أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
7 أكتوبر 2024 2:29 م
-
مصر: زيادة إنتاج الغاز يتم بحفر آبار جديدة وتنمية الحقول القائمة

مصر: زيادة إنتاج الغاز يتم بحفر آبار جديدة وتنمية الحقول القائمة

اعداد ـ فاطيمة طيبي

مع التراجع الملحوظ في إنتاج مصر من الغاز الطبيعي إلى مستوى بين 4.8 و5 مليارات قدم مكعبة يوميا، تحولت البلاد إلى استيراد الغاز المسال مرة أخرى، لتغطية الطلب المحلي المتزايد، بعد توقفها منذ 2018 بدعم من اكتشافات جديدة للغاز وقتها يتقدمها حقل ظهر. 

هذا التراجع من إنتاج مصر من الغاز الطبيعي يصل الى ما يقارب الـ 35%  اي ما يوازي 1.8 مليار قدم مكعبة يوميا خلال العامين الماضيين 2022 ـ 2023 ، نتيجة توقف عمليات التنمية لحقول الغاز بمياه بالبحر المتوسط وباقي مناطق الامتياز الواقعة تحت مظلة الشركاء الأجانب، وفق مسؤولين وخبراء .

ـ حفر ابار جديدة :

حاليا تعمل وزارة البترول المصرية على زيادة إنتاجها من الغاز من خلال حفر آبار جديدة وتنمية الحقول القائمة، وسط النقص الطبيعي في إمدادات حقول الغاز القائمة وارتفاع الاستهلاك وهو ما ألقى بتداعياته السلبية على توفير الغاز محليا وتصديره إلى الخارج .

وقال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي خلال مؤتمر صحفي في 22 أغسطس، إن مصر تخطط لإعادة إنتاج النفط والغاز إلى مستوياته الطبيعية اعتبارا من عام 2025 بالتعاون مع شركاء أجانب. وذلك تزامنا مع إعلان وزارة البترول طرح مزايدة جديدة للبحث عن الغاز والزيت الخام في 12 قطاعا بالبحر المتوسط ودلتا النيل .

ـ تراجع بعد دخول مصر منطقة الاكتفاء الذاتي :

وعقب بدء الإنتاج المحلي من حقل ظهر في ديسمبر 2017، وهو من أكبر اكتشافات الغاز في حوض البحر المتوسط في الفترة الأخيرة، دخلت مصر منطقة الاكتفاء الذاتي بعد أن وصل إنتاج الحقل إلى نحو 3 مليارات قدم مكعب من الغاز يوميا، إذ بلغ احتياطي الغاز في الحقل نحو 30 تريليون قدم مكعب.

في ذلك التوقيت صدرت مصر أول شحنة غاز مسال إلى أوروبا بعد توقف دام 8 أعوام، ما عزز من دخل الحكومة المصرية من الموارد الدولارية. لكن عقب ذلك تراجع حجم إنتاج الغاز من عدد من حقول الإنتاج في مقدمتها "ظهر" الذي انخفض إنتاجه إلى حوالي ملياري قدم مكعب يوميا في 2023، نتيجة تشغيله عند الحد الأقصى للإنتاج لفترة طويلة، وبالتالي تناقص إنتاج مصر من الغاز من 6.6 مليار قدم مكعبة قبل عامين إلى 4.8 مليار قدم مكعبة يوميا في 2024، وفق مصدر مطلع على ملف إنتاج الغاز الطبيعي.

هذا الوضع ما  دفع الحكومة المصرية إلى تطبيق خطة أطلقت عليها اسم "تخفيف الأحمال"، والتي تقصد بها قطع الكهرباء عن مناطق مختلفة لساعات معينة لتقليص استهلاك الغاز الطبيعي بمحطات توليد الكهرباء التقليدية بالبلاد.

ـ استنزاف الحقول وتراكم المستحقات:

وعدد مسؤولون وخبراء أسباب تناقص إنتاجية غالبية الحقول المصرية، التي بدورها تسببت في حدوث عجز بالسوق واتساع الفجوة بين حجم الإنتاج والاستهلاك اليومي بمختلف القطاعات وبالتحديد لدى الكهرباء والصناعة . وقال نائب رئيس هيئة البترول الأسبق  "  مدحت يوسف، إن الشريك الأجنبي توقف عن تنمية حقول الغاز الطبيعي في مصر خلال العامين الماضيين نتيجة تراكم المستحقات المتأخرة لدى الحكومة المصرية إلى مستوى قارب الـ 5 مليارات دولار الفترة الماضية.

