشراقاً"، حيث تضم المجموعة خمس دول ذات الاقتصاديات الأسرع نمواً في العالم، وهي "الهند والبرازيل والصين وروسيا وجنوب أفريقيا"، وتستضيفها الصين فى مدينة شيامن. ويأتي حرص الرئيس بينج على توجيه الدعوة للرئيس السيسي لحضور قمة مجموعة البريكس انطلاقاً من العلاقات المتميزة بين مصر والصين والتي وصلت إلى مستويات جديدة لم تصل إليها من قبل على مدى ستين عاماً من علاقات الصداقة والدعم المتبادل كما تعد هذه الدعوة أيضاً اعترافاً بأهمية الإصلاحات التي يشهدها الاقتصاد المصري، وبالخطوات الإيجابية التي تحققت على طريق جذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر والتي كان آخرها صدور قانون الاستثمار الجديد في مايو 2017 ــ العلاقات السياحية: فى 3/9/2017 قالت وكالة الانباء الصينية "شينخوا" انه بلغ عدد السائحين الصينيين الوافدين إلى مصر في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2017 - "150000" سائح، بزيادة نسبتها 94 % مقارنة بنفس الفترة من عام 2016، لتصبح الصين بذلك رابع أكبر مصدر للسياحة بالنسبة لمصر فى 2017 في 28 / 5 / 2018 ، تم تفعيل اتفاقية الترويج المتبادل بين مدينتي شنغهاي والأقصر والهيئة المصرية لتنشيط السياحة تستهدف التعاون من خلال الترويج المتبادل ما بين المدينتين على أن يتم ذلك بتبادل الأفلام الدعائية الخاصة بكل مدينة وعرضها من خلال الوسائط الإعلانية المتنوعة وشاشات العرض الإلكترونية الخارجية والداخلية، بالإضافة إلى الموقع الرسمي والصفحات الرسمية عبر شبكات الأنترنت . ــ التعاون التعليمي: وعلى صعيد التعاون التعليمي يتميز التعاون المصري الصيني في هذا المجال بالسمات التالية : ــ وجود آلية تبادل : حيث أقام الجانبان المصري والصيني أول ندوة تعليمية مشتركة في بكين عام 1996، وأصبحت هذه الندوة آلية عالية المستوى بين البلدين ويتبادل وزيرا التعليم في البلدين الزيارات كل سنة. ــ التعاون بين المؤسسات التعليمية: وقع الجانبان المصري والصيني على عدد من اتفاقات التعاون التعليمي منذ عام 1956، وأبرزها الاتفاق الذي وقعت عليه وزارتا التعليم في البلدين بالقاهرة في 17 من نوفمبر عام 1997 حول الاعتراف المتبادل بالشهادات الدراسية زيادة عدد الطلاب الوافدين سنوياً: حيث تجاوز عدد الطلاب الصينيين المبعوثين بشكل حكومي إلى مصر 200 طالب في الخمسين عاما خلال الفترة من عام 1955 حتى عام 2005. وقد تنوعت اختصاصات الطلاب الوافدين فلم تعد تقتصر على اللغات والآداب بل شملت اختصاصات العلوم الطبيعية والصناعة والزراعة والطب ويدرس كل الطلاب في مصر لمدة سنة. تطور تعليم اللغة الصينية: ازداد عدد الدارسين للغة الصينية الذي فتح في عام 1958 بكلية الألسن لجامعة عين شمس حيث تجاوز الآن 600 دارس ومنهم عدد من الطلاب الوافدين من الدول العربية الأخرى، كما أنشأت الجامعة مركز بحوث للعلوم الصينية (الصينولوجي) عام 1999 ــ التبادل التجاري: بلغ التبادل التجاري بين البلدين 7 مليار دولار في عام 2010 ، مرتفعاً من 4 مليار دولار في 2007، من 3.19 مليار دولار في 2006 أما في 2014، فتشير المؤشرات على نحو ما أوضحه المفوض التجاري الصيني في مصر، هان بينگ خلال فعاليات المؤتمر الصحفي الذي عقد في 23 سبتمبر 2014 : "إن الحكومة الصينية تتوقع زيادة حجم التبادل التجاري بين مصر والصين إلى 11 مليار دولار بنهاية عام 2014، بزيادة تتعدى المليار دولار، خاصة مع استضافة الصين لمعرض كانتون و أن حجم الصادرات الصينية إلى مصر بلغ 8.3 مليار دولار خلال عام 2013، تهدف إلى زيادة هذا الرقم بنهاية هذا العام لتكون مصر الشريك الأول مع الصين خلال عام 2014.وتنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والصين 63 اتفاقية، ما بين ضرائب الدخل والازدواج الضريبي، والاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، والتعاون السياحي، واتفاق قرض، والتعاون الاقتصادي والتكنولوجي، وتوفير المياه. ــ العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين وفقا لبيانات هيئة الاستثمار: يبلغ عدد الشركات المؤسسة لدولة الصين في مصر ١٣٤٥ شركة تصل مساهمتها في رأس المال المصدر لهذه الشركات نحو 792 مليون دولار وتحتل الصين المركز 21 بين الدول المستثمرة في مصر. وتتوزع الاستثمارات الصينية في مصر على عدد من القطاعات منها ٧٠٢ شركة في القطاع الصناعي، و٤٣٢ شركة في القطاع الخدمي، و٧٠ شركة في القطاع الإنشائي كما تشمل القطاعات ٧٩ شركة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، و٤٧ شركة في القطاع الزراعي، و٦ شركات بقطاع السياحة. وتشير البيانات أن هذه الشركات توفر نحو ٢٧.4 ألف فرصة عمل في مصر. ــ المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات، : وبحسب تقرير مناخ الاستثمار في الدول العربية لعام 2017 والصادر عن المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات، بلغ إجمالي استثمارات المشروعات الصينية الواردة إلى مصر لعام 2016، حوالي 22.5 مليار دولار.وتعد الصين أكبر شريك تجاري لمصر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين، والذي يميل بشكل كبير لصالح الصين، حوالي 11 مليار دولار خلال عام 2016 وتعتبر مصر ثالث أكبر شريك تجاري للصين في أفريقيا وخلال الفترة من يناير إلى يوليو بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين ومصر 6.098 مليار دولار أمريكي، وفقا لبيانات نشرتها إدارة الجمارك الصينية وأفادت البيانات التي نشرتها الجمارك الصينية، بأن الصادرات الصينية إلى مصر انخفضت بنسبة 20.05% على أساس سنوي لتصل إلى 5.336 مليار دولار أمريكي في الأشهر السبعة الماضية من 2017. بينما ارتفعت الواردات الصينية من مصر بنسبة 311.22% لتصل إلى 762 مليون دولار أمريكي. فيما بلغ الفائض التجاري الصيني 4.574 مليار دولار أمريكي بتراجع 29.51%. ـــ أبرز المشروعات المصرية مع الصين: تشمل أهم المشروعات التي تشهد تعاونا بين مصر والصين، المنطقة الصناعية الصينية "تيدا" بمنطقة خليج السويس، إلى جانب استثمارات بترولية لشركة سينوبك الصينية بالصحراء الغربية فضلا عن استثمارات الصين في الحي الحكومي بمشروع العاصمة الإدارية الجديدة وتتعاون مصر مع الصين لتنفيذ مشروع قطار كهربائي يصل إلى العاصمة الإدارسة الجديدة ففي أغسطس الماضي وقعت الهيئة القومية للأنفاق مع شركة "أفيك كريك" الصينية اتفاقا لتنفيذ مشروع قطار كهربائي من مدينة السلام بالقاهرة وحتى العاصمة الإدارية الجديدة خلال عامين وتصل استثمارات المشروع إلى 1.26 مليار دولار منها 739 مليون دولار مقدمة من الجانب الصيني على هيئة قرض يسدد على 20 سنة. ويساهم البنك التصدير والاستيراد الصيني في تمويل وتنفيذ العديد من المشروعات القومية التنموية بمختلف القطاعات في مصر منها الكهرباء والنقل والموانئ، وفقا لوزارة الاستثمار والتعاون الدولي كما عقد البنك المركزي المصري اتفاقية لمبادلة العملات مع نظيره الصيني، في ديسمبر الماضي، بمبلغ إجمالي 18 مليار يوان صيني مقابل ما يعادله بالجنيه المصري ويشمل التعاون الاقتصادي بين البلدين أيضا اهتماما خلال الفترة الأخيرة في إطار دعوة الرئيس الصيني لإحياء مبادرة الحزام والطريق والتي تستهدف الربط البري والبحري بين قارتي آسيا وأوروبا وتقع المنطقة العربية ضمن الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، كما تقع مصر بالنطاق الجغرافي لطريق الحرير البحري وفي مايو الماضي بحثت وزيرة الاستثمار مع رئيسة صندوق طريق الحرير جين تشي، سبل استفادة مصر من الفرص التمويلية التي يقدمها الصندوق للدول الواقعة على طريق الحرير واتفق الجانبان على التعاون في تمويل الاستثمارات الصينية في مصر بمجالات البنية الأساسية والتشييد والبناء والمشروعات المشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص ويبلغ رأسمال الصندوق، الذي تأسس في ديسمبر 2014، نحو 40 مليار دولار بتمويل من عدد من البنوك والمؤسسات المالية الصينية .
|
|||||||||||||||