أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
15 مارس 2022 2:55 م
-
تراجع أسعار المعادن الصناعية من النحاس إلى حديد التسليح بسبب مخاوف زيادة الطلب

تراجع أسعار المعادن الصناعية من النحاس إلى حديد التسليح بسبب مخاوف  زيادة الطلب

اعداد ـ فاطيمة طيبي

أشارت وكالة "بلومبيرج" للأنباء إلى أن السلطات الصينية قررت فرض قيود صارمة على سكان مدنية شينشن التجارية والصناعية المهمة التي تضم نحو 17.5 مليون نسمة لمدة أسبوع على الأقل، في الوقت الذي تفرض فيه مدينة شنغهاي قيودا على السفر إلى المدينة.

 هذا وقد تراجعت أسعار المعادن الصناعية من النحاس إلى الصلب بسبب المخاوف بشأن الطلب عليها في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الصين، ولجوء السلطات هناك إلى إعادة فرض إجراءات الإغلاق في بعض المناطق.  وقالت مؤسسة نومورا هولدنجز للاستشارات المالية "إن إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد ستجعل من الصعب على بكين تحقيق معدل النمو المستهدف للعام الحالي" 2022 .

وتراجع سعر النحاس 1.2 % إلى 10059.5 دولار للطن في تعاملات بورصة لندن للمعادن، في حين تراجع سعر الألمنيوم 0.3 %، وتراجع سعر خام الحديد في تعاملات بورصة سنغافورة 3 %  ليستمر تراجعه لليوم الخامس على التوالي. وتراجع سعر حديد التسليح في شنغهاي 3.6 %.

ـ توقعات المستثمرون :

في الوقت نفسه يترقب المستثمرون في سوق المعادن قرار مجلس الاحتياط الاتحادي الأمريكي بشأن زيادة الفائدة خلال الأسبوع الحالي، في الوقت الذي يتابعون فيه التدخل الروسي في أوكرانيا، إلى جانب انتظار القرار بشأن تداول معدن النيكل في بورصة لندن للمعادن بعد تعليق التداول في الأسبوع الول من شهر مارس 2022  في أعقاب وصول سعره إلى أكثر من 100  ألف دولار للطن بسبب المضاربات.

وفرض الحجر المنزلي على سكان مدينة شنجن البالغ عددهم 17 مليون نسمة في جنوب الصين في الرابع عشر من شهر مارس  بسبب ارتفاع قياسي لعدد الإصابات بكوفيد ـ 19، ما أجبر مصنع "آيفون" على تعليق أعماله، كما فرضت قيود في مدن رئيسة أخرى في أنحاء البلاد بينها شنغهاي. وأعلنت السلطات في شنجن مركز التكنولوجيا الأحد دخول فرض الحجر حيز التنفيذ بسبب ظهور بؤر تفشى فيها الوباء في المدينة، مرتبطة بإقليم هونج كونج المجاور الذي يجتاحه الفيروس. كما أعلنت شركة الإلكترونيات التايوانية العملاقة فوكسكون، المصنع الرئيس لشركة أبل  ، تعليق أنشطتها في شنجن، بفعل الحجر الذي أثر في عمل مصانعها.

وقالت "فوكسكون"، التي توظف عشرات الآلاف من العمال في المدينة، "إنها نقلت إنتاجها إلى مواقع أخرى". وتعد شنجن واحدة من عشر مدن في الصين تخضع حاليا لتدابير إغلاق. وحذرت السلطات الصحية من أنه قد يتم اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، في وقت يبدو أن سياسة "صفر كوفيد" التي تطبقها بكين ترهق السكان، وتثير تساؤلات حول الفائدة منها في مواجهة المتحور أوميكرون.

ـ احصائيات جديدة مرعبة :

أحصت السلطات الإثنين 2300 إصابة جديدة في أنحاء البلاد بعد أن سجلت الأحد نحو 3400 إصابة هي أعلى حصيلة منذ بدء تفشي الوباء.

