أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
26 يناير 2025 4:19 م
-
أسعار الشحن تتجه للتراجع بعودة الهدوء للبحر الأحمر ومع بدء وقف إطلاق النار بغزة

أسعار الشحن تتجه للتراجع بعودة الهدوء للبحر الأحمر ومع بدء وقف إطلاق النار بغزة

اعداد ـ فاطيمة طيبي

خبراء قطاع  الشحن أجمعوا على أن هذه التهدئة تمثل خطوة أولى نحو إعادة تنظيم حركة التجارة العالمية، لا سيما مع عودة الخطوط الملاحية الدولية للنظر في إعادة تشغيل مساراتها عبر المنطقة. ورغم التفاؤل الحذر، يظل التنبؤ بحركة أسعار الشحن أمرا معقدا في المرحلة الحالية، حيث تواصل التقلبات الجيوسياسية والأمنية إلقاء ظلالها على الأسواق.

اذ يشهد قطاع الملاحة والشحن البحري في منطقة البحر الأحمر تطورات لافتة على خلفية التهدئة النسبية للأوضاع الأمنية، ما يفتح الباب أمام احتمالات استعادة النشاط الملاحي تدريجيا في ظل توقف العمليات العسكرية الأخيرة في غزة وسير المفاوضات الجارية بين الأطراف المعنية.

 

وأوضح الخبراء أن استقرار الأسعار يعتمد بشكل أساسي على مدى استمرار الهدوء في البحر الأحمر وباب المندب، إلى جانب استعادة الثقة الكاملة لدى الشركات الملاحية الدولية. وتشير التوقعات الأولية إلى إمكانية حدوث انخفاض في التكاليف إذا ما استقرت الأوضاع وعادت الخطوط الملاحية إلى العمل بانتظام.

على صعيد آخر، من المتوقع أن يشهد الطلب على خدمات الشحن زيادة ملحوظة خلال الفترة المقبلة، مدفوعا بدخول استثمارات دولية جديدة إلى السوق المصرية، لا سيما في قطاعات استراتيجية مثل صناعة السيارات. ومع ذلك، يرى الخبراء أن تقدير نسبة هذه الزيادة لا يزال رهنا باستقرار الأوضاع الأمنية والسياسية، مع ترقب لنتائج المفاوضات القائمة بشأن تسوية النزاعات في المنطقة.

وفي سياق الحديث عن التجارة الدولية، تبرز قناة السويس كمحور رئيسي لاستعادة حركة الملاحة إلى سابق عهدها، حيث أكد الخبراء أن استئناف النشاط الكامل عبر القناة يعتمد على تحقيق أمان شامل لطواقم السفن وخطوط الشحن. ومع جاهزية القناة لاستقبال الخطوط الملاحية الكبرى، يتوقع أن تستعيد مكانتها كممر حيوي للتجارة العالمية بمجرد عودة الاستقرار الأمني بشكل مستدام. وفيما يتعلق بالاتجاهات المستقبلية، أشار المتخصصون إلى أن استمرار الهدوء في البحر الأحمر سيعزز عودة الشركات العالمية لاستخدام قناة السويس كممر رئيسي، مما يسهم في تحفيز حركة التجارة الدولية وزيادة إيرادات القناة على المدى المتوسط. وأكدوا أن تقديم حوافز تنافسية للشركات الملاحية سيلعب دورا محوريا في استعادة الثقة وتعزيز تنافسية القناة أمام المسارات البديلة مثل طريق رأس الرجاء الصالح.

ـ  استئناف حركة الملاحة عبر قناة السويس ينعكس على مختلف مؤشرات الاقتصاد:

أكد النائب عادل اللمعي، عضو مجلس الشيوخ ورئيس غرفة ملاحة بورسعيد، على جاهزية قناة السويس لاستئناف عملها بكامل طاقتها لاستقبال الخطوط الملاحية الكبرى، مؤكدا أن استعادة حركة التجارة الدولية عبر الممر الملاحي الحيوي ستكون تدريجية، حيث يتوقف ذلك على استقرار الأوضاع الأمنية في منطقة البحر الأحمر وباب المندب.

وأوضح اللمعي في تصريحات حديثة أن هذا التوجه يمثل نقطة تحول رئيسية في استئناف حركة الملاحة البحرية عبر القناة، التي تعد أحد الأعمدة الرئيسية لحركة التجارة الدولية، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية التي مرت بها المنطقة في الآونة الأخيرة.

