أبحاث

 اعداد ـ فاطيمة طيبي      

جهود مجموعة  العشرين على مدى الرئاسات السابقة  تؤكد ان التزام القادة في قمتي بوينس آيرس وأوساكا، على دعوة الدول الأعضاء والمنظمات الدولية ذات الصلة، بهدف إصلاح قطاع التجارة العالمي، بما في ذلك الإصلاح الضروري لمنظمة التجارة العالمية.

 هذا ما أكدته السعودية من خلال مبادرة الرياض حول مستقبل منظمة التجارة العالمية التي تعمل عليها اثناء رئاستها لمجموعة العشرين 2020، والتي  تهدف إلى استعادة النمو وتعزيز التعافي والحاجة إلى الإصلاح.

وذكر تقرير للأمانة العامة لمجموعة العشرين 2020 برئاسة السعودية، أن مبادرة الرياض تهدف إلى:

ا ـ  تحديد أرضية مشتركة لمبادئ السياسة التجارية التي يمكن أن توفر الأساس لمناقشات إصلاح منظمة التجارة العالمية دون إيجاد مسار مواز للمفاوضات.

ب ـ  الهدف الآخر والذي يتعلق بـ"الحاجة إلى الإصلاح"، التي تعمل عليها أيضا المبادرة انطلاقا من التزام قادة مجموعة العشرين بالعمل بشكل بناء من أجل الإصلاح الحتمي لمنظمة التجارة العالمية، والتي تسعى إلى توفير الدعم السياسي المبني على المبادئ التأسيسية التي ستدعم المنظمة على مدى الأعوام الـ25 المقبلة وما بعدها.

وأشار التقرير إلى أن العربية السعودية  قدمت مبادرة الرياض لمستقبل منظمة التجارة العالمية لأول مرة في  شهر مارس 2020 خلال الاجتماع الأول لمجموعة عمل التجارة والاستثمار لمجموعة العشرين. كما ذكر التقرير ايضا  أن مجموعة عمل التجارة والاستثمار لمجموعة العشرين التي تعمل تحت مظلة وزارتي التجارة والاستثمار في دول المجموعة، تسعى إلى تحقيق أولوياتها خلال العام الرئاسي للمملكة، تتمثل في "تعزيز التجارة الدولية والاستثمار" التي ستواصل مجموعة العشرين بناء المرونة في سلاسل التوريد العالمية وتعزيز الاستثمار الدولي.

في حين ستعمل مجموعة العشرين أيضا بلا كلل لدعم تعزيز القدرة التنافسية الدولية للمنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة لتيسير مشاركتها الأكبر في الاقتصاد العالمي، وكذلك "تعزيز التنويع الاقتصادي" التي ستعزز التنويع الاقتصادي لضمان التعافي الاقتصادي على المديين القصير والطويل، فضلا عن التطورات التجارية الدولية الحالية  لتشجيع نظام تجاري متعدد الأطراف، بما في ذلك إصلاح منظمة التجارة العالمية، حيث تقود هذه الجهود مبادرة الرياض لمستقبل منظمة التجارة العالمية.

ـ أرضية الأعمال والإنجازات:

وشدد التقرير على أن السعودية ستعمل مع جميع أعضاء مجموعة العشرين لإيجاد أرضية مشتركة تبنى على الأعمال والإنجازات التي تمت خلال الرئاسات السابقة، وسيكون شعار المجموعة في هذا العام هو "اغتنام فرص القرن الـ21 للجميع".

وأشار إلى أنه مع زيادة أهمية تعزيز النظام التجاري المتعدد الأطراف القائم على أساس القواعد خلال أزمة كوفيد - 19، دعا قادة مجموعة العشرين وزراء التجارة في بيانهم الاستثنائي في 26 مارس  2020 إلى تعزيز العمل المشترك الذي يهدف إلى ضمان استمرارية سلاسل التجارة والإمداد. وأضاف التقرير أنه في هذا الصدد عقد وزراء التجارة والاستثمار اجتماعا استثنائيا في 14 مايو 2020 حيث اتفقوا على إجراءات مجموعة العشرين لدعم التجارة والاستثمار العالميين استجابة لكوفيد - 19، ومن أبرزها "الإجراءات الجماعية قصيرة المدى" لأجل التأكد من أن أي تدابير تجارية طارئة مصممة للتعامل مع جائحة كوفيد - 19 مستهدفة ومتناسبة وشفافة ومؤقتة وتعكس اهتمامنا بحماية الفئات الأكثر ضعفا، ولا توجد حواجز غير ضرورية للتجارة أو تعطل سلاسل الإمداد العالمية، وتتوافق مع قواعد منظمة التجارة العالمية.

