أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 13 يناير 2020 3:10 م - التعليقات اقتصاد الفضاء .. تنافس محموم بين شركات عالمية في 2020 اعداد ـ فاطيمة طيبي التنافس بين شركات التكنولوجيا الكبيرة والصغيرة على حد سواء للنفاذ إلى الفضاء يصبح أكثر شراسة وحدة ، والسبب ، معدلات الربح المرتفعة والمتوقع تحقيقها. وتوقع المحللون في مورجان ستانلي وجولدمان ساكس أن النشاط الاقتصادي في الفضاء سيصبح سوقًا بمليارات الدولارات في العقود المقبلة، وأطلق مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي مبادرة جديدة لقياسه. ورغم ان بداية القرن الحالي عرفت تحديات بالنسبة لاقتصاد الفضاء، حيث تلاشت أحلام تكنولوجيا الأقمار الصناعية عبر الإنترنت والبعثات القمرية المدعومة بجانب سوق الأوراق المالية. الا ان الكثير قد تغير منذ ذلك الحين، وأصبح الجميع يستشهدون بحلم اقتصاد الفضاء الذي يبلغ حجمه تريليون دولار، بدءًا من المسؤولين الحكوميين وأصحاب المشاريع الفضائية وحتى المديرين التنفيذيين في Fortune 500 وبنوك وول ستريت الاستثمارية. ـ البداية : ظهر مصطلح اقتصاد الفضاء منذ 1984 عندما أخبرعضو الكونجرس روبرت ووكر وكالة أسوشيتيد برس أن محطة فضائية في مدار أرضي منخفض "يمكن أن تؤدي إلى نصف تريليون الدولار في الفضاء بحلول نهاية القرن". وللأسف مضى 36 عاما على ذلك ولم تتمكن هذه الصناعة من الوصول إلى تريليون دولار أمريكي، ولا يزال هناك وقت قبل تحقيق ذلك ،إن أفضل تقديرات للأموال التي يتم الحصول عليها من الفضاء والتي تأتي في الغالب هذه الأيام من بناء وتشغيل الصواريخ والأقمار الصناعية، واستخدامها لتقديم الخدمات تاتي مرة أخرى على الأرض لتبلغ حوالي 400 مليار دولار. ـ الغزوالجديد للفضاء : تعتزم شركة الفضاء سبيس إكس إطلاق صاروخها الخامس المليء بالأقمار الصناعية الخاصة بالإنترنت خلال يناير.2020 سيؤدي ذلك إلى رفع إجمالي عدد الأقمار الصناعية في كوكبة ستارلينك التابعة للشركة إلى حوالي 300 وحدة، وهذا يعني أنهم يقتربون من الوصول إلى 480 قمرا صناعيا والتي تعد مطلوبة للبدء في توفير الوصول إلى الإنترنت واسع النطاق للعملاء على الأرض. .. كيف سيحدث هذا بالضبط - كمنتج مباشر للمستهلكين أو كشراكة مع شركات الاتصالات الأرضية - لكن إيلون ماسك وفريقه واثقون من أنه إذا استطاعوا بناء اتصال منخفض الكمون، سيأتي المشترون. تستثمر OneWeb و Telesat و أمازون مليارات الدولارات في شبكات الآلاف من أقمار الاتصال بالإنترنت، وحتى آبل تحلم بأن يكون لها وجود في هذا القطاع. ومن المؤكد أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تجربة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في الفضاء على نطاق واسع فقد استثمر بيل جيتس بشكل ملحوظ في مشروع فاشل أطلق عليه اسم Teledesic في التسعينيات. الفرق هنا أن أدوات تصنيع الأقمار الاصطناعية والأساسيات أصبحت أرخص بفضل جهود سبيس اكس لتخفيض