أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 31 أغسطس 2025 4:08 م - التعليقات تحول طاقي .. السعودية مركز عالمي لإنتاج الليثيوم"الذهب الأبيض" بحلول 2027
اعداد ـ فاطيمة طيبي يعد الليثيوم عنصرا أساسيا في صناعة بطاريات المركبات الكهربائية، وأنظمة تخزين الطاقة المتجددة، ومنها طاقة الرياح والطاقة الشمسية. وتسابق المملكة العربية السعودية الزمن لإنتاج الليثيوم "الذهب الأبيض"، وتطوير تقنيات جديدة لاستخراجه، وتستهدف أن تصبح لاعبا رئيسيا في السوق العالمي لليثيوم بحلول عام 2027، وخططها الطموحة لتوطين صناعة السيارات الكهربائية، وتوطين تقنيات الطاقة المتجددة، بما يعزز التنوع الاقتصادي للمملكة، وفقا لرؤية 2030. وركزت الزيارة الرسمية الحالية لوزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف إلى الولايات المتحدة الأمريكية، على تطوير الشراكات الاستراتيجية في مجال نقل أحدث التقنيات المستخدمة في استخراج ومعالجة المعادن، والتقى عددا من كبار منتجي الليثيوم، ورواد تقنياته، وناقش معهم الفرص المتبادلة في المعادن الحرجة الضرورية في تحول الطاقة، وإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، وتمكين التحول الصناعي في المملكة. وتضمنت اجتماعاته بعدة مسؤولين حكوميين وقادة لشركات تعدينية بارزة في إنتاج الليثيوم، ومنها اجتماعه بوزير الطاقة الأمريكي كريس رايت، الذي يعد اللقاء الأول منذ توقيع مذكرة التعاون بين الطرفين حول المعادن الحرجة في مايو الماضي 2025 ، واجتماعه بالرئيس التنفيذي لشركة Lilac Solutions، الرائدة في تقنيات الاستخلاص المتقدم لليثيوم، إضافة إلى اجتماع مع الرئيس التنفيذي لشركة Albemarle Corporation، أكبر منتج لليثيوم في العالم. وتناولت مباحثات الوزير الخريف مع شركة Lilac Solutions، التقنيات الحديثة لاستخراج الليثيوم، وركز اجتماعه مع شركة Albemarle Corporation، على تطوير عمليات تحويل الليثيوم إلى هيدروكسيد الليثيوم المستخدم في صناعة البطاريات، ونقل أحدث تقنيات استخراج الليثيوم. ـ الوصول بانتاج 300 الف مركبة كهربائية : ويعد الليثيوم عنصرا رئيسيا لتحقيق هدف المملكة بإنتاج (300) ألف مركبة كهربائية سنويا بحلول عام 2030، وفي عام 2024، حققت المملكة إنجازا بارزا من خلال استخلاص الليثيوم من الرجيع الملحي في حقول النفط، وهو مصدر جديد ومستدام، وكشفت أبحاث جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) عن طرق مبتكرة لاستخلاص الليثيوم من مياه البحر، وهو ما يعزز القدرة على تلبية احتياجات قطاع المركبات الكهربائية المتنامي. ومن المتوقع أن يتضاعف الطلب العالمي على بطاريات "الليثيوم- أيون" بنحو خمسة أضعاف، ليصل إلى قدرة إنتاجية تبلغ (5500) جيجاواط/ساعة بحلول عام 2030، مدفوعا بالنمو السريع في صناعة المركبات الكهربائية وحلول تخزين الطاقة. وفي هذا السياق، تشارك الولايات المتحدة الأمريكية التي تمتلك جزءا مهما من احتياطيات الليثيوم في العالم؛ المملكة رؤيتها لبناء سلاسل إمداد آمنة ومستدامة لهذا القطاع الحيوي، ففي عام 2023، اختارت