أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 31 أغسطس 2019 1:51 م - التعليقات سباق تسلح بين الدول الكبرى خارج حدود الكرة الأرضية
إعداد ـ فاطيمة طيبي هذا يوم تاريخي.. القيادة الفضائية سوف تردع بجرأة العدوان وتتفوق على منافسي أميركا إلى حد بعيد"،و أن "الفضاء لن يكون مهددا أبدا". هذا ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب: " في حفل أقيم في البيت الأبيض الخميس، 29 من شهر اغسطس الحالي هذا يعني ان الولايات المتحدة أعادت تأسيس "القيادة الفضائية الأميركية" لتكون الذراع العملية للجيش الأميركي في الفضاء، في خطوة مثيرة تجاه "عسكرة الفضاء وأوضح الرئيس الأميركي أن القيادة الجديدة ستتولى الدفاع عن المصلحة الحيوية لبلاده في الفضاء، الذي سيكون مجال الحرب المقبلة، بحسب ما ذكر موقع "فورين بوليسي الأميركي" وقال البيت الأبيض في بيانه إن القيادة الفضائية ستعمل وبشكل نشط على توظيف قوات مخصصة من كل سلاح عسكري لإنجاز مهمات مباشرة في مجال الفضاء. وكانت "القيادة الفضائية الأميركية"قد تأسست في العام 1985 للتنسيق بين العمليات الفضائية لمختلف فروع القوات المسلحة الأميركية، لكن تم حلها عام 2002 بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية. وتشكل النسخة الجديدة من هذه القيادة الخطوة الأولى من رد الإدارة الأميركية على القدرات العسكرية المتعاظمة لكل من روسيا والصين لإرباك العمليات الفضائية الأميركية، من خلال عمليات التشويش الإلكتروني، وإسقاط الأقمار الصناعية من الأرض وغير ذلك. والهدف النهائي هو إنشاء قوة فضائية كفرع سادس من القوات المسلحة التابعة للقوات الجوية الأميركية والتي ستقوم بتنظيم وتدريب وتجهيز فيلق من مشغلي الفضاء العسكريين، وهي خطوة لا تزال تتطلب موافقة الكونجرس. وفي البداية، تعرض ترامب للسخرية بسبب تركيزه على إنشاء قوة فضائية، لكن الفكرة اكتسبت قوة في البنتاجون وفي الكابيتول هيل، في إشارة إلى الدعم الدولي للمقترح، حيث أعلنت فرنسا في يوليو الماضي عن إنشاء قوة فضائية خاصة بها. ـ الاستثمار في العمليات الفضائية : من جهته، صرح قائد القيادة الفضائية الأميركية الجنرال جون ريموند،19 اغسطس الحالي ، قبل حفل البيت الأبيض بأن "القيادة الفضائية" مصممة لتهيئة "بيئة استراتيجية مختلفة"، حيث يتعين على الولايات المتحدة التنافس على الهيمنة مع لاعبين جدد، في إشارة إلى جهود الصين وروسيا مؤخرا في الاستثمار في العمليات الفضائية. الجدير بالذكر أن ترامب وقع، في فبراير، مرسوما بشأن إنشاء وتشكيل القيادة الفضائية الأميركية، بهدف صد العدوان وحماية المصالح الوطنية في الفضاء. وفي المقابل، وانتقادا للإعلان الأميركي الاخير، حذرت روسيا من عسكرة الفضاء الخارجي، وقالت إنها ستضطر للرد على التهديدات المحتملة بتدابير وإجراءات متطابقة. وقالت موسكو إن واشنطن تقوم من خلال إنشاء القيادة العسكرية الجديدة بوضع الأسس اللازمة لعسكرة الفضاء واستخدامه في تحقيق أغراضها العسكرية. ـ مبادرة الدفاع الاستراتيجي : تعتبر محاولات ترامب "الفضائية" هذه امتدادا للمبادرة العسكرية التي أطلقت في ثمانينات القرن الماضي، إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، والتي أطلق عليها اسم "مبادرة الدفاع الاستراتيجي"، والتي صارت تعرف لاحقا باسم "حرب النجوم". وكان أول من أنشأ هذه المبادرة الرئيس الأميركي رونالد ريغان، في 23 مارس 1983، بهدف استخدام الأرض والنظم الفضائية لحماية الولايات المتحدة من هجوم بالصواريخ الباليستية النووية الاستراتيجية، ورصد لها ميزانية بلغت حينذاك 26 مليار دولار يتم إنفاقها على مدى 5 سنوات وفي أقصى درجات السرية. ولا شك أن الانتشار الكبير لأسلحة الدمار الشامل وامتلاك العديد من الدول للصواريخ الباليستية بعيدة المدى أو لتقنياتها، يجعل من الفضاء ميدانا مهما لأمن الولايات