مقال رئيس المركز
كتب فاطيمة طيبى 7 ديسمبر 2025 1:09 م - التعليقات عشاق اللعب الاستثماري
عشاق اللعب الاستثماري بقلم ـ الدكتور خالد الشافعي في واحدة من المقالات التي نشرتها الاندبندنت في الفترة الاخيرة تناولت فيها ما صدر عن الصحافة العالمية عن ذاك الذي وصفته بالهوس، بدايته من بلومبورغ ونهاية الى رويترز، هوس تناول بالتحليل الجارف تلك الصفقة ان لم اقل صفقتين والتي وصلت قيمتهما الى 65 مليار دولار، الحدث الفريد لم نره منذ عقود على البحر الابيض المتوسط . انها قوة الاستثمار الطموح صنعتها كل من السعودية والامارات وقطر، المشكلة طبيعة المناخ الصحراوي القاس من جهة والبعد الكبير عن البحر المتوسط من جهة اخرى ما وصف فيما بعد بالشكل الجديد من الاستثمار الهدف الربح السياحي الوفير والعائد حدث ولا حرج قد تصل نسبته فعليا 100%. هنا اتكلم عن منطقة علم الروم . بداية توضيح معلومة نفسر من خلالها ما يتبادر الى اذهان العامة من الناس عن المشروع.. المشروع يشكل حق انتفاع يجلب الكثير من الايدي العاملة وملايين من السياح الوافدين يتسنى للدولة المصرية الحصول على مبالغ مالية كاش تساعد فعليا على قوة الجنيه امام الدولار في شكل عائد مباشر . للشرح ان مصر ستحافظ على ملكية الاصول اما الشركة العقارية القطرية الضخمة والتي تعتبر الذراع العقاري القطري تدفع لمصر ما نسبته 15% من الدخل ..الذي اود ان اشير اليه انه مع هذا مصر ستستفيد من العائد الكبير من الضرائب اضف ان تحركات السائح من الساحل الشمالي الى القاهرة والاقصر يعود على الدولة المصرية بالمليارات وهذا ما يترجم كيف ان الدولة كان من اولوياتها في البداية انشاء البنية التحتية .. للعلم.. ومن وجهة نظري الخاص ان الاربع سنين الماضية كانت لتختلف جوهريا عن الاربع سنين القادمة والتي مضت منها سنة واحدة ستغير بالفعل شكل الوجه الاقتصادي المصري وعشنا مؤخرا كيف ان قيمة الجنيه المصري ارتفعت امام الدولار . رغم ان هناك ملفات صعبة ستواجه الدولة المصرية اولها الملف الخطير الذي يتعلق بمشكلة الضيوف ايضا الملف الثاني والذي اعتبره الاخطر وهو ملف التضخم الذي جعل الوضع الاقتصادي غير مستقر و ملف سد اثيوبيا اضف اليه تلك التوقعات المحتملة والخطيرة لو قامت حرب في الشرق الاوسط لبنان وايران . نعود الى علم الروم هذه المنطقة القريبة من مرسى مطروح ستغير بالفعل الوجه السياحي بالكامل للمنطقة من خلال الاسكان والمنتجعات الفاخرة والمناطق التجارية . والتي اراها حقيقة تنافس راس الحكمة من خلال جذبها للسياحة الوافدة خاصة السائح السعودي الذي يعرف عنه انه يصرف كثيرا في رحلاته . لذي اود ان اوضحه انه بعد الاعلان عن الصفقة ... السندات المصرية ارتفعت بشكل ملحوظ حيث وصلت هذه السندات الى افضل عشرين سند على مستوى العالم والسبب الاستثمار القوي في مصر . في الجانب الاخر والمفاجاة الكبرى ما نشر في التلجراف اعرق جريدة في بريطانيا واهم قسم من تكلم عن المدينة المصرية مدينة العلمين والتي وصفت بريفييرا مصر على انها ستكون واحدة من اجمل المدن في العالم عكس ما كان يقال .. ماذا قالت التليجراف عن العلمين .. قالت.. انها مدينة متكاملة على البحر المتوسط بها 30 الف غرفة فندقية بها ابراج و3 جامعات وقصر رئاسي وممشى هذه المدينة لا تنافس على البحر المتوسط بل ايضا ستنافس اجمل المدن في اوروبا . هذا التقرير يجعلك تستنتج ان هناك رؤيا جديدة نحو مصر خاصة بعد مؤتمر شرم الشيخ فيه تغيير وروح ايجابية مرتفعة . اهم ما اضافته التليجراف ان مصر لديها ميزة غير موجودة في اوروبا لديها اماكن تستطيع استحداثها من الصفر على أعلى مستوى من التكنولوجيا ( سمارت ستي ) لذلك مصر درست كل