أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 4 نوفمبر 2019 12:17 م - التعليقات إيران: صناعة النفط على مفترق طرق.. عقوبات ضاغطة و مشاريع لم تكتمل اعداد ـ فاطيمة طيبي العقوبات الأمريكية تسببت في تراجع قطاع النفط في ايران ، جاء هذا وفق ما ذكرته وكالة أنباء "مهر" الإيرانية شبه الرسمية، وحسب ما أقره بيجن زنجنه وزير النفط الإيراني أخيرا بقوله أن "صناعة النفط في إيران تتعرض كل بضعة أعوام لضربة قاصمة، والعقوبات الاقتصادية تعد من بينها، هذا هو الوضع الآن،.. و أدى ذلك إلى تراجع صناعة النفط الإيرانية عن مكانتها العالمية، الا اننا سنقاوم "، فيما تراجعت صادرات إيران من النفط الخام أكثر من 80 % بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وإعادة فرض العقوبات على طهران .. ــ الطريق المسدود : توالت الخيبات على حكومة الملالي لتكون آخر صدماتها انسحاب شركة النفط الحكومية الصينية من صفقة تطوير حقل بارس الجنوبي، الذي يوفر معظم الغاز الطبيعي الإيراني، إذ إن شركة النفط الوطنية الصينية CNBC لم تعد طرفا في المشروع، والذي وصلت تكلفته نحو 5 مليارات دولار، في الحقل الأكبر في العالم بجملة احتياطي 51 تريليون متر مكعب. وكانت شركة توتال الفرنسية، انسحبت هي الأخرى من الصفقة في مايو 2018، بسبب العقوبات الأمريكية، وتضمنت الخطة الأولية لتطوير الحقل، حفر 20 بئرا ومنصة لرأس البئر، لتصل الطاقة الإنتاجية للمشروع 2 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي يوميا، وبموجب الشروط الأولية للصفقة، كانت "توتال" ستحصل على حصة 50.1 %، مع حصول شركة النفط الوطنية الصينية على 30 %، وشركة بتروبارس الإيرانية على 19.9 %. ــ مشاريع مجمدة : 10 أعوام انقضت ولم يكتمل سوى 10 % من اعمال بناء مصنع للبتروكيماويات بالقرب من مدينة فيروز أباد الإيرانية، ووجود كل المقومات اللازمة في العادة لانطلاق المشروع الا ان قلة الماء حالت دون ذلك لاهميته في التبريد .قال حامد نجاد أحد مديري المشروع إنه "في دراسات المشروع الأولية حدثت بعض الأخطاء في كمية المياه التي يحتاجها المصنع. واكتشفوا أنه يحتاج كثيرا من المياه لكن المنطقة لا يتوافر فيها ذلك". ولا يعد مصير مصنع فيروز أباد حالة فريدة في إيران، حيث كشفت الاستقصاءات أن ما لا يقل عن 10 مشاريع في مجال البتروكيماويات والأسمدة والتكرير تتجاوز طاقتها الإنتاجية المجمعة 5 ملايين طن سنويا تواجه صعوبات شديدة أو تأجلت بسبب مشكلات تتعلق بإمدادات المياه والعقوبات الأمريكية على النظام الإيراني. وقال رضا بني مهد رجل اعمال إيراني يعمل في مشاريع التكرير "كثير من المشاريع اقترحها نواب حاولو إيجاد وظائف في دوائرهم. ومع الأسف تعرضت الدراسات التقنية للتجاهل". ويعتبر نقص المياه واحدا من التحديات العديدة التي تواجه طهران التي تئن تحت وطأة عقوبات أمريكية على قطاع الطاقة، وتحتاج مصافي تكريرالنفط وغيرها من مصانع المعالجة إلى المياه بغرض التبريد ، ويتطلب إنتاج جالون واحد من البنزين بين 0.61 و0.71 جالون من المياه. يهدف مشروع مصنع فيروز أباد، الواقعة في منطقة داخلية في جنوب ايران الذي تفتقر للمياه، إلى إنتاج مليون طن من الإيثيلين سنويا. وبناء على أرقام لمشروع مماثل في القدرة الإنتاجية سيحتاج المشروع إلى استخدام أكثر من مليوني طن سنويا من المياه. ، وخشية تناقص مستويات المياه الجوفية ترى الحكومة ، نقل المصنع الذي تبلغ تكاليفه 500 مليون دولار إلى الساحل حيث يمكن استخدام مياه البحر بعد تحليتها، غير أن مسؤولين محليين اعترضوا على ذلك وتوقف المشروع. وقال كاوة مدني النائب السابق للرئيس الإيراني لشؤون البيئة والأستاذ الزائر حاليا لدى إمبيريال كوليدج في لندن "ثمة مشكلة في التنسيق بين الوزارات فيما يتعلق بخطط التنمية"، فالعقوبات دفعت الحكمة لتقديم الوظائف على المياه والبيئة". ـ 4 مشاريع متعثرة : وكان لتأخر مشروع فيروز أباد تداعياته، إذ أدى إلى تعثر أربعة مشاريع أخرى تهدف إلى استخدام إنتاج المصنع من الإيثيلين وهي مادة تدخل في صناعة راتنجات البوليستر والمنتجات اللاصقة، وهذه المصانع ستؤثر بدورها في احتياطيات المياه الضئيلة في المنطقة.