أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
6 أبريل 2022 12:30 م
-
من الرياض .. بناء نظام عالمي لريادة الأعمال وتحول القدرات الابتكارية لفرص تنافسية

من الرياض .. بناء نظام عالمي لريادة الأعمال وتحول القدرات الابتكارية  لفرص تنافسية

اعداد ـ فاطيمة طيبي  

ضمن فعاليات المؤتمر العالمي لريادة الأعمال الذي احتضنته العاصمة الرياض حيث  شهد المؤتمر صفقات مليارية مع توقيع عدد من الاتفاقيات، لدعم قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة اضافة الى إطلاق عديد من الجولات الاستثمارية على هامش فعاليات المؤتمر المتعددة. 

ـ اتفاقات: 

هذه الاتفاقات والجولات تشمل: 

ـ  قطاعات تنموية وريادية، على رأسها قطاعات التقنية، السياحة، الترفيه، والثقافة، حيث يأتي ذلك تزامنا مع الحضور الواسع للمؤتمر والفعاليات المصاحبة له محليا وعالميا عبر عدد من العلامات التجارية الشهيرة، وانضمام عديد من الشركات العالمية الجديدة إلى السوق السعودية.

ـ إطلاق عدد من الصناديق الاستثمارية التي تهدف إلى دعم الاستثمار في قطاع المنشآت، إضافة إلى الإعلان عن عدد من الجولات الاستثمارية، وتسليم مجموعة من الشركات العالمية تراخيص لمقراتها الإقليمية، استجابة لـ"رؤية 2030" ولتمكين الرياض لتصبح أكبر مدن الشرق الأوسط اقتصاديا.

 ـ المشاركون وضيوف المؤتمر :

يشارك في المؤتمر الذي يقام تحت شعار "نعيد - نبتكر ـ نجدد" في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض 150 متحدثا عبر 100 جلسة نقاشية.

اذ استضاف المؤتمر العالمي لريادة الأعمال الذي اقيم تحت رعاية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وعلى مدى أربعة أيام، أكثر من 26 وزيرا من أنحاء العالم، ومتحدثين من قادة الشركات الدولية واقتصاديين وصناع القرار، لمناقشة عدد من الموضوعات المهمة في مجال ريادة الأعمال، وأفضل الممارسات لبناء نظام عالمي موحد لريادة الأعمال.

وانطلق المؤتمر الذي تنظمه الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت" بالتعاون مع الشبكة العالمية لريادة الأعمال GEN، في 27 مارس 2022  بالرياض، بمشاركة نخبة من صانعي السياسات والخبراء الاستراتيجيين والباحثين والرياديين والاقتصاديين من مختلف أنحاء العالم. ومن الشخصيات القيادية المحلية المتحدثة والمشاركة في المؤتمر، الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، والمهندس خالد الفالح وزير الاستثمار، والمهندس عبدالله السواحة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات.

وعلى المستوى الدولي، يستضيف المؤتمر ستيف وزنياك شريك مؤسس شركة أبل، ومارك راندلف شريك مؤسس نتفليكس، وبيتر ديامانديس المؤسس المشارك، كما سيتحدث في المؤتمر كذلك الرئيس التنفيذي لجامعة Singularity، إضافة إلى رجل الأعمال الاقتصادي كارل ج. شرام الرئيس السابق لمؤسسة إيوينج ماريون كوفمان، وجيف هوفمان رائد الأعمال ورئيس مجلس إدارة GEN، وأشيش ثاكار مؤسس مجموعة مارا قروب، والدكتورة ريبك أهواج من جامعة ستانفورد.

ومن المعلوم أن الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت" تنظم المؤتمر العالمي لريادة الأعمال GEC، بالتعاون مع الشبكة العالمية لريادة الأعمال GEN، على مدى أربعة أيام.

