أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 16 فبراير 2020 3:25 م - التعليقات "أوبك": تأثير كورونا على سوق النفط ضعيف اعداد ـ فاطيمة طيبي يتوقع لتاثير لتفشي فيروس كورونا في الصين على سوق النفط العالمية أن "يبقى ضعيفا"، الا أن المنتجين مستعدون للتحرك في مواجهة أي تطورات جديدة والمنظمة تتابع عن كثب تطورات أسواق النفط تزامنا مع تطورات الوباء هذا ما قاله محمد عرقاب رئيس الدورة الحالية لمنظمة أوبك نهاية يناير 2020 ـ أوبك تراجع توقعات نمو الطلب على النفط لعام 2020 بسبب فيروس كورونا: خفضت "أوبك" في 12 من يناير 2020 توقعاتها للنمو العالمي في الطلب على النفط هذا العام بسبب تفشي فيروس كورونا وقالت إن إنتاجها تراجع بشكل حاد في يناير ، إذ يطبق المنتجون اتفاقا جديدا للحد من المعروض. وقالت المنظمة في تقريرها الشهري إنه من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بمقدار 990 ألف برميل يوميا، بانخفاض 230 ألف برميل يوميا عن توقعاتها السابقة. ومنذ الأول من يناير، تطبق أوبك وروسيا ومنتجون آخرون، في إطار ما يعرف باسم مجموعة أوبك+، اتفاقا لخفض الإنتاج بواقع 1.7 مليون برميل يوميا لدعم السوق. كما أن التزام أوبك بالتخفيضات فاق المطلوب في يناير ، إذ خفضت الإمدادات بواقع 509 آلاف برميل يوميا إلى 28.86 مليون برميل يوميا، وذلك بسبب تراجعات غير طوعية في ليبيا بجانب التخفيضات المتعمدة. كما عاودت أسعار النفط تحقيق مكاسب أسبوعية بعد سلسلة من الخسائر المتتالية عقب انتشار فيروس كورونا في الصين، وزاد خام برنت 5.23 % في أول مكاسبه الأسبوعية، خلال 6 أسابيع، بينما حقق الخام الأمريكي زيادة أسبوعية بنحو 3.44 %. وتنامت الأجواء الإيجابية في السوق مع تزايد الآمال في سرعة سيطرة الصين على فيروس كورونا إلى جانب توقع إجراء تدابير جديدة لإنعاش الاقتصاد الصيني وتجاوز مرحلة الركود الراهنة، فيما يراهن كثيرون على الخطوة الجديدة المتوقعة من تحالف "أوبك+" في مارس2020، وسط مؤشرات قوية على إجراء خفض جديد في مستويات الإنتاج لمواجهة وفرة الإمدادات في الأسواق ومعالجة ضعف الطلب العالمي على النفط.
وفي هذا الإطار، أشارت "أوبك" إلى تأكيد سهيل المزروعي وزير الطاقة والصناعة في الإمارات، أن النفط له مستقبل مشرق، وكذلك منظمة "أوبك" التي تقترب من الاحتفال بالذكرى الـ60 لتأسيسها، لأن "أوبك" كانت ولا تزال قوة ثابتة في قيادة العالم نحو تحقيق مزيد من النمو والازدهار، وهناك إرادة قوية نحو مواصلة القيام بهذا الدور في الأعوام المقبلة. ولفت تقرير حديث للمنظمة - نقلا عن المزروعي إلى قوله: إن منظمة "أوبك" أتاحت تحولا كبيرا في حياة الناس نحو مزيد من الازدهار في جميع أنحاء العالم، و أنه حتى مع تزايد التحول نحو موارد الطاقة المتجددة سيحتفظ النفط الخام بدوره الرئيس في مزيج الطاقة. كما أن التقدم التكنولوجي سيمكن أيضا من تعزيز قدرات صناعة النفط سيتحقق ذلك على سبيل المثال من خلال رفع مستويات الكفاءة في السيطرة على الانبعاثات والتقاط الكربون وتخزينه. وعد التقرير أن الإمارات تلعب دورها الكبير والمؤثر في المساهمة في خطة طموحة لتوسيع استخدام الطاقة المتجددة في السوق المحلية واعتماد استراتيجية فاعلة ومهمة في مجال الطاقة حتى 2050 وتتمثل أبرز ملامحها في اعتماد تحول كبير يتعلق بالموارد الجديدة.