أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
30 أكتوبر 2019 4:01 م
-
دافوس الصحراء.. شركات عالمية تبحث سبل تحقيق التنمية المستدامة

دافوس الصحراء.. شركات عالمية تبحث سبل تحقيق التنمية المستدامة

"مبادرة مستقبل الاستثمار 2019"  

دافوس الصحراء.. شركات عالمية تبحث سبل تحقيق التنمية المستدامة

 

اعداد ـ فاطيمة طيبي

 

ملتقى "مبادرة مستقبل الاستثمار 2019" المعروف بـ"دافوس الصحراء" بدأ أعماله رسميا، في التاسع والعشرين من شهر اكتوبر الحالي 2019، بجلسة تناقش صياغة مستقبل الاقتصاد العالمي في ظل عصر جديد من الطموحات الاقتصادية  بمشاركة اكثر من 300 متحد حيث ناقش الرؤساء التنفيذيون في الشركات العالمية المشاركون في الملتقى  إيجاد السبل إلى تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة  بتناول   إمكانية تطوير الحكومات والأسواق والمجتمعات بأطر عمل جديدة لمزيد من النمو العادل، ونوعية الشراكات الضرورية للتصدي للتحديات البيئية الملحة، وكيفية تغيير أهداف التنمية المستدامة استراتيجيات وعمليات الأعمال عبر الصناعات المختلفة.  

 

و في عام 2017، كان أغلب الحضور من الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، وفي هذه الدورة تمثل وجود الدول في    الصين، والهند، والأمريكيتين، واليابان، وروسيا، وإفريقيا؛ الذين جمعتهم روح التعاون والمشاركة، مع 300 متحدث من صناع القرار من أكثر من 30 بلدا وأكثر من 6000 مشارك.  هذا وتحول قادة السياسة والاقتصاد، ورجال المال والأعمال للحديث في مبادرة مستقبل الاستثمار 2019، بلغة واحدة، وهي.. استشراف الفرص الواعدة وكبح جماح الصعوبات والتحديات.

ونجح المشاركون في "المبادرة" في الكشف عن واقع بلدانهم الاقتصادي ورغبتهم في تكوين شراكات استثمارية، وسط استعراض للتحديات من أجل إحداث نقلات نوعية في ظل التباطؤ الاقتصادي الذي يشهده العالم. ورسم 6000 شخصية، بينهم قادة دول ومسؤولون وتنفيذيون، خريطة لمستقبل الاستثمار في العالم  .

وقال ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة، إن "مبادرة مستقبل الاستثمار"، التي تعد أحد أكبر ثلاثة تجمعات عالمية بدأت عام 2017 من فكرة بسيطة، هدفها جمع قادة العالم في مختلف المجالات لتغيير الوضع الاقتصادي الراهن.. لكنها تحولت اليوم إلى مؤسسة منظمة ومكان للعمل المشترك المستمر، ومنصة لقيادة الفكر ومركز للمعرفة، بما يتوافق مع تصورات "رؤية المملكة 2030".

وذكر الرميان، أن عدد المشاركين في "مبادرة مستقبل الاستثمار" هذا العام بلغ ضعف النسخة الأولى للمبادرة، مفيدا بأن المبادرة هذا العام تعمل على ربط رأس المال بالأفكار، وتأسيس علاقات في كيفية إدارة هذا العمل. مشيرا أن المبادرة هذا العام يشارك فيها أفضل العقول من العالم، وأفضل رواد الأعمال المستثمرين، ليتعرفوا على ما يخبئه المستقبل،والتي تتمثل في :

ـ    الركيزة الأولى:  المستقبل المستدام.

ـ   الركيزة الثانية: التقنية التي تساعد الجميع.

ـ  الركيزة الثالثة: تطوير المجتمعات.