شركة Lucid Group المملكة موقعا لأول مصنع لها خارج الولايات المتحدة، لتصنيع السيارات الكهربائية. وإلى جانب ذلك، أبرمت شركة معادن السعودية اتفاقيات مع شركة MP Materials الأمريكية لتطوير سلسلة توريد العناصر الأرضية النادرة، واستثمرت المملكة في شركات أمريكية مبتكرة لدعم تطوير تقنيات الليثيوم؛ وضخت "إنرجي كابيتال جروب" السعودية استثمارات في شركة Pure Lithium ببوسطن، المتخصصة في بطاريات الليثيوم المعدني التي تقلل من زمن تصنيع البطاريات. ووقعت منصة Burkhan World Investments ، وهي منصة استثمارية مقرها الولايات المتحدة، اتفاقيات بقيمة (15) مليار دولار مع شركاء سعوديين هذا العام 2025 ، تضمنت مبادرة بـ (9) مليارات دولار تركز على مشاريع التعدين والمعادن الحرجة، خاصة الليثيوم والكوبالت والعناصر الأرضية النادرة. وعلى أرض الواقع، أنشأت المملكة منظومة متقدمة من المدن والمجمعات الصناعية المتخصصة، من أبرزها مجمع "أيرو بارك الأولى" للطيران في جدة، ومجمع الملك سلمان لصناعة السيارات، وتتكامل هذه البنية التحتية لتجعل الليثيوم وغيره من المعادن الحرجة -مثل الألومنيوم والتيتانيوم والنيكل- ركيزة أساسية في مسيرة المملكة نحو التحول للطاقة النظيفة وتعزيز الصناعات عالية التقنية. ـ خارطة طريق : وترسم الاستراتيجية الشاملة للتعدين في المملكة، خارطة طريق لتحويل القطاع ليصبح من الركائز الأساسية للتنويع الاقتصادي، مستهدفة رفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى (64) مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، وبما تملكه المملكة من ثروة معدنية تقدر بنحو (2.5) تريليون دولار، فإنها تسعى لترسيخ مكانتها بصفتها موردا عالميا للمعادن الحرجة، مع تطوير الصناعات التحويلية المرتبطة بها، مثل السيارات الكهربائية، وقطاع الطيران، والتقنيات المتقدمة. وبما تملكه من ثروات معدنية ضخمة، وابتكارات تقنية، وشراكات دولية متنامية؛ تقدم المملكة نموذجا عالميا لكيفية تحويل الموارد الطبيعية والمعادن الحيوية ومنها الليثيوم، إلى محرك رئيسي للنمو الصناعي، معزز للطاقة المستدامة. ـ أرامكو تستثمر في الليثيوم.. خطوة نحو تنويع الاقتصاد وتحقيق الاستدامة : تعمل "أرامكو" السعودية على تعزيز استثماراتها في قطاع إنتاج الليثيوم، المعدن الأساسي في بطاريات السيارات الكهربائية، بهدف بناء سلسلة توريد متكاملة ومستدامة. ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن أرامكو السعودية تعتزم الإعلان عن تعزيز استثماراتها في تطوير الليثيوم، وذلك كجزء من استراتيجيتها للتنويع بعيدا عن النفط وتعزيز دورها في قطاع التعدين. أعلن وزير الصناعة والموارد المعدنية بندر الخريف لصحيفة فايننشال تايمز أن المملكة تستهدف إقامة منشآت لمعالجة الليثيوم تجاريًا في غضون 3-5 سنوات، مع خطط لتصدير المعدن المكرر. وأشار وزير الصناعة والموارد المعدنية بندر الخريف إلى أن السعودية تتمتع بالظروف المثالية لمعالجة الليثيوم، مستندةً إلى قدرة الطاقة التنافسية، والبنية التحتية المتقدمة للمدن الصناعية والموانئ.