بحسب يوسف، فإن المستثمر الأجنبي يتولى تنمية حقول الغاز وهي عبارة عن عملية حفر آبار جديدة داخل الحقول القائمة لتعظيم الإنتاج وتعويض التناقص السنوي الطبيعي في الإنتاج، وهو الأمر الذي توقف عن تنفيذه الشركاء الأجانب في مصر ما أحدث هبوطا حادا في إنتاج الغاز "الشركاء لم يرصدوا استثمارات جديدة للتنمية وتم ربط تنمية حقول الغاز بالحصول على مستحقاتهم في وقت عانت فيه الدولة من نقص الموارد الدولارية حتى توقيع صفقة رأس الحكمة".

ويشرح مدحت يوسف، قائلا: "حقول الغاز المصرية لم تنضب لكن تم استنزافها في توقيت توقفت فيه عمليات التنمية ما أثر بشكل واضح على تراجع الإنتاج بشكل عام، إذ تعوض عمليات التنمية الاستهلاك المستمر للمكامن الغازية والبترولية بالحقول". عقب الانفراجة التي حدثت في الموارد الدولارية بمصر بتوقيع صفقة "رأس الحكمة" خصصت الحكومة المصرية نحو 1.180 مليار دولار لتدبير احتياجات السوق من الغاز المسال والمازوت لسد الفجوة بين إنتاج واستهلاك الغاز وخاصة داخل محطات الكهرباء التي عانت من شح الوقود اللازم لتشغيل المحطات. كما عززت تنمية موارد الدولة الدولارية من اتجاه الحكومة المصرية نحو سداد جزء من مستحقات الشركاء الأجانب والاتفاق على سداد باقي المستحقات خلال الأشهر القادمة لتحفيزهم على تعظيم الإنتاج، وفق نائب رئيس هيئة البترول الأسبق .

وقال وزير البترول  الأسبق أسامة كمال، إن الفترة الماضية شهدت انخفاضا ملحوظا في إنتاج مصر من النفط والغاز، وانخفض إنتاج البلاد من نحو 7 مليارات قدم مكعبة غاز يوميا إلى 5 مليارات قدم مكعبة يوميا حاليا . كما أن إنتاج مصر من البترول هبط أيضا من 650 ألف برميل يوميا إلى 520 ألف برميل يوميا حاليا، وهذا حدث نتيجة تباطؤ بعض عمليات السداد لمستحقات الشركاء الأجانب،   لأن هذا التكليف الأساسي الذي يعمل عليه وزير البترول الجديد كريم بدوي، حيث اجتمع مع الشركاء الأجانب بعد قيام مصر خلال الأشهر الأخيرة بسداد نحو 25% من المستحقات المتراكمة ما يحفز الشركاء على العودة للعمل مجددا .

ـ ارتفاع إنتاج الغاز الطبيعي والعودة من جديد لمرحلة الاكتفاء الذاتي مرهونا بالوصول إلى اكتشافات غازية جديدة :

وكشف نائب رئيس هيئة البترول الأسبق مدحت يوسف، أن عمليات تنمية الحقول تحافظ على التراجع الطبيعي السنوي في إنتاج آبار الغاز مع إضافية كميات محدودة من الغاز، أي أن معدلات الإنتاج السابقة لن يتم الوصول إليها إذا ما ظل الاعتماد مقتصرا على الحقول القائمة منذ سنوات "تنمية الحقول لن تعوض التناقص الذي حدث بشكل كامل إنما ستحافظ على المعدلات الحالية".

أضاف يوسف أن ارتفاع إنتاج الغاز الطبيعي والعودة من جديدة إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي بات مرهوناً بالوصول إلى اكتشافات غازية جديدة  مماثلة لحقل "ظهر" بالتزامن مع تنمية الحقول القائمة، وزيادة كفاءة إدارة الخزانات البترولية والغازية .

