أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 28 أكتوبر 2024 10:38 ص - التعليقات إبقاء الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة مرتفعة يخنق النمو ويدفع بالاقتصاد للركود اعداد ـ فاطيمة طيبي رغم ان جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يتبنى نهجا حذرا بشكل عام في تصريحاته في مؤتمر سنوي لمحافظي البنوك المركزية.الا انه وقبل ساعة من خطابه في جاكسون هول - وايومنغ، ينتظر المستثمرون منه تقديم أي تلميحات حول عدد التخفيضات الإضافية في أسعار الفائدة التي قد تكون في طور الإعداد، باعتبار أن المجلس سيبدأ في خفض سعر الفائدة القياسي سبتمبر 2024 . ويتوقع خبراء الاقتصاد أنه سيسعى إلى تهدئة التوقعات بخفض نصف نقطة، بيد أن السؤال الكبير الذي لا يزال يتردد: كم مرة سيخفض الفيدرالي أسعار الفائدة هذا العام ..؟ ومن المرجح أن يقول باول إن بنك الاحتياطي الفيدرالي أصبح أكثر ثقة بأن التضخم يقترب من هدفه البالغ 2% بعد أكثر من عامين من وصوله إلى أعلى مستوى في أربعة عقود. كما يلاحظ خبراء الاقتصاد أن البيانات الاقتصادية القادمة، بما في ذلك تقرير الوظائف الشهري في 6 سبتمبر 2024 ، ستساعد على تحديد حجم تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية المستقبلية، سواء كانت تخفيضا نموذجيا بربع نقطة أو انخفاضا أكثر عدوانية بنصف نقطة، ومدى سرعة حدوثها. ـ تهدئة التوقعات بخفض نصف نقطة : وكتب إيان شيبردسون، كبير خبراء الاقتصاد في بانثيون ماكرو إيكونوميكس، في مذكرة بحثية: "نعتقد أنه سيسعى إلى تهدئة التوقعات بخفض نصف نقطة، والتأكيد على أن الفيدرالي يعتمد على البيانات ولا يتخذ قرارات مسبقا". ويأتي خطاب باول في الوقت الذي يتحرك فيه البنك المركزي نحو تحقيق "هبوط ناعم" مرغوب فيه بشدة، حيث تمكنت زيادات أسعار الفائدة ( 11 منها في عامي 2022 و2023 ) من كبح التضخم دون التسبب في ركود، إذ كان التضخم 2.5% فقط في يوليو وفقا للمقياس المفضل لدى الفيدرالي، بعد أن انخفض من ذروة 7.1% قبل عامين. ومن المرجح أن يكون التقدم المحرز في التضخم قد جعل عديدا من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي أكثر انفتاحا على خفض أسعار الفائدة عدة مرات هذا العام الآن بعد أن نجحت تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى حد كبير في تبريد الاقتصاد وترويض التضخم. ومع ذلك، أدى تباطؤ التوظيف وارتفاع معدل البطالة قي شهر يوليو2024 إلى زيادة المخاوف من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يرتكب خطأ في الاتجاه الآخر قريبا، من خلال إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة للغاية لفترة طويلة جدا، ما يؤدي إلى خنق النمو ودفع الاقتصاد إلى الركود. ومن المرجح أن يشير باول إلى هذا التوازن في خطابه الاخير . في يوم الواحد والعشرين من شهر اغسطس 2024 ، أظهرت محاضر أحدث اجتماع لبنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي عقد في 30 و31 يوليو، أن "الأغلبية العظمى" من صناع السياسات قالوا في ذلك الوقت إنهم من المرجح أن يدعموا خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل في منتصف سبتمبر 2024 طالما ظل التضخم منخفضا. وأظهرت المحاضر أن عديدا من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ عددهم 19 أيدوا خفض أسعار الفائدة في ذلك الاجتماع. وفي يوم 21 اغسطس ، راجعت وزارة العمل تقديراتها لنمو الوظائف