أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 21 يوليو 2019 1:51 م - التعليقات ويتكرر سيناريو ازمة "أوبر" و"كريم" في العالم العربي إعداد : فاطيمة طيبي شهدت شركات سوق النقل التشاركي خلال الفترة الماضية المنافسة على تطبيقات النقل الذكية في مصر، الا ان تطبيقات "أوبر" و "كريم" لا تزال تسيطر على السوق. "أوبر" و"كريم" قد توصلتا في شهر مارس الماضي إلى اتفاق تستحوذ بموجبه شركة "أوبر" على نظيرتها "كريم"، في صفقة قيمتها 3.1 مليار دولار أميركي تتكون من 1.7 مليار دولار من سندات القرض القابلة للتحويل و1.4 مليار دولار نقدا. وتبقى عملية الاستحواذ خاضعة لموافقات الجهات التنظيمية ذات الصلة. ومن المتوقع إتمام الصفقة خلال الربع الأول من عام 2020. وهدد الجهاز شركتي أوبر وكريم بتغريم كل منهما 500 مليون جنيه العام الماضي، إذا اتخذا أي قرار بشأن الاندماج دون الرجوع إليه وإخطاره.هذا ونجد في الوقت نفسه ولمنع الاحتكار و لتأكيد دور الجهاز وحرصه على حماية السوق المصري من أية أضرار بالمنافسة، قرر الاتي: ـ توافر بيئة تنافسية صالحة لجميع الشركات. ـ الحفاظ على فرص وعناصر الجذب الاستثمارية للمستثمرين الحاليين. ـ التشجع على الابتكار داخل مصر. من جهة ثانية تظهر منافسة شديدة خلال الفترة المقبلة خاصة مع إعلان "دابسي" إطلاق تطبيق جديد مع بداية اغسطس ، وسط توقعات بأن تحقق هذه السوق نمواً كبيراً خلال العام الحالي خاصة مع التراجع في استخدام وسائل النقل والمواصلات العامة. ـ من الشركات المنافسة التي ظهرت الى الوجود ... شركة "واصل" للنقل الذكي التشاركي التي أعلنت عن تدشين 15 خطا جديدا لنقل الركاب بين القاهرة وعدة محافظات، ليرتفع بذلك إجمالي عدد خطوط الشركة إلى 43 خطا، وفقا لتصريحات أحمد الراوي المؤسس ومدير العمليات بالشركة. وتتضمن المناطق الجديدة التي أضافها التطبيق محافظات المنيا وبني سويف وأسيوط والفيوم والغردقة والإسكندرية وسوهاج والعين السخنة والساحل الشمالي والجونة وبورسعيد. فيما نجحت شركة "سويفل" الناشئة المصرية للنقل الجماعي الذكي، أواخر الشهر الماضي في جمع تمويل بقيمة 42 مليون دولار من عدة شركات رأس مال مخاطر، وذلك في جولة تمويلية ثانية. ومن شأن هذه التوسعات من قبل شركات النقل الذكي أن تمحو مخاوف جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، حيال صفقة استحواذ أوبر على كريم. وقال رئيس الموارد البشرية في شركة "دابسي"، العميد محمد سمير، إن تطبيق "دابسي" وهو تطبيق جديد لخدمات النقل الذكية في مصر، سيتم إطلاقه في أغسطس المقبل. وحتى الآن، فإنه ليس من الواضح ما إذا كانت الشركة الجديدة "دابسي" ستطلق خدمات النقل الجماعي في مصر أم لا، لكن حسابات الشركة في وسائل التواصل الاجتماعي تظهرالحافلات والدراجات والقوارب وحتى الطائرات المروحية. هذا ونجد ان الكوميسا تحقق في صفقة أوبر وكريم .. و جهاز حماية "المنافسة" بمد فترة الفحص 60 يوما عمل إضافية قابلة للتجديد، وذلك لاستكمال الفحص الفني للآثارالاقتصادية التي قد تنتج عن تلك الاتفاقية، ودراسة ردود الشركات على تقرير الجهاز الوارد به دراسة السوق والآثار المحتملة لعملية الاستحواذ. هذا ما جاء به ، بيان والذي قدم في الحادي عشر من شهر يوليو الحالي هذا و ذكرأنه أخطر الشركتين المعنيتين رسميًا بذلك القرار، وأن الشركتين التزمتا بالإبقاء على وضعهما الحالي ككيانين منفصلين يمارسان أنشطتهم بشكل منفصل وعدم إتمام عملية الاستحواذ، وذلك لحين صدور قرار الجهاز، طبقًا لنصوص القانون واللائحة التنفيذية. كما أعلن الجهاز عن قيامه بالتعاون مع أجهزة المنافسة في الدول النظيرة، بدراسة آثار عملية الاستحواذ على أسواقها بما في ذلك مفوضية المنافسة لمنظمة الكوميسا ، وايضا تقديم الدعم الفني اللازم لدراسة تلك الأسواق والاقتصاد الرقمي .وفي هذا الصدد، فقد بدأت مفوضية المنافسة في الكوميسا إجراءاتها في فحص عملية الاستحواذ بالتعاون مع الجهاز وقال الجهاز إنه ارتأى ضرورة مد فترة الفحص وذلك لأهمية أسواق نقل الركاب عن طريق التطبيقات الإلكترونية للاقتصاد المصري ولحرية تدفق الاستثمارات التي من الممكن أن تتأثر نتيجة إتمام عملية الاستحواذ، وذلك فإنه من المحتمل أن يخلق الاستحواذ عوائق لدخول السوق التي تضعف وتقلل فرص الاستثمار في هذا القطاع الهام. هذا بالإضافة إلى الآثار الاقتصادية وتقييد المنافسة في الأسواق المرتبطة لهذا السوق. فالفحص الفني من قِبَل الجهاز من الممكن أن ينتهي إلي أحد هذه القرارات: 1 - رفض اتفاقية الاستحواذ وبالتالي عدم نفاذ آثاره وفقًا لأحكام المادة 20 من قانون حماية المنافسة. 2- منح موافقة مشروطة على اتفاق الاستحواذ تجدد كل سنتين وفقًا للمادة 17 من اللائحة التنفيذية. 3 - منح موافقة غير مشروطة على اتفاق الاستحواذ تجدد كل سنتين وفقًا للمادة 17 من اللائحة التنفيذية. ـ منافسة أوبر غير العادلة تخنق سائقي التاكسي في نيويورك: حيث يعمل هؤلاء نحو 60 ساعة أسبوعيًا، ورغم هذا النشاط الا ان أقساط القروض، اثقلتهم و أصبحوا لا يحصلون حتى على الحد الأدنى للأجور، بسبب إنفاق الدخل على تكاليف التمويل والإيداع والدفع الممل والمبكر، في ظل المنافسة غير العادلة مع شركة "اوبر" التي دخلت إلى الخدمة في 2011، فانخفضت أرباح سيارة الأجرة ولم تسعفهم كل محاولات المواجهة أو حتى طلب التوقف المؤقت عن السداد، خاصة أن البنوك استثمرت في الأزمة وأمعنت في ابتزازهم سواء بعرض ممتلكاتهم أم ممتلكات أقاربهم للبيع بعد التعثر عن السداد أو فرض رسوم إضافية وإجبارهم على شراء أنظمة حماية للتأمين على الحياة دون أن يكون لهم رغبة أو حاجة فيها. ومنذ دخول شركة "أوبر" السوق، وهي تستحوذ على حصة كبيرة بعدما أصبحت التجربة الأفضل للعملاء بعكس متاعب سيارات الأجرة، وضعت مدينة