ـ استبدال المنظمة بكيان آخر:

يؤكد رئيس فريق عمل التجارة والنمو والاستثمار الدكتور سعيد الشيخ بخصوص نوايا مجموعة العشرين للتوصية باستبدال كيان آخر بمنظمة التجارة، أن من أهم التوصيات التي تم الوصول إليها مؤخراً هي دعوة دول مجموعة العشرين للبدء في حوار يهدف إلى تحديد ومعالجة مواضيع الخلاف، فالحوار ليس المقصود منه استبدال المنظمة كمنتدى للتفاوض ووضع قواعد العمل وإنما توفير منصة لبناء الثقة المتبادلة بين أصحاب المصلحة في منظمة التجارة العالمية.اذ لا بد من التعجيل في وضع قواعد عمل جديدة تواكب المتغيرات العالمية مع الحفاظ على المبادئ الأساسية، وكذلك وضع خطط عمل ملموسة لتحقيق مقترحات الإصلاحات الواردة في البيانات المختلفة للمجموعة.

ـ تحسين بيئة الحوار بين أعضاء المنظمة:

يضيف الشيخ أن المقترحات الأخيرة في نقاشات مجموعات العمل تضمن التوصية لمجموعة العشرين بتمكين فريق عمل التجارة والاستثمار في تحسين بيئة الحوار بين أعضاء المنظمة، مشيراً في ذات الخصوص إلى أنه على المجموعة توفير أمر رسمي واضح وقابل للتنفيذ إلى فريق عمل التجارة والاستثمار لتفعيل الإطار الذي من خلاله يتم تحديد التحديات التي يتعين التصدي لها. واستطرد:  من الضروري أن تولي مجموعة العشرين فريق عمل التجارة والاستثمار وضع خريطة طريق تشتمل على برامج عمل طويلة المدى وواضحة من أجل مقترحات لإصلاح المنظمة تكون قابلة للتنفيذ".

ـ الوباء أضاف حالة من عدم الاستقرار للتجارة العالمية:

وحول رؤى فريق العمل بالظروف التجارية العالمية، يؤكد الشيخ: "لا شك أن التعامل مع الحالات الطارئة التي تشوه التجارة الدولية حظي باهتمام منظمة التجارة العالمية، كما أن البيان الوزاري لمجموعة العشرين في مارس  2020 أشار إلى أن تدابير التجارة في مثل حالة وباء كورونا التي تهدف لتخفيف الآثار السلبية يجب ألا تعيق الوصول إلى المنتجات الطبية والسلع والخدمات الضرورية".

وزاد رئيس فريق عمل التجارة والنمو والاستثمار أن مجموعة العشرين أشارت إلى أن هذه التدابير يجب أن تكون موجهة ومتناسبة وشفافة وبما تتفق مع قواعد منظمة التجارة العالمية، مبيناً أن الوباء أضاف حالة من عدم الاستقرار للتجارة العالمية، ما ضاعف من أهمية أن تتولى المنظمة لعب دورها في القيام بعزل شؤون التجارة الدولية عن الوباء.

  ـ 15 تدبيرا حكوميا خلال الجائحة تناقش على طاولة منظمة التجارة : 

  ناقشت لجنة وصول السلع إلى الأسواق في منظمة التجارة العالمية 15 إجراء تجاريا اتخذتها الحكومات خلال أزمة كوفيد - 19 وكيفية تأثيرها في حرية الوصول إلى الأسواق والحد من آثار الإجراءات. ويعني وصول السلع إلى الأسواق الشروط والتدابير التعريفية وغير التعريفية التي يتفق عليها الأعضاء لدخول سلع محددة إلى أسواقها. وتوجد التزامات تعريفية تتعلق بالسلع في جداول امتيازات كل عضو.