أشاد بافتتاح الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل، لمكتب التمثيل الإقليمي للمنظمة البحرية الدولية (IMO) للدول العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي أُقيم بمقر الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية في محافظة الإسكندرية. وأكد أن هذه الخطوة تعكس تعزيز دور مصر الريادي في الملاحة البحرية على المستويين الإقليمي والدولي، بما يعزز مكانتها كمركز محوري لحركة الشحن العالمية، ويزيد من قدرتها على التأثير في صنع السياسات البحرية الدولية.

وأضاف أن زيارة أرسينيو دومينجيز، الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية  IMO ، والوفد المرافق له إلى مصر، تعد شهادة قوية على مكانة مصر المتميزة في مجال الملاحة البحرية، وهي تأكيد على اهتمام المنظمة الدولية بتعزيز التعاون مع مصر في إطار سعيها لدعم استدامة النقل البحري عالميا. وأشار إلى أن الزيارة تسلط الضوء على الدور الحيوي لمصر في تطوير وتحسين الأنظمة البحرية، بما يخدم حركة التجارة الدولية ويسهم في استقرار الاقتصاد العالمي.

وثمن رئيس غرفة ملاحة بورسعيد الجهود المشتركة التي تبذلها الحكومة ممثلة في الفريق كامل الوزير، والفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس وكذلك المنظمة البحرية الدولية، لضمان استئناف حركة الخطوط الملاحية الكبرى عبر قناة السويس في أقرب وقت، أن هذه الخطوات تزامنت مع استقرار الوضع الأمني في البحر الأحمر وتنفيذ اتفاق الهدنة. وأن هذه التطورات تعد مؤشرا إيجابيا على إمكانية استعادة حركة الملاحة البحرية إلى معدلاتها الطبيعية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، خصوصا مع ما شهدته القناة من تحديثات وتطويرات في بنيتها التحتية، وهو ما يضمن تحسين الخدمات الملاحية وزيادة القدرة الاستيعابية.

كما أكد اللمعي أن الدعم المستمر من المنظمة البحرية الدولية لتعزيز الإبحار في قناة السويس والطرق الملاحية القصيرة يساهم بشكل كبير في تحسين الكفاءة التشغيلية للسفن العابرة، حيث يساعد في تقليل استهلاك الوقود ويحد من الانبعاثات الكربونية الضارة، مما يساهم في الحفاظ على بيئة بحرية مستدامة. وذكر أن هذه الجهود تتماشى مع استراتيجية مصر الرامية إلى تعزيز استدامة البيئة البحرية وتطوير قطاع النقل البحري ليكون أكثر كفاءة وأمانا. وأكد أن هذه الخطوات ستساعد في تعزيز مكانة قناة السويس كممر ملاحي رئيسي عالمي، وتحقيق فوائد اقتصادية من خلال زيادة إيرادات القناة ورفع مستوى التجارة الدولية عبر الممر المائي الحيوي.

ـ قناة السويس الخيار الأفضل للتجارة الدولية مقارنة برأس الرجاء الصالح:

 قال محمد العرجاوي، رئيس لجنة الجمارك بالشعبة العامة للمستوردين، إن الاتجاه العام لأسعار الشحن لن يتضح بصورة دقيقة إلا بعد إتمام دورة كاملة لعمليات الشحن، والتي تستغرق عادة نحو 20 يوما إلى شهر كحد أقصى. وأكد أن السوق تشهد حاليا حالة من الترقب، مع توقعات بانخفاض الأسعار بنسبة تتراوح بين 15% و20%، خاصة إذا استمر الاستقرار النسبي في الأوضاع السياسية في المنطقة.

وأشار العرجاوي، في تصريحات له إلى أن استقرار الأوضاع الجيوسياسية، وخصوصا في غزة وحوض البحر الأحمر، سيساهم في استعادة قناة السويس لمكانتها كممر ملاحي رئيسي على الصعيد الدولي، مضيفا إن السفن التي اضطرت مؤخرا لاستخدام طريق رأس الرجاء الصالح بسبب التوترات ستعود للاستفادة من مزايا العبور عبر قناة السويس. وأوضح أن طريق رأس الرجاء الصالح يمثل خيارا مكلفا وبطيئا مقارنة بالممر الملاحي المصري، ما يجعل من عودة السفن للقناة أمرا حتميا لخدمة مصالح الخطوط الملاحية.

