أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
17 فبراير 2020 2:09 م
-
نقص العمالة في المهارات التكنولوجية المتخصصة يعرقل النمو الألماني

نقص العمالة  في المهارات التكنولوجية المتخصصة يعرقل النمو الألماني

 

اعداد ـ فاطيمة طيبي

غرفة الصناعة والتجارة في ألمانيا (دي آي إتش كيه) كانت قبل سنتان حذرت من النقص في العمالة المتخصصة  حيث  تكون الشركات مضطرة للبحث " بصورة ملحة للغاية" عن عاملين مؤهلين مناسبين وأن الكثير من الوظائف لا تزال شاغرة، حيث أن هناك نحو 1.6 مليون وظيفة شاغرة لا يمكن شغلها على المدى البعيد. ونوهت الغرفة إلى أنها عازمة على زيادة تركيزها مستقبلا على التدريبات في مجال العمل الرقمي.

كشفت دراسة حديثة أن نقص المهارات التكنولوجية للعاملين يعرقل الرقمنة في الشركات المتوسطة في ألمانيا


وبحسب "الألمانية"، أظهرت الدراسة، التي أجراها بنك التنمية الألماني المملوك للدولة "كيه إف دابليو"، أن ثلث الشركات الصغيرة والمتوسطة ليس بمقدورها تغطية الحاجة إلى الخبرات والقدرات الرقمية. ووفقا للدراسة، التي نشرت نتائجها في الرابع من فبراير 2020، إن 38 %   من الشركات ترى أن نقص الخبرات التكنولوجية للعاملين يشكل عقبة أمام الرقمنة. وكانت تبلغ نسبة الشركات التي ترى ذلك في دراسة أجريت عام 2016 نحو 29 %

ـ "التدريب التكميلي:

  قال اخيم دريكس ،نائب الرئيس التنفيذي لغرفة الصناعة والتجارة:" من لديه الحافز للتأهل المهني ويستثمر في تعليمه التكميلي، فإن هناك احتمالا كبيرا أن يرتقي في عمله الوظيفي". وأعرب 65% من المستطلع آراؤهم عن اعتقادهم بأن التعليم التكميلي كان له تأثير إيجابي على حياتهم المهنية، وكانت أغلب هذه الحالات متعلقة بأصحاب المناصب العليا والمسؤولية الأكبر والدخل الأفضل.   وفيما يتعلق بالأسباب الرئيسية للالتحاق بدورات التعليم التكميلي، قال 66% ممن شملهم الاستطلاع إن السبب في ذلك يرجع إلى سعيهم للترقي الوظيفي، فيما قال 46% إن السبب يرجع إلى رغبتهم في زيادة رواتبهم. وقال 85% ممن شملهم الاستطلاع إن هناك أسبابا شخصية مثل الرغبة في توسيع نطاق المعرفة المكتسبة والأفق الفكري أو زيادة استقلاليتهم. وأوضحت الغرفة أن 1.7% فقط من الخريجين الحائزين على تعليم مهني عال، عاطلون، فيما بلغت نسبة البطالة بين الأكاديميين 2.4%.

 كما قالت فريتسي كولر- جايب رئيسة قطاع الشؤون الاقتصادية في البنك : "مسيرة رقمنة الشركات المتوسطة بدأت خلال الأعوام الأخيرة"، مبينة أن كفاءات الرقمنة لدى العاملين لا تزال متراجعة عن التطور الراهن. وأضافت: "التدريب التكميلي أهم استراتيجية للحل، لكن يتم إهماله في كثير من الأحيان لأسباب تتعلق بالتكاليف أو الوقت". وبحسب بيانات البنك، فإن العقبة كبيرة على وجه الخصوص بالنسبة للشركات الصغيرة. وترى كولر- جايب أنه يمكن مواجهة هذه المشكلة عبر استخدام صيغ تعليمية رقمية، مثل فيديوهات تعليمية أو حلقات دراسية على الإنترنت. كما أوضحت أن هذه الصيغ تتيح تعلم مرن وغير متوقف على الوقت أو المكان، وهو ما يناسب على نحو جيد متطلبات الشركات الصغيرة.

ـ مهارات التعامل مع البرمجيات والأجهزة:

 شملت الدراسة التي أجريت في خريف عام 2018 نحو ألفي شركة.


وفقا للبيانات، انه  تحتاج كافة الشركات المتوسطة تقريبا حاليا إلى مهارات أساسية في التعامل على سبيل المثال مع البرمجيات والأجهزة، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحي.

وبحسب نفس الدراسة، فإن هذه المهارات لا تمثل أي أهمية بالنسبة لـ 8 % فقط من الشركات، بينما ترى أكثر من نصف الشركات أن المهارات الرقمية تمثل أهمية بالنسبة لها، مثل البحث على الإنترنت والتعامل مع منصات التواصل الاجتماعي والتسويق الإلكتروني. وترى 45 % من الشركات أنه من الضروري بالنسبة لها أن يتمكن موظفوها من التعامل مع برمجيات خاصة أو آلات إنتاج رقمية. وتجدر الإشارة إلى أن الشركات المتوسطة التي شملتها الدراسة هي التي لا تزيد أرباحها السنوية على 500 مليون يورو. 