وأفاد مدير مشروع فيروز أباد، "تأخر ليست كلمة منطقية فنحن عمليا وبعد 12 عاما أمام مشروع فاشل". وعلى الرغم من التحديات رفعت إيران قدرتها التكريرية وأعلنت في فبرايرأنها أصبحت مكتفية ذاتيا من البنزين.وتبلغ القدرة الإنتاجية لمصانع البتروكيماويات في إيران نحو 65 مليون طن سنويا يتم تصدير نحو 22.5 مليون طن منها للخارج. بهدف زيادة الإنتاج إلى 91 مليون طن خلال عامين وإلى 130 طنا خلال 5 أعوام، وتبلغ القدرة التكريرية نحو 2.23 مليون برميل يوميا. كشفت شركة الضمان الاجتماعي الإيرانية للاستثمار التابعة للدولة التي تملك استثمارات في 200 شركة تابعة واستثمارات كبيرة في قطاع الطاقة عن مشكلات تواجه الصناعة في تقرير صدر عام 2018 المتمثل في العقوبات و"الجفاف ونقص المياه لمصافي التكرير الداخلية" البعيدة عن السواحل و بعض المشروعات "ليست مجدية اقتصاديا لأنها بدأت بغرض إيجاد وظائف في مواقع غير مناسبة". وفي شمال شرق إيران، واجهت شركة خراسان للبتروكيماويات صعوبات في بدء مصنع للأسمدة الزراعية يهدف لإنتاج 660 ألف طن من اليوريا باستخدام الغاز، وبعد 5 أعوام لا يزال المشروع متوقفا رغم تدبير تمويل من الدولة قيمته 700 مليون دولار. وأشارت شركة تأمين للاستثمار البترولي والبتروكيماويات اكبر المساهمين، إلى أن "موارد المياه للمشروع لم تتوافر ولا تزال غير واضحة". وتعد الزراعة مصدرا رئيسيا لفرص العمل في إيران وتستهلك 90 % من استخدامات إيران من المياه مقابل 10 % للصناعة، غير أن أي طلب إضافي يفرض ضغوطا على احتياطيات إيران المتناقصة.وتظهر بيانات الأمم المتحدة أن طهران تستخدم 3.8 مليار متر مكعب من المياه سنويا أكثر ما يتم تعويضه الأمر الذي يؤدي إلى تناقص سريع في الكميات المتاحة. ومع ذلك فلا تزال بعض المشاريع تمضي قدما حتى في مناطق تشتد فيها الضغوط. وأوردت وكالة الأنباء الإيرانية في 2018، أن مصفاة شازاند لتكرير النفط في وسط إيران اضطرت لحفر آبار عميقة لاستخراج المياه الجوفية الأمر الذي أثار انزعاج دعاة الحفاظ على البيئة وأضعف إمدادات المزارعين. ـ السيارات الكهربائية مشروع المدى الطويل: جاء في تقرير"الاوبك" أن حصة السيارات الكهربائية على المدى الطويل لن تتجاوز 13 % بحلول 2040، بينما ستبقى المركبات التقليدية باعتبارها الركيزة الأساسية، التي يعتمد عليها المستهلكون. هذا أن الحالة الحالية لسوق النفط، تتسم بالتوتر الشديد مع تصاعد المخاوف والمخاطر في السوق، وزيادة الصراعات الجيوسياسية، وتأرجح مستويات الطلب وزيادة حدة النزاعات التجارية. وهناك من يعتقد بأن صناعات النفط والغاز يجب ألا تكون جزءا من مستقبل الطاقة وأن المستقبل يمكن أن تهيمن عليه الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، لأنه من المهم أن نذكر بوضوح بأن العلم لا يخبرنا بذلك ويخبرنا أننا نحتاج إلى تقليل الانبعاثات واستخدام الطاقة بشكل أكثر كفاءة. فمصادر الطاقة المتجددة تسجل نموا قويا مع توسع الرياح والطاقة الشمسية بسرعة، حتى 2040 وبحسب دراسات "أوبك" يُقدر أنها ستشكل نحو 19 % فقط من مزيج الطاقة العالمي ـ توقعات بتجاوز الطاقة النووية: التوقعات بتجاوز الطاقة النووية يصل الى 6 %، والفحم 21 % بحلول 2040، وهذا يعني أن النفط والغاز سيواصلان مجتمعين توفيرأكثر من 50 % من احتياجات العالم من الطاقة بحلول 2040، إذ يشكل النفط نحو 28 % والغاز 25 %.