أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
15 مارس 2023 12:41 م
-
ارتفاع الدولار يؤدي إلى زيادة تكلفة النفط لحاملي العملات الأخرى

ارتفاع الدولار يؤدي إلى زيادة تكلفة النفط لحاملي العملات الأخرى

اعداد ـ فاطيمة طيبي

انخفاض أسعار النفط الخام بمقدار ثلاثة دولارات الأسبوع الاول من شهر مارس الحالي ، على الرغم من المكاسب السابقة التي تحققت وسط مخاوف من أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيتحول إلى مزيد من الزيادات الحادة في أسعار الفائدة، ما يضاعف الضغط من التوقعات الاقتصادية المعتدلة من الصين، وانتعاشا أبطأ من المتوقع في السفر الدولي في مقابل مرونة إنتاج الخام الروسي.

هذا وذكر تقرير "ريج زون" النفطي الدولي أن أسعار الخام سجلت خسارة أسبوعية مع هيمنة رياح الاقتصاد الكلي المعاكسة على السوق، حيث ينتظر المتداولون إشارات أوضح على اتجاهات الطلب الصينية. كما ارتفعت أسعار النفط الخام في ختام الأسبوع الاول من شهر مارس الحالي، بينما سجلت خسائر أسبوعية جديدة بسبب المخاوف من رفع سعر الفائدة الأمريكية، علاوة على بيانات التوظيف في الولايات المتحدة التي جاءت أقل من المتوقع.

ـ رغبة المخاطرة:

نقل تقريرعن محللين تأكيدهم أن الرغبة في المخاطرة تهيمن على السوق، حيث يتريث متداولو النفط الخام من زيادة مراكزهم بشكل كبير مع حبس الأسعار في نطاق ضيق، موضحا أن السوق اجتازت عاما مليئا بالمطبات حتى الآن، حيث تم تحريكها ذهابا وإيابا بواسطة الدوافع المتعارضة لمخاوف التباطؤ في الولايات المتحدة وانتعاش الصين.

وأبرز توقعات صادرة عن معظم البنوك الكبرى ترجح أن يرتفع الطلب في النصف الثاني من العام، حيث يلعب المسافرون الصينيون دورا رئيسا في تعزيز الطلب، حيث يبدو أن احتمالية حدوث مثل هذا الانتعاش من أكبر مستهلك للسلعة في العالم آخذة في الازدياد، كما أن المحرك الرئيس للطلب الآسيوي على النفط آخذ في الارتفاع. ولفت إلى أنه يتم تخزين ملايين من براميل الديزل الروسي مؤقتا على ناقلات النفط، حيث تتعامل البلاد مع تداعيات عقوبات الاتحاد الأوروبي وهو ما يعد أكبر تراكم في التخزين العائم لوقود الديزل من روسيا منذ بدء جمع البيانات في 2016 ولا سيما أن التراكم يشير إلى الصعوبات في استبدال مشتري الوقود الروسي من الاتحاد الأوروبي.

ونقل التقرير عن شركة "وود ماكينزي" الدولية تأكيده أنه إذا استمر التخزين العائم والكميات غير المخصصة من البراميل من روسيا في النمو فسيكون هناك انخفاض حاد في صادرات الديزل، مشيرا إلى أن الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على جميع واردات الديزل المنقولة بحرا - ومنتجات النفط الأخرى- من روسيا أدى إلى قطع البلاد عن سوق التصدير الرئيسة.

وتوقع أن يبلغ متوسط صادرات البلاد من وقود الديزل 750 ألف برميل يوميا في الربع الثاني من العام الجاري بانخفاض من 1.1 مليون في يناير، إذ إن القلق الأوسع لسوق النفط هو إذا ما كان الانخفاض في الصادرات الروسية من وقود الديزل سيعود في النهاية إلى عمليات معالجة النفط الخام في البلاد. وفي ظل خيارات تخزين الديزل المحدودة سيؤدي الانخفاض الكبير في الصادرات قريبا إلى إجبار المصافي الروسية على خفض إنتاجها، كما تشير بيانات "وود ماكينزي" إلى انخفاض بأكثر من مليون برميل يوميا في معالجة النفط الخام في البلاد من بداية الربع الثاني مقابل يناير.