 وأوضحت مؤسسة هانز- بوكلر الألمانية البحثية أن ثلاثة أرباع مجالس العمال  يرون صلة بين عبء العمل والمتاعب الصحية بين الموظفين. وللتوصل لهذه النتيجة، قيمت إلكه ألرس الخبيرة الألمانية المعنية بالوقاية في العمل استطلاعا شمل 2300 ممثل عن عاملين في ألمانيا يرجع لعام 2018. وصرح 81 % ممن شملهم الاستطلاع أن حجم العمل زاد بشكل واضح في العامين السابقين في شركاتهم. وقال 75 % منهم تقريبا إن المتطلبات الواقعة على العاملين فيما يتعلق بإنجاز العمل والمهارات المتعددة ارتفعت أيضا. كما أوضح نصفهم أن جودة العمل ضعفت بسبب ذلك.

وبحسب أعداد المكتب الاتحادي للإحصاء في ألمانيا، أبلغ عاملون في ألمانيا عن 10.6 يوم عطلات مرضية في المتوسط في عام 2018، علما بأنه تم حساب أيام العطلات المرضية اعتبارا من ثلاثة أيام فصاعدا، ومن ثم فإن العدد الفعلي لأيام العطلات المرضية يزيد على ذلك. وأظهرت بيانات المكتب الاتحادي للإحصاء أنه كان هناك ارتفاع طفيف في عدد أيام العطلات المرضية في الفترة بين 2008 و2016، ثم حدث تراجع. وبحسب البيانات، زاد عدد أيام العطلات المرضية بقوة خلال الأعوام الماضية بسبب اضطرابات نفسية..

ـ  الاقتصاد الألماني في 2020 يواجه نقص العمالة المتخصصة:

 توقع ديتليف شيله، الرئيس التنفيذي للوكالة الاتحادية للعمل في ألمانيا، استمرار عرقلة نقص العمالة المتخصصة لنمو الاقتصاد الألماني في 2020. و قال شيله إن النقص في العمالة المتخصصة سيكون عاملا حاسما في عرقلة نمو الاقتصاد الألماني.الا اني لا نرى أن البطالة ستزيد .

وذكر شيله أن المشكلة الرئيسة في العام المقبل ستكون عدم حدوث ارتفاع في عدد السكان العاملين في ألمانيا وذلك لأول مرة. وأعرب شيله عن اعتقاده بأن هذا الأمر له تأثير إيجابي على البطالة في أوقات الحالة الاقتصادية الضعيفة.  فأرباب العمل يفكرون طويلا  في هذه الحالة  قبل فصل أي شخص .

يذكر أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حذرت من هجرة الشركات من ألمانيا بسبب نقص العمالة الماهرة. وقالت ميركل منتصف الشهر فبراير 2020 : "نعرف عديدا من الورش والمصانع التي تبحث بصورة ملحة عن أيد عاملة ماهرة .. لذلك من الضروري أن نسعى إلى توفير عمالة ماهرة على نحو كاف، وإلا ستضطر الشركات إلى الهجرة من البلاد  وهذا لا نريده بالطبع . وذكرت ميركل أنه يتعين تطبيق قانون جذب العمالة الماهرة، الذي سيدخل حيز التنفيذ في أول مارس  2020، على نحو فعال بسرعة.

 وأضافت: "دون عمالة ماهرة كافية لا يمكن لمركز اقتصادي أن ينجح.. فمن ناحية نريد بالطبع الاستفادة من إمكاناتنا المحلية في الأيدي العاملة عبر توفير التدريب الجيد لكل الناس بقدر الإمكان، ومن ناحية أخرى يجب جذب عمالة ماهرة من الاتحاد الأوروبي إلى ألمانيا". وأشارت ميركل إلى أن هناك بالفعل 2.5 مليون مواطن من الاتحاد الأوروبي يعملون في ألمانيا.لكن هذا وحده لن يكفي، لذلك يتعين علينا السعي لجذب عمالة ماهرة من خارج الاتحاد الأوروبي أيضا، الحكومة الألمانية وفرت الأطر القانونية لذلك عبر قانون جذب العمالة الأجنبية الماهرة، مضيفة  لكن يتعين الآن أيضا أن نعثر في العالم على الأفراد الذين لديهم استعداد للقدوم إلى ألمانيا .

ـ وكالة "إدلمان" و "مؤشر الثقة" :

 كشف استطلاع حديث أن 73 % من الألمان يساورهم خوف من فقد وظائفهم. وجاء في الاستطلاع الذي أجرته وكالة "إدلمان" الاستشارية تحت اسم "مؤشر الثقة" أن السبب في ذلك يرجع بالنسبة لكثير منهم إلى التحول التكنولوجي.