ونقلا عن الوزير المزروعي أن بلاده تتحول من مستوى نحو 100 % من الاعتماد على الغاز الطبيعي وهو أنظف مورد من موارد الوقود الأحفوري إلى 50 % مساهمة تأتي من موارد جديدة صديقة للبيئة وأبرزها مصادر الطاقة المتجددة بـ 44 % وموارد الطاقة النووية نحو 6 %، ويتوقع تغير شكل مزيج الطاقة على هذا النحو بشكل أكثر استقرارا بحلول 2050. وأوضح أن سياسات الطاقة الجديدة في الإمارات تتطلب نفقات ضخمة حيث يتم تخصيص نحو 160 مليار دولار لدعم المشاريع الجديدة للطاقة، وسيكون نصيب الوقود الأحفوري نحو 50 %، كما أن الهدف الرئيس سيظل هو الحد من البصمة الكربونية عن طريق التقاط الكربون وتخزينه. وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" كانت رائدة في نشر أحدث التقنيات تكنولوجيا التقاط وتخزين الكربون لخفض الانبعاثات وتحقيق الاستخدام الأفضل والأكفأ لموارد النفط والغاز الطبيعي. ـ نيجيريا و الاستثمارات بموارد الطاقة المتجددة: نقل التقرير عن تيمبري سيلفا، وزير الدولة النيجيري للموارد البترولية تركيز بلاده على زيادة الاستثمارات في مجال الطاقة لتلبية الاحتياجات المحلية المتنامية، خاصة الاستثمارات المتعلقة بموارد الطاقة المتجددة. وأضاف التقرير أن الدول المتقدمة لديها طموحات أكبر تجاه الطاقة المتجددة أكثر من الدول النامية، حيث يسعون إلى تحقيق أفضل ما لديهم من تنمية موارد الطاقة، بينما لا يزال النفط والغاز يمثلان ركيزة التنمية في الاقتصاديات النامية والناشئة، خاصة في إفريقيا وآسيا. كما أشار وزير الموارد البترولية إلى أنه بالنسبة لنيجيريا تحديدا، تركيز في المستقبل القريب على تعزيز استثمارات النفط والغاز، لأنه لا مبرر لتقليص الاستثمارات في قطاع البترول، لأهميته كما أن معالجة تغير المناخ ليست سباقا ضد النفط، بل هو في الواقع جهود مكثفة ضد انبعاثات الكربون، إلى و لا ينبغي لنا الضغط على الاستثمارات النفطية للوصول إلى مستوى الصفر، حيث من غير الموضوعية اعتبارها المسؤول الأوحد عن انبعاثات الكربون، فاستمرار دور النفط رئيسيا في مزيج الطاقة الطاقة حتى في ظل تزايد الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة. كما تحرص نيجيريا على الإشادة بالدور التاريخي لمنظمة "أوبك" في دعم استقرار السوق المستدامة وتسعى نيجيريا إلى تحديث المصافي القديمة ودعم خطط توسيع طاقة التكرير بدءا من الربع الأول من 2020، إضافة إلى تكثيف مشروعات الغاز في نيجيريا في 2021، فالحاجة إلى القيام بكثير في توزيع الغاز لضمان استقرار أفضل للطاقة. ـ فنزويلا و "إعلان التعاون" والميثاق المشترك : نقل التقرير عن مانويل سلفادور وزير البترول في فنزويلا ورئيس مؤتمر "أوبك" في 2019، أن العام الماضي شهد التوافق بين المنتجين على إجراءات حيوية منها تعديلات الإنتاج الإضافية والتقدم المستمر في ميثاق التعاون في تحالف "أوبك+"، ما جعله عاما مثمرا ومزدهرا للغاية، فالتأكيد على تعزيز التعاون المستمر بين "أوبك" والدول غير الأعضاء في المنظمة من خلال تطوير "إعلان التعاون" والميثاق المشترك. كما نقل التقرير عن الوزير الفنزويلي، أن العام الماضي كان مليئا بالتحديات في إشارة إلى العقوبات ضد قطاع النفط في بلاده واستهداف الاقتصاد الفنزويلي على نحو كبير، ما أوجد عديدا من المصاعب للشعب الفنزويلي ووجه ضربة إلى إنتاج النفط في البلاد. و تطلع فنزويلا إلى عودة إنتاج النفط في البلاد إلى مستوياته الطبيعية، لأن إنتاج فنزويلا سجل في 2018 مستوى ما بين 1.5 إلى 1.6 مليون برميل يوميا، وذلك قبل فرض العقوبات على البلاد في أوائل 2019. وكانت أسعار النفط قد ارتفعت أكثر من 1 % في ختام الأسبوع الاخير من يناير ، محققة أول مكاسبها الأسبوعية منذ أوائل يناير مع مراهنة المستثمرين على أن تأثير الفيروس التاجي سيكون قصير الأجل وتعلقهم بالأمل في مزيد من إجراءات التحفيز من البنك المركزي الصيني لمعالجة أي تباطؤ اقتصادي. وقال جيم ريتربوش رئيس ريتربوش وشركاه، في مذكرة "عملية التسييل الهائلة، التي دفعت الأسعار للانخفاض بشدة الشهر الماضي من المرجح أنها اكتملت لتحل محلها عملية شراء، فضلا عن تغطية مراكز مدينة من المضاربين، الذين دخلوا السوق حديثا". ـ المخزون الامريكي :