ـ الاستثمار في بنية تحتية قوية يدعم تجارة الترانزي:

وأكد العرجاوي أن مصر، من خلال استثماراتها الاستراتيجية في تطوير البنية التحتية للممر الملاحي لقناة السويس، بما في ذلك ميناء السخنة وبورسعيد شرق القناة، أصبحت تمتلك القدرة على تعزيز تجارة الخدمات والترانزيت.

وإن تجارة الترانزيت تعد من أكثر القطاعات الاقتصادية أهمية، إذ تساهم في تحقيق عوائد كبيرة دون تكاليف إنتاجية متكررة. وأشار إلى أن استغلال هذه التجارة، خاصة من خلال تحسين التسويق والترويج، سيساهم في تعزيز مكانة قناة السويس كمحور عالمي للتجارة البحرية. وأوضح رئيس لجنة الجمارك بالشعبة العامة للمستوردين أن الشركات العالمية التي تعتمد على قناة السويس ستعيد صياغة استراتيجياتها التشغيلية بما يتماشى مع التحولات الحالية في التجارة الدولية.

ولفت إلى أن هذه الشركات تمتلك إمكانات ضخمة، من حيث أساطيلها العملاقة وقدرتها على تلبية الطلب المتزايد على الخدمات اللوجستية بالتزامن مع إستقرار الأوضاع الجيوسياسية، مشددا على أن القناة ستشهد زيادة في عدد السفن العابرة، مما يساهم في خلق سوق تنافسية تسهم في خفض تكاليف الشحن البحري عالميا.

وفي سياق الحديث عن التجارة الدولية، أكد العرجاني أن الصين تُشكل نحو 35% من إجمالي حجم التجارة العالمية، مشيرا إلى أن هذه التجارة تنقسم بين المنتجات النهائية والمواد الخام. وأضاف إن تحسن الأوضاع في المنطقة سيساهم بشكل كبير في زيادة حركة التجارة الدولية عبر قناة السويس، وهو ما سيدفع نحو تحقيق نمو كبير في إيرادات القناة على المدى المتوسط.

وأكد على أن قناة السويس تمتلك مقومات فريدة تمكنها من تجاوز التحديات الحالية واستعادة معدلات النمو، متوقعا أن تشهد الإيرادات تحسنا ملحوظًا بحلول نهاية عام 2025، مع تعزيز دورها كمركز تجاري عالمي، مدعومة بالاستقرار السياسي والتعافي الاقتصادي العالمي.

ـ التنبؤ بأسعار الشحن لا يزال صعبا في ظل تقلب الأوضاع:

يرى عمر غاربو، المدير العام لشركة  "ميرسك" في مصر ولبنان، أن التوترات الأمنية في منطقة البحر الأحمر بدأت تهدأ بشكل ملحوظ ، ما أسهم في تخفيف حدة المخاوف بشأن حركة الملاحة. وأكد غاربو أن التنبؤ بحركة أسعار الشحن في المرحلة الحالية لا يزال أمرا بالغ الصعوبة، موضحا أن التقلبات الجيوسياسية والأمنية ما زالت تلقي بظلالها على الأسواق، ما يجعل من العسير تحديد اتجاهات الأسعار في المستقبل القريب.

وأشار في تصريحات حديثة  إلى أن الأسعار قد تشهد انخفاضا في حال استقرار الأوضاع الأمنية في البحر الأحمر، واستئناف الخطوط الملاحية عملها بشكل منتظم، وهو ما يعتمد على استقرار المنطقة كشرط أساسي لتحقيق استعادة طبيعية لحركة الشحن. أضاف غربو: "يظل استقرار الوضع الأمني في البحر الأحمر، وخاصة في منطقة باب المندب، هو العامل الحاسم لاستئناف حركة الشحن البحرية بشكل طبيعي، ونحن في ميرسك نراقب الوضع عن كثب" .

ـ الاستثمارات في قطاع السيارات ستنعش حركة الشحن البحري قريبا:

على صعيد آخر، توقع المدير العام لشركة ميرسك في مصر ولبنان، أن يشهد الطلب على خدمات الشحن البحري زيادة ملحوظة في الفترة القادمة، خاصة مع دخول شركات دولية جديدة في السوق المصرية لاسيما في قطاع صناعة السيارات، حيث من المرجح أن تساهم استثمارات الشركات الأجنبية التي تخطط للتوسع في مصر في تحفيز حركة الشحن. ومع ذلك، شدد على أن تقدير الزيادة في حجم الطلب يظل أمرا صعبا في ظل الظروف المتقلبة.