واختارت شبكة ريادة الأعمال العالمية الرياض لاستضافة المؤتمر، لتصدر المملكة المرتبة الأولى عالميا في مؤشري "توفر الفرص الجيدة لبدء عمل تجاري" و"سهولة البدء في عمل تجاري"، كما تصدرت المرتبة الأولى في مؤشري "استجابة رواد الأعمال للجائحة" و"استجابة حكومة المملكة للجائحة"، وذلك من بين 45 دولة، وفق مؤشرات المرصد العالمي لريادة الأعمال، حيث تحرص الشبكة على اختيار المدن التي تشهد نشاطا مكثفا في بيئة ريادة الأعمال.

ـ عن المؤتمر :

يعد المؤتمر العالمي لريادة الأعمال ..

ـ فرصة مثالية لرواد الأعمال والمهتمين بفهم أبعاد المرحلة المقبلة، واستيعاب الدروس التي قدمتها الجائحة العالمية.

ـ  التعرف على أفضل الممارسات في التعامل مع الأزمات.

ـ  المحافظة على مرونة النشاطات التجارية واستمراريتها.

ـ إضافة إلى تبادل الأفكار الخلاقة بين رواد الأعمال والمبتكرين من أنحاء العالم.


ـ ريادة الأعمال فرصة للابتكار والتنافس  :

اهمية ريادة الأعمال التنمية الاقتصادية و الدور، الذي يمكن أن تقوم به في عملية التنمية الشاملة في البلدان النامية والاقتصادات الناشئة، في مجال تحسين جودة المنتج، مع القدرة على إعادة تنظيم العملية الإنتاجية ، بما يخفض التكاليف وارتفاع الكفاءة والمرونة، مما ينتج زيادة القدرة التنافسية على المستوى الدولي.

ويرى الدكتور آر . تي توماس، أستاذ التنمية الاقتصادية في جامعة لندن أن أهمية ريادة الأعمال في التنمية الاقتصادية كشفتها  التغيرات الجذرية في المفاهيم الاقتصادية التقليدية عامة وقضايا التنمية خاصة، كما أن تغيرات الاقتصاد الدولي تنعكس أيضا على المفاهيم السائدة لريادة الأعمال .

كما ان الاقتصاد الكلاسيكي يأخذ في الحسبان عاملين فقط من عوامل الإنتاج وهما العمل ورأس المال، لكن في الاقتصاد الحديث،  الثقل النسبي لرأس المال والعمل ربما   يتراجع في مواجهة أهمية المعلومات والمعرفة الجديدة والقدرة الإبداعية وسرعة التكيف مع المتغيرات .

ويضيف "التطورات التكنولوجية في القرن الـ21 أدت لتحويل معظم استراتيجيات تكوين الثروة من استراتيجيات مادية إلى أخرى قائمة على المعرفة، بحيث يمكن القول أن التكنولوجيا والمعرفة باتا عاملان رئيسيان  في الإنتاج،   اما الشركات لها عملية الابتكار".

ـ حدوث انتعاش اقتصادي عالمي:

وفقا لتقرير مرصد ريادة الأعمال العالمي GEM، أظهر وجود مؤشرات واضحة على حدوث انتعاش اقتصادي عالمي، انعكست على المشاعر الإيجابية لريادة الأعمال بشأن إيجاد فرص جديدة وبدء عمل تجاري.واستند التقرير إلى أكثر من 150 ألف مشارك في استطلاع بما لا يقل عن ألفي مشارك من 47 دولة.

وقد خلصت النتائج إلى أنه في 15 من الاقتصادات الـ47 التي جرى فيها استطلاع الرأي :

ـ وافق أكثر من نصف الأشخاص، الذين بدأوا أو أداروا شركة جديدة على أن الوباء أدى إلى فرص عمل جديدة. بينما كان الوضع في 2020 بخلاف ذلك، إذ إن تسعة فقط من بين 46 اقتصادا كانت مواقفه إيجابية، لكن المناخ الإيجابي، الذي يحلق في الأجواء لا يتناقض مع أن معدلات ريادة الأعمال لا يزال أقل في معظم البلدان، مقارنة بما كانت عليه في فترة ما قبل الجائحة.