التكاليف وتسهيل إطلاق الصواريخ واستخدامها لمرات عديدة. ومعظم الأموال التي يتم توفيرها في الفضاء تعود على الخدمة التي يتم توفيرها عبر الأقمار الصناعية، لذلك من المحتمل أن تؤدي هذه الجهود إلى زيادة كبيرة في اقتصاد الفضاء. الزيادة الهائلة في الأقمار الصناعية (هناك حوالي 2300 قمر صناعي في الفضاء في الوقت الحالي) ستجلب التكاليف والفوائد، مع قلق علماء الفلك بشأن التداخل والجميع يشعرون بالقلق إزاء إدارة كل هذا الحطام وتفادي الحطام الفضائي، كما أن أصحاب رؤوس الأموال المغامرة يقومون باستثمار ملايين الدولارات في شركات الأقمار الصناعية الصغيرة ذات الأحلام الكبيرة. تعد Planet و Hawkeye360 و Spire و Capella Space و BlackSky و Swarm مجرد بعض الشركات التي جمعت الأموال وأطلقت الأقمار الصناعية وتخطط لعقد جديد وكبير. حيث تختلف نماذج أعمالها، من تتبع إشارات الراديو وجمع بيانات الرادار إلى تصوير كل بوصة من الأرض إلى التواصل مع أجهزة الإنترنت، لكنهم يعتمدون جميعًا على انخفاض تكلفة بناء وتشغيل المركبات الفضائية لمواصلة عملهم. واستجابة لتزايد عدد الشركات التي تشغل أقمار صناعية صغيرة، رأينا عددًا متزايدًا من الشركات تصنع صواريخ مناسبة لهذه المهمة بما فيها Rocket Lab و Relativity Space. ـ خيارات جديدة لرحلات الفضاء البشرية: مر عام طويل على خطوة واحدة إلى الأمام، جهود وكالة ناسا لتطوير خدمة النقل الفضائي الخاصة مع بوينغ و SpaceX. وفي وقت ما من عام 2020، يمكننا أن نتوقع منهم أن يبدؤوا خدمة منتظمة لمحطة الفضاء الدولية، يتوقع مسؤولو "ناسا" أن تزيد كمية الأبحاث التي تتم على المحطة، تعتبر إضافة كبيرة لاقتصاد الفضاء. سيكون لدى الشركات أيضًا الضوء الأخضر لبدء استقدام المسافرين بأجر، سواء كانوا من السياح الأثرياء أو الباحثين من الشركات على الرغم من عدم اليقين، فإن ذلك يعد بإيرادات جديدة وفرصًا جديدة لنشاط القطاع الخاص في مدارأرضي منخفض. ـ السياحة الفضائية تصبح حقيقة: 250 ألف دولار مقابل التحليق في الفضاء لدقائق معدودة : حلم السفر إلى الفضاء يقترب من التحقيق، بفضل شركتين أمريكيتين تستعدان لإطلاق رحلات ترفيهية تجارية إلى الفضاء قريبًا. تسيطر شركتا "فيرجين غالاتيك" التابعة للملياردير ريتشارد برانسون، و" بلو أوريجين" لمالكها الملياردير جيف بيزوس، على السياحة الفضائية حول العالم. وتستعد شركة "فيرجين غالاتيك" خلال الفترة المقبلة، لإطلاق رحلة سياحية إلى الفضاء على متن مركبتها الفضائية "سبايس شيب تو" محملة بـ 6 أشخاص، للتحليق على ارتفاع 15 ألف متر. وبمجرد الوصول إلى خط كارمان الوهمي الذي يرسم حدود الفضاء، تتاح الفرصة للركاب للتحليق في الفضاء لدقائق معدودة في ظل انعدام الجاذبية وعقب ذلك يعود الركاب إلى الأرض، بهبوط المركبة الفضائية في ميناء "فيرجين غالاكتيك" الفضائي الواقع في صحراء موهافي في كاليفورنيا.