المتحدة ويدفعها لتعزيز قدرتها على الردع. وخلال العقود الماضية، قامت الولايات المتحدة بتطوير نظم تسليحية وعسكرية فضائية، وباتت تمتلك نظاما للكشف عن إطلاق الصواريخ الباليستية، وإحاطة القيادة العسكرية والسياسية العليا في الوقت المناسب بعمليات إطلاق الصواريخ الباليستية. أما روسيا، فقد أطلقت في نوفمبر 2015 القمر الصناعي "توندرا" إلى مداره، وهو قمر متطور يتمتع بالقدرة على اكتشاف الصواريخ الباليستية، والصواريخ التي تطلق من الغواصات، بينما تعمل حاليا على تطوير مجموعة محدثة من الأقمار الصناعية، التي ستتولى أيضا الدفاع عن الفضاء ضد الصواريخ الباليستية، بحسب ما ذكر موقع سبتوتنيك الإخباري. ــ المجالات الجديدة لعسكرة الفضاء : دخلت عسكرة الفضاء مجالا جديدا في ثمانينيات القرن العشرين، حيث طور الاتحاد السوفيتي السابق برنامجا أطلق عليه اسم "قاتل الأقمار الصناعية" وهو جزء من النظام الدفاعي عن الفضاء. وتضمن البرنامج السوفيتي صاروخ "تسيركون-2" مع مركبة فضائية اعتراضية يتم وضعها في مدار قريب من الأرض، وتم تجريبه بنجاح في اعتراضات على مدار الأقمار الصناعية السوفيتية الأخرى. وخلال عقد الثمانينات الماضي أيضا، وتحديدا في سبتمبر 1985، أطلقت الولايات المتحدة صاروخا مضاد للأقمار الصناعية من طائرة مقاتلة من طراز "إف 15" ونجحت في تدمير قمرها الصناعي "سولوفيند". وفي فبراير 2008، تم تدمير القمر الصناعي العسكري الأميركي "يو أس إيه 193" بنجاح بواسطة صاروخ "أس أم 3". من جهتها، نجحت الصين في يناير 2007 بتدمير مركبتها الفضائية للأرصاد الجوية "فنغيون 1 سي" على ارتفاع 865 كيلومترا بواسطة صاروخ مضاد للأقمار الصناعية تم إطلاقه من قاعدة شيتشانغ الفضائية. وتمكن الصاروخ الصيني من تدمير القمر الصناعي وتفتيته إلى نحو 150 ألف قطعة، وشاعت أقوال حينها بأن الصين أرادت من هذه التجربة الفضائية اختبار قدرتها على تدمير الأقمار الصناعية المعادية. ومؤخرا، وتحديدا في مارس الماضي، أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أن صاروخا فضائيا محلي الصنع، نجح في تدمير قمر صناعي في مدار قريب من الأرض. وأعلن مودي أن الهند باتت "قوة فضائية كبرى"، مشيرا إلى أن الصاروخ تمكن من إصابة القمر الصناعي في أقل من 3 دقائق. ـ ناسا تقترب أكثر من "يوروبا".. القمر المرشح لوجود حياة : منحت الجهات المسؤولة في وكالة الفضاء الأميركية الضوء الأخضر للمضي قدما بالمراحل الأخيرة من تطوير مهمة "ناسا" لاستكشاف أكثر أقمار المشتري البالغ عددها 79 قمرا، إثارة. والقمر المقصود هنا هو "يوروبا"، وهو أصغر من قمرنا، الذي يعد منذ فترة طويلة مرشحا محتملا في البحث عن حياة غريبة، حيث تشير الدلائل إلى وجود محيط تحت قشرة القمر الجليدية الكثيفة التي قد يصل عمقها إلى عشرات الكيلومترات. ويعتقد العلماء أن هذه الكميات من المياه على القمر يوروبا، التابع لكوكب المشتري، يمكن أن تحتوي على "الخليط الكيماوي" المناسب للحياة، ويمكن أن تكون موطنا لشكل من الكائنات الحية، بحسب ما ذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية. ويبدو أن القمر يوروبا يمتلك الشروط الثلاثة المطلوبة لبدء الحياة عليه، وهذه الشروط هي الماء وربما الكيمياء المناسبة والطاقة في شكل تسخين مدي المد والجزر ، وهي ظاهرة ناشئة عن قوى الجذب على القمر.