نيويورك بعض اللوائح في الآونة الأخيرة، للحد من التأثير الذي أحدثته الشركة على شوارع المدينة وصناعة سيارات الأجرة الصفراء، فجمدت عدد من السيارات المؤجرة للشركة العملاقة وفرضت عددًا من الرسوم الإضافية ، بجانب تطبيق قانون الحد الأدنى للأجور بالنسبة للسائقين المعتمدين على التطبيق . وتحاول السلطات مؤخرًا، الضغط قدر المستطاع للمساهمة في وقف الانخفاض المتزايد بعدد الراغبين في الاستثمار بسيارة الأجرة الصفراء، في ظل استعداد "أوبر" لطرح عروض لاستقطاب عملاء جدد رغم التضييق عليها، ما دفع تحالف عمال سيارات الأجرة في نيويورك لتنظيم إضراب شامل، من أجل إجبار السلطات على التدخل بشكل أكثر جدية لتحسين بيئة العمل وحماية السائقين وتأمين دخلهم، بغض النظر عن الأزمة التي تفرض نفسها على الأحداث، بجانب أزمة القروض و انخفاض مهارات السائقين المحترفين في مدينة نيويورك وخاصة المهاجرين. وينتمي نحو 91% من السائقين المحترفين في المدينة إلى أفقر بلدان العالم مثل جمهورية الدومينيكان وبنغلاديش، ونصف السائقين من هذه البلدان لا يعتمدون على التطبيقات الحديثة في أعمالهم، التي أصبحت تقليديًا أكثر شرائح السوق ربحًا، في ظل زواج التكنولوجيا الجديدة من عولمة سوق العمل، الذي أصبح معروفًا بتدني الأجور في مدينة نيويورك، وجميعها ظروف تقود إلى خدمات أفضل للمستهلكين، وهو بالأساس قصة نجاح السوق الحرة الكلاسيكية منذ تطور الرأسمالية التي تقتات على نمو الجانب المظلم من القصة بشكل واضح أمام أعين الجميع . ـ كيف أثرت "أوبر" و"كريم" في الاقتصاد العربي حتى الآن.. ؟ في أساسيات طرق تشغيل الخدمة؛ لا تختلف «أوبر» كثيرًا عن «ليفت»؛ فكل واحدة لها تطبيق يمكن استخدامه من خلال أي نظام تشغيل موجود بكل أنواع الهواتف الذكية على اختلافاتها، وهذا التطبيق يسمح للمستخدم بالعثور على أقرب سيارة أجرة بالقرب منه. الأمر الذي يعد نقطة في صالح المستخدم؛ أن المنافسة على الأسعار محتدمة بين الشركتين؛ فكلما خفضت واحدة أسعارها أو قدمت عروضًا مميزة، تواكبها الأخرى في اليوم التالي بنفس العروض، فيما عدا الاختلافات الطفيفة في الأسعار والتي تُحدد وفقًا لكل بلد تُطلب فيها الخدمة، بينما لم تتنازل شركة منهما عن أوقات الذروة والتي تزيد فيها الأسعار نسبيًا نظرًا لقلة السيارات المتاحة في تلك الأوقات. ولكن ما تتميز به "أوبر" عن "ليفت"، والذي يضعها الآن مقدمًا في السباق، هو تواجدها العالمي وتغطيتها مساحة جغرافية أكبر من "ليفت"؛ فـ"ليفت" أُطلقت في العام 2012، أي بعد عامين من تأسيس "أوبر"، وهي تعمل فيما يزيد عن 300 مدينة أمريكية منها نيويورك ولوس أنجلوس، ولكنها أيضًا تعمل بنجاح وتشق طريق انتشارها بسهولة، فهي توفر أكثر من مليون رحلة في اليوم الواحد وقد بلغت قيمة الشركة ما يزيد عن 15 مليار دولار أمريكي اعتبارًا من العام 2018، وقد خطت خطواتها الأولى في التوسع