وقال: إن صندوق الاستثمارات العامة، يقوم باستثمارات كبيرة يمكن أن تحقق الأمان الاقتصادي، مثل الإسكان والرعاية الصحية والطاقة المتجددة، هذا أن تكلفة الطاقة الشمسية هي عشر ما كانت عليه في الماضي.كما،  نعمل على إيجاد مزيد من الوظائف في الاقتصاد المحلي مع رفع النمو في الناتج المحلي الإجمالي، كما نطمح إلى أن نكون في قمة الصناديق السيادية"، وسنقوم بربط رأس المال بالأفكار، وصندوق الاستثمارات العامة سيكون مكانا للتعاون المستمر ومركزا للفكر العالمي .

ـ كيف يمكن لعصر جديد من الطموحات الاقتصادية أن يشكل مستقبل الاقتصاد العالمي.؟ :

قال جون والدرون، الرئيس والمدير التنفيذي، لمجموعة جولدمان ساكس:  "ستكون إدارة الشركات أمرا صعبا، لأنك يجب أن تكون سريع التصرف، ووسائل الإعلام ستجعل هذا الأمر أكثر صعوبة وتعقيدا، ويدرك الجميع أن التغيير يحصل بصورة سريعة جدا، وإذا لم تواكب ذلك فإنك لن تستطيع مواكبة التغيير". مضيفا ان اليوم بعض أجزاء في السوق لا توفر عائدات مقبولة للقطاع المصرفي، وجزء من هذه الصناعة تغير بصورة كبيرة بسبب التقنية، والعمل الذي كان يديروه الأشخاص الآن تديره التقنية، وبالتالي هنالك ازدياد في عدم اليقين، خاصة مع تغير الإطار الدولي والعالمي بوتيرة سريعة .وأشار إلى أن الشركات لا بد أن تبقى على قيد الوجود، وأن تتخذ قرارات فعالة، لان وجود بعض الأشياء المشجعة رغم التحديات الكبيرة وهي دور التقنية والطريقة التي تتكيف بها الشركات معها.

وأوضح، أن هناك دراسة أجريت في مجتمع الأعمال على تسعة آلاف شركة، 74 % منها واثقون من قدرتها على النمو واستيعاب المستقبل، و34 %  فقط من الإجمالي تعتقد أن نموها سيكون أكثر من 5 % خلال الأعوام المقبلة.

ــ المحركات الأساسية خلال الأعوام العشرة االقادمة  :

من جانبه قال راي داليو، مؤسس ورئيس مشارك ورئيس مشارك للاستثمار في شركة بريدجووتر أسوشيتس، إن هناك محركات تتمثل في :

ــ الاول : التقنية والذكاء الاصطناعي، اللذين سيزيدان الإنتاجية وفجوة الثروة وفجوة الوظائف.

 ـ الثاني:  النزاعات الفكرية داخل الدول، مبينا أن فجوة الثروة والطرق المختلفة للتعامل مع هذه الأزمات، ستسبب نزاعا بين الرأسمالية والاشتراكية بطرق لم تظهر من فترة الثلاثينيات الميلادية.

الثالث:    غياب فعالية السياسات النقدية، لأنه في المستقبل سيكون هناك سياسات مالية أقل فعالية، وسيكون خلال الأعوام العشرة المقبلة تباطؤ اقتصادي.

بدوره قال نويل كوين، الرئيس التنفيذي لمجموعة HSBC Holdings المملكة المتحدة، :"إذا ما نظرنا للأعوام العشرة المقبلة ستقع اختراقات كثيرة ما لم تستنفر مجتمعاتنا في مساعدة خفض البطالة". وفيما يخص أسعار الفائدة،  أن خفض أسعارها   بات ليس مجدٍ، ولا يمكن إدارة مؤسسة مالية إذا كان أسعار الفائدة في معدلات الصفر، وبالتالي هذا يؤدي إلى انخفاض في النمو الاقتصادي، لكن في الوقت نفسه ستكون هنالك أشياء إيجابية ستبقى موجودة. هذا و أن العالم سيبقى مترابطا مع بعضه بعضا، وسيكون هنالك كثير من الشركات القادرة على وضع مشاريع عظيمة، وستكون هناك علامات تجارية كبيرة تستمر في النمو، وسيكون

