دراسات
كتب فاطيمة طيبى 26 يوليو 2020 1:05 م - التعليقات الفضة تحتل دورها السوقي كملاذ آمن بارتفاع 97% منذ تفشي كورونا اعداد ـ فاطيمة طيبي في محاولة للحاق بقطار الملاذات الآمنة في ظل أوضاع عدم اليقين لتعافي الاقتصاد العالمي من جائحة كورونا والتوترات الأمريكية الصينية المتزايدة، توجه كثير من المستثمرين إلى الفضة كملاذ آمن في محافظهم لمن فاتهم قطار الذهب ، ما دفع المعدن الأبيض للتحليق عاليا، مسجلا أعلى مستوياته منذ 2013، أي أعلى مستوياته خلال سبعة أعوام الماضية و قد ندم الكثير من المستثمرين على عدم استثمارهم في الذهب كملاذ آمن حتى اقترب سعر المعدن الأصفر من تسجيل مستوى تاريخي جديد، حيث سجل أعلى مستوياته في تسعة أعوام عند 1885 دولارا للأوقية في 23 يوليو 2020 ، ليصبح على بعد عشرة دولارات من مستواه التاريخي السابق المسجل في سبتمبر 2011 والبالغ 1895 دولارا كإغلاق، و1921 دولارا خلال الجلسة بشكل عام. تاتي الفضة بعدها لتحتل دورها السوقي كملاذ امن لذلك نجد ان الفضة تستفيد أيضا، التى يطلق عليها ذهب الفقراء، من التوقعات بارتفاع الطلب الصناعي بعد خطط التحفيز الأوروبية والأمريكية والصينية، الذي يؤدي بدوره إلى تزايد الطلب على المعدن الأبيض مستقبلا، كما أنها تستفيد من العلاقة التاريخية الطردية مع الذهب المرتفع، وكذلك تستفيد من العلاقة العكسية مع الدولار المنخفض. وبشكل عام بعيدا عن العوامل الحالية المتمثلة في تداعيات كورونا، تلقى الفضة دعما كبيرا من ارتفاع الطلب على التكنولوجيا الخضراء (ألواح الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية) كون أفضل معد موصل للكهرباء وتدخل كمكون أساسي في تصنيع الألواح الشمسية، إضافة أيضا لاستخدامها في تصنيع الهواتف الذكية والحواسيب، كل ذلك يدعم مواصلة المعدن الصناعي الثمين للارتفاع في الأعوام المقبلة. ويتحرك قطار الفضة بالسرعة القصوى أخيرا، حيث قفز سعر الأوقية 97 % منذ تفشي فيروس كورونا، متجاوزا 23 دولارا للأوقية يوم 23 يوليو الجاري، مقابل نحو 11.8 دولار للأوقية هو إغلاق 18 مارس مع تفشي الفيروس عالميا. وكانت الفضة قد سجلت أعلى مستوياتها تاريخيا فوق 35 دولارا للأوقية كإغلاق وأعلى من 50 دولارا خلال الجلسة عموما في يناير من 1980. وانخفض إنتاج الفضة عالميا في 2019 للعام الرابع على التوالي، ليبلغ نحو 27 ألف طن، تنتج عشر دول أكثر من 87 % منها بإجمالي 23.6 ألف طن، تتصدرها المكسيك بنحو 6.3 %، ما يعادل نحو ربع الإنتاج العالمي، فيما تنتج بيرو والصين معا ربعا آخر من الإنتاج، ليشكل الثلاث دول معا أكثر من نصف إنتاج العالم من الفضة. واستند تحليل جديد إلى بيانات عدة مصادر منها مؤسسة الفضة وهي مؤسسة صناعية غير ربحية مقرها واشنطن، ومجلس الذهب العالمي، وهيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية، وغيره من المصادر. وكان سعر الفضة نحو 2.5 دولار في 1973 بما تضاعف أسعارها أكثر من تسع مرات خلال نحو خمسة عقود منذ 1973 إلى 2020 . وبعد أقل من عشرة أعوام استطاعت أن تسجل الفضة أعلى مستوياتها التاريخية حتى الآن، حيث بلغ سعر الأوقية 35 دولارا كإغلاق وأعلى من 50 دولارا خلال الجلسة عموما في يناير من 1980. وأنهت الفضة 1990 عند مستوى 4.2 دولار للأوقية، ثم عند 4.6 دولار بنهاية 2000، بينما قفزت إلى 30.9 دولار للأوقية بنهاية 2010. وفي نهاية العام الماضي 2019 بلغ سعر المعدن الأبيض 17.9 دولار للأوقية مرتفعة 16.1 % عن مستوياتها بنهاية عام 2018 البالغة 15.4 دولار. ـ انتاج بعض الدول من الفضة : بلغ إنتاج الفضة عالميا في 2019 نحو 27 ألف طن، تصدرت المكسيك أكبر الدول إنتاجا بـ6.3 ألف طن، تمثل 23.3 % من الإنتاج العالمي، ثم بيرو 3.8 ألف طن، تشكل 14.1 % من الإنتاج العالمي. ثالثا الصين بـ3.6 ألف طن، تشكل 13.3 % من الإنتاج العالمي، وروسيا 2.1 ألف طن، تمثل 7.8 % من الإنتاج العالمي. في المركز الخامس بولندا، التى تنتج 1.7 ألف طن، تشكل 6.3 % من الإنتاج العالمي، خلفها أستراليا بـ1.4 ألف طن، تعادل 5.2 % من الإنتاج العالمي. سابعا تشيلي بإنتاج 1.3 ألف طن، تمثل 4.8 % من إنتاج العالم في 2019، ثم بوليفيا والأرجنتين بـ1.2 ألف طن لكل منهما، تمثل 4.4 % من الإنتاج العالمي. وحلت الولايات المتحدة عاشرا بإنتاج 980 طنا، تشكل 3.6 % من إنتاج العالم من الفضة في 2019. ـ توسع استخدام الفضة في الصناعية: تم استخدام الفضة منذ آلاف السنين كزينة وأوان للتجارة، وكأساس لعديد من الأنظمة النقدية. وللفضة خصائص تتجاوز مكانتها كمعدن ثمين، ولها استخدامات صناعية متعددة، لذا يطلق عليها المعدن الصناعي الثمين. وبسبب خصائصها الكيميائية، مثل مقاومة التأكسد، وندرتها وارتفاع تكلفة تعدينها تصنف ضمن المعادن الثمينة. وتعد الفضة من أفضل المعادن في توصيل الكهرباء، وتتوسع استخداماتها في المجالات الصناعية، مثلا تستخدم الفضة في صناعة الهواتف الذكية والحواسيب بنسب ضئيلة، مقارنة باستخدامها في ألواح الطاقة الشمسية، وتقريبا تدخل بنحو 300 مليجرام في صناعة الهاتف، مقارنة بـ20 جراما في كل لوح من ألواح الطاقة الشمسية. وتمثل تكلفة الفضة نحو 6.1 % من تكلفة تصنيع ألواح الطاقة الشمسية، بالتالي فهذه الارتفاعات في معدن الفضة سترفع من تكلفة مشاريع الطاقة الشمسية.
|
|||||||||||||||