ويرى دان برويليت، وزير الطاقة الأمريكي أن تأثير تفشي الفيروس في الصين على أسواق الطاقة العالمية هامشي، ومن المستبعد أن يؤثر بصورة مأساوية في أسعار النفط حتى مع هبوط الطلب الصيني بمقدار 500 ألف برميل يوميا. وفي مواجهة تراجع الطلب، تدرس "أوبك" ومنتجون حلفاء، في إطار ما يعرف باسم "أوبك+"، خفض الإنتاج بما يصل إلى 2.3 مليون برميل يوميا. من جهتها، أفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بأن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام ارتفعت بأعلى من المتوقع وزادت مخزونات الخام 7.5 مليون برميل لتصل إلى 435 مليون برميل، وكان محللون قد توقعوا في استطلاع أن ترتفع المخزونات ثلاثة ملايين برميل. ونمت مخزونات الخام في نقطة التسليم في كاشينج في ولاية أوكلاهوما 1.7 مليون برميل ، وأظهرت البيانات ارتفاع استهلاك الخام في مصافي التكرير 48 ألف برميل يوميا نهاية يناير .. ـ محللون نفطيون.. انتشار فيروس كورونا يستدعي التحرك نحو تخفيضات أكثر عمقا: تستعد دول "أوبك" وحلفاؤها لمواجهة الأزمة من خلال خطة عمل طارئة وسط توقعات بعقد اجتماع وزاري استثنائي منتصف فبراير 2020 في ظل توقعات غالبة بتخفيض جديد في مستويات الإنتاج. وقال مختصون ومحللون نفطيون، إن الاقتصاد العالمي بالفعل في حالة ارتباك شديدة بعد تفشي فيروس كورونا في الصين، الذي وجه ضربة موجعة وقاصمة إلى الطلب على الوقود بعدما قامت شركات الطيران بإلغاء آلاف الرحلات الجوية إلى الصين، كما أن السلطات الصينية لا تشجع السفر جوا أو برا إلى أو خارج المناطق الأكثر تضررا وفرضت حظرا على نحو 11 مليون شخص. وأشاروا إلى دراسات أجرتها وكالة "بلاتس العالمية" تتوقع تراجع نمو الطلب بنحو 15 % من النمو المتوقع الإجمالي للطلب على النفط هذا العام، مبينين أن استمرارية أزمة فيروس كورونا قد تقود لخسارة الطلب على النفط الخام بأكثر من 50 % من تقديرات نمو الطلب لهذا العام.
وأكد روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن أزمة فيروس كورونا يتفاقم و أن الطلب على وقود الطائرات والبنزين والديزل على الأرجح سيجتاز ظروفا صعبة في الأسابيع المقبلة، ما يعني مزيدا من المعاناة لمصافي الصين ولمصافي التكرير الآسيوية بشكل عام. وذكر أن تحرك تحالف "أوبك+" نحو تدشين تخفيضات أكثر عمقا في مستويات الإنتاج قد يكون هو الحل الوحيد في ظروف السوق الراهنة وفي ظل الأعباء والضغوطات الواسعة على الأسعار بسبب وفرة العرض في مقابل ضعف الطلب، معتبرا أن لقاء وزراء "أوبك+" المحتمل في منتصف فبراير 2020 يعد استجابة سريعة وجيدة لتطورات السوق. من ناحيته، قال لوكاس برتهرير المحلل في شركة "أو إم في" النمساوية للنفط والغاز، إن كل يوم تطول فيها أزمة الفيروس يمكن أن يكون له تأثير كبير في النمو الاقتصادي في الصين، الذي كان يعاني بالفعل قبل أزمة الفيروس، وذلك جراء الحرب التجارية، التي استمرت أكثر من 18 شهرا وما زالت مستمرة بصورة أو أخرى، معتبرا أن القيود على السفر وما شابهها تزيد الأوجاع على عاتق الاقتصاد الصيني. مؤكدا أن العلاقة وثيقة للغاية وبأكثر ما يعرف كثيرون بين الطلب على النفط الخام في الصين وبين الطلب العالمي على النفط الخام، و أن انتعاش ونمو أي اقتصاد في العالم لا يمكن أن يتحقق في ظل هذه الأجواء المتوترة والمخاوف الغالبة على كل دول العالم، خاصة مع تعليق العمل في عديد من الشركات الدولية وإجلاء موظفيها من الصين. وتعطلت سلاسل الإمدادات في ثاني أكبر اقتصاد ومستهلك للوقود في العالم، ما دفع "سينوبك"، أكبر شركة تكرير في الصين، لخفض الإنتاج نحو 12 % الشهر الجاري. كما واصلت أسعار النفط التراجع في الرابع من شهر فبراير 2020.
|
|||||||||||||||