ولا يمكن لهذا أن يحفز التفاعلات الكيماوية فحسب، بل قد يساعد أيضا في حركة انتقال المواد الكيماوية بين الصخور والسطح والمحيطات، وربما من خلال فتحات التهوية الحرارية. وقالت ناسا في معرض تأكيد المهمة، على موقعها على الإنترنت إن "عالم المحيطات الجليدي في نظامنا الشمسي، الذي يمكن أن يخبرنا أكثر عن إمكانات الحياة في عوالم أخرى، أصبح في بؤرة التركيز مع تأكيد المرحلة المقبلة لبعثة يوروبا كليبر" كما أن القرار يسمح للمهمة بالمضي قدما للوصول إلى ختام المرحلة للتصميم النهائي، ثم الانتقال إلى مرحلة بناء مركبة الفضاء واختبار الحمولة إلى الفضاء. وأشارت ناسا إلى أن المهمة ستقوم بإجراء استكشاف متعمق للقمر يوروبا، والتحقق مما إذا كان القمر الجليدي يمكن أن يوفر ظروفا مناسبة للحياة، مشيرة إلى أنها تهدف إلى استكمال مركبة الفضاء "يوروبا كليبر" لتكون جاهزة للإطلاق في وقت مبكر من عام 2023، مع الالتزام بموعد جاهزية الإطلاق بحلول عام 2025. وستبحث المهمة عن البحيرات تحت السطح، وتقدم بيانات عن سمك القشرة الجليدية للقمر، فيما يأمل علماء ناسا أيضا في تأكيد وجود "أعمدة من الماء"، كانت اكتشفتها سابقا مركبة الفضاء "غاليليو" ومرصدهابل الفضائي، وإذا تم التأكيد على ذلك، فهذا يعني أن العلماء لن يحتاجوا إلى إيجاد طريقة لاختراق قشرة القمر الجليدية لاستكشاف بنية المحيط. ويعني الإعلان الجديد أن المهمة قد حصلت الآن على الضوء الأخضر لتصميمها النهائي والمركبة الفضائية، التي سيتم بناؤها والأدوات التي سيتم تطويرها واختبارها. من ناحيته، قال المدير المشارك في مديرية المهمات العلمية في مقر ناسا بواشنطن توماس زوربوشن: "نحن جميعا متحمسون للقرار الذي يحرك مهمة يوروبا كليبر خطوة واحدة أقرب إلى فتح أسرار عالم المحيطات هذا (على يوروبا)، نحن نبني على الأفكار العلمية التي حصلنا عليها من المركبتين جاليليو وكاسيني ونعمل على تطوير فهمنا لأصلنا الكوني، وحتى الحياة في أماكن أخرى. ــ الهند والانجاز التاريخي على القمر: دخل المسبار الهندي "شاندرايان-2" مدار القمر 17 اغسطس ، منفّذا واحدة من أصعب المهام المنوطة به في مهمّته التاريخية إلى القمر. وبعد أربعة أسابيع من إطلاقه، أتمّ المسبار عملية الاندماج في مدار القمر كما كان مخطّطا له، بحسب ما أفادت الوكالة الهندية للفضاء (إسرو) في بيان، وأنجزت عملية الاندماج "بنجاح كما كان مخطّطا له، باستخدام نظام الدفع في الجهاز. واستغرقت المناورة 1738 ثانية"، على ما أوردت "فرانس برس". وفي حال جرت تتمّة المهمّة وفق التوقعات، من المرتقب أن يحطّ المسبار الهندي على القطب الجنوبي للقمر في السابع من سبتمبر. ولدخول المدار النهائي للقطب القمري، ينبغي لـ"شاندرايان-2" أن ينفّذ 4 مناورات مشابهة اعتبارا من 28 اغسطس وقال كاي. سيفان رئيس "إسرو" إن هذه المناورة محطّة رئيسية في المهمة، مشيرا إلى أنه يأمل أن يتمّ الهبوط على سطح القمر وفق الأصول الشهر المقبل. وصرّح سيفان للصحفيين "في السابع من سبتمبر، سيحطّ المسبار على سطح القمر. وقد أنجزنا كلّ ما في وسع البشر القيام به". وكانت العملية التي نفذها المسبار من أصعب المهام في الرحلة، إذ كان من الممكن أن يغرق المسبار في أعماق الفضاء في حال دخل المدار بسرعة زائدة عن اللزوم. ويقضي الهدف من هذه المهمة غير المأهولة بأن تُنزل مركبة وروبوت جوّال بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، على بعد حوالى 384 ألف كيلومتر عن الأرض، فضلا عن وضع مسبار في مدار الجسم الفلكي. وفي حال تكلّلت هذه المهمة بالنجاح، ستصبح الهند رابع دولة تحطّ مركبة من صنعها على سطح القمر، بعد الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة والصين. وقد أخفقت إسرائيل في تحقيق هذا الهدف بعدما تحطّم مسبار أرسلته ولم يبلغ وجهته في أبريل. وخصصت الهند 140 مليون دولار لـ شاندرايان -2" (التي يعني اسمها "عربة قمرية" باللغة الهندية)، وهو مبلغ أدنى بكثير من ذاك الذي جمعته وكالات فضائية أخرى لمهمات من هذا النوع. ومشروع "شاندرايان-2" هو ثاني مهمة قمرية للهند التي سبق أن وضعت مسبارا في مدار حول القمر خلال مهمة "شاندرايان-1" قبل 11 عاما. ويتميّز البرنامج الفضائي الهندي بمواءمته بين طموحات كبيرة وتكاليف محدودة، مع نفقات تشغيلية أدنى بكثير من الوكالات الأخرى، فضلا عن تقدّم متسارع الوتيرة.
|
|||||||||||||||