ويستلزم على الراغبين في الاستمتاع بهذه الرحلة الفضائية دفع 250 ألف دولار. ـ سبيس إكس تواجه صعوبات في مهمة إرسال البشر للفضاء : يبدو أن شركة سبيس إكس المملوكة للملياردير إيلون ماسك تواجه صعوبات في تنفيذ خططها لإرسال البشر إلى الفضاء خلال العام 2020 يأتي ذلك على خلفية تأكيد أحد المسئولين التنفيذيين بالشركة بأن الخطط التي كانت تعد لها الشركة لإرسال البشر للفضاء هذا العام " صعبة التنفيذ". وبالرغم من اقتراب سبيس إكس من الوصول لمعرفة السبب وراء تدمير كبسولة كرو دراجون بعد اشتعالها في أبريل 2019 خلال اختبارها في محطة فلوريدا الجوية، إلا أن هذه المهمة باتت صعبة. ـ مشروع وضع 3000 قمر صناعي: أعلنت شركة أمازون مشروعا لوضع 3000 قمر صناعي في المدار لتوفير الإنترنت فائق السرعة لما يصل إلى أربعة مليارات عميل جديد، في الوقت نفسه تطلق شركة سبيس إكس الأمريكية، التي أسسها إيلون موسك عام 2002 لصناعة الطيران وخدمات النقل الفضائي، تطلق 12 ألف قمر صناعي في مدار أرضي منخفض، وتعلن في الوقت ذاته أن هدفها التالي إرسال رواد فضاء إلى كوكب المريخ، عسى أن تسبق منافسيها، للاستثمار المستقبلي في الكوكب. موقع "فيسبوك" بالطبع ليس بعيدا عن تلك المنافسة، إذ يعمل على إطلاق أقماره الصناعية أيضا، فيما تقوم شركة بلو أورجن الأمريكية هي الأخرى ببناء الصواريخ ووحدات الهبوط لنقل البشر إلى القمر. وإذا وسعنا الدائرة فسنجد آفاقا رحبة للسياحة الفضائية وتعدين الكويكبات، ويتسع الحلم بالبعض ليصل إلى اليوم الذي يتم فيه إغلاق بعض المصانع على كوكب الأرض،على أن نشير في إعلان الإغلاق بأنه تم نقل المقر الرئيس للمصنع إلى القمر وربما كوكب زحل. ويبدو أننا أمام سباق فضائي محموم، يزيد من حدته توقعات بوصول قيمة عوائد اقتصاد الفضاء إلى عدة تريليونات دولار بحلول منتصف القرن، فإيرادات صناعة الفضاء التي تبلغ حاليا 325 مليار دولار، ومن المؤكد ومع النمو المتزايد في الصناعات الفضائية أن تتضاعف العوائد خلال أعوام قليلة. ـ بنك مورجان ستانلي تقريرا بعنوان "الآثار المترتبة على الاستثمار في الحدود النهائية: في عام 2017 أعد بنك مورجان ستانلي تقريرا بعنوان "الآثار المترتبة على الاستثمار في الحدود النهائية" وقدم مجموعة من المبررات القوية لدعم استثمار شركات القطاع الخاص في عالم الفضاء، وخلص إلى أنه بحلول عام 2040 سيكون اقتصاد الفضاء أحد أهم الصناعات على الأرض تقنيا بعيدا عن الأرض . في 2018 بلغ اجمالي الاستثمارات المختلفة في شركات الفضاء 3.23 مليار دولار، لتتجاوز بذلك استثمارات 2017 بنحو 689 مليون دولار، واستثمارات 2016 والتي حققت 3.03 مليار دولار. وتظهر البيانات المتاحة حاليا أن استثمارات الربع الأول من هذا العام في الصناعات الفضائية 1.7 مليار دولار، ويقدر هذا المبلغ بضعف ما استثمر خلال الربع الأخير من 2018. ويعد كثير من الخبراء تاريخ 8 ديسمبر 2018 بداية السباق بين الشركات الخاصة في مجال اقتصاد الفضاء. ففي هذا التاريخ أطلقت شركة سبيس إكس