وفيما يتعلق بحركة الملاحة عبر قناة السويس، نوه جاربو إلى أن استئناف شركات الشحن الكبرى مرور سفنها عبر القناة بشكل كامل يتوقف على استقرار الأوضاع الأمنية في المنطقة شركة ميرسك مستعدة تماما لاستئناف عملياتها في قناة السويس، ونحن على أهبة الاستعداد للعودة إلى العمل بشكل كامل في حال استقرارالوضع الأمني وضمان سلامة أطقم السفن، مؤكدا أن الشركة تراقب عن كثب جميع التطورات الإقليمية، كما أن استقرار الوضع في البحر الأحمر وباب المندب سيكون له تأثير مباشر على تدفق السفن عبر القناة، وبالتالي على حركة التجارة العالمية، ما يفتح المجال لاستئناف العمليات التجارية بصورة أكثر انتظامًا وفاعلية.

ـ أسعار الشحن تتوقف على تطورات الأوضاع:

أكد الدكتور عمرو السمدوني سكرتير عام شعبة النقل الدولي واللوجستيات، ورئيس مجلس إدارة شركة فينيكس لخدمات الشحن، أن تحديد أسعار الشحن خلال الفترة القادمة يعتمد بشكل أساسي على تطورات تنفيذ الهدنة الراهنة، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب مراقبة دقيقة للتغيرات السياسية والاقتصادية في المنطقة، مع تحليل مستفيض للأوضاع الحالية للشركات والتوكيلات الملاحية الدولية.

وبين السمدوني في تصريحات له أن التوقيت الحاسم لإعلان الأسعار سيكون مرهونا بما ستسفر عنه الأيام المقبلة من نتائج نهائية للهدنة، حيث أن الوضع الراهن يتسم بقدر كبير من الغموض وعدم اليقين، مما يصعب على الجميع تحديد مسار الأسعار بشكل دقيق في الوقت الراهن. وأكد على أنه بمجرد التوصل إلى اتفاق نهائي يتيح للشركات العودة رسميا لاستخدام قناة السويس، ستكون الصورة أكثر وضوحا في ما يتعلق بتحديد الأسعار واتجاهات حركة الشحن.

ولفت السمدوني إلى أن قناة السويس شهدت تأثيرات بالغة جراء الأحداث الإقليمية الأخيرة، من بينها الهجمات التي شنها الحوثيون في البحر الأحمر وحرب غزة، مما دفع العديد من شركات الملاحة الدولية إلى البحث عن مسارات بديلة تتمتع بأعلى درجات الأمان، وهو ما انعكس سلبًا على حركة السفن التجارية وإيرادات القناة. ومع ذلك، يرى أن الهدنة الحالية، بالإضافة إلى الاستقرار النسبي في المنطقة، يعدان فرصة استراتيجية لاستعادة الثقة في قناة السويس وعودة حركة الملاحة فيها إلى مستواها الطبيعي.

ونوه سكرتيرعام شعبة النقل الدولي واللوجستيات، إلى أن الشركات العالمية تجري حاليا دراسات استراتيجية معمقة للعودة إلى استخدام قناة السويس كممر رئيسي، لافتا إلى أن هذه الخطوة ستؤدي بالضرورة إلى استعادة الإيرادات إلى مستوياتها التي كانت عليها قبل هذه الأزمات. ونوه أن القناة تشكل خيارا لا غنى عنه نظرا لموقعها الاستراتيجي الذي يتيح لها اختصار أوقات الرحلات وتقليل التكاليف بشكل ملحوظ مقارنة بالمسارات البديلة مثل طريق رأس الرجاء الصالح. وأوضح أن مصر حققت تقدما كبيرا في تطوير البنية التحتية لقناة السويس في السنوات الأخيرة، ما جعلها أكثر قدرة على استيعاب حركة الملاحة العالمية بكفاءة عالية.

وأضاف أن المشاريع التي تم تنفيذها لتحسين الخدمات الملاحية وتوسيع القدرات اللوجستية أصبحت تشكل ركيزة أساسية لاستعادة مكانة القناة كممر ملاحي محوري على مستوى العالم. مشيرا إلى أن جهود التطوير أسهمت في تعزيز قدرة القناة على استقبال السفن العملاقة وتحقيق انسيابية أكبر في حركة التجارة العالمية عبر الممر الملاحي، وهو ما يعد نقطة جذب رئيسية لشركات الشحن العالمية. كما دعا السمنودي إلى ضرورة تقديم حوافز تنافسية إضافية للشركات الملاحية العالمية، بما يشجعها على العودة بسرعة لاستخدام قناة السويس. وأكد أن هذا التوجه سيساهم في تحسين العائدات المالية للقناة وزيادة حصتها من حركة التجارة العالمية، مما ينعكس إيجابا على الاقتصاد المصري ككل. كما أشار إلى أن عودة الملاحة عبر القناة لن تقتصر فقط على زيادة الإيرادات القومية، بل ستؤدي إلى تدعيم مكانة مصر كمركز محوري في حركة التجارة الدولية.