إلا أن هناك استثناءات في ذلك ربما يكون أبرزها السعودية وهولندا وكلاهما شاهد زيادات في نشاط ريادة الأعمال في العامين الماضيين.

ـ كما تبدو تلك الإيجابية فيما وصل إليه التقرير بوجود علاقة قوية بين نسبة رؤية الفرص الجديدة، وأولئك الذين يعدون من السهل بدء عمل تجاري، حيث احتلت الهند والسعودية والسويد المقدمة، وكان أكثر من أربعة من خمسة بالغين يرون فرصا جديدة للبدء في نشاط تجاري، ما يكشف الطبيعة التنافسية لتلك الاقتصادات.

ـ تغيرا مهما في خريطة ريادة الأعمال العالمية. فقد أدت القيود، التي سببها وباء كورونا وتحسين البنية التحتية الرقمية إلى تسريع وزيادة انتشار تبني التكنولوجيا الرقمية بين البلدان منخفضة الدخل، حيث تتوقع شركة واحدة من كل شركتين ناشئتين جديتين زيادة استخدام التقنيات الرقمية لبيع منتجاتها في الأشهر الستة المقبلة.

ـ لتبني التقنيات الرقمية  تعلق أموجين سميث، الباحثة في مجال ريادة الأعمال والابتكار قائلة "رواد الأعمال الجدد أكثر استعدادا لتبني التقنيات الرقمية، مقارنة بأصحاب الأعمال الراسخين في جميع الاقتصادات باستثناء جنوب إفريقيا وفرنسا وكوريا الجنوبية، إلا أن رجال الأعمال الراسخين لديهم قدرة مالية أكبر وأقوى من رجال الأعمال الجدد لتبني الابتكارات الجديدة وتدريب العاملين عليها".

وتضيف "الفرصة تعد سانحة لنظرية التدمير الإبداعي، وهي نظرية متجذرة في الاقتصاد، حيث تصف بشكل مكثف العملية التي يقوم من خلالها رواد الأعمال بتعطيل الأنظمة والهياكل الحالية، التي غالبا ما تكون راسخة، واستبدالها بحلول مبتكرة جديدة، عبر اكتشاف الفرص غير المستغلة، التي يستفيدون منها، التي لا تدمر النظام الاقتصادي القائم، ولكنها تضيف إليه".

وتشير إلى أن قيام رواد الأعمال في الاقتصادات الناشئة بالدور المنوط بهم يتطلب التغلب على مجموعة من العوامل البنيوية في الاقتصادات المحلية، أبرزها:

ـ الضعف التنظيمي والقيود المالية المتعلقة بالسوق المحلية.

ـ وأهمية الترتيبات غير الرسمية ودور الشبكات والعلاقات الشخصية، وجميعها عوامل تعوق من القدرات القصوى لرواد الأعمال وقدراتهم الابتكارية.

وفي ظل هذا الاهتمام الدولي بريادة الأعمال كقاطرة تجعل من القدرة الابتكارية والفرص التنافسية مدخلا للحصول على حصة أكبر في الأسواق العالمية، عبر تقديم كثير من الحلول المبتكرة للتحديات المختلفة، التي تواجه المجتمعات، ينظر إليها بعض الخبراء من منظور مختلف بصفتها وسيلة للتوسع الإقليمي ومزيدا من الشراكة الاقتصادية الإقليمية، ما يساعد على توسيع الأفق الاقتصادي لشركات الأعمال الوطنية.

ـ عملية تنموية ذات طبيعة إقليمية:

الخبير الاستثماري ديفيد كريس يرى أن الشركات الصغيرة التي يقودها رواد الأعمال يمكنها أن تقود عملية تنموية ذات طبيعة إقليمية عبر تصدير السلع والمنتجات إلى المناطق المجاورة، بما يجعلها تسهم بشكل مباشر في إنتاجية الإقليم وأرباحه، وبالطبع، فإن الزيادة في المبيعات والإيرادات والأرباح تقوي الاقتصاد وتعزز الرفاهية العامة للسكان.