وقال رئيس الوكالة ريتشارد إدلمان على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: "يتوقع الناس مستقبلا سيئا، إنهم يشعرون بالتوتر". فالمخاوف من تلاشى بعض أماكن العمل نتيجة تزايد الأتمتة، وأوضح، على سبيل المثال، أنه ليس من الواضح مثلا ما يعنيه تطوير سيارات ذاتية القيادة بالنسبة لسائقي الشاحنات، لافتا إلى أن هناك أيضا مخاوف من تراجع الأموال التي يكسبونها أو فقدان الاعتراف الاجتماعي. وبحسب الاستطلاع، يرى نحو نصف الألمان أن التحول التكنولوجي يتقدم بوتيرة سريعة للغاية في ألمانيا. وقال إدلمان إنه يتعين على الأوساط الاقتصادية والحكومية تضافر الجهود من أجل استعادة كسب ثقة المواطنين، مع أهمية توفير أجور عادلة وكذلك فرص لتدريب العاملين.

ـ  شركات الريف الألماني تعاني نقص العمالة الماهرة:

 كشفت دراسة حديثة أن الشركات المتوسطة في المدن الكبيرة في ألمانيا تعاني مشكلات أقل من نظيراتها في المناطق الريفية فيما يتعلق بنقص العمالة الماهرة.

ووفقا لـ"الألمانية" يتوقع 70 %، من الشركات الصغيرة والمتوسطة في المناطق الريفية مواجهة صعوبات في العثور على عمالة مناسبة، بينما بلغت نسبة الشركات التي تتوقع ذلك في المدن الكبيرة 54 %.

ويخشى ثلثا الشركات المتوسطة بشكل عام، مواجهة مشكلات في توظيف عمالة ماهرة خلال السنوات الثلاث المقبلة، وذلك بحسب بيانات الدراسة التي أجراها بنك التنمية المملوك للدولة. وأشارت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في العشرين من شهر يوليو 2019 ، إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة في المدن الكبيرة، التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة على الأقل، أكثر نجاحا في المنافسة على العمالة الماهرة الضئيلة، حيث تستطيع جذب موظفين من مناطق أخرى على نحو أكثر مقارنة بالشركات في المناطق الريفية.

وعزت الدراسة ذلك إلى أن المدن أكثر جاذبية لكثير من الموظفين، حيث أن 44 % من الشركات المتوسطة في المدن الكبيرة موظفون يضطرون للسفر يوميا إلى عملهم، بينما تبلغ هذه النسبة في المناطق الريفية 26 % فقط إلى ذلك أظهر مسح لمعهد "آي دبليو" الاقتصادي في كولونيا، أن العامل الرئيس الذي يعوق الشركات في ألمانيا يتمثل في نقص العمالة الماهرة، متفوقا على المخاوف من سياسات الحماية الأمريكية، 

وكان مركز للأبحاث  "بوسطن كونسالتنت جروب"  حذر من أن ألمانيا لا تواجه فقط مشكلة تناقص أعداد القوى العاملة، لكن أيضا عدم توافر المهارات التي يبحث عنها المشغلون. وتوقع مركز الأبحاث أن تعاني ألمانيا نقصا في العمالة بعدد 2.4 مليون عامل في 2020، وأن يرتفع إلى 10 ملايين عامل في 2030، بسبب الحاجة إلى قوى عاملة في مجال الأعمال البسيطة.

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 19 ساعةانسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ ينذر بتحول زلزالي في السياسة المناخية21 يناير 2025 2:43 مبعد ساعات من تنصيبه.. ترامب يوقع سلسلة من الأوامر التنفيذية والتوجيهات21 يناير 2025 12:37 متعديلات وتحديثات جديدة لتعزيز وتفعيل دور صناديق التقاعد20 يناير 2025 1:05 مدافوس 2025.. التعاون من أجل العصر الذكي" في ظل عالم مجزأ وجمود اقتصادي شامل19 يناير 2025 3:12 ممفاجآت بيتكوين في 2025.. تقلبات وتغيرات العملة المشفرة تقودها لصعود غير متوقع15 يناير 2025 3:57 مفترة حكم جو بايدن على الميزان الداخلي والدولي12 يناير 2025 3:07 متمديد الأفق الزمني لمعدلات التضخم المستهدفة قرار واقعي يعكس رؤية المركزي8 يناير 2025 3:45 مبصمة "إيلون ماسك" في عهد ترامب بين الرفض والقبول الدولي6 يناير 2025 3:33 موزير المالية ولقاءات حوارية حول برنامج الطروحات الحكومية والإعفاءات الضريبية والديون وزيادة الأجور5 يناير 2025 1:15 مالحصاد السنوي حول تطورات الشراكات مع بنوك التنمية والشركاء الثنائيين خلال 2024

التعليقات