واختتم السمدوني تصريحاته بالتأكيد على أن استئناف حركة الملاحة عبر قناة السويس يمثل خطوة استراتيجية حيوية في استعادة التوازن لحركة التجارة البحرية العالمية، مشيرا إلى أن هذا التطور سيعزز استقرار الاقتصاد العالمي. وأضاف إن دور قناة السويس في تسهيل التجارة بين الشرق والغرب لا يزال محوريا، وأن عودة السفن العالمية للممر الملاحي سيكون لها أثر كبير في تحقيق الاستقرار التجاري على المستوى الدولي. وأكد على أهمية تكاتف جميع الأطراف المعنية في ضمان استدامة هذا النجاح من خلال تعزيز التعاون المشترك وتحسين بيئة العمل بما يحقق مصالح جميع الأطراف المعنية.

ـ جاهزون لتلبية الطلبات اللوجستية مع عودة النشاط التجاري العالمي:

أكدت نجلاء إدوارد، رئيس مجلس إدارة شركة"إدواردو"  للخدمات البحرية، أن آفاق عودة حركة الملاحة البحرية عبر قناة السويس تبدو مبشرة، مع انحسار التوترات السياسية في منطقة البحر الأحمر واستقرار الأوضاع بعد انتهاء الحرب في غزة. وقالت إن الدولة المصرية تبذل جهودا استثنائية لإعادة قناة السويس إلى موقعها الريادي كواحدة من أهم الممرات الملاحية العالمية.

وأوضحت إدوارد أن الحركة الملاحية تأثرت بشكل كبير بسبب النزاعات في المنطقة، خاصة التوترات مع الحوثيين، مما أدى إلى تراجع أعداد السفن المارة عبر القناة. وقالت: "كانت الأزمة في البحر الأحمر تمثل عائقا كبيرا، إلا أننا نشهد الآن تحسنا تدريجيّا، حيث بدأ الاستقرار يعيد الأمل في عودة الملاحة إلى معدلاتها الطبيعية. لدينا تفاؤل كبير بأن منتصف العام الجاري سيشهد نتائج إيجابية إذا استمرت الأوضاع في الاستقرار .

وأشارت إلى أن عودة الحركة الملاحية لا تحدث بين ليلة وضحاها، بل تتم بشكل تدريجي نظرا لطبيعة العقود التي تبرم مع شركات الشحن، حيث أن العديد منها يعتمد على عقود سنوية وأخرى نصف سنوية. وأضافت: "إذا استمر الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة، فمن المتوقع أن تعود العقود نصف السنوية أولا كاختبار لاستدامة الأوضاع، على أن تتبعها العقود السنوية. وبالتالي، نحن متفائلون بأن منتصف العام سيحمل مؤشرات مبشّرة لعودة النشاط إلى سابق عهده".

وتطرقت إدوارد إلى تأثير إجازة السنة الصينية الجديدة على حركة التجارة العالمية، مشيرة إلى أنها تتسبب عادة في ركود ملحوظ لمدة شهر كامل، يمتد من منتصف يناير إلى منتصف فبراير. وخلال هذه الفترة، تنخفض حركة التجارة العالمية بنسبة تصل إلى 50%، مما يعني أن نصف حركة الشحن والتفريغ تتوقف تماما. هذا الركود يترك أثرا واضحا، خاصة أن الصين تعد شريكا رئيسيا لمعظم الشركات والمصانع في مصر، حيث تعتمد هذه الشركات بشكل كبير على الاستيراد من السوق الصينية .

وأشادت رئيس مجلس إدارة شركة "إدوارد" للخدمات البحرية، بالجهود التي تبذلها هيئة قناة السويس لتقديم خدمات جديدة وجاذبة للسفن العابرة، حيث تم تجهيز الأرصفة والأحواض شرق القناة لاستقبال السفن التي تحتاج إلى إصلاحات دورية. وعلى الرغم من انخفاض حجم السفن التي تأتي لإجراء إصلاحات، إلا أن التحديثات التي تمت في البنية التحتية تجعل من القناة مركزا متميزا لتقديم هذه الخدمات، مما يساهم في جذب شركات الشحن العالمية مثل ميرسك وDHL .