الاخطاء التي انشئت بها مدن العالم واصلحتها من اهمها الابراج الساحلية بشكل مميز سمارت مصر تقوم ببناء مدينة العالمين ليس فقط كمدينة سياحية بل كمدينة متكاملة . التليجراف توجه رسالة لمصر.." استعدو لاستقبال ليس الملايين بل المليارات من الدولارات " وارسلت ايضا برسائل الى كل مليونير في العالم ترشده في ان هناك مدينة جديدة تحت الانشاء في مصر على أعلى مستوى ولو تريد الاستثمار في السياحة عليك بهذه المدينة .. ورغم كل هذه الاجابيات الا ان البعض يرى ان هذا النجاح لم يعد بالتغييرعلى المواطن العادي داخل الدولة واود ان اضيف الى ان ما تمر به مصر والعالم في الوقت الراهن يطلق عليه ما يسمى بالتضخم العظيم، والاحساس بالتغيير مسالة وقت ليس في مصر فقط بل في العالم كله نتيجة التغيرات القهرية التي عرفها العالم النقطة الثانية ان سنة 2025 كانت مختلفة تماما بالنسبة للاستثمارات الخليجية استدعى في المقابل ظهور عشاق اللعب الاستثماري، الصين اقتحمت وبقوة مجال صناعة السيارات والغزل و النسيج وتركيا ركزت اهتمامها على صناعة الاجهزة المنزلية و الهندسية . النقطة الثالثة ..اود ان اشير فيها ونتيجة لتصريحات وزير السياحة السعودي احمد الخطيب بقوله " لم نتخذ اي قرار حتى الان بشان خطط الاستثمار في منطقة على البحر الاحمر في مصر.. نجد الكثير ممن فسر هذا التصريح بوجود مشاكل بين مصر والسعودية واحب ان اطمئنكم بان هذا غير صحيح . السبب المباشر هنا ان للسعودية تعثر بمشاريعها داخل المملكة والاهم من هذا ان لديها مشروع ضخم اخر داخل سوريا والذي اعتبره مشروعا سياسيا اكثر منه اقتصادي رغم ان مصر بالنسبة لها اضمن بكثير. السؤال الان ما معنى قصة التعثر الحالية التي تعيشها السعودية ..تعثرها هذا من وجهة نظري.. طبيعيا جدا يعود في الاساس الى سوق البترول او بمعنى اصح اسعار البترول التي تراجعت ومازالت المملكة تعتمد عليه اعتمادا اكبر . وتوضيحا لهذا، الاندبندنت تقول.. هناك مشروعا ضخما اسمه the line على مساحة 170 كيلومتر يسكنه عدد ضخم من السعوديين وعددهم 8 مليون سعودي الذي اود ان اوضحه ان المشروع عبارة عن شكل من الخيال العلمي تكلفتة عالية جدا وفجاة تطرقت تقارير صحفية عالمية مثل بلومبورغ وفاينانشيال تايم اشارت الى تباطؤ وتخفيض كبير في اهداف المشروع مع توقعات بانجاز جزء بسيط منه 2.4 كم بدلا من الاهداف الاولية الطموحة وهنا اشير الى ان هناك تغيير في خطط التنفيذ وتخفيض الطموح بسبب التحديات ليس الا . بداية التخطيط لهذا المشروع كان في 2016 سعر برميل البترول وقتها 100 دولار وصل الان الى اقل من 80 دولار و لا ضامن لتاثير السوق مستقبلا لعدم ضبط التوقعات بالنتائج غير المشاكل السياسية والتي لها تاثير مباشر عليها .. في وقت من يتناول فكرة استثمارات السعودية بامريكا بكثير من النقد للمبالغ الاستثمارية الضخمة.. اقول ان هذا كله عائد على المملكة بالايجاب، ستحصل نظير هذه الاموال الطائلة عوائد كبيرة منها بالدرجة الاولى الحصول على السلاح الحديث والحصول على المفاعل النووي لاستخدامات الطاقة وما نحوها ، رغم كل ما يمثله من ضغط على الميزانية . وعلى ذكر الاشتثمارات اعود للتطرق مرة اخرى الى مقال نشرته بلومبورغ والذي اوضحت فيه ان هناك استثمارات ضخمة قادمة الى مصر خلال الستة اشهر القادمة وصلت الى 9 مليار دولار بضعف الرقم المسجل في 2023 وضعفه ايضا في 2024 .