خلال الـ12 شهرا التي انتهت في مارس الماضي 2024 ، وقالت إن 818 ألف وظيفة أقل أضيفت خلال ذلك العام مقارنة بما ذكرته في وقت سابق. وسيتم الانتهاء من المراجعات، التي كانت أولية، في فبراير. ـ التوظيف لم يكن قويا : وقالت الحكومة إن التوظيف خلال تلك الفترة كان لا يزال قويا، بمتوسط 174 ألف وظيفة شهريا بدلا من 242 ألف وظيفة. ومع ذلك، تظهر الأرقام أن التوظيف لم يكن قويا كما كان يعتقد سابقا. يتفق خبراء الاقتصاد على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يقترب من التغلب على التضخم المرتفع، الذي جلب صعوبات لملايين الأسر في الأعوام الثلاثة الماضية، مع تعافي الاقتصاد من الركود الناجم عن جائحة كورونا. ومع ذلك، يعتقد عدد آخر من خبراء الاقتصاد أن باول أو أي مسؤول آخر في بنك الاحتياطي الفيدرالي مستعد للإعلان عن "إنجاز المهمة". قال بعض المسؤولين إن خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة في سبتمبر سيصبح أكثر احتمالا إذا كانت هناك علامات على تباطؤ آخر في التوظيف. ـ تخفيضات الفيدرالي لن تواكب التوقعات .. ومعدل البطالة ارتفع إلى 4.3% في يوليو إلى أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2021 : بحسب شركة أبحاث الاستثمار بي سي إيه ريسيتش انه على عكس ما يعتقده كثيرون، ان الاقتصاد على عتبة الركود، ولن تكون تخفيضات أسعار الفائدة المتوقعة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي كافية لتوجيه الأسواق للخروج منه . كما قال جاري إيفانز، كبير إستراتيجيي تخصيص الأصول العالمية في بي سي إيه ريسيتش، لـ"سي إن بي سي": "يعتقد كل واحد منا الآن أن هناك ركودا، تماما عكس اعتقاد السوق". وأشار إيفانز إلى علامات تباطؤ الاقتصاد، بما في ذلك ما سماه سوق العمل الأمريكية "المتدهورة". وأفادت وزارة العمل الأمريكية بأن معدل البطالة ارتفع إلى 4.3% في يوليو إلى أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2021، فيما انخفض مؤشر نشاط التصنيع الأمريكي إلى أدنى مستوى له في 8 أشهر في نفس الشهر . ـ أشياء تنهار بسرعة كبيرة الآن" كما قال إيفانز: تشير سوق العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي إلى أن المستثمرين يتوقعون 3 تخفيضات على الأقل في أسعار الفائدة بحلول نهاية عام 2024 ، وفقا لأداة سي إم إي فيدواتش. ووفقا لإيفانز فإن "هذا لن يغير كثيرا إلى الأفضل". حيث قال: "لن تمنع بعض تخفيضات أسعار الفائدة الركود. متوسط الركود يصل لـ 10 أشهر (...) كما يستغرق الأمر مايقارب عن عام كامل قبل أن تبدأ تخفيضات الاحتياطي الفيدرالي في تحسين الاقتصاد". وأضاف: "تعتقد السوق أن سعر فائدة صناديق الاحتياطي الفيدرالي في نهاية العام المقبل سيكون 3%، بينما السعر حاليا عند 5.3%.. لن تكون النسبة المستهدفة في نهاية 2025 صحيحة، ما لم يكن هناك ركود". ـ متى يحدث الركود ؟: يشار إلى أن الركود يحدث عادة عندما يكون هناك ربعان متتاليان من الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للبلد. رغم ترقبات المتداولون ندوة السياسة الاقتصادية السنوية في جاكسون هول التي تحدث خلالها رئيس البنك جيروم باول، والتي من المفروض قد تكون قد وضحت مزيدا بشأن توقعات أسعار الفائدة. كما يشار ايضا ان الاقتصاد الأمريكي ظل قويا حتى في ظل التضخم المستمر وارتفاع أسعار الفائدة . وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة ليست في حالة ركود رسميا، إلا