حسب تقرير"اوبك" وذكر أن عديدا من الدول الأعضاء في "أوبك" لديها مصادر كبيرة للطاقة الشمسية الرياح، وهناك استثمارات ضخمة في طريقها إلى هذا المجال، في الوقت الذي لا توجد فيه توقعات تشير إلى أن مصادر الطاقة المتجددة ستقترب من تجاوز النفط والغاز في العقود المقبلة. وبالنسبة لعديد من سكان العالم، يرى التقرير، أن السيارات الكهربائية لا تقدم بديلا قابلا للتطبيق لمحرك الاحتراق الداخلي بسبب التكلفة وغلاء البطاريات. وقال محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة أوبك أنه يمكن تلخيص التحدي الأساسي المتمثل في انتقال الطاقة، الذي نواجهه اليوم في سؤالين.. ـ الاول: كيف يمكننا ضمان وجود إمدادات كافية لتلبية نمو الطلب المستقبلي المتوقع؟ ـ الثاني : كيف يمكن تحقيق هذا النمو بطريقة مستدامة وتحقيق التوازن بين احتياجات الناس فيما يتعلق برفاهيتهم الاجتماعية والاقتصاد والبيئة ؟ وأشارالحاجة للبحث عن حلول تكنولوجية أنظف وأكثر كفاءة في كل مكان عبر جميع موارد الطاقات المتاحة. فقناعة "أوبك" بأنه يمكن إيجاد حلول تقنية مثل استخدام وتخزين التقاط الكربون وغيرها، التي تقلل الانبعاثات وتزيلها في النهاية، و الحاجة إلى مجموعة واسعة من تقنيات إزالة الانبعاثات لمعالجة تغيرالمناخ، فإبعاد المستثمرين عن النفط والغاز ليس هو السبيل إلى التقدم. قال بيل جيتس، أحد مؤسسي شركة مايكروسوفت، أن سحب الاستثمارات من الوقود الأحفوري ليس الحل للحد من الانبعاثات، لأن غياب الاستثمارات اللازمة يزيد من تقلبات الأسواق بشكل كبير مما يؤدي إلى نقص الطاقة مستقبلا. كما أنه إذا شعر المليارات من الناس في العالم النامي، والذين يعانون نقص الطاقة، بأنهم يتعرضون للتهميش من الطاقات، التي ساعدت على تغذية العالم المتقدم، فإن هذا يمكن أن يزرع مزيدا من الانقسامات ويوسع الفجوة بين الشمال والجنوب، لان أهمية الاستمرار تتمثل في التمويل والاستثمار حينما ياتي الحديث عن انتقال الطاقة وتنويعها. ـ المنظمة الدولية: ارتفاع الطلب العالمي على النفط إلى 112 مليون برميل يوميا قي 2040 : المخاوف المحيطة بالطلب المستقبلي على الخام تعد محور القلق من قبل بعض قطاعات الصناعية، و مطالبة محمد باركيندو، الأمين العام للمنظمة، للمعنيين بالسوق على عدم التشاؤم وتقديم رؤى متوازنة بشأن النظرة المستقبلية للطلب. وأوضح تقرير حديث للمنظمة الدولية أن الادعاء بأن الطلب النفطي على وشك التراجع يروجه في الأساس وإلى حد المبالغة دعاة الطاقة المتجددة والذين يروجون بشدة لفكرة أن الهيدروكربونات على وشك الاستعاضة عنها بأشكال الطاقة المتجددة .وقال "باركيندو"، لابد ألا تشكل الآراء حول صناعة النفط مبالغة في رد الفعل، سواء الإيجابي أو السلبي، وبدلا من ذلك نركز على الحقائق والبحث في أساسيات السوق. وذكر أنه عند التعمق في دراسة مستقبل الصناعة النفطية على المديين القصير والطويل ندرك أن مستقبل هذه الصناعة مشرق وأن هذه الفكرة مدعومة بالبحث الموثق في توقعات النفط العالمية لمنظمة أوبك في دراسة "آفاق النفط العالمي طويل الأجل".وتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط إلى 112 مليون برميل يوميا في 2040، معظمها سيجيء من تسارع التنمية في الدول النامية، و مهما كانت آفاق الاعتماد على السيارات الكهربائية إيجابي. من وجهة نظر "أوبك" ان حقيقة الاستثمار والنمو والتنوع الاقتصادي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التوازن والاستقرار في السوق.و استمرار بقاء الدول الأعضاء في "أوبك" ملتزمة تماما بالاستثمارات عبر سلسلة القيمة الصناعية بأكملها، حيث تعد مسألة إعادة الاستثمارات العالمية محور تركيز أساسي في "إعلان التعاون" و"ميثاق التعاون"، الذي تم التصديق عليه أخيرا.
|
|||||||||||||||