كان ثماره صفقة راس الحكمة. اود ان اقول اننا قادمون على صناعات ضخمة وهذا ما يفسر ان دولا صناعية كبرى تهتم جدا بان يكون لها تواجد صناعي داخل مصر غير اهتمام امريكا والمانيا بمنطقة صناعية داخل مصر . واعتبر هذه كلها فرصا حقيقية وفعلية قادمة . كما اود ان اشير ايضا ان راس الحكمة فتحت شهية المستثمرين على الاستثمار في مصر ونعتبرها نقطة فاصلة وعودة حالة من الانتعاش في مجالات مختلفة منها السياحية وارى ليتحقق هذا على الحكومة ان تكمل المشوار بطريقة علمية مختلفة ومتطورة تضمن ان الواقع المصري سيتغير فعليا والى الاحسن . هناك بعضا من الاسئلة تطفو على السطح، هل مصر مع الواقع الاستثماري الجديد وباكتشافها للبترول الصخري بكميات كبيرة ستنافس امريكا ؟.. اقول واقع الارقام يثبت ذلك. قيمة البترول الصخري تقترب من تريليون دولار الا ان البعض قد يراودها الشك خاصة وان البترول لم يستخرج بعد من باطن الارض ولو وصلنا الى ميزانية تقدر ب 5 تريليون دولار ساعتها أؤكد ما توقعته جولدمان سكس سابقا من فترة ليست بالبعيدة. كما اصدرت بعضا من الشركات تصريحات لها على ان المنطقة الجنوبية بمصر عائمة على بترول صخري ما قيمته 115 مليار برميل وهذا رقما ضخما بالفعل والقابل للاستخراج فقط الطفرة الزيتية المكشوفة بالصحراء عبارة عن صخور مشبعة بزيوت عضوية تتحول فيما بعد ذلك الى بترول غيرالكشف عن الغاز بكميات كبيرة من الممكن ان تستفيد منها مصر بشكل كبير جدا . السؤال كيف يمكن اذن لمصر ان تستفيد من هذا ..؟ النتيجة الفعلية لاستخراج البترول الصخري قد تصل الى 9 تريليون دولار غير انه يتطلب تكلفة عالية جدا قد تصل من 35 الى 70 مليون دولار هذا الاستثمار القوي يحتاج فعليا الى اموال طائلة. لا يوجد على الساحة من له خبرة في هذا المجال اكثر من امريكا اكبر منتج للبترول الصخري في العالم توقفت عن انتاجه سابقا بسبب سعر البرميل من البترول كان رخيصا جدا ،ومع ارتفاع سعره حدث الفرق واستطاعت امريكا ان تكسب اموالا طائله من ورائه وتحولت الى اكبر منتج بالعالم . هل تعرف كم تنتج امريكا في اليوم من البترول الصخري ؟ الجواب ..يقرب من 8 مليون و 300 الف برميل في اليوم وكانت البداية في سنة 2000 وقررت ان تكون منتجة بريادة شركات كبيرة قائمة على الانتاج مثل شيفرون وموبيل التي انفقت مليارات الدولارات لاستخراج البترول . وهي الان تنوي ان تصدر البترول والغاز الى الاتحاد الاوروبي . هذه القصة مجتمعة تحتاج بالفعل الى وقت ونجد ان امريكا استثمرت فقط ما بين 2005 الى 2015 حوالي 200 مليار دولار الا انها حققت بعد ذلك فائدة بتريليونات الدولارات. لذلك اقول ان مصر تحتاج فعليا الى هذا النوع وهذا المنهج في تنفيذ مثل هذا الا ستثمار وهناك نقطة اخرى ان السعودية مهتمة بشكل كبير في ان تستثمر في البترول بمصر لاقتناعهم ان مصر ستنافس قوى خارجية في البترول . قالت "وولد ستريت جورنال" ان الاستثمار في البترول الصخري يحتاج الى استثمار دافع طول الوقت. واقول هنا يصبح دورالحكومة الذكية الاقتصادية جلب شركات من الخارج ولو ان هذا الاستثمار بعد لم يرى النور لن تتحقق عوائده قبل العشر سنين او خمسة عشرة سنة. لذلك ما تحتاجه مصر كل سنة من الاستثمارات يكون مابين 10 مليار الى 20 مليار وهذا يعني حتمية الاستعانة بالشركات الكبرى والدول الغنية بالحوار المشترك حينئذ نساوي او نقترب من الانتاج الامريكي غير انه وخلال 15 سنة مستقبلا مع تطور التكنولوجيا الوقت يتضاءل وبالتالي تكلفة الانتاج تقل .
شركة شيفرون الامريكية مهتمة بالاستثمار في مصر لخبرتها الواسعة بمجال البترول الصخري و هي على استطاعة ان تنفق اموالا ضخمة وصرحت ان مصر ستكون مستقبلا مركزا افريقيا هاما للبترول . كل هذا يفسر ان القادم لمصر قوي جدا واستغلال الفرص تصنع القوة خاصة والشعب يريد فعليا تغيير حياته لحكومة بفكر اقتصادي قوي بضرب جذور الفساد وهذا ما يجعل ان تكون مصر 7 اقتصاد في العالم حسب ما قالته "جولدمان سكس".
|
||||||||||