وقال هوانج تشيانج المتحدث باسم السلطات في شنجن، خلال مؤتمر  "هناك عديد من بؤر تفشي الوباء الصغيرة في الأحياء والمصانع". وأضاف "هذا يشير إلى وجود مخاطر انتشار عالية بين السكان ولا تزال هناك حاجة إلى مزيد من إجراءات الوقاية". وأظهرت صور أرسلها أحد سكان شنجن مداخل مجمع سكني مغلقة بحواجز كبيرة، في حين تبادل السكان عبر وسائل التواصل الاجتماعي المزاح حول تمكنهم من أخذ أجهزة الكمبيوتر المحمولة على عجل من مكاتبهم قبل بدء فرض الحجر.

وتراجعت أسهم شركات التكنولوجيا في بورصة هونج كونج الإثنين مع قلق المستثمرين من تأثير انتشار الفيروس في شنجن التي تستقبل عمالقة التكنولوجيا مثل "هواوي" و"تنسنت"، وأكبر مصانع "فوكسكون".

وفي شنغهاي، المدينة التي تضم أكبر عدد من السكان في الصين، تم إغلاق أحياء سكنية، وتسعى السلطات جاهدة لتجنب الإغلاق العام. وسجلت المدينة 170 إصابة الاثنين الرابع عشر من مارس الحالي ، ما أثار قلق الشركات من صعوبات اقتصادية مقبلة.

وتحدث مالك أربعة مطاعم في أحياء مختلفة، عن صعوبة التعامل مع القيود. وقال لوكالة "فرانس برس"،   "إن السياسات المطبقة تختلف من حي إلى آخر"، وأضاف "سأغلق أحد المطاعم وأبقي الأخرى مفتوحة، وسأرى كيف ستسير الأمور لاحقا. ما الذي يمكنني فعله سوى الصمود؟". كما تشهد أماكن أخرى أوضاعا أكثر تعقيدا. إلى ذلك، سجلت مقاطعة جيلين شمال شرق البلاد أكثر من ألف إصابة لليوم الثاني على التوالي.

وفرض الحجر على خمس مدن على الأقل في المقاطعة منذ بداية شهر  مارس ، بينها تشانجتشون، المركز الصناعي الرئيس الذي يبلغ عدد سكانه تسعة ملايين. وفي حين ما زال عدد الإصابات منخفضا مقارنة بدول أخرى، يعد لافتا في الصين، حيث تطبق السلطات منذ 2020 سياسة عدم التسامح المطلق في مواجهة الوباء. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن 26 مسؤولا على الأقل أقيلوا في الأيام الأخيرة في ثلاث مقاطعات بسبب سوء إدارتهم للجائحة.

ـ  مراقبة من خلال تطبيقات التعقب:

وتمكنت الصين حتى الآن من السيطرة على بؤر تفشي الوباء المتفرقة من خلال فرض حجر محلي وإجراء فحوص جماعية ومراقبة السكان من خلال تطبيقات التعقب، في حين لا تزال حدود البلاد مغلقة تقريبا. لكن ظهور المتحور أوميكرون قوض هذا النهج، في وقت اختارت فيه معظم الدول الأخرى التعايش مع الفيروس. وقال تشانج وينهونج عالم الفيروسات "إنه ليس بوسع الصين بعد تخفيف سياسة صفر كوفيد، رغم انخفاض معدل الوفيات المرتبط بأوميكرون".

وكتب تشانج على وسائل التواصل الاجتماعي "من المهم جدا للصين أن تستمر في تبني استراتيجية صفر كوفيد في المستقبل القريب"، وأضاف "لكن هذا لا يعني أننا سنعتمد بشكل دائم استراتيجية الحجر والفحوص الجماعية".