من جانب آخر، ذكر تقرير وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية أن إنتاج "أوبك +" انخفض بمقدار 80 ألف برميل يوميا في فبراير الماضي، في حين زاد إنتاج النفط الروسي بشكل طفيف، وأدى الانخفاض في أنجولا والعراق وكازاخستان إلى انخفاض إجمالي الإنتاج. وأشار التقرير إلى انخفاض إنتاج النفط المجمع لمجموعة "أوبك +" في فبراير بمقدار 80 ألف برميل يوميا، حيث فشلت الزيادة الطفيفة في إنتاج روسيا الذي لا يزال مرنا في تعويض الانخفاضات في أنجولا والعراق وكازاخستان.

وأوضح أن الإنتاج المجمع لجميع أعضاء "أوبك" البالغ عددهم 13 انخفض 60 ألف برميل يوميا في فبراير مقارنة بيناير، بينما انخفض الإنتاج في المجموعة غير الأعضاء في "أوبك" بقيادة روسيا بمقدار 20 ألف برميل يوميا على أساس شهري، مشيرا إلى أن إنتاج روسيا من النفط زاد عشرة آلاف برميل يوميا إلى 9.86 مليون برميل يوميا في فبراير الماضي.

وأشار التقرير إلى أن أسعار النفط الخام سجلت أكبر انخفاض أسبوعي لها منذ يناير الماضي بعد أن أعاد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي إشعال مخاوف الركود، وسط توقعات بارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية أثار قلق أسواق النفط، ما دعم مخاوف من أن توقعات الطلب على النفط قد تكون أسوأ مما كان متوقعا مسبقا. وأضاف أنه "مع عدم وجود تأثير كبير لعوامل صعودية مقنعة تلوح في الأفق في الأسبوعين المقبلين يبدو أن الاتجاه الهبوطي يتزايد في أسواق النفط"، محذرا من تأثيرات اتجاه البيت الأبيض نحو إلغاء دعم الوقود التقليدي، حيث من المتوقع أن يقترح الرئيس الأمريكي ميزانية من شأنها إلغاء دعم النفط والغاز بقيمة عشرات المليارات من الدولارات، بما في ذلك حوافز التنقيب، لكن هناك فرصة ضئيلة لتمرير هذه الخطط من خلال الكونجرس المنقسم بالفعل.

ـ النفط يتراجع برفع أسعار الفائدة   :

وسجلت الأسهم العالمية، التي في الأغلب ما تتماشى مع أسعار النفط، أدنى مستوى لها في شهرين في العاشر من شهر مارس الحالي ، مع إحجام المستثمرين عن أسهم البنوك. كما نوه جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع بوتيرة أعلى وربما أسرع للفائدة، قائلا إن المركزي الأمريكي أخطأ في بادئ الأمر عندما ظن أن التضخم "مؤقت". ومن المقرر أن يعقد المجلس اجتماعه المقبل في الفترة من 21 إلى 22  مارس .

كما  وردت تقارير عن أن الولايات المتحدة حثت في أحاديث خاصة بعض تجار السلع الأولية على تنحية المخاوف بشأن شحن النفط الروسي، الذي فرض عليه سقف سعري، في محاولة لدعم الإمدادات، ما يشير إلى احتمال تدفق مزيد من النفط الروسي إلى السوق. ويراقب المستثمرون عن كثب تراجع الصادرات من روسيا، التي قررت خفض إنتاج النفط 500 ألف برميل يوميا في مارس.وكانت أسعار النفط قد تراجعت 1 %   إلى أدنى مستوى في أسبوعين .

ـ النمو المتباطئ يؤثر على أسعار النفط الخام:

قال إدوارد مويا، كبير محللي السوق في شركة البيانات والتحليلات أواندا "لا يزال النمو المتباطئ يلقي بثقله على أسعار النفط الخام". قال محللون نفطيون:" آفاق الطلب إيجابية للغاية مع اقتراب فصل الصيف وبدء موسم القيادة في الولايات المتحدة"، مشيرين إلى أهمية تحذير هيثم الغيص أمين عام "أوبك" من أن تباطؤ الطلب على النفط حاليا في أوروبا والولايات المتحدة يشكل مصدر قلق للسوق العالمية حتى في الوقت الذي تشهد فيه آسيا نموا هائلا.