ــ التحديات التي تواجه المستثمرين:

 وفي معرض مناقشته قال: ستيفن شوارزمان، رئيس مجلس الإدارة، والرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك في مجموعة بلاكستون: "نتعامل اليوم مع أجواء غير مسبوقة من الشكوك والتقلبات، فمنذ عشرة أعوام مضت كان بإمكانك الاستثمار في مشاريع، وأنت متأكد من ثبات الأنظمة ونماذج العمل، أما اليوم، يتطلب الاستثمار النظر فيما إذا كان النموذج يتمتع بالمرونة الكافية للتكيف مع الأوضاع المتقلبة – وهنا، فإما أن يحالفك الحظ وتكون صاحب نموذج يغير من واقع السوق، أو أن تتحمل نتائج تغير السوق، التي لم يتكيف معها نموذجك الاستثماري. أو قد تكون النتيجة مزيجا من الحالتين".

من جانبه، قال موكيش أمباني، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة ريليانس إندستريز: "يمر العالم بمرحلة انتقالية.. هذه المرة الأولى، التي نجد فيها أنفسنا أمام أربع أو خمس تقنيات مجتمعة وممتزجة مع التقنية الرقمية، لتحدث تغييرا جذريا في شكل الاقتصاد العالمي، وعلى الرغم مما يترتب على ذلك من أجواء عدم يقين وتقلبات متوالية، إلا أنه فتح الباب على مصراعيه أمام فرص هائلة".

ــ العلاقة الطردية بين الأعمال التجارية والابتكار:

 وفيما يتعلق بهذه العلاقة  قال نويل كين، الرئيس التنفيذي في مجموعة "إتش. إس. بي. سي. هولدنجز": "اعتقادي أن الشركات اليوم تجد نفسها أكثر قوة وأقل رغبة في أن تتعاون مع المؤسسات العالمية ضمن الخطوط العامة للسياسة العالمية.. لذا فهي تصمم حلولها الخاصة، وتستفيد من التكنولوجيا في الوصول إلى بقاع من العالم لم تطرقها من قبل، وتفتح لنفسها أسواقا جديدة تنفذ فيها ما تراه مناسبا من نماذج أعمالها".

ــ صفقات مليارية.. حصاد  دافوس الصحراء:

 شهدت النسخة الماضية من المبادرة الإعلان عن مشاريع بمليارات الدولارات، مثلما تم في 2017، حيث الانطلاقة الأولى للمنتدى التي حققت نجاحا كبيرا، وذلك بمشاركة أكثر من 3800 مشارك يمثلون أكثر من 90 دولة.وفي النسخة الحالية، وقع العديد من الصفقات والاستثمارات الضخمة، وهو ما يؤكد أن المبادرة لا تمثل أهمية للاقتصاد السعودي فحسب، بل تشمل المنطقة؛ إذ تعد مؤثرا على خريطة الاستثمار حول العالم.

وقالت الهيئة العامة للاستثمار السعودية إن المملكة وقعت 23 اتفاقا بقيمة 15 مليار دولار في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السنوي.

ــ أرامكو توقع 7 مذكرات تفاهم مع شركات عالمية في "مستقبل الاستثمار" :


ــ  وقّعت شركة أرامكو، عملاق النفط السعودي، 7 مذكرات تفاهم مع شركات عالمية خلال مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار".وقالت أرامكو إن مذكرات التفاهم تدعم التنوع الاقتصادي للمملكة، وأعمال الشركة عن طريق زيادة كفاءة التقنية المستخدمة في خدمات التنقيب والإنتاج والتكرير والكيميائيات والأعمال الهندسية، كما ستساعد على المدى الطويل في تحسين الاستدامة والكفاءة التقنية في جميع مراحل سلسلة القيمة.

ــ  الاتفاقات تشمل:

ـ اتفاقا استثماريا بقيمة 120 مليون دولار بين الهيئة العامة للاستثمار وبي.آر.إف البرازيلية للصناعات الغذائية، واستثمارا بقيمة 700 مليون دولار بين الهيئة ومودلر ميدل إيست. وتسعى الشركتان لتطويرعملياتهما في السعودية.