ـ  أسواق المعادن النفيسة البلاديوم والبلاتين :  

 من جهة اخرى هوى البلاديوم أكثر من 16 % أثناء تعاملات أسواق المعادن النفيسة في الرابع عشر من مارس ، ماحيا المكاسب التي قادته إلى مستويات قياسية أثناء أزمة أوكرانيا، مع انحسار مخاوف الإمدادات. وانخفض الذهب أيضا 1.5 % وسط آمال حذرة بتحقيق تقدم في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا.

وتراجع البلاديوم 16.35 % إلى 2353.60 دولار للأوقية "الأونصة"  حيث ان. وروسيا أكبر منتج للمعدن الذي يستخدم في صناعة السيارات. ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، تراجع البلاتين 4.39 إلى 1032.20 دولار للأوقية. وانخفض الذهب 1.5 % إلى 1955.70 دولار، بينما تراجعت الفضة 3.14 % إلى 24.99 دولار. وخلال الأيام الماضية، واجهت مجموعة التعدين الروسية العملاقة "نوريلسك نيكل" مشكلات في عمليات النقل ومصاعب أخرى بعدما فرض الغرب عقوبات غير مسبوقة على موسكو على خلفية تدخل روسيا في أوكرانيا، وفق ما أفاد رئيسها.

وقال فلاديمير بوتانين الرئيس التنفيذي للشركة والشريك في ملكيتها في مقابلة مع صحيفة المال والأعمال "آر بي كي" "إن (نورنيكل)، أكبر منتج في العالم للبلاديوم والنيكل العالي الجودة، تواجه عقبات في شحن البلاديوم الذي تنتجه، نظرا إلى القيود على السفر جوا إلى روسيا"، لكنه تدارك "تمكنا من تنظيم الإمداد عبر قنوات بديلة". وبعد فرض الغرب عقوبات اقتصادية على روسيا، أهم مصدر، ردا على التدخل في أوكرانيا، بلغت أسعار معادن من بينها البلاديوم والنيكل مستويات قياسية.

وأفاد بوتانين حينها بأن الشركة تواجه أيضا "مشكلات لوجستية، لأن عددا من الموانئ الأوروبية ترفض التعامل مع شحناتنا"، مضيفا أن "هذه المشكلات لم تبلغ بعد مرحلة خطيرة". وقال قطب المعادن "إن (نورنيكل) تصوغ طريقة لإعادة توجيه البضائع من أوروبا والولايات المتحدة إلى الصين ودول أخرى لم تفرض عقوبات على روسيا، لكننا لم نصل إلى هناك بعد ولا نتوقع أن يكون هذا هو الحال".

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 12 ساعةانسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ ينذر بتحول زلزالي في السياسة المناخية21 يناير 2025 2:43 مبعد ساعات من تنصيبه.. ترامب يوقع سلسلة من الأوامر التنفيذية والتوجيهات21 يناير 2025 12:37 متعديلات وتحديثات جديدة لتعزيز وتفعيل دور صناديق التقاعد20 يناير 2025 1:05 مدافوس 2025.. التعاون من أجل العصر الذكي" في ظل عالم مجزأ وجمود اقتصادي شامل19 يناير 2025 3:12 ممفاجآت بيتكوين في 2025.. تقلبات وتغيرات العملة المشفرة تقودها لصعود غير متوقع15 يناير 2025 3:57 مفترة حكم جو بايدن على الميزان الداخلي والدولي12 يناير 2025 3:07 متمديد الأفق الزمني لمعدلات التضخم المستهدفة قرار واقعي يعكس رؤية المركزي8 يناير 2025 3:45 مبصمة "إيلون ماسك" في عهد ترامب بين الرفض والقبول الدولي6 يناير 2025 3:33 موزير المالية ولقاءات حوارية حول برنامج الطروحات الحكومية والإعفاءات الضريبية والديون وزيادة الأجور5 يناير 2025 1:15 مالحصاد السنوي حول تطورات الشراكات مع بنوك التنمية والشركاء الثنائيين خلال 2024

التعليقات