بنهاية العام 2017 حينما أطلقت خدمتها في كندا، ووفقًا للإحصاءات فإن شركة «ليفت» هي الشركة الثانية والتي تتمتع بحصة سوقية تصل إلى 28% في الولايات المتحدة. ـ اسعار اقتصادية وخدمات للسيارات : ومما تختلف فيه "ليفت" عن "أوبر"؛ أنها بالإضافة إلى تقديم الأسعار الاقتصادية والتي تناسب جميع الفئات؛ فهي تقدم أيضًا خدمات سيارات أجرة فارهة وباهظة الثمن، وخدمات «ليفت» تتضمن خيار "شير رايد" وهو الاختيار الأرخض فهو يُقل أكثر من راكب متوجهين لنفس الوجهة، و خيار "ليفت"وهو الخيار الأساسي والمتعارف عليه في خدمات سيارات الأجرة عبر الأنترنت، أما خيار "ليفت اكس لارج" فهو للمستخدم الذي يحتاج سيارة تتسع لستة ركاب على الأقل، وتوفر خدمة "لوكس" سيارة فخمة تتسع لأربعة أفراد، أما خيار "لوكس بلاك اكس لارج" فهو للمستخدم الراغب في تأجير سيارة فارهة سوداء تتسع لأربعة ركاب على الأقل. وفي حين أن جودة سائقي "أوبر" تعتمد على قدرتهم على إلتزام الصمت وعدم إزعاج الراكب؛ إلا أن شركة "ليفت" قررت أخذ منحى آخر؛ في محاولة لبناء علاقة من الود بين السائق والراكب؛ من خلال إضافة خانات مبتكرة للمعلومات في الملف الشخصي للسائق والراكب مثل أغاني كل منهما المفضلة وبعض المعلومات الشخصية التي يحبذ صاحب الملف الشخصي الحديث عنها أثناء الرحلة. هذا بالإضافة إلى توفير "ليفت" لخدمة تحديد محطات توقف مسبقًا قبل وصول السائق مثل حاجة الراكب لشراء هدية للشخص الذي يتوجه لزيارته أو حتى التقاط صديق من أمام باب منزله، بينما تكتفي «أوبر» حتى الآن بالعلاقة المهنية الصامتة بين الراكب والسائق؛ وهو الأمر الذي يُصعب تحديد كونه ميزة أو عيب في صالح أي من الشركتين؛ فالأمر متغير في كل مرة وفقًا لشخصية الراكب وحالته المزاجية. ـ هل يصبح الشرق الأوسط ساحة تنافس بين الشركتين.. ؟ منذ العام 2017 تبذل "ليفت" جهودًا واضحة لمنافسة "أوبر" في الولايات المتحدة الأمريكية حول أماكن تغطية الخدمة، وعلى الرغم من المغامرة وعدم ضمان الربح الفوري؛ بادرت "ليفت" بتوفير خدمتها في المناطق النائية والبعيدة والتي لم تغزها "أوبر" من قبل؛ بغرض الدعاية وبناء حالة من الثقة بين الراكب والشركة؛ وكأن "ليفت" تخبرهم أنها موجودة من أجلهم في حين تخلت عنهم "أوبر" من أجل الربح المضمون. ولكن حتى الآن، ورغم المنافسة المحتدمة في أمريكا؛ إلا أن "أوبر" لازلت متربعة على عرش خدمات سيارات الأجرة في الوطن العربي خاصة بعد صفقتها الأخيرة التي تخلصت فيها من منافسها الوحيد، ولكن من الجدير بالذكر أن الأمير السعودي الوليد بن طلال قد فضّل "ليفت" عن "أوبر" واختارها لاستثمار أمواله بها بميلغ زاد عن 240 مليون دولار في 2018. وفي العام 2017 استثمرت شركة "ألفابيت آي إن سي" والتي تحصل على الجانب الأكبر من أموالها من الإعلانات على "جوجل" ما يزيد عن مليار دولار مع شركة "ليفت".
|
|||||||||||||||