وأبرز المختصون تأكيد "أوبك" أن ضمان أمن الطلب في المناطق التي يؤدي فيها التضخم إلى تقليص الاستهلاك أمر بالغ الأهمية مثل ضمان الإمدادات، متوقعين أن انتعاش الطلب في آسيا سيسهم في الحفاظ على توازن السوق على نطاق واسع في النصف الأول من العام الجاري.

وأكدوا أن التقلبات السعرية تستمر في التأثير في سوق النفط بشكل متواصل في ضوء دعم من انخفاض أكبر من المتوقع لمخزونات الخام الأمريكية وآمال بخصوص تعافي الطلب الصيني، ويقابل ذلك ضغوط هبوطية متمثلة في توقعات رفع مستمر في أسعار الفائدة الأمريكية، متوقعين أن تضيق السوق مع انخفاض المخزونات العالمية فيما تستمر قيود العرض في إطار تمسك تحالف "أوبك +" بالحفاظ على مستويات الإنتاج دون تغيير لبقية العام.

وأشاروا إلى أهمية تحذيرات "أوبك" بأن نقص الاستثمار في الطاقة الإنتاجية الجديدة يهدد أمن الطاقة العالمي، حيث تمتلك "أوبك" نحو 3.5 مليون برميل من الطاقة المعطلة أو نحو 4 % من إجمالي الإنتاج العالمي، لافتين إلى بيانات وكالة الطاقة الدولية التي تؤكد أن بعض أعضاء "أوبك" مثل أنجولا ونيجيريا غير قادرين على الإنتاج بما يتماشى مع حصص الإنتاج الخاصة بهم، حيث يعانون الاستثمار غير الكافي والاضطرابات التشغيلية.

ـ الدورالقيادي :

ذكروا أن تحالف "أوبك +" يلعب دورا قياديا في استقرار السوق وإدارة المعروض النفطي بشكل متوازن وبما يراعي مصلحة الصناعة وإنعاش الاستثمارات خاصة في مشاريع المنبع التي عانت ندرة في الأعوام الماضية، مبينين أن الصين شهدت انتعاشا سريعا للطلب على الوقود منذ بدء عطلة رأس السنة القمرية الجديدة في 21 يناير 2023  لتقطع خطوات واسعة نحو التعافي من فترة صعبة خلال موجة وبائية غير مسبوقة في الأعوام الماضية، لكن بعض التقارير الدولية ترى أن الطريق إلى الانتعاش الاقتصادي للصين في 2023 قد يكون غير مكتمل. وذكروا أن موسم القيادة المرتقب في صيف هذا العام سيرفع الطلب على النفط الخام من المصافي بسبب ارتفاع هوامش التكرير، ما يحد من الضغط الهبوطي على أسعار النفط الخام حتى الربع الثاني من العام الجاري لتوفير مزيد من إمدادات الوقود.

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 8 ساعاتانسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ ينذر بتحول زلزالي في السياسة المناخية21 يناير 2025 2:43 مبعد ساعات من تنصيبه.. ترامب يوقع سلسلة من الأوامر التنفيذية والتوجيهات21 يناير 2025 12:37 متعديلات وتحديثات جديدة لتعزيز وتفعيل دور صناديق التقاعد20 يناير 2025 1:05 مدافوس 2025.. التعاون من أجل العصر الذكي" في ظل عالم مجزأ وجمود اقتصادي شامل19 يناير 2025 3:12 ممفاجآت بيتكوين في 2025.. تقلبات وتغيرات العملة المشفرة تقودها لصعود غير متوقع15 يناير 2025 3:57 مفترة حكم جو بايدن على الميزان الداخلي والدولي12 يناير 2025 3:07 متمديد الأفق الزمني لمعدلات التضخم المستهدفة قرار واقعي يعكس رؤية المركزي8 يناير 2025 3:45 مبصمة "إيلون ماسك" في عهد ترامب بين الرفض والقبول الدولي6 يناير 2025 3:33 موزير المالية ولقاءات حوارية حول برنامج الطروحات الحكومية والإعفاءات الضريبية والديون وزيادة الأجور5 يناير 2025 1:15 مالحصاد السنوي حول تطورات الشراكات مع بنوك التنمية والشركاء الثنائيين خلال 2024

التعليقات