وتمثل الجداول:

ـ  التزامات بعدم تطبيق تعريفات أعلى من المعدلات المدرجة - وهذه المعدلات "ملزمة".

 ـ يجري تناول التدابير غير التعريفية في إطار اتفاقات محددة.

 ـ يسعى أعضاء المنظمة إلى مواصلة تحسين فرص الوصول إلى الأسواق من خلال برامج عمل المنظمة والمفاوضات..

ـ ناقش الأعضاء، سبل ضمان رفع تدابير الطوارئ التي اتخذت لتقييد الصادرات عندما لا تعد ضرورية.حيث تناولوا 15 مسألة تجارية محددة، نوقش خمس منها للمرة الأولى.

ـ قلق روسي : 

 أعربت روسيا، التي انضم إليه أعضاء آخرون، عن قلقها إزاء استراتيجية الاتحاد الأوروبي الجديدة "الصفقة الخضراء الأوروبية" التي تم الكشف عنها في ديسمبر 2019 بهدف التخفيف من آثار تغير المناخ بفرض إجراءات، بما في ذلك إجراء تخفيضات كبيرة في انبعاثات الكربون. وأشارت روسيا إلى أن المقترحات الواردة في المبادرة تبدو "غير متسقة مع قواعد منظمة التجارة". وطلبت من بروكسل ضمان ألا تعطل الاستراتيجية الجديدة التجارة الدولية وتوضيح وضع التشريع وكذا القطاعات والمنتجات التي ستتأثر.

ـ ردود :

ردا على ذلك..

ـ 1  ذكر الاتحاد الأوروبي التزامه بالحياد المناخي (أي صفر بحت من انبعاث الكربون) بحلول عام 2050. وقال إذا لم يتخذ الشركاء التجاريون للاتحاد الأوروبي - الدول المرشحة للانضمام للتكتل الأوروبي - إجراءات مناخية مماثلة، فهناك خطر من أن تنقل الشركات إنتاجها إليها، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية (تسرب الكربون) ومثل هذا سيعوق انضمامها للاتحاد الأوروبي.

2 ـ  المفوضية الأوروبية تعتزم تحديد سعر الكربون على واردات بعض السلع من قطاعات مختارة في 2021. وقبل ذلك، سيجرى تقييم لأثر الآلية، مع مراعاة قواعد منظمة التجارة والاتفاقات التجارية.

3 ـ  أعربت روسيا عن قلقها إزاء التعديل الأخير لمشروع جدول السلع الذي اقترحته بريطانيا لالتزاماتها المتعلقة بالوصول إلى الأسواق في مرحلة ما بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. وقالت: هذه التعديلات تعيد صياغة الالتزامات القائمة من اليورو إلى الجنيه الاسترليني. وطلب عديد من الأعضاء من لندن ضمان أن يكون هذا التحويل عادلا ولا يؤدي إلى فقدان الوصول إلى السوق البريطانية.

4 ـ  قالت بريطانيا أن تعريفتها الجديدة التي تعتزم تطبيقها من 1  يناير  2021 مصممة خصيصا للاقتصاد البريطاني، ومن ثم يتعين التعبير عنها بالعملة الوطنية. وقالت إن جدول التزاماتها أمام منظمة التجارة سيحتاج أيضا إلى تعديل وإعادة التعبير عنه بالجنيه الاسترليني. وذكرت أن سعر الصرف المقترح يمثل متوسط أسعار الصرف اليومية بين عامي 2015 و2019.

ـ قلق تجاري:

وأعربت تايلاند عن قلق تجاري يتعلق بحظر فرضته نيبال على استيراد مشروبات الطاقة. وقالت: إنه منذ دخول اللائحة حيز التنفيذ في 17 يونيو  2019، لم يتمكن قطاعها الخاص من تصدير هذا النوع من المنتجات إلى نيبال. وحثت تايلاند كاتماندو على إبلاغ منظمة التجارة بهذا الإجراء وتقديم أي دليل علمي حول آثار مشروبات الطاقة التي تبرر الحظر. وانضمت الولايات المتحدة إلى جانب تايلاند.