ـ السعودية.. قوة مالية وخبر كيميائية : ترغب السعودية في استغلال قوتها المالية وخبرتها الكيميائية لتحقيق وجود قوي في سوق الليثيوم، رغم التحديات الناتجة عن الفائض الصيني والتراجع الحاد في الأسعار، الذي يصعب على المجموعات الغربية المنافسة. تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يزداد الطلب العالمي على الليثيوم سبع مرات بحلول عام 2040، مدفوعا بالطلب المتزايد على السيارات الكهربائية، وفقًا لسيناريو الصفر الصافي. تستثمر المملكة العربية السعودية في مشروع مركز لتصنيع السيارات الكهربائية في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، الواقعة على ساحل البحر الأحمر. ـ خطة لوسيد في المملكة : أطلقت شركة لوسيد موتورز، الشركة الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية التي يمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي حصة الأغلبية فيها، إنتاجها المحلي في المملكة العربية السعودية في عام 2023. يخطط صندوق الاستثمارات العامة لإنشاء علامته التجارية الخاصة بالسيارات الكهربائية، ووقع اتفاقية تعاون مع شركة هيونداي لبناء مصنع لإنتاج السيارات الكهربائية في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية. تستهدف المملكة العربية السعودية توسيع قطاع التعدين والمعادن، كجزء من رؤية التحول الاقتصادي الشامل، بهدف خفض الاعتماد على عائدات النفط وتنويع مصادر الاقتصاد. ـ خطوة مهمة: أعلنت أرامكو السعودية وشركة يهيتك وشركة معادن، الشهر الماضي، عن نجاح أول عملية استخراج للليثيوم من المياه المالحة في حقول النفط، في خطوة تفتح آفاقا جديدة لاستغلال هذا المعدن الاستراتيجي. يتميز الليثيوم بتواجده الواسع في القشرة الأرضية، بالإضافة إلى وجوده في المحاليل الملحية المرتبطة بإنتاج النفط. توجد منشأتان لمعالجة الليثيوم قيد التخطيط في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك مشروع لشركة الليثيوم الأوروبية وبمجموعة العبيكان للاستثمار لإنشاء منشأة لمعالجة هيدروكسيد الليثيوم، باستخدام الصخور المستخرجة من النمسا. ـ منشأة ينبع : تعمل شركة EV Metals بالتعاون مع شركة RCF للاستثمارات الخاصة، على إنشاء منشأة لإنتاج الليثيوم في مدينة ينبع الصناعية، في مشروع يستهدف تعزيز السلسلة الإمدادية المحلية. تعمل شركات الطاقة الكبرى مثل إكسون موبيل وأوكسيدنتال على تطوير مشاريع الليثيوم، بينما استحوذت شركة إكوينور النرويجية على 45% من مشروعين لليثيوم في الولايات المتحدة. تتمتع شركات الطاقة بتجربة فريدة في تطوير إنتاج الليثيوم من المياه المالحة، حيث تطبق مهاراتها الأساسية في ضخ السوائل، المعالجة، وإعادة الحقن تحت الأرض، مما يجعلها شريكا مثاليا في هذا المجال. تحتوي بعض المحاليل الملحية المصاحبة لإنتاج النفط والغاز في الحقول النفطية على تركيزات عالية من الليثيوم بشكل طبيعي. تقنيات استخراج الليثيوم المباشر (DLE) من المحاليل الملحية، ما تزال في مراحلها الأولى وتحتاج إلى مزيد من التطوير لإثبات جدواها. ـ أكبر الدول المنتجة لبطاريات الليثيوم: تعد بطاريات الليثيوم أيون ضرورة للاقتصاد النظيف نظرا لكثافة الطاقة العالية والكفاءة التي تتمتع بها واعتماد العديد من الصناعات عليها. إذ تعتبر هذه البطاريات