ويقول بصرف النظر عن السياسة وخلافاتها، فإن الاقتصادات، التي تتاجر مع بعضها بعضا أفضل حالا، والانخراط في التجارة الإقليمية والدولية يعزز الاستثمار في النقل الإقليمي والبنية التحتية، ما يعزز الاقتصادات أيضا". لكن ربط ريادة الأعمال بالنشاط الإقليمي يطرح أيضا تساؤلات حول دور الابتكار في تعزيز هذا الاتجاه.

ـ شمولية الابتكار:

ويعلق المهندس كارل جلبرت، أستاذ الإدارة والنظم الابتكارية في جامعة أكسفورد   قائلا "يقيس التعريف المقبول على نطاق واسع الابتكار باستخدام مجموعة من المعايير بما في ذلك عدد المنتجات الجديدة، التي يتم اختراعها، والنسبة المئوية للوظائف عالية التقنية، وحجم مجموعة المواهب المتاحة لأصحاب العمل في صناعة التكنولوجيا.

 وفي الآونة الأخيرة توسع تعريفنا للابتكار ليشمل تطوير عروض الخدمات الجديدة ونماذج الأعمال وخطط التسعير والطرق إلى السوق". ويضيف "القدرة على تحويل الأفكار إلى منتجات وخدمات جديدة يحتاج إليها الناس يعد ينبوع الرخاء لأي دولة متقدمة، فالنمو الاقتصادي بشكل عام يكون مدفوعا بالتكنولوجيات الجديدة وتطبيقاتها الإبداعية".

باختصار يمكن القول إن التاريخ الاقتصادي يشير إلى أن فترات الابتكار السريع غالبا ما تكون مصحوبة بفترات من النمو الاقتصادي القوي، حيث يظل الابتكار أعظم مورد ليس لتحقيق النمو، وإنما أيضا لحل المشكلات، التي تواجهها الإنسانية.

ـ أرقام رواد الأعمال في العالم 2022:

ـ  582 مليون رائد أعمال في العالم

ـ  5.4 مليون شركة أمريكية بدأت نشاطها في 2021

 ـ 274 مليون سيدة مساهمات في شركات ريادية

ـ 72 % من الشركات التي يملكها الأمريكيون الأفارقة مربحة

ـ 67.7 % من أغنى الأفراد عصاميون.

ـ  18.7 % من الشركات في ريادة الأعمال العائلية.

 

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 12 ساعةانسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ ينذر بتحول زلزالي في السياسة المناخية21 يناير 2025 2:43 مبعد ساعات من تنصيبه.. ترامب يوقع سلسلة من الأوامر التنفيذية والتوجيهات21 يناير 2025 12:37 متعديلات وتحديثات جديدة لتعزيز وتفعيل دور صناديق التقاعد20 يناير 2025 1:05 مدافوس 2025.. التعاون من أجل العصر الذكي" في ظل عالم مجزأ وجمود اقتصادي شامل19 يناير 2025 3:12 ممفاجآت بيتكوين في 2025.. تقلبات وتغيرات العملة المشفرة تقودها لصعود غير متوقع15 يناير 2025 3:57 مفترة حكم جو بايدن على الميزان الداخلي والدولي12 يناير 2025 3:07 متمديد الأفق الزمني لمعدلات التضخم المستهدفة قرار واقعي يعكس رؤية المركزي8 يناير 2025 3:45 مبصمة "إيلون ماسك" في عهد ترامب بين الرفض والقبول الدولي6 يناير 2025 3:33 موزير المالية ولقاءات حوارية حول برنامج الطروحات الحكومية والإعفاءات الضريبية والديون وزيادة الأجور5 يناير 2025 1:15 مالحصاد السنوي حول تطورات الشراكات مع بنوك التنمية والشركاء الثنائيين خلال 2024

التعليقات