من جانبه كشف مسؤول حكومي، أن أعمال المسح السيزمي والدراسات الجيولوجية بينت أن مصر تتمتع بمكامن واعدة للغاية من الغاز الطبيعي بمنطقة شرق البحر المتوسط ، والتي تحتاج إلى طرح مجموعة من المزايدات العالمية على الشركاء الأجانب لاستئناف أعمال التنقيب والاستكشاف من جديد، ومن ثم إمكانية تعويض جانب من التناقص الذي حدث العامين الماضيين في إنتاج الغاز بالبلاد

كما أن مصر تتجه لحفر نحو 110 آبار استكشافية بجانب محاولة ربطها على تسهيلات الإنتاج الحالية لتسريع عملية الإنتاج من خلال شبكة كبيرة من الأنابيب تحت البحر سواء في البحر الأحمر أو المتوسط إلى جانب التسهيلات الكبيرة الموجودة عبر محطات الإنتاج الحالية في إدكو ورشيد وبورسعيد وخليج السويس والعين السخنة والبحر الأحمر وغيرها ما يسهل عمليات زيادة الإنتاج في الفترة المقبلة.

كما طرحت مصر من خلال الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" بطرح مزايدة عالمية جديدة لعام 2024 للبحث عن الغاز الطبيعي والزيت الخام في 12 قطاعا بالبحر المتوسط ودلتا النيل، تشمل 10 قطاعات بحرية وقطاعين بريين. وذلك في إطار جهود وزارة البترول المصرية لجذب استثمارات جديدة، وفق استراتيجيتها الرامية إلى استغلال الفرص الواعدة في مجال البحث عن الغاز والبترول، وخاصة في البحر المتوسط .

ـ الاعتماد على طرق جديدة لتنمية الحقول :

الحكومة المصرية ممثلة في وزارة البترول لديها مساعي بالتعاون مع عدد من كبريات الشركات العالمية لتعظيم مواردها من الغاز الطبيعي عبر الاعتماد على طرق جديدة لتنمية الحقول للوصول إلى المكامن النفطية والغازية القادرة على إحداث الزيادة بالإنتاج التي تسعى إليها الحكومة.

كما أن الفترة القادمة ستشهد أيضا استخدام تقنيات جديدة للحفر واستخراج النفط والغاز الطبيعي في مصر، مثل تقنيات الحفر الأفقي والتي ستعزز من إنتاجية الدولة من الحقول ، وتوفير مزيد من إمدادات الغاز الطبيعي 

كما تتولى وزارة البترول حاليا بالتنسيق مع الشركاء الأجانب للاطلاع على ما هو جديد في مجال تنمية حقول النفط والغاز الطبيعي، وكذلك توفير تكنولوجيات التنمية التي تلجأ إليها كبريات الدول المنتجة للنفط والغاز لتعظيم مواردها وتعويض التناقص الطبيعي السنوي في إنتاجية الحقول، بالإضافة إلى فتح الطبقات غير المنتجة وتقديم حلول للمشكلات المشتركة بين الشركات لزيادة الإنتاج.

ـ كشف بترولي جديد في الصحراء الغربية : في منطقة غرب فيوبس -1 بمنطقة تنمية كلابشة :

أعلنت شركة خالدة للبترول القائم بالأعمال نيابة عن شركة أباتشي الأميركية والهيئة المصرية العامة للبترول عن تحقيق كشف بترولي جديد في منطقة غرب فيوبس -1 بمنطقة تنمية كلابشة بالصحراء الغربية .

وقالت الشركة في بيان السابع والعشرين من شهر اغسطس 2024 ، إنه تم عمل الاختبار للبئر الجديدة بتثقيب 270 قدما في رمال الباليوزوي، وكان المسترجع على فتحة إنتاج 1 بوصة 7165 برميل زيت/يوم بدرجة جودة 44 درجة و23 مليون قدم مكعبة غاز مصاحب . وكانت التسجيلات الكهربائية للبئر قد أثبتت وجود شواهد بترولية بمكون الباليوزوي بإجمالي سمك صافي 462 قدما .

ـ  استيراد بين 6 و8 شحنات غاز مسال خلال سبتمبر 2024 :

وزارة البترول والثروة المعدنية، كانت على موعد من  استيراد بين 6 و8 شحنات غاز طبيعي مسال، خلال سبتمبر 2024 ، بهدف دعم استقرار السوق المحلية من الغاز اللازم لقطاعي الكهرباء والصناعة.

كما ان الشركة القابضة المصرية للغازات الطبيعية "إيجاس"  ضخت نحو 150 ألف متر مكعب من الغاز المستورد، إلى الشبكة القومية للغاز خلال الأسبوع الاول من سبتمبر 2024 .

هذا ومصر استقبلت في 30 اغسطس ، ناقلة الغاز المسال "VIVIT ARABIA LNG"   التي تحمل علم ليبيريا، ضمن 26 شحنة غاز مسال جرى التعاقد عليها للتسليم خلال يوليو وأغسطس وسبتمبر 2024 .