أن استطلاعا أجرته "أفيرم" يكشف أن نحو 3 من كل 5 أمريكيين يعتقدون أنه كذلك. ـ الأسواق تتفاعل بطريقة كلاسيكية مع خطاب جاكسون هول : تفاعلت الأسواق المالية بطريقة كلاسيكية مع تعليقات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم بأول، الحمائمية بشأن السياسة النقدية، التي وردت في خطابه في جاكسون هول 23 من اغسطس 2024 وفقا لـ"بارونز" حيث ارتفعت الأسهم بشكل حاد، بقيادة مؤشرات الشركات الصغيرة الحساسة لأسعار الفائدة. وتشهد سندات الخزانة ارتفاعا، مع أكبر انخفاض في العائد في آجال الاستحقاق أقل من خمس سنوات. وتتجه السلع الأساسية نحو الارتفاع، بما في ذلك الذهب، الذي يقترب من أعلى مستوياته، فيما ينخفض الدولار. ـ سوق الأوراق المالية : عادة ما تتبع الأسواق هذا السيناريو عندما يرى المستثمرون والمتداولون احتمالات سياسة نقدية أسهل مما توقعوا. ومن المنطقي أن يحدث هذا الآن لأن التخفيضات العميقة في أسعار الفائدة الأمريكية قصيرة الأجل، يمكن أن توفر دفعة للاقتصاد العالمي. وقد يفيد النمو الأقوى السلع الأساسية بما في ذلك النفط، في حين يميل الذهب إلى الارتفاع عندما تنخفض أسعار الفائدة. في سوق الأوراق المالية، تشمل المجموعات الرابحة قطاع أشباه الموصلات والبنوك وصناع السيارات وبناة المنازل. عادة ما تتفاعل هذه المجموعات بشكل جيد مع أسعار الفائدة والخلفية الاقتصادية الأكثر ملاءمة. ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1% في وقت متأخر من صباح يوم الجمعة 23 اغسطس ، في حين ارتفعت الأسهم الصغيرة 2.5% ، وفقا لمؤشر راسل 2000. ارتفع صندوق إنفسكو كي بي دبليو بانك المتداول في البورصة 2% وصندوق آي شير سيميكوندكتور المتداول في البورصة 1.6.% تتسبب أسعار الفائدة المنخفضة في جعل تمويل شراء السيارات أكثر يسرا. وقد ساعد هذا الاحتمال شركة جنرال موتورز التي ارتفعت أسهمها 2.5% إلى 47.63 دولار، وتسلا 3% إلى 217 دولارا. أسعار الرهن العقاري لمدة 30 عاما التي انخفضت إلى أقل من 6.5% يمكن أن تنخفض إلى مستوى قريب من 6% في الأسابيع المقبلة بسبب القوة الأخيرة في سوق سندات الخزانة. ويمكن أن يساعد ذلك في رفع مبيعات المنازل. ـ سندات الخزانة : وفي سوق سندات الخزانة، انخفضت عائدات السندات لمدة عامين، وهي الأكثر حساسية لتحولات سياسة الاحتياطي الفيدرالي، بواقع سبع نقاط أساس إلى 3.88% يوم 23 اغسطس ، بينما انخفض العائد على السندات لمدة 30 عاما نحو خمس نقاط أساس إلى 4.08%. وتراجع مؤشر الدولار نحو 0.6% بنفس التاريخ ، فاقدا بذلك أكثر من 5% عن ذروته الصيفية. إن احتمال انخفاض أسعار الفائدة الأمريكية القصيرة الأجل يجعل حيازة الدولار أقل جاذبية نسبيا مقارنة بالعملات الأخرى مثل اليورو والين. قدم باول ما كان المستثمرون يأملون في سماعه عندما قال "لقد حان الوقت لتعديل السياسة"، معربا عن ثقته في أن التضخم يتحرك نحو هدف الاحتياطي الفيدرالي 2% . لم يكن باول واضحا بشأن إلى أي مدى سيذهب الاحتياطي الفيدرالي في تخفيض أسعار الفائدة القصيرة الأجل ـ تبلغ الآن 5.25% إلى 5.50% ـ في الاجتماع المقبل لصناع السياسات في سبتمبر، لكن هذه المسألة لا تبدو قضية كبيرة. الأمر الأكثر أهمية هو التوقعات بعد اجتماع سبتمبر 2024 . تتوقع أسواق العقود الآجلة الآن أن تنخفض أسعار الفائدة القصيرة الأجل إلى مستوى قريب من 4% بحلول نهاية العام، وإلى 3.5% أو أقل بحلول منتصف العام المقبل 2025 .
|
|||||||||||||||