الأمريكية أول كبسولة من طراز "دراجون" على متن الصاروخ فالكون 9، لتصبح بذلك أول كيان غير حكومي يطلق كبسولة تدور حول الأرض باستخدام مركبة فضائية. الا ان الاختراق المتزايد لعالم الفضاء الرحب على يد شركات القطاع الخاص، سبقه تراكم استثماري لعقد تقريبا، بلغت خلاله القيمة الإجمالية للاستثمارات الخاصة في تلك الصناعة الفضائية 20.4 مليار دولار شملت مئات المشاريع الفضائية. ويعد عدد الشركات العاملة في هذا المجال، معيارا آخر لقياس النمو المتزايد والدور المستقبلي للقطاع الخاص في اقتصاد الفضاء، فقبل عشرة أعوام كان من السهل وضع قائمة بأسماء "شركات الفضاء"، فقد كان العدد محدودا ومتركزا في الأساس في الولايات المتحدة والدول الصناعية الكبرى، وفي مقدمة تلك الشركات حينها شركة "بوينج" و"لوكهيد مارتن"، ثم دخلت حفنة أخرى من الشركات في مرحلة تالية مثل شركة نورثروب جرومان، وأوربيتال ساينسز، وأيروجيت روكتداين، والآن ارتفع عدد شركات الفضاء الخاصة إلى 435 شركة، تتلقى استثمارات من 587 من صناديق الاستثمار، وذلك وفقا لشركة "سبيس إنجلز" المتخصصة في مجال توفير معلومات سوقية شاملة للمستثمرين الراغبين في الاستثمار في اقتصاد الفضاء، وفي غضون الأعوام القليلة المقبلة سيشهد العالم زيادة في عدد شركات الفضاء الخاصة لتصل إلى 1500 شركة. ويتوقع بحلول 2040 أن تزيد الإيرادات المحققة من "اقتصاد الفضاء" إلى تريليون دولار، فالوصول للفضاء الخارجي بات أكثر سهولة وأقل تكلفة، وفتح ذلك الباب على مصراعيه لأنشطة اقتصادية في الفضاء الخارجي لم تكن متوقعة من قبل، مثل السياحة في الفضاء، التي تجسد أحد أعلى درجات الخيال الإنساني، وباتت الآن في متناول البعض. و أعلنت شركة "فيرجن جالاكتيك" التابعة للملياردير البريطاني ريتشارد برانسون أنها تلقت طلبات من 600 شخص للاشتراك في رحلات للسياحة الفضائية تخطط لها، وجمعت دفعات مالية أولية بقيمة 80 مليون دولار من الراغبين في السفر، حيث يتوقع أن يبلغ سعر الرحلة 200 ألف دولار. ولا يقل أهمية عن ذلك تخطيط جيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون، بناء مركبة فضائية بحلول 2024، يمكنها نقل البشر عبر الفضاء إضافة إلى أطنان من البضائع، بما قد يعيد النظر في تكلفة السفر والنقل والشحن، وإلى حد ما في التكلفة الكلية للتجارة الدولية. وتتواكب تلك العلامات الإيجابية للاستثمار في اقتصاد الفضاء مع تحول مهم في العقلية الاستثمارية في هذا المجال، إذ يلاحظ أن المستثمرين الحاليين أكثر استعدادا لتحمل المخاطر الاستثمارية، مقارنة بالمستثمرين السابقين الذين توقفوا عن الاستثمار إثر تعرضهم للخسائر. ويبدو المستثمرون في الوقت الراهن أكثر ثقة بقدرتهم على مواصلة الاستثمار في صناعة الفضاء، يحركهم في ذلك آفاق الربحية الضخمة المتوقعة، والنجاحات التكنولوجية لاقتصاد الفضاء.لكن بعضهم يرصد تطورا آخر في اقتصادات الفضاء ويعدونه محوريا يجب الانتباه له.
|
|||||||||||||||