ـ العزم على  إنشاء المشروع المشترك للكهرباء في جازان، ومن المتوقع أن يكون المشروع المشترك مملوكاً بنسبة 46% لشركة إير برودكتس، و25% لشركة أكوا باور، و20% لأرامكو السعودية، و9% لشركة إير برودكتس قدرة، حسب بيان شركة أرامكو.

ـ تمثل مذكرات التفاهم أوجهاً جديدة للتعاون مع شركات من 6 دول وهي: فرنسا، والنرويج، ونيوزيلندا، وكوريا الجنوبية، وإسبانيا، والولايات المتحدة الأمريكية.

ـ مذكرة تفاهم غير ملزمة بين أرامكو السعودية وشركة إير برودكتس قدرة (إيه بي كيو)، لمناقشة تأسيس شركة مشروع مشترك للغازات الصناعية.

ـ مذكرة تفاهم مع شركة آكر آسا النرويجية للتعاون بشأن الثورة الصناعية الرابعة في مجال الاستدامة والبيئة الخضراء.

ـ  مذكرة تفاهم مع شركة داسو سيستمز للتعاون بشأن المواد المتقدمة وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، بقيمة 750 مليون ريال .

ـ  مذكرة تفاهم مع شركة بيكر هيوز للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، بقيمة 862.5 مليون ريال.

ـ  مذكرة تفاهم مع شركة بي إم تي، تستثمر بموجبها "بي إم تي" في مرافق تصنيع الوصلات والصمامات في السعودية بقيمة 277.5 مليون ريال.

ـ  مذكرة تفاهم مع مجموعة توباسيكس، تستثمر بموجبها المجموعة في مرافق تصنيع وتصفيح الأنابيب باللحام، وخدمات التصفيح في السعودية، بقيمة 375 مليون ريال.

ـ   مذكرة تفاهم مع شركة بولترون، تستثمر بموجبها "بولترون" في مرافق تصنيع الأنابيب اللامعدنية المعززة بالألياف الزجاجية في السعودية، بقيمة 93.75 مليون ريال.

ـ إنشاء مشروع مشترك للكهرباء مع "إير برودكتس وأكوا باور" في جازان، بقيمة نحو 11.5 مليار دولار. وتأتي نسخة هذا العام من الفعالية في وقت تقترب فيه المملكة من طرح 5% من أسهم عملاق الطاقة العالمي (أرامكو)، في البورصة المحلية، وأخرى أو اثنتين في البورصة العالمية .  



أخبار مرتبطة
 
منذ 19 ساعةانسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ ينذر بتحول زلزالي في السياسة المناخية21 يناير 2025 2:43 مبعد ساعات من تنصيبه.. ترامب يوقع سلسلة من الأوامر التنفيذية والتوجيهات21 يناير 2025 12:37 متعديلات وتحديثات جديدة لتعزيز وتفعيل دور صناديق التقاعد20 يناير 2025 1:05 مدافوس 2025.. التعاون من أجل العصر الذكي" في ظل عالم مجزأ وجمود اقتصادي شامل19 يناير 2025 3:12 ممفاجآت بيتكوين في 2025.. تقلبات وتغيرات العملة المشفرة تقودها لصعود غير متوقع15 يناير 2025 3:57 مفترة حكم جو بايدن على الميزان الداخلي والدولي12 يناير 2025 3:07 متمديد الأفق الزمني لمعدلات التضخم المستهدفة قرار واقعي يعكس رؤية المركزي8 يناير 2025 3:45 مبصمة "إيلون ماسك" في عهد ترامب بين الرفض والقبول الدولي6 يناير 2025 3:33 موزير المالية ولقاءات حوارية حول برنامج الطروحات الحكومية والإعفاءات الضريبية والديون وزيادة الأجور5 يناير 2025 1:15 مالحصاد السنوي حول تطورات الشراكات مع بنوك التنمية والشركاء الثنائيين خلال 2024

التعليقات