ردت نيبال بأن هذه التدابير كانت مؤقتة وأنها تستجيب لطفرة "صاروخية" في الواردات أدت إلى فجوة تجارية ضخمة، ما شكل تحديات شديدة للتنمية الاقتصادية للبلد. وقالت إنها ما زالت ملتزمة بحل هذه القضية مع تايلاند بشكل ثنائي.

الاتحاد الأوروبي .. أعرب عن قلقه إزاء قيود تفرضها روسيا على استيراد منتجات الوقود المكرر. واستفسر الممثل الأوروبي عن الأساس المنطقي لإجراء يؤثر في صادرات عديد من الدول الأعضاء في الاتحاد، بما في ذلك،  تلك التي لديها استثمارات في صناعة النفط الروسية. وطلبت بروكسل من روسيا توضيح ما إذا كانت تعتزم إبلاغ منظمة التجارة بهذه القيود. أجابت روسيا بأن الإجراء مؤقت وينتهي في 1 أكتوبر 2020.

سويسرا.. دأعربت عن قلقها إزاء قرار تركيا بزيادة معدلات الرسوم على نحو أربعة آلاف خط تعريفي، وطلبت توضيحات بشأن نطاق ومدة هذا التدبير. ردت تركيا بأنها ستعيد دراسة القرار وتقدم التوضيحات المطلوبة.

من بين الشواغل التجارية الأخرى التي ظهرت في لجنة الوصول إلى الأسواق ممارسات تقييدية تتبعها أنجولا في مجال الاستيراد، رسوم جمركية تفرضها الصين، رسوم جمركية مفروضة على الاتصالات السلكية واللاسلكية وغيرها من المنتجات في الهند، قيود كمية تفرضها الهند على واردات بعض البقول، رسوم جمركية تفرضها إندونيسيا على منتجات الاتصالات السلكية واللاسلكية، قيود كمية تفرضها منغوليا على استيراد بعض المنتجات الزراعية.

على نحو مماثل، ناقشت لجنة التدابير الصحية وتدابير الصحة النباتية مجموعة من التدابير المتعلقة بسلامة الأغذية وصحة الحيوان والنبات التي تبنتها الدول الأعضاء خلال أزمة كوفيد - 19. وأعرب عديد من البلدان عن قلقها بشأن متطلبات الاستيراد التي قال إنها "أكثر صرامة من اللازم .

أخبار مرتبطة

منذ 18 ساعةانسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ ينذر بتحول زلزالي في السياسة المناخية21 يناير 2025 2:43 مبعد ساعات من تنصيبه.. ترامب يوقع سلسلة من الأوامر التنفيذية والتوجيهات21 يناير 2025 12:37 متعديلات وتحديثات جديدة لتعزيز وتفعيل دور صناديق التقاعد20 يناير 2025 1:05 مدافوس 2025.. التعاون من أجل العصر الذكي" في ظل عالم مجزأ وجمود اقتصادي شامل19 يناير 2025 3:12 ممفاجآت بيتكوين في 2025.. تقلبات وتغيرات العملة المشفرة تقودها لصعود غير متوقع15 يناير 2025 3:57 مفترة حكم جو بايدن على الميزان الداخلي والدولي12 يناير 2025 3:07 متمديد الأفق الزمني لمعدلات التضخم المستهدفة قرار واقعي يعكس رؤية المركزي8 يناير 2025 3:45 مبصمة "إيلون ماسك" في عهد ترامب بين الرفض والقبول الدولي6 يناير 2025 3:33 موزير المالية ولقاءات حوارية حول برنامج الطروحات الحكومية والإعفاءات الضريبية والديون وزيادة الأجور5 يناير 2025 1:15 مالحصاد السنوي حول تطورات الشراكات مع بنوك التنمية والشركاء الثنائيين خلال 2024