وأوضح أن الشحنة جرى تفريغها بالعين السخنة لبدء مرحلة التغويز، إذ تتولى  إيجاس  استلام الشحنات بميناء العين السخنة داخل محطة  هوج جالون  وفي ميناء العقبة بالأردن.

حيث وصلت إجمالي شحنات الغاز المسال التي استقبلها تسهيلات التغويز المصرية ما يزيد على 13 شحنة حتى الأسبوع الأخير من شهر أغسطس 2024 .

 فيما استقبلت الشركة القابضة للغاز  إيجاس  ناقلة غاز البترول المسال "GASCHEM WESER"  التي تحمل علم  ليبيريا  حيث وصلت السفينة إلى ميناء العين السخنة مساء الجمعة 30 كما انه  ومع نهاية فصل الصيف رسميا في 22 سبتمبر الجاري، ستنضبط الأمور وسيكون مخزون الشبكة القومية للغازات كافيا لسد حاجة السوق لفترات طويلة خلال الشتاء.

هذا ما يفسر دور شحنات الغاز المسال المستورد في دعم استقرار البلاد وتدبير احتياجات القطاعات المختلفة من الوقود اللازم لإتمام العمليات التشغيلية.

ـ  عمليات تنمية الإنتاج المحلي :

هذا و الحكومة مستمرة في ترتيب أولوياتها وتوفير احتياجات البلاد من الغاز عبر عمليات تنمية الإنتاج المحلي ومحاولة الوصول إلى اكتشافات غازية جديدة الفترة القادمة، وكذلك إبرام عقود استيراد لشحنات من الخارج .

وقال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في يونيو 2024 إن مصر تحتاج إلى استيراد ما قيمته نحو 1.18 مليار دولار من الغاز الطبيعي والمازوت لإنهاء انقطاع الكهرباء بالبلاد.

 لا يتم توفير كميات حالية من الغاز لتصديرها للخارج، إذ لاتزال الأولوية إلى السوق المحلية وليس لتصدير ، ومحطات الكهرباء ومصانع الأسمدة والبتروكيماويات تحصل على كامل اهتمام الحكومة لدعم تشغيلها بطاقتها القصوى  فوزارة البترول تعمل حاليا على تدبير مبالغ شهرية لسداد مستحقات الشركاء الأجانب؛ للحفاظ على معدلات الإنتاج، واستمرار الاستكشافات وعمليات التنمية بالحقول المصرية.

وقدمت مصر حوافز جديدة للشركات الأجنبية لزيادة إنتاج الغاز تتمثل في السماح بتصدير حصة معينة من الإنتاج الجديد، بحيث تستخدم عائداتها في سداد المستحقات المطلوبة، بالإضافة لرفع سعر حصة هذه الشركات من الإنتاج الجديد من الغاز، وفق بيان صادر عن مجلس الوزراء في 28 من اغسطس 2024 .

 

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 8 ساعاتانسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ ينذر بتحول زلزالي في السياسة المناخية21 يناير 2025 2:43 مبعد ساعات من تنصيبه.. ترامب يوقع سلسلة من الأوامر التنفيذية والتوجيهات21 يناير 2025 12:37 متعديلات وتحديثات جديدة لتعزيز وتفعيل دور صناديق التقاعد20 يناير 2025 1:05 مدافوس 2025.. التعاون من أجل العصر الذكي" في ظل عالم مجزأ وجمود اقتصادي شامل19 يناير 2025 3:12 ممفاجآت بيتكوين في 2025.. تقلبات وتغيرات العملة المشفرة تقودها لصعود غير متوقع15 يناير 2025 3:57 مفترة حكم جو بايدن على الميزان الداخلي والدولي12 يناير 2025 3:07 متمديد الأفق الزمني لمعدلات التضخم المستهدفة قرار واقعي يعكس رؤية المركزي8 يناير 2025 3:45 مبصمة "إيلون ماسك" في عهد ترامب بين الرفض والقبول الدولي6 يناير 2025 3:33 موزير المالية ولقاءات حوارية حول برنامج الطروحات الحكومية والإعفاءات الضريبية والديون وزيادة الأجور5 يناير 2025 1:15 مالحصاد السنوي حول تطورات الشراكات مع بنوك التنمية والشركاء الثنائيين خلال 2024

التعليقات