ـ مع استقرار الأوضاع مصر قادرة على جذب شركات الشحن العالمية بفضل خبرتها وكفاءتها:

أما عن الإيرادات، فقد كشفت إدوارد أن قناة السويس تعرضت لانخفاض كبير في الإيرادات وصل إلى أكثر من 60% نتيجة الأزمات الأخيرة. ورغم ذلك، أبدت تفاؤلها بقدرة القناة على تعويض هذه الخسائر خلال العام الجاري. وقالت: "إذا استمر الاستقرار الحالي، فإن الإيرادات ستعود تدريجيا إلى مستويات ما قبل الأزمة. نحن على ثقة بأن هذه الأزمات عابرة، وستتمكن القناة من تحقيق نتائج مبشرة خلال الأشهر المقبلة".

وأكدت إدوارد أن مصر تمتلك كل المقومات اللازمة لتلبية الطلب المتزايد على الخدمات اللوجستية، موضحة: "لدينا صوامع ومستودعات في جميع أنحاء البلاد قادرة على استيعاب كميات ضخمة من الشحنات. مصر لديها خبرة عميقة وكفاءة عالية في إدارة سلاسل الإمداد، ونحن مستعدون لأي طلب مهما كان حجمه" . وفيما يتعلق بتكاليف الشحن، لفتت إلى أن أسعار الشحن العالمية شهدت ارتفاعا كبيرا خلال العام الماضي، متأثرة بالتوترات الجيوسياسية والحروب التي أدت إلى اضطرابات كبيرة في حركة التجارة الدولية. كما الحال عندما تصاعدت تكاليف الشحن بشكل استثنائي خلال فترة جائحة كورونا، حيث لعب تفشي الفيروس في الصين دورا محوريا في تعطيل المصانع وإيقاف الإنتاج، مما أضعف سلاسل الإمداد العالمية وأدى إلى نقص حاد في البضائع المتداولة،

ـ ارتفاع تكاليف الشحن يثقل كاهل المستهلكين .. وآمال بخفضها:

ارتفاع تكاليف الشحن يؤدي إلى زيادة تكلفة المنتجات النهائية على المستهلكين. ولذلك، نأمل أن يؤدي الاستقرار الحالي إلى خفض تكاليف الشحن تدريجيا، مما ينعكس إيجابيا على الأسواق العالمية والمحلية.

وتوقعت إدوارد أن يشهد العالم فترة من الاستقرار السياسي والاقتصادي تحت قيادة ترامب، واصفة إياه بأنه رجل اقتصادي يسعى لتحقيق النمو بدلا من إشعال الحروب.والاستقرار العالمي مفتاح التعافي الاقتصادي، ونحن على ثقة بأن التعاون الدولي يمكن أن يساهم في عودة النشاط الملاحي والتجاري إلى مستويات غير مسبوقة.

 

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
22 يناير 2025 3:29 مانسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ ينذر بتحول زلزالي في السياسة المناخية21 يناير 2025 2:43 مبعد ساعات من تنصيبه.. ترامب يوقع سلسلة من الأوامر التنفيذية والتوجيهات21 يناير 2025 12:37 متعديلات وتحديثات جديدة لتعزيز وتفعيل دور صناديق التقاعد20 يناير 2025 1:05 مدافوس 2025.. التعاون من أجل العصر الذكي" في ظل عالم مجزأ وجمود اقتصادي شامل19 يناير 2025 3:12 ممفاجآت بيتكوين في 2025.. تقلبات وتغيرات العملة المشفرة تقودها لصعود غير متوقع15 يناير 2025 3:57 مفترة حكم جو بايدن على الميزان الداخلي والدولي12 يناير 2025 3:07 متمديد الأفق الزمني لمعدلات التضخم المستهدفة قرار واقعي يعكس رؤية المركزي8 يناير 2025 3:45 مبصمة "إيلون ماسك" في عهد ترامب بين الرفض والقبول الدولي6 يناير 2025 3:33 موزير المالية ولقاءات حوارية حول برنامج الطروحات الحكومية والإعفاءات الضريبية والديون وزيادة الأجور5 يناير 2025 1:15 مالحصاد السنوي حول تطورات الشراكات مع بنوك التنمية والشركاء الثنائيين خلال 2024

التعليقات