المشغل الرئيسي لمعظم الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية المحمولة، مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وتستخدم في أغلب المركبات الكهربائية اليوم. وتكشف بيانات من شركة Benchmark Mineral Intelligence، تضم تنبؤات بالدول التي ستهيمن على إنتاج بطاريات الليثيوم آيون مع نهاية العقد الجاري. القائمة تضم حجم الإنتاج المتوقع لهذه الدول بحلول عام 2030، حسب السعة الإجمالية قياسا بجيجاواط/ساعة، من البطاريات التي ستنتجها كل دولة، وينقلها فيجوال كابيتالست. ـ الصين و الولايات المتحدة الأمريكية : توقع التقرير أن تكون الصين في صدارة الدول المنتجة لبطاريات الليثيوم آيون بنهاية العقد الجاري، بحجم إنتاج من البطاريات بسعة 6.268.3 جيجاواط/ساعة. وأبرز الشركات المصنعة حاليا لهذا النوع من البطاريات في الصين، تشمل كلا من شركة CATL، وشركة BYD وشركة CALB. في المركز الثاني.. تأتي الولايات المتحدة الأمريكية ضمن الدول الأضخم في إنتاج بطاريات الليثيوم آيون بحلول 2030، بحجم إنتاج محتمل من البطاريات بسعة 1.260.6 جيجاواط/ساعة. وأبرز الشركات المصنعة حاليا لهذا النوع من البطاريات في أمريكا، تشمل كلا من شركة Tesla، وشركة LGES وشركة SK On. ـ ألمانيا والمجر : في المركز الثالث، تأتي ألمانيا ضمن الدول الأضخم في إنتاج بطاريات الليثيوم آيون بحلول 2030، بحجم إنتاج محتمل من البطاريات بسعة 261.8 جيجاواط/ساعة. وأبرز الشركات المصنعة حاليا لهذا النوع من البطاريات في ألمانيا، تشمل كلا من شركة Tesla، وشركة Northvolt وشركة فولكسفاجن. في المركز الرابع... تأتي المجر ضمن الدول الأضخم في إنتاج بطاريات الليثيوم آيون بحلول 2030، بحجم إنتاج محتمل من البطاريات بسعة 210.1 غيغاواط/ساعة. وأبرز الشركات المصنعة حاليا لهذا النوع من البطاريات في المجر، تشمل كلا من شركة CATL، وشركة SK On وشركة Samsung . ـ كندا و فرنسا : في المركز الخامس، تأتي كندا ضمن الدول الأضخم في إنتاج بطاريات الليثيوم آيون بحلول 2030، بحجم إنتاج محتمل من البطاريات بسعة 203.8 جيجاواط/ساعة. وأبرز الشركات المصنعة حاليا لهذا النوع من البطاريات في كندا، تشمل كل من شركة Northvolt، وشركة LGES وشركة فولكسفاجن. اما المركز السادس .. تأتي فرنسا ضمن الدول الأضخم في إنتاج بطاريات الليثيوم آيون بحلول 2030، بحجم إنتاج محتمل من البطاريات بسعة 162.0 جيجاواط/ساعة. وأبرز الشركات المصنعة حاليا لهذا النوع من البطاريات في فرنسا، تشمل كلا من شركة Verkor ، وشركة Prologium وشركة ACC. ـ كوريا الجنوبية و المملكة المتحدة : في المركز السابع، تأتي كوريا الجنوبية ضمن الدول الأضخم في إنتاج بطاريات الليثيوم آيون بحلول 2030، بحجم إنتاج محتمل من البطاريات بسعة 94.5 جيجاواط/ساعة. وأبرز الشركات المصنعة حاليا لهذا النوع من البطاريات في كوريا الجنوبية، تشمل كل من شركة Samsung، وشركة LGES وشركة SK On . في الترتيب الثامن ... تأتي المملكة المتحدة ضمن الدول الأضخم في إنتاج بطاريات الليثيوم آيون بحلول 2030، بحجم إنتاج محتمل من البطاريات بسعة 66.9 جيجاواط/ساعة. وأبرز الشركات المصنعة حاليا لهذا النوع من البطاريات في المملكة المتحدة، تشمل كل من شركة Envision، وشركة Tata .
|
||||||||||